المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة عبيطة



الصفحات : [1] 2

خالد بن الوليد
2008-04-03, 11:43 AM
تصلني دائما هذه القصة المتخلفة عبر الإيميل .. ومع الوقت وجدت انها منتشرة جدا على صفحات الإنترنت ، ثم رددها على مسامعي أحد الأصدقاء ، ثم حكاها لي أحد أقاربنا ، ثم تصادف أنني ركبت بالأمس سيارة (تاكسي) وكان السائق يستمع إلى درس لفضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وغفر له .. وكانت صدمتي مفجعة حين وجدته ييحكيها هو الآخر وسط إعجاب وتهليل الحاضرين في الدرس .

ولعل أحدا منكم لم يقرأها .. لذا سأدرجها لكم .


هذه القصة حدثت في مدينة البصرة في العراق وبطلها يدعى أبو اليزيد وهي مذكورة في التاريخ وذكرها الشيخ الجليل عبدالحميد كشك رحمه الله حيث رأى أبا اليزيد في منامه هاتفاً يقول له قم وتوضأ واذهب الليلة إلى دير النصارى وسترى من آياتنا عجبا فذهب ..

وهو العارف بالله ابواليزيد البسطاني عندما سمع الهاتف بعد صلاة الفجر توضأ ودخل الدير عليهم وعندما بدأ القسيس بالكلام قال لا أتكلم وبيننا رجل محمدي قالوا له وكيف عرفت ؟

قال : سيماهم في وجوههم .. فكأنهم طلبوا منه الخروج ولكنه قال : والله لا أخرج حتى يحكم الله بيني وبينكم ..!!

قال له البابا : سنسألك عدة أسئلة وإن لم تجبنا على سؤال واحد منها لن تخرج من هنا إلا محمولاً على أكتافنا .. فوافق أبو اليزيد على ذلك وقال له اسئل ما شئت :

قال القسيس :

ما هو الواحد الذي لا ثاني له ؟
وما هما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟
ومن هم الثلاثة الذين لا رابع لهم ؟
ومن هم الأربعة الذين لا خامس لهم ؟
ومن هم الخمسة الذين لا سادس لهم ؟
ومن هم الستة الذين لا سابع لهم ؟
ومن هم السبعة الذين لا ثامن لهم ؟
ومن هم الثمانية الذين لا تاسع لهم ؟
ومن هم التسعة الذين لا عاشر لهم ؟
وما هي العشرة التي تقبل الزيادة ؟
وما هم الاحد عشر أخا؟
وما هي المعجزة المكونة من اثنتى عشر شيئا؟
ومن هم الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم ؟
وما هي الاربع عشر شيئا اللتي كلمت الله عز وجل؟
وما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه ؟
وما هو القبر الذي سار بصاحبه ؟
ومن هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة ؟
ومن هم اللذين صدقوا ودخلوا النار؟
وما هو الشيء الذي خلقة الله وأنكره ؟
وما هو الشيء الذي خلقة الله واستعظمه ؟
وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب وأم ؟
وما هو تفسير الذاريات ذروا ، الحاملات وقرا ، ثم ما الجاريات يسرا والمقسمات أمرا ؟
وما هي الشجرة التي لها اثنا عشر غصناً وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنان منها بالشمس ؟

فقال له ابو اليزيدالواثق بالله تعالى ... الواحد الذي لا ثاني له هو الله سبحانه وتعالى ..
والاثنان اللذان لا ثالث لهما الليل والنهار ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ) ..

والثلاثة الذين لا رابع لهم أعذار موسى مع الخضر في إعطاب السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ..

والأربعة الذين لا خامس لهم التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم ..

والخمسة الذين لا سادس لهم الصلوات المفروضة ..

والستة التي لا سابع لهم هي الأيام التي خلق الله تعالى بها الكون وقضاهن سبع سماوات في ستة ايام فقال له البابا ولماذا قال في آخر الاية (وما مسنا من لغوب) ؟
فقال له : لأن اليهود قالوا أن الله تعب واستراح يوم السبت فنزلت الاية ..

أما السبعة التي لا ثامن لهم هي السبع سموات (الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت) ..

والثمانية الذين لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن (ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية) ..

والتسعة التي لا عاشر لها وهي معجزات سيدنا موسى عليه السلام .. فقال له البابا اذكرها !

فأجاب أنها اليد والعصا والطمس والسنين والجراد والطوفان والقمل والضفادع والدم ..
أما العشرة التي تقبل الزيادة فهي الحسنات (من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء) ..

والأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم هم أخوة يوسف عليه السلام ..

أما المعجزة المكونة من 12 شيئاً فهي معجزة موسى عليه السلام (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً) ..

أما الثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم هم إخوة يوسف عليه السلام وأمه وأبيه ..

أما الاربع عشر شيئاً اللتي كلمت الله فهي السماوات السبع والاراضين السبع (فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين)

وأما الذي يتنفس ولا روح فيه هو الصبح (والصبح إذا تنفس) ..

أما القبر الذي سار بصاحبة فهو الحوت الذي التقم سيدنا يونس عليه السلام ..

وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة فهم إخوة يوسف عليه السلام عندما قالوا لأبيهم ذهبنا لنستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ، وعندما انكشف كذبهم قال أخوهم (لا تثريب عليكم) وقال أبوهم يعقوب (سأستغفر لكم) .. أما اللذين صدقوا ودخلوا النار فقال له إقرأ قوله تعالى (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ) (وقالت النصارى ليست اليهود على شئ) ..

وأما الشيئ الذي خلقه الله وأنكره فهو صوت الحمير (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) ..

وأما الشيء الذي خلقه الله واستعظمه فهو كيد النساء (إن كيدهن عظيم) ..

وأما الأشياءالتي خلقها الله وليس لها أب أو أم فهم آدم عليه السلام ، الملائكةالكرام ، ناقة صالح ، وكبش اسماعيل عليهم السلام .. ثم قال له إني مجيبك على تفسير الايات قبل سؤال الشجرة ..

فمعنىالذاريات ذروا هي الرياح أما الحاملات وقرا فهي السحب التي تحمل الأمطار وأما الجاريات يسرا فهي الفلك في البحر أما المقسمات أمرا فهي الملائكة المختصه بالارزاق والموت وكتابة السيئات والحسنات .. وأما الشجرة التي بها اثنا عشر غصناً وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنان منها بالشمس ، فالشجرة هي السنة والأغصان هي الأشهر والأوراق هي أيام الشهر والثمرات الخمس هي الصلوات وثلاث منهن ليلاً واثنتان منهن في النهار ..

وهنا تعجب كل من كانوا في الكنيسة فقال له ابو اليزيد إني سوف أسألك سؤالا واحداً فأجبني إن إستطعت فقال له البابا اسأل ما شئت فقال : ما هو مفتاح الجنة ؟
عندها ارتبك القسيس وتلعثم وتغيرت تعابير وجهة ولم يفلح في إخفاء رعبه ، وطلبوا منه الحاضرين بالكنيسة أن يرد عليه ولكنه رفض فقالوا له لقد سألته كل هذه الاسئلة وتعجز عن رد جواب واحد فقط فقال إني أعرف الإجابة ولكني أخاف منكم فقالوا له نعطيك الأمان فأجاب عليه ، فقال القسيس الإجابة هي : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله !!

وهنا أسلم القسيس وكل من كان بالكنيسة ، فقد من الله تعالى عليهم وحفظهم بالإسلام وعندما آمنوا بالله حولوا الدير إلى مسجد يذكر فيه اسم الله ..

يا عيني يا عيني .. يااااااااااااااه ده إيه العظمة دي ؟

اللهم صلى وسلم عليك يا حبيب الله .

دراويش إحنا بأه هنصدق .


يتبع

خالد بن الوليد
2008-04-03, 11:52 AM
قبل الرد على هذه التخاريف الأعاجيبية .. أقتبس لكم من كتاب "بستان الرهبان" هذه القصة - الواقعية جدا أيضا - :p018: والتي حدثت مع قدس أبونا الموقر مقاريوس .

من صفحة 16 :

"صعد الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط إلى البرية. فأتى إلي ناووس (أي هيكل وثني) حيث كانت هناك جثث يونانية قديمة. فأخذ القديس جمجمــــــة ووضعها تحت رأسه. فلما رأى الشياطين جسـارته حسدوه وأرادوا أن يزعجوه. فنادوا بصوت عال باسم مستعار لامرأة قائلين : (( يا فلانة, قد أخذنا الصابون والأشنان وأدوات الحمام, وها نحن في انتظارك لتكوني معنا )). فخـــــرج صــــــوت من الجمجمــــــة من تحت رأســه قائلا : (( إن عندي ضيفاً وهو رجل غريب متوسد عليَّ فلا يمكنني المجيء, امضوا أنتم.)) .. أما القديس فإنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسه عنها وحرّكها بيده قائــلاً: (( ها أنذا قمت عنك, فإن استطعت الذهاب فانطلقي معهم إلى الظلمة )) ... ثم عاد ووضع رأسه عليها. فلما رأى الشياطين ذلك منه تركوه بخزي عظيــم وصرخوا قائليـــن: (( امض عنا يا مقــاريووووس )) , وهربوا..."


السؤال دلوقتي .. مالفرق بين القصتين ؟

القصة الأولى لأبي اليزيد .. والقصة الثانية لمقاريوس ؟


يتبع

خالد بن الوليد
2008-04-03, 12:06 PM
الحقيقة أن لا فرق بين القصتين .. الاتنين بصراحة تخاريف آخر الليل .. يمكن التخاريف كمان بتكون معقولة شوية أكتر من كده ..

فإذا ماسلمنا بالأولى وصدقناها لما أصبح بيننا وبين النصارى أي فرق ، واندرج الموضوع تحت بند "صدق ولابد أن تصدق" .

طب إيه وجد التشابه بين القصتين ؟

وجه التشابه الوحيد أن القصتين بلا إسناد . كما تظهر عليهما آثار الكذب والتلفيق

فالأولى للمخرف أبي اليزيد البسطامي الصوفي وقد رويت هذه القصة في ترجمته في كتب الصوفية .

يقول الأستاذ ( أحمد مصطفى العلوان _ سوريا _ معرة النعمان ) في رسالته لإحدى المواقع الاسلامية عبر الانترنت :

(وهي ما اشتهر بين الناس عن أبي يزيد البسطامي وقصته المزعومة مع راهب الدير الذي سأله أسئلة كثيرة … ماالأول الذي لاثاني له ……….. إلى آخر القصة . وقد عجبت لذكرها لديكم في باب ( كيف أسلموا ) منسوبة لشاب سعودي يعيش في أمريكا عندما دخل إلى الكنيسة برفقة صديقه المسيحي فنرجو الانتباه لهذا . وقد نبه على تلفيق القصة أستاذنا المحقق الدكتور نور الدين عتر فسح الله في مدته . وجزاكم الله كل خير , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يتبع ..

خالد بن الوليد
2008-04-03, 12:08 PM
يقول الشيخ عبد الرحمن السحيم عن هذه القصة البسطامية ..

"هذه القصة تظهر عليها آثار الصنعة ! فهي إلى الكذب أقرب ، وروي نحوها في ترجمة شيخ الصوفية - المخرّف - أبي يزيد البسطامي !"

يتبع ..

خالد بن الوليد
2008-04-03, 12:12 PM
أمثلة لأخطاء وردت في القصة ..

- (إن كيدهن عظيم)
والصواب : "قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم"

- (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً)
والصواب : "واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشره عينا "

- (من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء)
الصواب : "من جاء بالحسنه فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئه فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون "
"من جاء بالحسنه فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون "
"من جاء بالحسنه فله خير منها ومن جاء بالسيئه فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون "


يتبع ..

خالد بن الوليد
2008-04-03, 12:40 PM
لنغير مجرى القصة قليلا .. سأضع نفسي مكان أبو اليزيد لأصبح خالد بن الوليد البسطامي .. وليخلد التاريخ ذكراي .. وقصتي مع الباشا شنودة ..

* فأما عن الاثنان اللذان لا ثالث لهما فهما : الشمس والقمر ، والرجلان ، واليدان ، والأذنان ، والعينان ، وفتحتي الأنف ، والثديان ، وو... (بلاش أكمل) :p018:

* فأما عن الثلاثة الذين لا رابع لهم فهم : "الثلاثة الذين خلفوا" ، و"على الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت"

* فأما الأربعة الذين لا خامس لهم : فهم أرجل الكرسي الذي أجلس عليه الآن .

* والخمسة الذين لا سادس لهم : فهم أسرتي المكونة من أبي وأمي وأخي الأكبر وأخي الأصغر ، وأنا .

* والستة الذين لا سابع لهم : فهم صيام الستة من شوال .

* والسبعة الذين لا ثامن لهم : فحدث ولا حرج .. فمزايا رقم سبعة في الإسلام كثيرة .

* الثمانية الذين لا تاسع لهم : "سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما"

* التسعة التي لا عاشر لها : "وكان في المدينة تسعة رهط"

* العشرة التي تقبل الزيادة : "هي العشرة سندويتشات التي أفطر بها كل يوم" :p018:

وقس على هذا باقي الأسئلة .. ولكل منكم خياله الواسع في عرض أجوبة مختلفة لهذه الأسئلة المتخلفة ..

وما أثار دهشتي في هذه الأسئلة إجابة أبو اليزيد البسطامي على سؤال : الأشياءالتي خلقها الله وليس لها أب أو أم ، حين قال : هم آدم عليه السلام ، الملائكةالكرام ، ناقة صالح ، وكبش اسماعيل عليهم السلام .

ده إيه الذكاء الخارق ده ؟ هم دول بس اللي ربنا خلقهم بدون أب ولا أم يا أبو اليزيد ؟

يكون في علمك بأه يا أبو اليزيد بيه إن كل المخلوقات الحية على وجه هذه الأرض وتحت هذه الأرض قد خلقها ربها بدون أب ولا أم .

أصل الشيطان نفسه خلقه الله بدون أب ولا أم .

أرأيتم متى التخلف الذي وصل بالبشر ، لقد عطلنا عقولنا حتى أصبحنا مثل النصارى ننقل قصص لا ندري مدى صحتها ، ولا سندها .. وأصبح لا فرق بين عقولنا وبين الجمجمة الفارغة التي كانت تحت رأي مقاريوس .


حسبنا الله ونعم الوكيل .

خالد بن الوليد
2008-04-03, 12:43 PM
ثم من أخبر القس بهذه الأسئلة ؟ وكيف علم أن إجابة أبو اليزيد صحيحة ؟

اللهم إلا إذا كان القس يعلم أجاباتها ويريد اختبار أبو اليزيد ، حينها حق علينا أن ندخل جميعا في دين القس وأن نشهد بان يسوع هو الإله المخلص .

صقر قريش
2008-04-03, 01:17 PM
ربنا يشفي يا حاج خالد ..

خالد بن الوليد
2008-04-03, 01:18 PM
كتاب الطبقات الكبري (لواقح الانوار في طبقات الاخيار ) المنسوب زورا وظلما للشعراني

ولماذا قلت منسوبا ظلما وزورا أخي ؟

كتاب الطبقات الكبرى هو لعبد الوهاب الشعراني فعلا ..

وهو رجل ضال مضل ، وكتابه الطبقات أعظم شاهد على زيغه وضلاله ، لما فيه من الدعوة إلى الشرك بالله تعالى والتعلق بالمقبورين والاستغاثة بهم ودعائهم وعبادتهم من دون الله واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويدبرون أمور الكون ، فضلا عما فيه من الخزعبلات والفسق والفجور ، فتجده يذكر في كتابه كرامات الشيخ إبراهيم العريان رضي الله عنه !! فيقول في الطبقات 2/142 : " وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول : هذه ضرطة فلان ويحلف على ذلك ، فيخجل ذلك الكبير منه مات رضي الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائه وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عريانا فيقول : ( السلطان ودمياط باب اللوق وجامع طولون الحمد لله رب العالمين ) فيحصل للناس بسط عظيم ".اهـ :36_1sd_20[1]:

ويذكر في كتابه أن من كرامات سيده فلان ( رضي الله عنه ! بزعمه ) أنه كان ينكح الحمير في الطرقات ! نعوذ بالله من الخذلان .

وأما كون الشعراني كان عابدا فلا ينافي _ إن صح _ أنه كان ضالا مضلا ، فكما أن النبي وصف الخوارج بالمروق من الدين وانهم كلاب أهل النار مع كونهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، فكذلك القبوريون منهم عبّاد ولكنهم ضالون منحرفون.

كذلك قد يستشكل البعض أن الشعراني له كتب في الحديث و الفقه كالميزان وكشف الغمة من رآها لم يكد يصدق أن كاتبها هو كاتب الطبقات ، وذلك لأن هؤلاء القبوريين لديهم انفصام في الشخصية بسبب تقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة ، فعندما يكلمك في الشريعة يكلمك كلام العقلاء ، ثم إذا خاض في الحقيقة انقلب 180 درجة وتحول كلامه إلى كلام المجانين .

وأما ثناء المؤرخ عبد الحي بن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب في أخبار من ذهب على الشعراني ، ، فذلك لأنه على شاكلته ، والطيور على أشكالها تقع ، وهو صوفي قبوري مثله ، فمن الطبيعي أن يثني عليه ، بالإضافة إلى كون العالم الإسلامي في تلك الحقبة كان مغموسا في هذه الشركيات والبدع والخرافات يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير ، ومن لم يكن قبوريا مشركا رأيته مجاريا لهم مثنيا على ضلالاتهم بجهل أو تأويل ، إلا من رحم الله عز وجل ، ولو طالعت بقية كتاب الشذرات لوجدته يمجد القبوريين ويقر شركياتهم ، وانظر إلى قوله هنا عن الشعراني : " موزعاً أوقاته على العبادة ؛ ما بين تصنيفٍ وتسليكٍ وإِفادة " فالتسليك في مصطلح القوم هو جعل الشيخ تلميذه من السالكين وذلك بأن يلبسه الخرقة ، فابن العماد لم ينف عن الشعراني التصوف بل إنه يثني عليه بأنه كان يقضي أوقاته في التسليك !


يتبع ..

خالد بن الوليد
2008-04-03, 01:23 PM
يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق _ حفظه الله _ في كتابه (فضائح الصوفية) عن الشعراني :

" فهذا هو عبد الوهاب الشعراني يجمع في كتابه الطبقات الكبرى كل فسق الصوفية وخرافاتها وزندقتها فيجعل كل المجانين والمجاذيب واللوطية والشاذين جنسياً، والذين يأتون البهائم عياناً وجهاراً في الطرقات، يجعل كل أولئك أولياء وينظمهم في سلك العارفين وأرباب الكرامات وينسب إليهم الفضل والمقامات. ولا يستحي أن يبدأهم بأبي بكر الصديق ثم الخلفاء الراشدين ثم ينظم في سلك هؤلاء من كان (يأتي الحمارة) جهاراً نهاراً أمام الناس ومن كان لا يغتسل طيلة عمره، ومن كان يعيش طيلة عمره عرياناً من الثياب ويخطب الجمعة وهو عريان، ومن ومن… من كل مجنون وأفاك وكذاب ممن لم تشهد البشرية كلها أخس منهم طوية، ولا أشد منهم مسلكاً ولا أقبح منهم أخلاقاً، ولا أقذر منهم عملاً ينظم كل أولئك في سلك واحد مع أشرف الناس وأكرمهم من أمثال الخلفاء الراشدين والصحابة الأكرمين وآل بيت النبي الطاهرين فيخلط بذلك الطهر مع النجاسة والشرك بالتوحيد، والهدى بالضلال، والإيمان بالزندقة، ويلبس على الناس دينهم، ويشوه عقيدتهم. "

وأقرأ الآن بعض ما سطره هذا الأثيم عمن سماهم بالأولياء العارفين: قال في ترجمة من سماه بسيده علي وحيش:

"وكان إذا رأى شيخ بلد، أو غيره ينزله من على الحمار ويقول: امسك رأسها حتى أفعل فيها. فإن أبى شيخ البلد تسمر في الأرض ولا يستطيع أن يمشي خطوة. وإن سمع حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه"!! (الطبقات الكبرى ج2ص135)


وهذا هو الشعراني يذكر أن رجلاً أنكر الفسق والفجور الذي يكون في مولد (السيد) البدوي حيث وما زال يجتمع الناس بمئات الآلاف في مدينة طنطا ويكون هناك الاختلاط المشين بين الرجال والنساء بل تصنع الفاحشة في المساجد والطرقات، وحيث كانت تفتح دور البغاء وحيث يمارس الصوفيون والصوفيات الرقص الجماعي في قلب المسجد وحيث يستحل كل الحرمات أقول يروي الشعراني في كتابه الطبقات أن رجلاً أنكر ذلك فسلبه الله الإيمان!! -أنظر-

ثم يقول: (فلم يكن شعرة فيه تحن الى دين الإسلام فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه . فقال: بشرط إن لا تعود فقال: نعم فرد عليه ثوب إيمانه. ثم قال له: وماذا تنكر علينا؟ قال: اختلاط الرجال بالنساء. فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه : ذلك واقع في الطواف ولم يمنع حرمته ثم قال: وعزة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب.. وحسنت توبته وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار واحميهم بعضهم بعضا. أفيعجزني الله عز وجل من حماية من حضر مولدي!!) (الطبقات الكبرى ج1 ص162)