المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ لكلمة الشيخ محمد اسماعيل المقدم بالمؤتمر السلفي بالاسكندرية



د/احمد
2011-03-07, 02:39 PM
هذا تفريغ لكلمة الشيخ محمد اسماعيل المقدم بالمؤتمر السلفي بالاسكندرية
كاملا دون حذف لوجه الله تعالي



بــــــــــــــــــــــسمـ الله الرحمـــــــــــــــن الرحــــــــــــــــــــــيمـ


الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على محمد رسوله و عبده و على آله و صحبه من بعده
اما بعد

وإذا ملكت النفوس فابغ رضاها .... فلها ثورة وفيها مضاءُ
يسكن الوحش للوثوب من الأسر ..... فكيف الخلائق العقلاءُ

كما وقف العالم مذهولا ووجم التاريخ مبهورا بالمصريين وهم يسطرون ملحمة العبور فى حرب العاشر من رمضان
فإنهما يقفان اليوم فى دهشة وذهول من بطولتهم وهم يحققون عبورا من نوع آخر
عبورا من صحراء اليأس المقفرة إلى واحة الأمل المشرقة

و شهدت الايام الأخيرة ميلاد عهد جديد وتجاوبت الآفاق بأصداء صرخة مدوية لم تنفجر من قبل بهذه القوة
صرخة فى كلمتين : الشعب يريد

بعد أن بدا النظام طوال ثلاثين عاما من الذل والقهر والاستعباد والاحتقار والتزوير وكأنه يقول :
لقد اتفقت مع شعبى على كلمة سواء .. أن يقولوا ما شاءوا وأن أفعل ما أشاء
أما بعد صرخة: "الشعب يريد"،,, فلن تعود مصر هذه المرة إلى سابق عهدها ولن تعيش فى جلباب رئيسها
بل ستريد الأمة ما تشاء وسيفعل الرئيس ما تشاؤه لا ما يشاء ولن نستعبد بعد اليوم إن شاء الله تعالى

كانت مصر قبل هذه الثورة عملاقا فصيرها الطغيان قزما
كانت زاخرة بالمواهب فصارت طاردة و مشردة لها فى آفاق الأرض
كانت رائدة فصارت ذيل
كانت نفيسة فصارت رخيصة
و تلقى الحال من بيع إلى بيع بلا ثمن و من مستعمر غازى إلى مستعمر وطنى
لقد فاجئنا شباب الإنترنت بهذه الثورة و كانوا طليعتها و تحولت بفضل الله تعالى بعد ذلك إلى ثورة لكل شباب مصر ثم انتهت ثورة لكل مصرى
و توحد الجميع فى سبيل انتزاع حقه فى التحرر من الظلم و القهر و الطغيان كما قال شوقى :
إن المصائب يجمعن المصابين

شكرا للشبــــــــــــــاب

فقد أهدوا إلى الأمة أثمن هدية و نعتذر للشباب الذين كنا بالأمس القريب لا نقدرهم حق قدرهم
فإنهم أجبرونا على أن نؤمن بقدرتهم و صمودهم و رجولاتهم

سلاماً شباب النيل في كل موقفٍ
على الدهر يجني المجدَ أو يجلبُ الفخرا

شبابٌ اذا نامت عيونٌ فإننا
بكرنا بكورَ الطيرِ نستقبل الفجرا

شبابٌ نزلنا حومةَ المجدِ كلناَ
ومن يغتدي للنصر ينتزعُ النصرا

هذه المحنة علمتنا دروس كثيرة و فاضت علينا بالمنح
علمتنا "أن الله يمهل ولا يهمل" فسبحان مغير الأحوال ما بين طرفة عين و انتباهها يغير الله من حال إلى حال
أعاد التاريخ نفسه لتأخذ الأمور وضعها الصحيح و لتستيقظ مصر قلب الأمة الإسلامية النابض و مركز ثقلها
و عادت لتسترد مكانتها التى تستحق بكل جدارة
أكتشفنا هذا الكنز الدفين المتمثل فى الشباب بطل المشهد كله
إستحضرنا النعم التى من طول ما الفناها نسيناها حين ما حرمنا نعمة الأمن و حين ما هددنا خطر الجوع و تذكرنا قول الله تعالى و امتنانه على قريش بأنه أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف
تلاحم الناس جميعا و تراحموا بعفوية و تلقائية و شهامة للتصدى للعصابات الإجرامية حتى قال بعضهم شكرا يا مبارك لأن جعلتنا نقترب من بعضنا البعض و يحب بعضنا بعضا
حين وجد الشباب الفرصة و قفز من الهامش و من التهميش إلى صلب صفحة الحياة ......اثبت نفسه و مارس دوره و أحس بشيئ فقط كان يسمع عنه شيئ يسمى الانتماء لأول مرة نحس أن البلاد بلادنا و حذفت عبارة "بلادهم و هم أحرار فيها " لم نعد ملكية تورث ولا أشياء تقتنى ولن نستعبد بعد اليوم إن شاء الله تعالى و قد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ..........
فى غياب كامل للأمن بكل أنواعه لم يحدث اعتداء واحد لا على الكنائس ولا على أهلها مما يؤكد أن حادث كنيسة القديسين كانت مفتعلة ولأغراض خبيثة
نتعلم من هذا الدرس أهمية الإعلام و آثره السحرى و إن كنا نتعجب من الإعلام المتخلف الذى لازال يمارس أسلوبه المحنط و الذى يخاطبنا بضرورة تغيير الخطاب الدينى و يآبى أن يوكب العصر و يتحدث هو آيضا بخطاب مطور ........فطوروا خطابكم ولا تزيدوا احساسنا لاقهر ......لا تعاملوا الشباب كأنهم أطفال راقدون فى مهد الطفولة فإنهم أثبتوا أنهم الرجال حقا و بكل جدارة لا تقولوا لهم أن الجماعة المحظورة هى السبب ....لا تقولوا لهم إيران و حسن نصر لا تقولوا ضبطنا عناصر أجنبية مندسة بين الجماهير و هى السبب فى كذا و كذا
هذه المرة أنتم تواجهون فيضانا جارف على أرض الواقع
حتى الشباب المطحون الرابط فى ميدان التحرير يقولون أن لهذا الشباب أجندة سياسية ولو أخذنا عينة عشوائية من هؤلاء الشباب سنجد قليلا منهم من يعرف معنى كلمة أجندة
فى هذه الظروف نحن نحتاج إلى أن ننتبه لمحاذير خطيرة
اول هذه المحاذير أن ننتبه لمؤامرة الفوضى الخلاقة فنحن لا نريد الدوران فى دائر مفرغة تنتهى بما أنتهت إليه العراق و غيرها
هناك من يقول أن رحيل الرئيس قد يحدث أزمة دستورية لانه حتى الدستور مفصل على مقاسه فإذا رحل فلن يمكن احداث التغيرات المطلوبة

و لكــــن هناك وجهة نظر آخرى تقول أنه كثيرا أو غالبا ما تتبع الثورات تغيرات شاملة من جديد لكل الدستور

مكـــــــــمن الخـــــــــــــطر هنــــــــــــــا
أن يستثمر خصوم الدعوة الإسلامية و تجار الشنطة الثقافية هذا الأمر لتمريــــر مواد تخدش هوية مصر الإسلامية لانه غالبا ما يحاول الإنتهازيون سرقة الثورات أو حرفها عن اتجاهها أو استغلال مناخ النبل و التسامح الذى تضفيه الثورة من أجل تمرير مفاهيم خطيرة و التى يبتلعها الناس فى غمرة الحماس

العالمانيون و اللبراليون و الأحزاب الكرتونية كل يتسابق الآن ليحظى بنصيبه من الثمرة و بسبب صوتهم العالى و إمكانياتهم الإعلامية يوهمون الناس أنهم أغلبية نقول آيضا أنه لابد لكل ثورة من أركان و هذه الثورة لظروف معينة لم تستوفى كل هذه الأركان و إن كانت حصلت الرك المهم و الفعال و هو التأييد الشعبى الجارف إلى جانب المطالب العادلة التى يجب احترامها و التأكيد على انجازها ........لابد أن ننتبه أن قاطرة التغيير الآن مندفعة إلى هذا التغيير بكل قوة كالفيضان الجارف لكن السؤال المهم هو أنه يجب أن يكون التغيير إلى الأحسن لا إلى الأسوء نحن منهمكون فى البكاء و التحسر على الماضى لكن يجب أن تكون عيوننا فى نفس الوقت ناظرة إلى المستقبل كى لا يتحول الحلم إلى كابوس نقول آيضا إن هذه الثورة إن هذه الثورة تطورت من شباب الفيس بوك أو الإنترنت لتشمل شباب مصر ثم تطورت لتشمل كل المصريين و يصعب الآن تحديد ما الذى تريده هذه المجموعة من شباب الفيس بوك أى ما الذى يريدنه بعد هذه الثورة و فيما يأتى .........
نقول مع حبنا لهم و افتخارنا بما فعلوه و شكرنا لهم على الكرامة المهدرة التة أعادوها لكننا نقول لهم و لغيرهم ..... لن نوقع لكم على بياض .......لن نوقع لأحد على بياض
فهم جزء من الأمة و نشكر لهم دورهم العظيم فى هذا التغيير إن شاء الله لكن نحن المسلمين لن نوقع لأحد على بياض يقرر التغيير بإستبداد يعيد إلينا الإستبداد السابق فلا ندرى هل لديهم البوصلة التى تحدد إليهم الاتجاه أم ليس بعد

نريد حاكم نختاره نحن لا كما قال الفقى : لابد أن توافق عليه أمريكا ولا تعترض عليه إسرائيل
نريد حاكما يتقى الله فينا قبلته فى مكة لا فى واشنطن ولا فى البيت الأبيض ينحاز إلينا يحترم عقيدتنا لا يزدرى إرادتنا ولا يزورها يؤمن بمكمن القوة فى هذه الأمة و يجاهد لإستخراجها و تفجير ينابيعها يقودنا لا ليحقق أحلامه ولكن ليحقق أحلامنا

ننتقل إلى محور مهم جدا فى هذا الوضع الذى نحن فيه و نقول إنه لا ينبغى أن تشغلنا الاحداث عن قضية هى أخطر قضية فى الوجود قضية التدين .......موقفنا من الله سبحانه و تعالى و من الإسلام و من شريعة الله إن الملاحظ فى خلال هذه الثورة أن الناس بدوا و كأنهم تواطئوا على أن يعطوا العقيدة عطلـــــــــــــــــــــة
و كانهم حظروا عليها التجول فى حناجر الناس و أسماعهم و أبصارهم
و العقـــــــــــيدة بالنسبة لنا "لا إله إلا الله " و مقتضياتها هى روح هذا البدن إذا خرجت أو عطلت يموت ولا يبقى فيه حياة "لا إله إلا الله" منهج شامل للحياة قال تعالى "لْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" المسلم لا يتنازل عن دينه أبدا النبى صلى الله عليه و سلم بين لنا مكانة الدين فى حياتنا حينما قال فى دعائه الشريف "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا"
فإذا كان عصمت أمرنا فكيف نعطيه أجازة مؤقته إلى أن تنتهى الثورة و قال رسول الله صلى الله عليه و سلمـ "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا."
و عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه ان النبى صلى الله عليه و سلمـ قال "إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة"

فالناس الذين يتصايحون من أجل إصلاح الدنيا ويحذرونا أن نعبر عن عقيدتنا عن إنتمائنا عن منهج حياتنا هذا غير قابل لأن يأخذ أجازة بدا بل هذا دائما فى طليعة مطالبنا و هو الروح التى تسرى فى أجسامنا
يقول الحسن البصرى - رحمه الله تعالى - " بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقد الدرهم -أى يلمسه - فيخبرك بوزنه ولا يحسن أن يصلي."
و قال أبو بكر بن عياش "مسكين محب الدنيا يسقط منه درهم فيظل نهاره يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وينقص عمره ودينه ولا يحزن عليهما"
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِبًا فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ فَطِنٍ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ فِي مَالِهِ وَإِذَا يُصَابُ بِدِينِهِ لم يشعر
يقول سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ واصفا المشركين ،: " رأيت قوماً ليس لهم فضل على أنعامهم ، لا يهمهم إلا ما يجعلونه في بطونهم و على ظهورهم ، وأعجب منهم : قوم يعرفون ما جهل أولئك ، ويشتهون كشهوتهم )) " .

مضطر ان أستدل فى هذا السياق بكلمة مؤلمة موجعة لكن كثير منا يحتاجها فى الحقيقة يقول بعض السلف "قد رضينا من أحدكم أن يحافظ على دينه كما يحافظ على نعله"
رضينا من أحدكم يا من تنتسبون إلى الإسلام يا من ترضون بالله ربا و بالإسلام دينا و بحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا أن تحافظ على دينك كما تحافظ على نعلك
لن أشرح لأنه معروف كل فرد فى تجمع مثل هذا كيف يحافظ على نعله و يحتاط له
فنقول آيضــــا للجميــــع
إن كنتم تريدون العزة فإن العزة لله جميعا "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ"
إن كنتم تريدون الحرية فيستحيل أن تتحقق الحرية إلا بتوحيـــــد الله و إفراده بالعبودية .....فلا تكونوا كالذين هربوا من الرق الذى خلقوا له فبلوا برق الكفر و الشيطان
إن كنتم تريدون العدل فإن الله يأمر بالعدل و الإحسان قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8)

الإســــــــــــلام هو ديــــــــــــن الله الحــــــــق و هو منهج شامل للحياة
ربعيى بن عامر لخص رسالة المسلمين فى هذه الدنيا حينما قال الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد و من جور الأديان إلى عدل الإسلام و من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا و الأخرة

انتم ثورتم لتحصلوا حقوق العبــــاد التى ضيعها الطغيان
فلا تنسوا حق رب العبــاد
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً."

أهم قضية تقدم فى كل أحوالنا هى ما قدمه الرسل حينما افتتحوا دعواتهم جميعا قال تعالى "اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ "[الأعراف : 65]

أنتم تطالبون باحترام حقوق الإنسان و أعظم حق لهذا الإنسان هو آلا يحال بينه و بين الإطـــلاع على الإسلام كما أنزله الله بدون تشويش ..بدون صد عن سبيل الله كما يريدون أن يصدوا عن سبيل الله و يبغونها عوجا .....يظهرون الإسلام فى صورة مشوهة ,,,,,,الإرهاب ,,,,التطرف,,,,,,العنف ,,,,القتل,,,,,,التزمت

كـــــــــــل هذا من الكذب الذى توارد و تتابع على ألسنة الناس حتى صدقوه
الحقيقة أن الـ "islamophobia" أو عقدة الخوف من الإسلام لم تزرع فقط فى الثقافة الغربية لكنها وجدت لها موطنًا فى نفوس بعض المسلمين و عقلهم الباطن بتأثير من الإعلام الذى رفع شعار اكذب و اكذب ثم اكذب فسيصدقونك فى النهاية لقد كذبوا أبشـــــع الكذب حين رابطوا الإسلام بالتطرف ثم الإرهاب و كذبوا أشنــــع الكذب حين صوروا للناس أن الإسلام متعطش لإراقة الدماء

ووجد الآن اتجاه للتخويف من الإنتماء الإسلامى و التحذير من ذكر كلمة الإسلام لدرجة أنه قيل أن احدهم رفع عبارة "الإسلام هو الحل " فكانت نتيجته لا تحمد عقباها بالرغم من أن الجمع مسلمون لكن لانهم يجهلون
فالاتجاه لإسلامى لا يستلزم المحاذير التى يدعونا
أيضا إستعمال الإسلاميين كفزاعة يخوفون بها الغرب هذا كله دعم هذه الـ "phobia" فى داخل بلاد المسلمين

ننتقل إلى موضوع مهم جدا و هو

إيــــــــن يقف السلفيــــــــــون فى مثل هذه الأحداث ؟؟؟؟؟؟

نقول نحن السلفيون لسنا فرقة و لا طائفة و لسنا شيئ جديد أو مبتدع ........
و ليسمونا ما شائوا فنحن مسلمون نتبع الإسلام كما علمه رسول الله صلى الله عليه و سلم للصحابة و كما فهمته و طبقته القرون الخيرية الأولى بجانب اننا مسلمون نحن آيضا مواطنون لنا حق المواطنة و لنا إرادة قوية فيجب أن يتوقف الإعلام الظـــالمـ عن القيام بكل الأدوار فى وقت واحد يتهمونا و يحاكمونا و يصدر الأحكام علينا و ينفذها
و يتحدث باسمنا و يشوه صورة هذه الدعوة ولاشك أن هذا نوع من التمييز الموفوض

نحن بفضــــل الله طموحتنا تطاول السحاب و لكنها فى نفس الوقت واقعية
نحن ندرك الفرق بين ما نتمناه و بين السقف المتاح
نحن نتمنى أن نكون فى مستوى نقوم بكل وظائف الأمة التى تتلخص فى كلمتين "حراسة الديــــــن .......و سياسة الدنيا بالدين"

يحاول السلفيون و قد برعوا فى ذلك و هو القيام بوظيفة حراسة الدين
أما سياسة الدنيا بالدين فنرجـــو ذلك ........
وظـــــــائف الأمة كثيرة جدا لا يستطيع كيان واحد أن يقوم بها فهذه و ظيفة الأمة "حراسة الديــــــن و سياسة الدنيا بالدين"
نحن نجتهد فى الأولى و بفضل الله تبارك و تعالى وفقنا إلى انجاز الكثـــير فيها.........
و نرجو أن نجتهد فى الثانية لا بأس فى ذلك
لكــــــــــــن ليعلم الإخوة جميعا انه عند حصول تعارض بين السياسة و بين ثوابت المنهج و أداء أمانة حراسته فنحن نقدم امانة الدعوة و حراسة المفاهيم بمعنى أنه إذا كنا محصورين بين خيارين
إما الثبات على حراسة الدين و مفاهيمة و الذب عنه أو الخوض فى السياسة بمعنى ان الخوض فى السياسة سيلزمنا بتحوير عقائدنا و بتزييف مفاهيم الإسلام و بمجاراة الأمر الواقع بصورة أو بأخرة فإننا فى هذه الحالة لن نقبل
إلا خيار واحد و هو الإستمرار على الثغرة التى نذرنا أنفسنا لها

طبعا فى مصطلحات بتمرر المشكلة كما ذكرت فى العلمانيين و اللبراليين أن صوتهم عالى جدًا لأن الدولة كانت ترفع من قدرهم و تتيح لهم الاحزاب و تعطيهم وسائل الإعلام و الجرائد و كذا و كذا
فيوهمون أن لهم حجم كبير..
ولكن العالم كله بلا إستثناء يعرف ان الوزن الحقيقى فى الشارع المصرى هو الإســــــلام و هذا هو السبب فيما ذكره بعض المحللين مؤخرا من أن امريكا لا يمكن ان تسمح بديمقراطية كاملة فى المنطقة
فالجميع يعرف ان الإسلام هو مركز الثقل فى هذه الأمة و هو روحها التى تسرى فيها و هو مصدر قوتها ولا سبيل إلى العودة لمكانتها إلا بالرجوع إلى الإسلام قال تعالى "{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء 10"
لقد أعزنا الله بهذا الدين فمهما نبتغى العزة فى غيره أذلنا الله ...........

لا يصح إطلاقا إدلاج الإسلام كفرع تحت أى مذهب من المذاهب الفكرية الحديثة كالعلمانية لأن العلمانية فى خلاصتها دين أرضــــى مضــــــاد و مخالــــف للدين السماوى

و نحن كنا نتمنى أو نرجــو أن تأتى لنا فرصة لنتكلم نحن عن مفاهيمنا ولا يتكلم احد بنيابة عنا بالطريقة التى كانت تتمـ......
اقــــول إن الشـــــورى فى الإسلام تختلف كثــــيرا عن الديمقراطية بمفهومها الغربى و ديمقراطيتهم كصنم العجـــوه الذى كان يصنعه المشرك فىالجاهلية فإذا جاع أكله
ديمقراطيتهم ليســـــــــت للتصدير إلى العالم الإسلامى .......نحن ندرك هذا.....
اللبرالية بنوعيها من ضمن ماتعنى,,,, (التحــــرر من قيود الدين)
مصطلح الدولة المدنية بعض الناس يتصورونه مصطلح برئ ,,,,,
الدولة المدنية تعنى البعيدة عن تحكيم الديــــن
وليس المدنية التى هى عكس العسكرية.....
الحقيقة إحتراما للوقت لان الاذان إقتؤب هناك تعليقات يسيرة بالنسبة لقول فضيلة الشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم حتى لا يسئ بعض الإخوة فهم هذا الكلام هو ذكر فى سياق كلامه أنه لا مانع من ان يتعبد النصارى فى كنائسهم الكلمة جيدة و ما فيها بأس لكن اخشى ان يفهمها البعض على أن هذه منحة لهم لا نحن نعتقد ان هذا حق لهم و ليس منحة ......
المصفون من الغربيين و غير المسلمين فى كل أحقاب التاريخ يعرفون مدى تســــامح الدين الإسلامى و الإسلام هو قمة التسامح بل إن
التسامح صناعة إسلامية
الرقى صناعة إسلامية
الحضارة صناعة إسلاميةكما تعلمون

النقطة الأخيرة التى أتناولها


ان العلماء عندهم عرف علمى حينما يتناولون قضية الخروج على الحاكم
أو العلاقة بين الحاكم و الرعية

حينما يستعمل علمائنا كلمة الخروج على الحاكم و أنا أوضح هذا حتى لا يساء فهم كلام فضيلة الشيخ الدكتور احمد فريد
فحينما يستعملون كلمة الخروج فهم يقصدون الخروج المسلح بالقتال
واقع هذه المظاهرات هى لا علاقة لها بالخروج
لأنها مظاهرات سلمية و كل العنف الذى حصل العالم كله يعرف من الذى تسبب فيه

اما هم فكانوا فى غــــــاية الرقـــــــى ,,,,,,فى غــــــاية التحضر ,,,,,,فى غـــــاية الأخلاق,,,,,,, فى غاية التراحم حتى مع الشرطة او غيرها

فالمظاهرات سلمية لا عنف فيها ولا سلاح
و بالتالى لا علاقة لها بقضية الخروج
و هذه صارت الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير عن مثل هذا الموقف

آيضـــــا أختــــمـ ببيان جازم و صارم و واضح

الدعــــــوة السلفيـــــــــة لـــمـ و لـــن و لا تتبنـــــى الخروج المسلـــــحـ إطلاقـــــل


اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حفيدة ابن القيم
2011-03-07, 05:10 PM
جزاكم الله خيرا

قاصِف
2011-03-07, 07:02 PM
جزاك الله خير يا دكتورنا الحبيب!

و الله لو لم يقل الشيخ سوى هذا البيت في المحاضره لقلت كفيت و وفيت!


وَمِنَ الْبَلِيَّةِ أَنْ تَرَى لَكَ صَاحِبًا فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ فَطِنٍ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ فِي مَالِهِ وَإِذَا يُصَابُ بِدِينِهِ لم يشعر

سبحان الله كل هم الناس اليوم بعد الثوره هي إستعاده المال المسروق و المنهوب و لا يشعرون بالثعابين المختبأه في جحورها التي تنتظر ضعف الفريسه و إقترابها للأنقضاض عليها!