المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ...



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 [62] 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87

pharmacist
2012-09-11, 09:59 AM
تعلم البلاغة من القران الكريم

توقف السيوطي رحمه الله في الإتقان عند قول الله تعالى في هذه الآية :

{ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقُضيَ الأمر
واستوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين }هود:44.

فقال :أمر ونهى ، وأخبر ونادى ، ونعت وسمَّى ، وأهلك وأبقى ، وأسعد وأشقى ، وقصَّ من الأنباء
ما لو شُرِح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفت الأقلام .

يقول الأصمعي سمعتُ جارية أعرابية تنشد أبياتاً أعجبتني جداً ، فقلتُ لها : قاتلك الله ما أفصحك !
قالت : أَوَترك القرآن لغيره فصاحة ، وقد جمع في آيةٍ واحدة أمريْن ونهييْن وبشارتيْن !
فقلت : وأي آية تقصدين ؟
قالت :

{ وأوحينا إلى أم موسى أنْ أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني
إنّا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } القصص 7

يقول الأصمعي : فكأني أسمعها لأول مرة !

وتفصيل ذلك :

-الأمر الأول : أن أرضعيه
-الأمر الثاني : فألقيه
-النهي الأول : ولا تخافي
-النهي الثاني : ولا تحزني
-البشارة الأولى : إنّا رادوه إليك
-البشارة الثانية : وجاعلوه من المرسلين

منقول

pharmacist
2012-09-11, 10:00 AM
الإنصات أساس التعلم

في قديم الزمان زارت ثلاثة طيور حمامة في البر وقالت لها :
أيتها الحمامة الحكيمة كيف نستطيع أن نبني عشاً كعشك؟؟؟

هزت الحمامة ذيلها و قالت:
تعالوا اقتربوا وأصغوا إلي جيداً... وسأعلمكم كيف تبنون عشاً كعشي
ولم تلبث أن تناولت غصناً من الشجر

فصاح الطائر الأول : هكذا تصنعين عشك إذن .. انفضوا... انفضوا...
هذا كل ما في الأمر...إنني أعرف ذلك كله ... انفضوا
ثم طار مسرعاً و كان ذلك كل ما تعلمه عن بناء العش

ثم تناولت الحمامة غصناً آخر فصاح الطائر الثاني :
هكذا يبنى العش بالأغصان لقد رأيت... لقد رأيت... إنني أعرف ذلك كله
ولم يلبث أن طار مسرعاً وكان ذلك كل ما تعلمه عن بناء العش...!

وبعد ذلك وضعت الحمامة البرية ريشاً وأوراقاً بين الأغصان فصاح الطائر الثالث :
لقد رأيت ما يكفي الآن سأذهب
طار مسرعاً و كان ذلك كل ما تعلمه عن بناء العش.

تعجبت الحمامة من تصرفات الطيور الثلاثة قائلة:
(كيف يتسنى لي أن أعلم هذه الطيور بناء أعشاشها إذا كانت لا تملك القدرة على الإصغاء؟!!)

حكمة

قال بعض الحكماء: إذا جالست الجهال فأنصت لهم.
وإذا جالست العلماء فأنصت لهم،
فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم ،
وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم

منقول

pharmacist
2012-09-12, 10:05 AM
( ولسوف يعطيك ربك فترضى )


تقــــــول الفتـــــــاة :

تخرجت من الجامعة والتحقت بعمل ممتاز وبدأ الخطاب يتقدمون إلي,
لكني لم أجد في أحدهم ما يدفعني للارتباط به, ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر
حتى بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت أعاني من تأخر سن الزواج ..

وفى يوم تقدم لخطبتي شاب من العائلة وكان اكبر مني بعامين وكانت ظروفه المادية صعبة
ولكنى رضيت به على هذا الحال ..

وبدأنا نعد إلى عقد القران وطلب منى صورة البطاقة الشخصية حتى يتم العقد فأعطيتها له
وبعدها بيومين وجدت والدته تتصل بي وتطلب منى أن أقابلها في أسرع وقت

وذهبت إليها وإذا بها تخرج صورة بطاقتي الشخصية وتسألني هل تاريخ ميلادي في البطاقة صحيح ..

فقلت لها نعم ...

فقالت إذا انتى قربتي على الأربعين من عمرك ؟!

فقلت لها أنا في الرابعة والثلاثون ...

قالت الأمر لا يختلف فانتى قد تعديتي الثلاثين وقد قلت فرص إنجابك وأنا أريد أن أرى احفادى ..

ولم تهدأ إلا وقد فسخت الخطبة بيني وبين ابنها

ومرت علي ستة أشهر عصيبة قررت بعدها أن اذهب إلى عمرة لأغسل حزني وهمي في بيت الله الحرام

وذهبت إلى البيت العتيق وجلست ابكي وأدعو الله أن يهيئ لي من أمري رشدا,

وبعد أن انتهيت من الصلاة وجدت امرأة تقرأ القرآن بصوت جميل وسمعتها تردد الآية الكريمة

(وكان فضل الله عليك عظيما)

فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة,

فجذبتني هذه السيدة إليها وأخذت تردد قول الله تعالى

( ولسوف يعطيك ربك فترضى )

والله كأني لأول مره اسمعها في حياتي فهدئت نفسي
وانتهت مراسم العمرة وقررت الرجوع إلى القاهرة
وجلست في الطائرة بجوار شاب ووصلت الطائرة إلى المطار ونزلت منها
لأجد زوج صديقتي في صالة الانتظار وسألناه عما جاء به للمطار فأجابني
بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها.

ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة ,
ثم غادرت المكان بصحبة والدي ..

وما أن وصلت إلى البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتى وجدت صديقتي تتصل بي
وتقول لي إن صديق زوجها معجب بي بشدة ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة
لأن خير البر عاجله ..

وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. واستشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي
فشجعني على زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا.

وزرت صديقتي .. ولم تمض أيام أخري حتى كان قد تقدم لي ..
ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتى كنا قد تزوجنا وقلبي يخفق بالأمل في السعادة ...

وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه
من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي,

غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية علامات الحمل,
وشعرت بالقلق خاصة أني كنت قد تجاوزت السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجري
بعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب ...

وذهبنا إلي طبيبة كبيرة لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل,
وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها فوجئت بها تقول لي إنه لا داعي لإجراء بقيتها
لأنه مبروك يا مدام..أنتي حامل !

ومضت بقية شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسب كبر سني,
وحرصت خلال الحمل على ألا أعرف نوع الجنين لأن كل ما يأتيني به ربي خير وفضل منه,
وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه يرجع
إلى تأخري في الحمل إلى سن السادسة والثلاثين .

ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة وبعد أن أفقت دخلت علي الطبيبة
وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبتها بأني تمنيت من الله مولودا فقط
ولا يهمني نوعه.. فوجئت بها تقول لي:
إذن ما رأيك في أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة !

ولم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك فإذا بها تقول لي وهى تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي
إن الله سبحانه وتعالي قد منَّ علي بثلاثة أطفال, وكأن الله سبحانه وتعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر
كلها دفعة واحدة رحمة مني بي لكبر سني, وأنها كانت تعلم منذ فترة بأني حامل في توأم
لكنها لم تشأ أن تبلغني بذلك لكي لا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي

فبكيت وقولت

( ولسوف يعطيك ربك فترضى )

قال الحق سبحانه وتعالى

( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )

منقول

pharmacist
2012-09-13, 09:41 AM
قبسة نور من الإنسانية


القصة حصلت في أمريكا ويقول راويها :

كنا في حفل عشاء مخصص لجمع التبرعات لمدرسة للأطفال ذوي الإعاقة ،
فقام والد أحد التلاميذ وألقى كلمة لن ينساها أحد من الحضور ما دام حياً

وبعد أن شكر المدرسة والمسئولين عنها طرح السؤال التالي :

حين لا تتأثر الطبيعة بعوامل خارجية فإن كل ما يأتي منها يكون عين الكمال والإتقان.

كان ابني "!!!!" لا يمكنه أن يتعلم الأشياء بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال الآخرين
الذين لا يعانون من الإعاقة ، فلا يمكنه فهم الموضوعات التي يفهموها...

وقبل أن يسأله الحاضرون ماذا يقصد ..؟.

أكمل الأب حديثه : أعتقد أنه حين يقدم إلى الدنيا طفل مثل ابني يعاني من عجز في قدراته الجسمانية والعقلية ،
فإنها تكون فرصة لتحقيق مدى الروعة والإتقان في الطبيعة البشرية ،
ويتجلى هذا في الطريقة التي يعامل بها الآخرون من هم في نفس ظروف ابني ...!

ثم قص علينا القصة التالية :

مررت أنا وابني بملعب حيث كان عدد من الأولاد الذين يعرفون ابني يلعبون لعبة البيسبول

(ولمثلي ممن لا يعلمون عن هذه اللعبة فأعلى درجة من النقاط يتم تحقيقها
بمرور اللاعب على أربع نقاط حول الملعب راجعاً للنقطة الأم التي بدأ منها)

وسألني ابني : "هل تعتقد أنهم سوف يسمحون لي باللعب؟
وكنت أعلم أن أغلب الأولاد لن يرغبوا في وجود شخص معاق مثل ابني في فريقهم ،
ولكني كأب كنت أعلم أنه إن سمحوا لابني باللعب، فإن ذلك سوف يمنحه الإحساس بالانتماء
وبعض الثقة في أن الأولاد الآخرين يتقبلوه رغم إعاقته

واقتربت متردداً من أحد الأولاد في الملعب وسألته (ولم أكن أتوقع منه الكثير)،
إن كان يمكن لابني "!!!!" أن يلعب معهم. ودار الولد ببصره، ثم قال نحن نخسر بستة جولات ،
واللعبة في دورتها الثامنة أعتقد أننا يمكن أن ندخله في الدورة التاسعة ونعطيه المضرب

وتهادى ابني "!!!!" بمشيته المعوقة إلى الفريق، ولبس فانلة الفريق بابتسامة واسعة على وجهه
وراقبته بدمعة فرح رقيقة والشعور بالدفء يملأ قلبي ورأى الأولاد مدى فرحي بقبولهم لابني

وتحسن وضع فريق ابني خلال الجولة الثامنة ولكن بقي الخصم متفوقاً عليهم بثلاثة جولات

ومع بدء الجولة التاسعة أعطوا ابني قفازاً ولعب في أيمن الملعب ،
ورغم أن الكرة لم تأت عنده إلا أن سعادته وحماسه كانا واضحين لمجرد وجوده باللعبة
واتسعت ابتسامته لأقصى حد وأنا ألوّح له من وسط المشجعين.

وأحرز فريق ابني نقاط إضافية وتقلص الفارق إلى نقطتين، مما جعل الفوز ممكنا ً

وكان الدور على ابني ليمسك بالمضرب، فهل تتوقعوا أن يعطوه المضرب ويضيعوا فرصتهم في الفوز؟

لدهشتي أعطوه المضرب، رغم أن الكل يعرفون أنه من المستحيل أن يحرز نقاط الفوز،
حيث انه لا يمكنه حتى أن يمسك المضرب بصورة سليمة ، ويكاد يستحيل عليه ضرب الكرة بصورة متقنة
ولكن مع تقدمه لدائرة اللعب وإدراك لاعب الخصم أن فريق ابني "!!!!" يضحي بالفوز لهدف أسمى ،
وهو إسعاد وإثراء حياة ابني بهذه اللحظة التي لا تتكرر ، قدم مفاجأة أكبر فتقدم عدة خطوات
وألقى الكرة برفق لابني حتى يتمكن على الأقل من لمسها بمضربه

وحاول ابني ضرب الكرة ولكنه لحركته المعاقة فشل

وخطا مدافع الخصم خطوات إضافية مقترباً من ابني ورمى الكرة برفق بالغ نحو ابني

وضرب ابني الكرة بضعف وردها لخصمه الذي تلقفها بسهولة

وتوقعنا أن هذه نهاية المباراة

وتلقف المدافع من الفريق الخصم الكرة بطيئة الحركة وكان يمكنه أن يمررها لزميله في النقطة الأولى

وكان ذلك سيجعل ابني يخرج من المباراة التي تنتهي بهزيمة فريقه

وبدلاً من ذلك رمى المدافع الكرة فوق رأس زميله بعيداً عما يمكن أن يطوله أي من أعضاء فريقه

وبدأ الكل يصيح مشجعاً من مشجعي الفريقين ومن لاعبي الفريقين : اجر يا "!!!!" اجر إلى النقطة الأولى

وكانت هذه أبعد مسافة يجريها ابني، واستطاع بصعوبة أن يصل للنقطة الأولى

وترنح في طريقه على خط الملعب، وعيناه واسعتين حماساً وارتباكاً

وصرخ كل من كان في الملعب اجري إلى النقطة الثانية،

ووصل ابني إلى النقطة الثانية لأن لاعب الخصم بدلاً من أن يعوقه كان يعدل اتجاهه
بحيث يصل للنقطة الثانية وهو يشجعه اجري يا "!!!!" للنقطة الثانية !

وكان الجميع يصرخون اجري اجري يا بطل حتى جرى حتى النقطة الثالثة

والتقط ابني أنفاسه وجرى بطريقته المرتبكة نحو النقطة الثالثة ووجهه يشع بالأمل
أن يواصل طريقه حتى يحقق لفريقه النقطة الكبرى

وحين اقترب ابني من النقطة الثالثة كانت الكرة مع أحد لاعبي الخصم وكان أصغر عضو في الفريق
ولديه الآن في مواجهة ابني الفرصة الأولى السهلة ليكون بطل فريقه بسهولة ويلقي بالكرة لزميله
ولكنه فهم نوايا زميله المدافع فقام بدوره بإلقاء الكرة عالياً بحيث تخطت زميله المدافع عن النقطة الثالثة

وجرى ابني نحو النقطة الثالثة وهو يترنح في حين أحاطه الآخرين راسمين له الطريق إلى نقطة الفوز

وكان الجميع يصرخون اجري اجري يا بطل حتى النهاية

وبعد أن تخطى الثالثة وقف المتفرجين حماساً وطالبوه بأن يجري للنقطة الرابعة التي بدأ منها!

وجرى ابني حتى النقطة الرابعة التي بدأ منها وداس على الموقع المحدد وحياه كل الحضور
باعتباره البطل الذي أحرز النقطة الكبرى وفاز لفريقه بالمباراة

في ذلك اليوم، أضاف الأب والدموع تنساب على وجنتيه ساعد الفتيان من كلا الفريقين
في إضافة قبسة نور من الحب الصادق والإنسانية إلى هذا العالم.

ولم ير ابني الصيف التالي، حيث وافاه الأجل في ذلك الشتاء ،
ولكن لم ينس حتى آخر يوم في حياته أنه كان بطل المباراة مما ملأني بالفرح
وبعد أن رأيته يعود للمنزل وتتلقاه أمه بالأحضان
والدموع في عينيها فرحة بالبطل الرياضي لذلك اليوم!

منقول

pharmacist
2012-09-16, 10:05 AM
كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة مضيئة

تحدى أحد الملحدين - الذين لا يؤمنون بالله - علماء المسلمين في أحد البلاد،
فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.
وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر.
فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه،
وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !
وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره،
ثم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر،
وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب،
وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني،
فركبته وجئت إليكم.
فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون،
فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد،
وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!
فتبسم العالم، وقال:
فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول :
إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟!

منقول

pharmacist
2012-09-17, 10:43 AM
الحساب مدفوع مقدماً


دخلت عليها ابنتها ذات العشر سنوات
ومدت يدها لها بورقة وعيناها تلمع ذكاء وحيوية

راحت الأم تقرأ ما كتبته ابنتها بخط جميل :

فاتورة حساب :

* أجرة قيامي بتنظيف غرفتي جنيه

* أجرة قيامي بجلي الصحون جنيهان

*عنايتي بأخي الصغير أثناء غيابك 3 جنيهات

* مكافأة على علامتي الجيدة في المدرسة 5 جنيهات

تطلعت الأم في عيون ابنتها فطاف بخاطرها مجموعة من أحداث ماضية
فكتبت على نفس الورقة :


* حمل 9 شهور مجانا

* قاسيت الآم الحمل والولادة مجانا

* قضيت الليل للعناية بك مريضة مجانا

* اعتنيت بك وبنظافتك وألعابك وثيابك ومسح دموعك مجانا

مدت الأم الورقة لابنتها ،فلما قرأتها ،رمت بنفسها على صدر أمها خجلا
ثم كتبت أسفل قائمة حسابها:

الحساب مدفوع مقدماً


إذا لم يعجبك ما تحصل عليه ،فانظر إلى ما تمنحه

عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك ،تجد كل شئ حولك قد تغير

منقول

pharmacist
2012-09-18, 10:57 AM
عاقبة الحرص


اعتاد تمتيع العين وتمني تدفق سيل المال الوفير .

أخذ مبادئ العد والإضافة من والده الذي بث فيه تقديس المال

وحب الحياة القائمة على الأخذ ثم الأخذ والادخار .

كان والده يعرف بين قومه " باليابس " وهم يطلقون عليهم "أبناء وحفدة اليابس" .

انسجم في تصرفه مع هذا اللقب . وكان معجبا بتدابير أبيه ،

أصبح نسخة مطابقة لسلوكه .

ولما اقترن بزوجة نشأت بوسط مغاير .

تمسك بمواقفه ومبادئه ، ووقفت هي على مسافة من طبعه .

تداريه ،

تحاول التخفيف من حدة حرصه ،

ومبالغة انغماسه في أتون اللهفة والشره ..

توالت حلقات النقاش .

سرت بعض تفاصيلها عبر شرايين الخلاف إلى خارج البيت .

أصدقاؤه وأهله يعلمون أنه اتخذ لنفسه صندوقا حديديا محكم الإقفال .

يؤمنه على كنوزه النفيسة ونقوده المدخرة .

يراجعه يوميا ،

للترتيب والتصنيف ونفش الأوراق المالية وبعثرتها قبل رصها وبنائها .

خلالها يشعر بنشوة تسري عبر رؤوس أنامله

وهو يتمسح بأديم الرزم وكتل النقود المتراكمة بقعر الصندوق .

يعتقد أن أطياف السعادة في طريقها إليه .

وجحافل الفاقة تودع بلا أمل في الرجوع .

مخيلته تعج بأصناف المشاريع المدرة لأكداس من المال ،

حدث نفسه بإنشاء مخبز ثم عدل عنه لضآلة دخله .

وحدثها بالاتجار بنفائس الآثار ينقلها من بلد إلى آخر بشاحنة خاصة .

ثم تخلى عنها لخطورة العمل بالطرق ليل نهار .

وحدثها بإدارة مكتب للصرف يتداول العملات بمختلف أنواعها .

فخشي تعرضه لهزات متأثرا بتقلبات الأوضاع المالية والاقتصادية ،

فتضيع أمواله في لمحة بصر .

خبت نفسه وتوارت .

بقي بدون قرار ، موزعا بين اكتناز الأموال أو استثمارها .

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

حان موعد تناول وجبة العشاء .

رتب أغراضه وأصلح هندامه والتحق بقاعة المائدة .

بعد الأكل وتتبع بعض الأخبار الرياضية والسياسية . ومراقبة إنجازات الأطفال ،

عاد إلى سريره ليستسلم لنوم عميق .

رأى خلاله امتداد أياد متشابكة لأطفال صغار

انتزعت قفل الصندوق وفتحته وأخذت من أمواله .

نهض مفزوعا .

أعاد عد مدخراته فتأكد من صحة ما رأى في المنام .

أطفال اختلسوا ماله .

مكث مذهولا .

تسري عبر عروق جسده تيارات حارقة .

تنعكس آثارها على محياه ، فيصطبغ بالحمرة حينا والصفرة أو السواد أخرى .

قبل انبلاج نور الصباح ، طاف بين الحجرات يفتش الألبسة والمحافظ والجيوب .

رجع مكسور الجناح مكلوم الفؤاد .

تردد كثيرا قبل إخبار زوجته برؤيته ونتائج فحصه .

- إنه مجرد ضغث حلم . ... بسمل وتعوذ وانس ما رأيت .

- والمال المفقود من الصندوق ، أخذته الأضغاث ؟ إنها أياد صغيرة رأيتها امتدت لنهبه .

- هلا استودعتها إحدى البنوك واسترحت ؟

- البنوك أتهيب فضاءاتها . أخشى من التعامل معها وأتحاشاه .

- أرى أن تترك أمر البحث لي وتلتحق بمتجرك .

سرى في البيت وجوم مطبق .

كل منهما يحلق في دوامته .

هو متيقن مما رأى . رأى أياديهم تختلس ماله . وهم الخادمة وأبناؤه .

هي تحاول استنطاق تصرفات بعض الزوار من العائلة .

وجدت يوما أخته الصغرى وراء مكتبه الخاص ..

ادعت أنها تحضر بعض واجباتها ..

أثار انتباهها ، في يوم آخر، ولدها الأكبر فاجأته يتصفح أوراقا تخص أباه بدولاب المكتب.

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

وسط دكانه قبع مهموما يطمع في التخلص مما حمل معه من البيت .

يتحامل ويتظاهر بالتماسك .

لكنه انهزم أمام هول الكارثة .

فانساق مع سيول الذهول التي شلت حركته وتفكيره .

عاد إلى البيت رغبة في العثور على ما يخفف من وطأة مصابه

الذي يهد طموحه ويهدده بالغرق في وحل العوز .

لا يجد رغبة في الطعام ولا لذة في الراحة .

أوى إلى سريره بعد أن خلع جسمه منه .

وألغى المسافة بينه وبين هواجسه .

بعث ما بقي منه سحابا كثيفا لف البيت ومن فيه .

وكسا الفضاء رداء قاتما أخفى المعالم وستر رتب القرابة والانتماء .

احتضن الصندوق .

يعيد عده بين الحين والآخر .

في كل مرة يأمل أن يكون قد أخطا في الأخرى .

تنازعه رغبات ملحة ، ولا يدري بأيها يبادر .

أيبكي لينفث حسرته مع دموعه ؟

أم يصيح لتفيض ضغوطه ويستريح من ضيقه ؟.

أم يقهقه عاليا لإبداء الشماتة من إهماله وغفلته .؟..

افترش ذراعيه على ظهر صندوقه وتوسدهما بذقنه ،

أخذ يستعرض تفاصيل الحلم اللعين . عله يتبين معالم المتسللين .

زوجته متأكدة من العثور على مسبب الكارثة .

ستكد ليل نهار حتى تكشف الحقيقة .

يصدقها مجاراة واضطرارا .

سيتعلق بخيط الأمل الرفيع الذي مدت ،

وهو يعلم أنه أدق وأوهن من غبار الهباء السابح حول رأسه .

اللهب متأجج في جوفه يذيب عروقه .

يتطاير عبر نظراته جمرا مشتعلا تؤججه ألسنة نار محرقة .

عناقيد أشعة الشمس تطل من وراء الستار .

تشاركه فواجعه .

تبعث تحية مخطوطة بمداد الشفق الجريح .

بسرعة البرق حط الليل رحاله .

الهذيان يتربص به ليسقطه مغشيا عليه .

تخلى عن كل عاداته بالبيت لا يهلل لمنتصر ولا يحزن لمنكسر .

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

حملت الزوجة الخادمة إلى بيت أهلها .

ووضعت الأبناء تحت رعاية جدتهم .

عند رجوعها وجدته استسلم لنوم عميق .

من مكانها تتابع أنفاسه المتتالية .

تخشى من تطور أعراضه إلى إصابات مرضية خطيرة .

تود لو تستطيع اقتراض مبلغ مالي ، وتدعي أنها وجدته ضمن أغراض الأطفال ،

طمعا في إنهاء معاناته .

الهزيع الأول من الليل على وشك الانصرام .

الضوء خافت .

أنفاس النائم تتدفق بانتظام .

فجأة أزاح عن جسده الغطاء .

نهض قائما .

لم تكلمه زوجته .

ظنته يرغب في مرفق صحي .

التفت يمنة ويسرة .

قطب جبينيه ،

عض على شفته السفلى ،

أخذ يمشي على رؤوس أصابعه .

توجه نحو صندوقه

.. فتحه ..

أخذ ورقة مالية ، وأخفاها تحت منامته

ثم رفع غطاء قناة صرف المياه بكوة المدخنة ،

وألقى بالورقة لتنساب مع الريح إلى البهو .

عاد بنفس المشية والهدوء ، ليتابع نومه .

استغربت ما حدث ..

انتابها فزع غريب .. مروع ..

تماسكت وأسرت المفاجأة في نفسها .

مع إطلالة الصباح الجديد ،

دلفت على عجل إلى قاعدة المدخنة بالبهو .

عثرت على أوراق مالية متناثرة .

عبثت بمعظمها القوارض ، وتغيرت معالمها بالرطوبة والبلل .

تركتها كما هي .

أعاد هو الحركة نفسها أثناء نومه ليومين متواليين .

تأكدت أنه هو الذي يختلس أمواله أثناء نومه دون أن يدري أو يشعر .

بشرته بتوصلها إلى معرفة ناهب مدخراته ..

تهلل وجهه ولم يصدق ،

حتى وقف بنفسه على أكوام بقايا الأوراق المالية بركن البهو .

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)

الشرف : أي الرفعة في الدنيا

قيل لبعض الحكماء: إن فلانا جمع مالا، قال: فهل جمع أياما ينفقه فيها ؟ قيل :لا، قال: ما جمع شيئا.

قال بعضهم :

لا تغبطن أخا حرص على طمع وانظـر إليه بعين الماقت القالي

إن الحريص لمشغـول بثروته عن السرور لما يحوي من المال

وقال آخر :

يا جامعا مانعا والـدهر يرمقه مفكرا أي باب منه يغلقه

جمعت مالا ففكر هل جمعت له يا جامع المال أياما تفرقه

المال عندك مـخزون لوارثه ما المال مالك إلا يوم تنفقه

إن القناعة من يحلل بساحتها لم يأل في طلب مما يؤرقه

منقول

pharmacist
2012-09-19, 10:20 AM
من هو هذا الرئيس الذي بكى ولماذا ؟؟

هذا الرجل بدأ بماسح أحذية إلى أن أسهم في جعل بلاده ضمن
أقوى …الاقتصاديات والقوى الإقليمية المحورية في أميركا الجنوبية

هذا الرجل اضطرت عائلته أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة في المدينة،
غرفة خلف ناد ليلي، تنبعث منه موسيقى صاخبة، وشتائم سكارى.
وقد أسهمت الأم بشكل كبير في تربية وتكوين شخصية لولا دا سلفيا، ولذلك يعترف قائلا :

لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون

بدأ لولا دراسته في سن مبكرة،
غير أنه توقف عن التحصيل الدراسي في مستوى الخامسة من التعليم الأساسي،
بسبب المعاناة الشديدة والفقر الذي أحاط بأسرته، الأمر الذي اضطره إلى العمل :
كماسح للأحذية لفترة ليست بالقصيرة بضواحي ساوباولو، وبعدها صبيا بمحطة بنزين،
ثم خراطا، وميكا###ي سيارات، وبائع خضار، لينتهي به هذا الحال كمتخصص في التعدين،
بعد التحاقه بمعمل «فيس ماترا» وحصوله على دورة لمدة ثلاث سنوات.
وفي سن الـ 19، خسر لولا أصبعه الصغير في يده اليسرى
في حادث أثناء العمل في مصنع قطع غيار للسيارات

هل تعلمون رئيس البرازيل السابق لولا دي سيلفيا لماذا بكى ..؟

بكي لأن مدته الرئاسية انتهت والشعب يطالبه بتعديل الدستور للبقاء في الحكم لدورة أخرى..!!!

ولكنه رفض

منقول

pharmacist
2012-09-20, 11:00 AM
ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا

يقول :

منذ أيام دعوتُ إلى غرفة مكتبي مربّية أولادي (يوليا ) لكي أدفع لها حسابها

قلت لها : اجلسي يا يوليا…هيّا نتحاسب…

أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود

ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك…

حسناً..لقد اتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلاً) في الشهر

قالت: أربعين

قلت: كلا..ثلاثين..هذا مسجل عندي…كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلاً)…

حسناً

لقد عملت لدينا شهرين

قالت: شهرين وخمسة أيام

قلت: شهرين بالضبط..

هكذا مسجل عندي..

إذن تستحقين (ستين روبلاً)..

نخصم منها تسعة أيام آحاد..

فأنت لم تعلّمي (كوليا) و (فاريا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهم فقط..

ثم ثلاثة أيام أعياد

تضرج وجه (يوليا)

وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن..

لم تنبس بكلمة

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

واصلتُ…

نخصم ثلاثة أعياد

إذن المجموع (اثنا عشر روبلاً)..

وكان (كوليا) مريضاً أربعة أيام ولم تكن تدرس..

كنت تدرّسين لـ (فاريا) فقط..

وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء..

إذن اثنا عشر زائد سبعة.. تسعة عشر.. نخصم، الباقي ..

هم.. (واحد وأربعون روبلاً).. مضبوط؟

إحمرّت عين (يوليا) اليسرى وامتلأت بالدمع، وارتعش ذقنها..

وسعلت بعصبية وتمخطت، ولكن…

لم تنبس بكلمة

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً..

نخصم (روبلين)..

الفنجان أغلى من ذلك

فهو موروث، ولكن فليسامحك الله!!علينا العوض..

وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته..

نخصم عشرة..

وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من (فاريا) حذاء..

ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ تتقاضين مرتباً..

وهكذا نخصم أيضا خمسة..

وفي 10 يناير أخذتِ مني (عشرة روبلات)

همست (يوليا ): لم آخذ

قلت: ولكن ذلك مسجل عندي

قالت: حسناً، ليكن

واصلتُ: من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين..الباقي أربعة عشر

امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع..وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل..

يا للفتاة المسكينة

قالت بصوت متهدج:

أخذتُ مرةً واحدةً.. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات).. لم آخذ غيرها

قلت: حقا؟.. انظري

وأنا لم أسجل ذلك!!

نخصم من الأربعة عشر ثلاثة

الباقي أحد عشر..

ها هي نقودك يا عزيزتي!!

ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد.. تفضلي

ومددت لها (أحد عشر روبلاً)..

فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة..وهمست: شكراً

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

انتفضتُ واقفاً وأخذت أروح وأجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب

سألتها: شكراً على ماذا؟

قالت: على النقود

قلت: يا الله

ولكني نهبتك..

سلبتك!..

لقد سرقت منك!..

فعلام تقولين شكراً؟

قالت: في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً

قلت: لم يعطوكِ؟!

أليس هذا غريبا!؟

لقد مزحتُ معك..

لقنتك درساً قاسياً..

سأعطيك نقودك.. (الثمانين روبلاً) كلها

ها هي في المظروف جهزتها لكِ!!

ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة؟

لماذا لا تحتجّين؟

لماذا تسكتين؟

هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب؟

هل يمكن أن تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة؟

ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها: “يمكن”

سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها، بدهشتها البالغة، (الثمانين روبلاً) كلها..

فشكرتني بخجل وخرجت

تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ :

ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا

منقول

pharmacist
2012-09-21, 10:11 AM
قالوا له : “لا”، فعاد إلى بيته

عَمَّت المظاهرات شوارع باريس وبعض فرنسا، في ما سُمي يومَها “أحداث أَيار1968″.

وفي 24 من ذلك الأَيّار، أعلن رئيس الجمهورية الجنرال شارل ديغول عن إجراء استفتاءٍ
في الشهر اللاحق حول إصلاحات جامعة اجتماعية واقتصادية.

في الثلاثين من أيار عاد فأَجّل موعد الاستفتاء بناءً على اقتراح رئيس وزرائه جورج پومپيدو،
لمصادفة الفترة مع الانتخابات النيابية اللاحقة.

وجرت الانتخابات وتتالت الانهماكات السياسية، إلى أن عَيَّن الجنرال ديغول موعد الاستفتاء
في 27نيسان 1969، حول إصلاحات في مجلس النواب وبعض الإصلاحات التشريعية الأُخرى،
وَفْقاً للمادة الحادية عشرة من الدستور الفرنسي.

وصرّح ديغول أنه، إن لم يَنَلْ موافقة الأكثرية من الشعب، سيستقيلُ من منصِبِه.

ظنَّ الكثيرون يومها أنّ ديغول، بتصريحه ذاك، يلتَمِس العاطفة الشعبية لقبول اقتراحاته الإصلاحية
من الشعب الذي كان يرى في ديغول مُنقِذَ فرنسا، وباني فرنسا الحديثة، ومؤسسَ الجمهورية الخامسة فيها.

في اليوم التالي، 28 نيسان، كانت نتيجة الاستفتاء: 52،41% قالوا “لا”، و47،59% قالوا “نعم”.
وسقط الاستفتاء. وحبسَت فرنسا أنفاسَها لترى ما سيكون قرار مُنقِذ فرنسا شارل ديغول.

بعد عشر دقائق من منتصف الليل، صدَرَ عن “كولومبيه لي دوزيغليز” بيانٌ موجَزٌ من سطرين،
سمعَهُ الفرنسيون والعالم، جاء فيه حرفيا ً:

“أُعلِنُ توَقُّفي عن مُمارسة مهامي رئيساً للجمهورية.
يصبحُ هذا القرار نافذاً عند ظهر اليوم: 29 نيسان 1969″.

كان ذلك صوتَ الجنرال شارل ديغول. وسادَ صمتٌ وَوُجومٌ في فرنسا والعالم.

تولّى مَهامّ الرئاسة بالوكالة رئيسُ مَجلس الشعب آلان پوهير،
وهيَّأَ انتخاباتٍ رئاسيةً جاءت إلى الإليزيه بِجورج پومپيدو خلفاً لشارل ديغول
الذي حَكَمَ فرنسا عَشرَ سنواتٍ ذهبية، ولم يورّث للرئاسة ابناً ولا صهراً ولا فرداً من
عائلته أو حزبه أو مناصريه، ولَم يسعَ إلى التجديد ولا إلى التمديد.

انسحب الكبير شارل ديغول إلى دارته في “كولومبيه لي دوزيغليز”،
يُمضي سنته الأخيرة من حياته في سكينةٍ وهدوء.
وتُوُفِّيَ في السنة التالية (مساء 9 تشرين الثاني 1970) تاركاً وَصِيَّتَين:

الأُولى ألاّ يحضرَ جنازتَهُ رؤساء ولا وزراء ولا سياسيون،

والأُخرى ألاّ يُحفَرَ على قبره إلاّ ما يلي:

“شارل ديغول 1890-1970″.

كانت هذه نبذةً عن رئيس أنقذَ بلاده حتى إذا قالت له بلاده “لا”،
انْحنى لِمجد فرنسا وانسحب إلى عُزلته احتراماً لِمشيئة الشعب.

فلو كان الاستفتاء بين مُمثّلي الشعب، لربما كانت اختلفَت النتيجة،
لأن مُمثّلي الشعب قد يُدْلون بصوتهم تحت ضَغْطٍ أو قَسْرٍ أو مصلحة،
فيَخونُون حاكِماً أو يَطعَنُون حليفاً.

لكنّ ديغول كان يَعلَم الحاكم العادل هو الذي يَنصاعُ إلى مشيئة الشعب إن كانت مُحِقّةً،
وأنه، ببقائه القَسريّ في الحُكْم، يقهر غاصِباً تلك المشيئة!

منقول