المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مشكلات الشباب وكيف عالجها الاسلام



المشتاقة لرضي ربها
2011-03-07, 07:27 AM
http://www.dawaa1.com/up/uploads/12916730021.png (http://www.dawaa1.com/up/uploads/12916730021.png)
 


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد

فإن حديثي إليكم في موضوع يهم جميع المسلمين، ألا وهو موضوع الشباب ومشكلاته، وما ينبغي أن يتخذ لتوجيهه، ولا أقدر على توفية الموضوع حقه أو على الإلمام به، وإنما هي محاولة أبدأ الحديث فيها حسب استطاعتي، وهي كالإِشارة أو كالمنبه، والله ولي التوفيق.

المشتاقة لرضي ربها
2011-03-07, 07:29 AM
 
دور الشباب في الحياة

 
لا شكَّ -أيها الأخوة- أن دور الشباب في الحياة دور مهم، فهم إذا صلحوا، ينهضون بأمتهم، ويقومون بنشر دينهم والدعوة إليه؛ لأن الله أعطاهم من القوة البدنية والقوة الفكرية، ما يفوقون به كبار السن، وإن كان كبار السن يفضلونهم بالسبق والتجارب والخبرة، إلا أن ضعف أجسامهم في الغالب، وضعف قواهم، لا يمكنهم من ما يقوم به الشباب الأقوياء.
ومن هنا كان دور شباب الصحابة الدور العظيم في نشر هذا الدين، تفقهاً في دين الله وجهادًا في سبيله، من أمثال: عبد الله ابن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وغيرهم من شباب الصحابة، الذين نهلوا من العلم النافع، وحفظوا لهذه الأمة ميراث نبيها وبلغوه، وإلى جانبهم القادة؛ كخالد بن الوليد، والمثني بن حارثة الشيباني، وغيرهم.. كلهم أمة واحدة قاموا بأعباء واجبهم فأدوا دورًا كبيرًا تجاه دينهم وأمتهم ومجتمعهم، لا تزال آثاره باقية إلى اليوم، وستبقى بإذن الله ما بقي الإسلام.
وشباب هذا الوقت هم من ورثة أولئك إذا ما أحسنوا لأنفسهم، وعرفوا مكانتهم وتحملوا أمانتهم، فهم ورثة أولئكم الشباب الأقدمين.

وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم


أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم شاب نشأ في عباده الله.




الموضوع الأصلي

http://way2gannaaa.com/vb/showthread.php?t=305 (http://way2gannaaa.com/vb/showthread.php?t=305)

__________________

يتبع بأذن الله تعالي

المشتاقة لرضي ربها
2011-03-14, 02:31 AM
توجيهات الرسول للشباب
 


والنبي كان يولي جانبًا من توجيهاته إلى الشباب، فيقول لابن عباس:

يا غلام: إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله

ويقول لمعاذ بن جبل، وهو رديفه على حمار:

يا معاذ: أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله

إلى آخر الحديث





ويقول: لعمر بن أبي سلمة، ربيبه وهو طفل صغير، لما أراد أن يأكل مع النبي وجالت يده في الصحفة أمسك النبي بيده وقال:

يا غلام, سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك






فهذه توجيهات من النبي يوجهها لطفل، ليغرس في
قلبه هذه الآداب العظيمة, وهذا مما يدل على أهمية توجيه الشباب نحو الخير ومسئولية الكبار نحوهم.

المشتاقة لرضي ربها
2011-03-14, 02:32 AM
 
العناية بالشباب
 
وديننا الإسلامي اهتم بتنشئة الشباب اهتمامًا بالغًا؛ لأنهم هم الرجال في المستقبل، وهم الذين سيخلفون آباءهم، ويرثونهم، ويقومون بدورهم في الحياة. فمن توجيهات الإسلام إلى العناية بالشباب

أولا: اختيار الزوجة الصالحة


التي هي منبت الأولاد، وهي موضع الحرث الذي ينبت فيه الأولاد؛ فالنبي حثنا على اختيار الزوجة الصالحة، وقال : اظفر بذات الدين تربت يداكلأن الزوجة الصالحة إذا رزق الله الزوج منها أولاداً فإنها توجههم وتقوم بدورها نحوهم من طفلوتهم. هذا من توجيهات الإسلام نحو الشباب



ثانيًا: اختيار الوالد الاسم الحسن للمولود


ومن توجيهات الإسلام نحو المولود أول ما يولد أن يختار والده الاسم الحسن؛ لأن الاسم الحسن له معنى وله مدلو؛ فالنبي حثَّ على أن يختار الأب لولده اسمًا حسنًا، وأن يبتعد عن الأسماء المكروهة، أو الأسماء التي تدل أو تشتمل على معانٍ غير لائقة


.
ثالثا: عقيقة الآباء عن أبنائهم



ومن توجيهات الإسلام نحو الشباب أن وجه آباءهم إلى أن يعقوا عنهم، أي يذبحوا عنهم العقيقة، لأنَّها سنة مؤكدة، ولها تأثير طيب على الطفل، وهي ليست لمجرد تحصيل اللحم والفرح, وهذا مما يدل على عناية الإسلام بالشباب أول نشأتهم


.
رابعا: الاهتمام بتربية الشباب


ومن عناية الإسلام بالشباب الاهتمام بتربيتهم إذا بلغوا سن التمييز، وصار عندهم الإدراك، فحينئذ يُبْدأ بتوجيههم إلى الدين؛ يقول : مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع


وهذا مما يدل على أن الإسلام يهتم بالشباب، ويتطور معهم في التوجيه من سن إلى أخرى، حسب استطاعتهم ومداركهم.
كذلك النبي يقول:


كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
فالمولود يولد على الفطرة، وهذه الفطرة إذا ما حافظ عليها أبواه، ووجهاها إلى الخير، اتجهت نحو الخير؛ لأنها تربة صالحة. أما إذا انحرف الأبوان في تربية الطفل، فإن فطرته تفسد وتنحرف بحسب تربية الوالد؛ فإن كان الوالد يهوديًّا أو نصرانيًا أو مجوسيًا، نشأ الطفل على هذه الديانة الخبيثة، وفسدت فطرته، أما إذا كان أبوه مسلمًا صالحًا، فإنه يحافظ على هذه الفطرة التي أودعها الله في هذا الطفل، وينميها، ويزكيها، ويتعهدها



خامسا: وجوب بر الولد بوالديه



ومما يدل على الاهتمام بأمر الشباب من سن مبكرة أن الله تعالى أمر الولد حينما يدرك والداه أو أحدهما الكِبَرَ أن يُحسِن إليهما، أو إلى الموجود منهما، وأَنْ يتذكَّر تربيتهما له يوم أن كان صغيرًا. قال جل شأنه:
إِمّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

[الإسراء الآيتان: 23، 24].


فموضع الشاهد من الآيتين هو: قوله تعالى: كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. فتربية الوالدين لولدهما نعمة وإحسان إليه، يجب أن يكافئ عليها والديه. وليس المراد بالتربية، التربية الجسمية فقط، التي هي عبارة عن توفير الطعام والشراب، هذه تربية بهيمية إن اقتصر عليها، لكن الأهم من ذلك التربية المعنوية، التي هي المحافظة على فطرته السليمة، وتوجيهها إلى الخير، وغرس الخير في نفسه، وتنشئتها عليه. هذه هي التربية المفيدة التي تبقى آثارها على المولود وتنمو معه وتصاحبه.
أما التربية الجسمية فقط، فهذه أقرب إلى إفساده منها إلى إصلاحه؛ لأن الطفل إذا أُغدق عليه الطعام والشراب والشهوات، وأُهمل جانب التربية الصحيحة له، فإن ذلك مما يدعوه إلى أن ينشأ نشأة بهيمية.
أما إذا رُبى التربيتين: التربية الجسمية؛ لأن التربية الجسمية لابد منها في حدود المعقول، وفي حدود المشروع، من غير إسراف ولا تبذير وإلى جانبها التربية المعنوية؛ فإن ذلك هو الخير الكثير الذي يتذكره الولد عندما يدرك إحسان والديه إليه فيقول كما أمر الله:رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا


[الإسراء الآية: 24]


.

المشتاقة لرضي ربها
2011-03-14, 02:33 AM
يتبع بأذن الله