المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معجزة القرآن الكريم بين الاعجاز والعجز والتعجيز



الصفحات : 1 [2]

eslam_10
2011-03-29, 09:54 PM
متابع معك أستاذى موضوعك المشوق

ابن النعمان
2011-03-30, 10:57 AM
ها هى احوال الرسول صلى الله عليه وسلم واحوال معاصريه لا يمكن ان تجعل هناك مجال للكذب او الخداع فهو الصادق الامين المشهود له بذلك من الد اعدائه فكيف يكذب فى خبر السماء وهو لم يكذب فى خبر الارض , يقول الدكتور محمد عبد الله دراز فى كتابه مدخل الى القرآن الكريم "قوة اخلاقه وصدق ايمانه , وشعوره المرهف بمسئولية يوم القيامة كلها حقائق لا تتفق مع امكان ان يخترع شيئا وينسبه الى الله " . وهو الرؤف الرحيم بشهادة الاعداء والمحبين ومن قبل كل ذلك شهادة القرآن الكريم{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} فكيف يرضى لاحد من اصحابه واحبائه ومن قبل نفسه ومن بعد امته تحمل الالام والمشاق والصعاب و صنوف التعذيب والاضطهاد والقتل والسخرية والاستهزاء فى سبيل شىء ليس له اساس لا ينوب عن واجب مقدس او ينبع عن مسئولية جسيمة , اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ابن النعمان
2011-03-30, 10:59 AM
رسالة الى كل عاقل

لو فكر كل عاقل فسوف يجد ان مشركى مكة هم الاولى بكسر التحدى اكثر من اى احد اخر سواء كانوا افراد او مجتمعات حافز وخبرة ومعايشة واستخداما لهذه الشبهات لو كان لها اساس اكثر , وبناء عليه لابد ان يكون عجزهم هذا وسكوتهم مقرونا بانهاء الامر وحسمه لكل ذى عقل و باحث عن الحق و متخل عن الاغراض والاهواء بشكل مطلق ونهائى بلا جيوب او ذيول , و الغريب اننا نجد ان كل الشبهات تثار من اليهود والنصارى المتاخرين على غير اساس او هدى بلا معايشة او معاصرة او قرب عهد اوتعامل وتذوق للغة العربية اوتعمق وفهم لها مع تجاهل هذه النقطة البديهية فالشبهات من اى ناحية كانت الاولى باثارتها ونشرها واستخدامها هم كفار قريش لانهم اعلم باخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته الخاصة وعفته اكثر من غيرهم (لانهم عايشوه وعاصروه) ولديهم الحافز والقدرات التى لم تتوفر لغيرهم وبالتالى شهادتهم وعجزهم تأخذان فى المقام الاول فى الاعتبار والقيمة عن اى عجز و شهادة اخرى سواء كانت ايجابية او سلبية "ولكن يأبى (المولَّدون) إلا الجدال في ما لم يجادل فيه ألدّ خصوم هذا النبي من المعاصرين له، ممن لم يتورعوا عن محاولة سفك دمه صلى الله عليه وسلم وإهدار عرضه!! " (مصدر القرآن .. دراسة لشبهات المستشرقين حول الوحي المحمدي - الدكتور ابراهيم عوض ص56)
و فى هذا رد على كل جاهل مدعى سائر على خطى الحاقدين المتربصين وتحت هذا المعنى يقول ايضا الدكتور محمد عمارة فى كتابه شبهات حول القرآن الكريم "إن هذه الشبهات قد أحدثها خصوم الإسلام فى العصور المتأخرة ، وليس بينها شبهة واحدة ترجع إلى عصر البعثة والوحى والتنزيل .. فأغلب هذه الشبهات تحاول الزعم بوجود تناقضات واختلافات بين آيات القرآن الكريم .. وإذا كان القرآن قد تحدى خصوم الإسلام منذ لحظة نزوله ، ليس فقط بالإتيان بشىء من مثله ، وإنما بالعثور على أى تناقض فيه ، وذلك عندما قال : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) [ النساء 82 ] .
ولما لم يؤثر عن أحد من خصوم الإسلام وأعداء القرآن ـ الذين تحداهم القرآن هذا التحدى ـ أنه قال بوجود أى تناقض فى هذه التناقضات المزعومة بين آيات الذكر الحكيم ، فإن جميع هذه الشبهات ـ إذن ـ طارئة ، أثارتها وتثيرها انتصارات الإسلام ورسوخ أقدامه فى الصراعات الفكرية الحديثة والمعاصرة ـ رغم الضعف والاستضعاف الذى يعيشه المسلمون . ".
وبالتالى فانهم عندما يرمون بمثل هذه الشبهات يثبتون حقدهم وجهلهم وتعصبهم وتحاملهم وهمجيتهم وخداعهم ومجافتهم للحق وكل ما قيل عنهم وسوف يقال .
ومن حاول معارضة القرآن فلن يخرج عن خطى" مسيلمة الكذاب " بجهله وحمقه , حاول معارضة القرآن الكريم فلم يكن فى جعبته إلا كلام من هذا القبيل :
" والليل الأطخم والذئب الأولم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من محرم " !!
أو " واليلل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد رطب ولا يابس " !!
أو " والشاة وألوانها ، وأعجبها السود وألبانها ، والشاة السوداء واللبن الأبيض ، إنه لعجب محض ، وقد حرم المذق ، فما لكم لا تجتمعون " !
أو " يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقى ما تنقين ، أعلاك فى الماء ، وأسفلك فى الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشاً قوماً يعتدون " !!
أو " والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا ، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والحافرات حفرا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما، لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآوه ، والباغي فناوئوه " !!
أو " ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ، ومن ذكر وأنثى " !!
أو " ألم تر أن الله خلقنا أفواجا ، وجعل النساء لنا أزواجا ، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ، ثم نخرجها إخراجا ، فينتجن لنا سخالا إنتاجا " !!
أو " الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب وثيل ومشفر طويل ، وإن ذلك من خلق ربنا لقليل " !!
أو " إنا أعطيناك الجواهر ، فصل لربك وهاجر ، إن مبغضك رجل فاجر " !!
أو " والشمس وضحاها ، في ضوئها وجلاها ، والليل إذا عداها ، يطلبها ليغشاها ، فأدركها حتى أتاها ، وأطفأ نورها ومحاها " !!
وكما هو واضح ، فكلام مسيلمة كلام سخيف وركيك ومبتذل وردئ وباهت وأقل من أن يُرد عليه أو أن يُلتفت إليه ، فما هو إلا سارق لآيات القرآن الكريم ومحرف لها ، ليأتى بسجع ثقيل وسخيف فى محاولة يائسة لمحاكاة نظم القرآن العظيم ، وقد ذهب كلام مسيلمة الكذاب إلى مزابل التاريخ مثلما ذهب كلام صناع " قرآن رابسو " و " الفرقان الحق " وغيرها من المحاولات الفاشلة التعيسة التى تثبت أن القرآن الكريم هو وحى الله الخالد الذى لا يُمكن لبشر أن يأتى بعشر كلمات من مثل كلماته !
وجدير بالذكر ان الاعجاز والتحدى اللغوى كان يشمل البيان الاسلوب والسور والايات والكلمات والحروف , والحلاوة التى تأخذ بالالباب ,
وتستهوى الافئدة
ويرد الامام الغزالى على من ينكرون نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم من طريق انكار معجزته فى القرآن فيقول فى كتابه الاقتصاد فى الاعتقاد :" وفي إثبات نبوته بالمعجزة طريقتان: الطريقة الأولى، التمسك بالقرآن، فإنا نقول: لا معنى للمعجزة إلا ما يقترن بتحدي النبي عند استشهاده على صدقه على وجه يعجز الخلق عن معارضته، وتحديه على العرب مع شغفهم بالفصاحة وإغراقهم فيها متواتر، وعدم المعارضة معلوم، إذ لو كان لظهر، فإن أرذل الشعراء لما تحدوا بشعرهم وعورضوا ظهرت المعارضات والمناقضات الجارية بينهم، فإذاً لا يمكن إنكار تحديه بالقرآن ولا يمكن إنكار اقتدار العرب على طريق الفصاحة ولا يمكن انكار حرصهم على دفع نبوته بكل ممكن حماية لدينهم ودمهم ومالهم وتخلصاً من سطوة المسلمين وقهرهم، ولا يمكن إنكار عجزهم لأنهم لو قدروا لفعلوا، فإن العادة قاضية بالضرورة بأن القادر على دفع الهلاك عن نفسه يشتغل بدفعه، ولو فعلوا لظهر ذلك ونقل. فهذه مقدمات بعضها بالتواتر وبعضها بجاري العادات وكل ذلك مما يورث اليقين فلا حاجة إلى التطويل. وبمثل هذا الطريق تثبت نبوة عيسى ولا يقدر النصراني على إنكار شيء من ذلك؛ فإنه يمكن أن يقابل بعيسى فينكر تحديه بالنبوة أو استشهاده باحياء الموتى أو وجود إحياء الموتى أو عدم المعارضة أو يقال عورض ولم يظهر، وكل ذلك مجاحدات لا يقدر عليها المعترف بأصل النبوات، فإن قيل: ما وجه إعجاز القرآن ؟ قلنا الجزالة والفصاحة مع النظم العجيب والمنهاج الخارج عن مناهج كلام العرب في خطبهم وأشعارهم وسائر صنوف كلامهم، والجمع بين هذا النظم وهذه الجزالة معجز خارج عن مقدور البشر، نعم ربما يرى للعرب أشعار وخطب حكم فيها بالجزالة، وربما ينقل عن بعض من قصد المعارضة مراعاة هذا النظم بعد تعلمه من القرآن، ولكن من غير جزالة بل مع ركاكة كما يحكى عن ترهات مسيلمة الكذاب حيث قال: الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل وخرطوم طويل. فهذا وأمثاله ربما يقدر عليه مع ركاكة يستغثها الفصحاء ويستهزؤون بها، وأما جزالة القرآن فقد قضى كافة العرب منها العجب ولم ينقل عن واحد منهم تشبث بطعن في فصاحته، فهذا إذاً معجز وخارج عن مقدور البشر من هذين الوجهين، أعني من اجتماع هذين الوجهين، فإن قيل: لعل العرب اشتغلت بالمحاربة والقتال فلم تعرج على معارضة القرآن ولو قصدت لقدرت عليه، أو منعتها العوائق عن الاشتغال به، والجواب أن ما ذكروه هوس، فإن دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف مع ما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات، فلو قال نبي آية صدقي أني في هذا اليوم أحرك أصبعي ولا يقدر أحد من البشر على معارضتي، فلم يعارضه أحد في ذلك اليوم، ثبت صدقه، وكان فقد قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات. وإن فرض وجود القدرة ففقد داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم المعجزات، مهما كانت حاجتهم ماسةً إلى الدفع باستيلاء النبي على رقابهم وأموالهم، وذلك كله معلوم على الضرورة. فهذا طريق تقدير نبوته على النصارى، ومهما تشبثوا بانكار شيء من هذه الأمور الجليلة فلا تشتغل إلا بمعارضتهم بمثله في معجزات عيسى عليه السلام. الطريقة الثانية: أن تثبت نبوته بجملة من الأفعال الخارقة للعادات التي ظهرت عليه، كانشقاق القمر، ونطق العجماء، وتفجر الماء من بين أصابعه، وتسبيح الحصى في كفه، وتكثير الطعام القليل، وغيره من خوارق العادات، وكل ذلك دليل على صدقه. فإن قيل: آحاد هذه الوقائع لم يبلغ نقلها مبلغ التواتر. قلنا: ذلك أيضاً إن سلم فلا يقدح في العرض مهما كان المجموع بالغاً مبلغ التواتر، وهذا كما أن شجاعة علي رضوان الله عليه وسخاوة حاتم معلومان بالضرورة على القطع تواتراً، وآحاد تلك الوقائع لم تثبت تواتراً، ولكن يعلم من مجموع الآحاد على القطع ثبوت صفة الشجاعة والسخاوة، فكذلك هذه الأحوال العجيبة بالغة جملتها مبلغ التواتر، لا يستريب فيها مسلم أصلاً. فإن قال قائل من النصارى: هذه الأمور لم تتواتر عندي لا جملتها ولا آحادها. فيقال: ولو انحاز يهودي إلى قطر من الأقطار ولم يخالط النصارى وزعم أنه لم تتواتر عنده معجزات عيسى، وإن تواترت فعلى لسان النصارى وهم مهتمون به، فبماذا ينفصلون عنه ؟ ولا انفصال عنه إلا أن يقال: ينبغي أن يخالط القوم الذين تواتر ذلك بينهم حتى يتواتر ذلك إليك، فإن الأصم لا تتواتر عنده الأخبار، وكذا المتصامم، فهذا أيضاً عذرنا عند إنكار واحد منهم التواتر على هذا الوجه".

ابن النعمان
2011-03-30, 10:59 AM
رسالة الى كل عاقل

لو فكر كل عاقل فسوف يجد ان مشركى مكة هم الاولى بكسر التحدى اكثر من اى احد اخر سواء كانوا افراد او مجتمعات حافز وخبرة ومعايشة واستخداما لهذه الشبهات لو كان لها اساس اكثر , وبناء عليه لابد ان يكون عجزهم هذا وسكوتهم مقرونا بانهاء الامر وحسمه لكل ذى عقل و باحث عن الحق و متخل عن الاغراض والاهواء بشكل مطلق ونهائى بلا جيوب او ذيول , و الغريب اننا نجد ان كل الشبهات تثار من اليهود والنصارى المتاخرين على غير اساس او هدى بلا معايشة او معاصرة او قرب عهد اوتعامل وتذوق للغة العربية اوتعمق وفهم لها مع تجاهل هذه النقطة البديهية فالشبهات من اى ناحية كانت الاولى باثارتها ونشرها واستخدامها هم كفار قريش لانهم اعلم باخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته الخاصة وعفته اكثر من غيرهم (لانهم عايشوه وعاصروه) ولديهم الحافز والقدرات التى لم تتوفر لغيرهم وبالتالى شهادتهم وعجزهم تأخذان فى المقام الاول فى الاعتبار والقيمة عن اى عجز و شهادة اخرى سواء كانت ايجابية او سلبية "ولكن يأبى (المولَّدون) إلا الجدال في ما لم يجادل فيه ألدّ خصوم هذا النبي من المعاصرين له، ممن لم يتورعوا عن محاولة سفك دمه صلى الله عليه وسلم وإهدار عرضه!! " (مصدر القرآن .. دراسة لشبهات المستشرقين حول الوحي المحمدي - الدكتور ابراهيم عوض ص56)
و فى هذا رد على كل جاهل مدعى سائر على خطى الحاقدين المتربصين وتحت هذا المعنى يقول ايضا الدكتور محمد عمارة فى كتابه شبهات حول القرآن الكريم "إن هذه الشبهات قد أحدثها خصوم الإسلام فى العصور المتأخرة ، وليس بينها شبهة واحدة ترجع إلى عصر البعثة والوحى والتنزيل .. فأغلب هذه الشبهات تحاول الزعم بوجود تناقضات واختلافات بين آيات القرآن الكريم .. وإذا كان القرآن قد تحدى خصوم الإسلام منذ لحظة نزوله ، ليس فقط بالإتيان بشىء من مثله ، وإنما بالعثور على أى تناقض فيه ، وذلك عندما قال : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) [ النساء 82 ] .
ولما لم يؤثر عن أحد من خصوم الإسلام وأعداء القرآن ـ الذين تحداهم القرآن هذا التحدى ـ أنه قال بوجود أى تناقض فى هذه التناقضات المزعومة بين آيات الذكر الحكيم ، فإن جميع هذه الشبهات ـ إذن ـ طارئة ، أثارتها وتثيرها انتصارات الإسلام ورسوخ أقدامه فى الصراعات الفكرية الحديثة والمعاصرة ـ رغم الضعف والاستضعاف الذى يعيشه المسلمون . ".
وبالتالى فانهم عندما يرمون بمثل هذه الشبهات يثبتون حقدهم وجهلهم وتعصبهم وتحاملهم وهمجيتهم وخداعهم ومجافتهم للحق وكل ما قيل عنهم وسوف يقال .
ومن حاول معارضة القرآن فلن يخرج عن خطى" مسيلمة الكذاب " بجهله وحمقه , حاول معارضة القرآن الكريم فلم يكن فى جعبته إلا كلام من هذا القبيل :
" والليل الأطخم والذئب الأولم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من محرم " !!
أو " واليلل الدامس ، والذئب الهامس ، ما قطعت أسيد رطب ولا يابس " !!
أو " والشاة وألوانها ، وأعجبها السود وألبانها ، والشاة السوداء واللبن الأبيض ، إنه لعجب محض ، وقد حرم المذق ، فما لكم لا تجتمعون " !
أو " يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقى ما تنقين ، أعلاك فى الماء ، وأسفلك فى الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماء تكدرين ، لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشاً قوماً يعتدون " !!
أو " والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا ، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والحافرات حفرا ، والخابزات خبزا ، والثاردات ثردا ، واللاقمات لقما، لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآوه ، والباغي فناوئوه " !!
أو " ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ، ومن ذكر وأنثى " !!
أو " ألم تر أن الله خلقنا أفواجا ، وجعل النساء لنا أزواجا ، فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ، ثم نخرجها إخراجا ، فينتجن لنا سخالا إنتاجا " !!
أو " الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب وثيل ومشفر طويل ، وإن ذلك من خلق ربنا لقليل " !!
أو " إنا أعطيناك الجواهر ، فصل لربك وهاجر ، إن مبغضك رجل فاجر " !!
أو " والشمس وضحاها ، في ضوئها وجلاها ، والليل إذا عداها ، يطلبها ليغشاها ، فأدركها حتى أتاها ، وأطفأ نورها ومحاها " !!
وكما هو واضح ، فكلام مسيلمة كلام سخيف وركيك ومبتذل وردئ وباهت وأقل من أن يُرد عليه أو أن يُلتفت إليه ، فما هو إلا سارق لآيات القرآن الكريم ومحرف لها ، ليأتى بسجع ثقيل وسخيف فى محاولة يائسة لمحاكاة نظم القرآن العظيم ، وقد ذهب كلام مسيلمة الكذاب إلى مزابل التاريخ مثلما ذهب كلام صناع " قرآن رابسو " و " الفرقان الحق " وغيرها من المحاولات الفاشلة التعيسة التى تثبت أن القرآن الكريم هو وحى الله الخالد الذى لا يُمكن لبشر أن يأتى بعشر كلمات من مثل كلماته !
وجدير بالذكر ان الاعجاز والتحدى اللغوى كان يشمل البيان الاسلوب والسور والايات والكلمات والحروف , والحلاوة التى تأخذ بالالباب ,
وتستهوى الافئدة
ويرد الامام الغزالى على من ينكرون نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم من طريق انكار معجزته فى القرآن فيقول فى كتابه الاقتصاد فى الاعتقاد :" وفي إثبات نبوته بالمعجزة طريقتان: الطريقة الأولى، التمسك بالقرآن، فإنا نقول: لا معنى للمعجزة إلا ما يقترن بتحدي النبي عند استشهاده على صدقه على وجه يعجز الخلق عن معارضته، وتحديه على العرب مع شغفهم بالفصاحة وإغراقهم فيها متواتر، وعدم المعارضة معلوم، إذ لو كان لظهر، فإن أرذل الشعراء لما تحدوا بشعرهم وعورضوا ظهرت المعارضات والمناقضات الجارية بينهم، فإذاً لا يمكن إنكار تحديه بالقرآن ولا يمكن إنكار اقتدار العرب على طريق الفصاحة ولا يمكن انكار حرصهم على دفع نبوته بكل ممكن حماية لدينهم ودمهم ومالهم وتخلصاً من سطوة المسلمين وقهرهم، ولا يمكن إنكار عجزهم لأنهم لو قدروا لفعلوا، فإن العادة قاضية بالضرورة بأن القادر على دفع الهلاك عن نفسه يشتغل بدفعه، ولو فعلوا لظهر ذلك ونقل. فهذه مقدمات بعضها بالتواتر وبعضها بجاري العادات وكل ذلك مما يورث اليقين فلا حاجة إلى التطويل. وبمثل هذا الطريق تثبت نبوة عيسى ولا يقدر النصراني على إنكار شيء من ذلك؛ فإنه يمكن أن يقابل بعيسى فينكر تحديه بالنبوة أو استشهاده باحياء الموتى أو وجود إحياء الموتى أو عدم المعارضة أو يقال عورض ولم يظهر، وكل ذلك مجاحدات لا يقدر عليها المعترف بأصل النبوات، فإن قيل: ما وجه إعجاز القرآن ؟ قلنا الجزالة والفصاحة مع النظم العجيب والمنهاج الخارج عن مناهج كلام العرب في خطبهم وأشعارهم وسائر صنوف كلامهم، والجمع بين هذا النظم وهذه الجزالة معجز خارج عن مقدور البشر، نعم ربما يرى للعرب أشعار وخطب حكم فيها بالجزالة، وربما ينقل عن بعض من قصد المعارضة مراعاة هذا النظم بعد تعلمه من القرآن، ولكن من غير جزالة بل مع ركاكة كما يحكى عن ترهات مسيلمة الكذاب حيث قال: الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل وخرطوم طويل. فهذا وأمثاله ربما يقدر عليه مع ركاكة يستغثها الفصحاء ويستهزؤون بها، وأما جزالة القرآن فقد قضى كافة العرب منها العجب ولم ينقل عن واحد منهم تشبث بطعن في فصاحته، فهذا إذاً معجز وخارج عن مقدور البشر من هذين الوجهين، أعني من اجتماع هذين الوجهين، فإن قيل: لعل العرب اشتغلت بالمحاربة والقتال فلم تعرج على معارضة القرآن ولو قصدت لقدرت عليه، أو منعتها العوائق عن الاشتغال به، والجواب أن ما ذكروه هوس، فإن دفع تحدي المتحدي بنظم كلام أهون من الدفع بالسيف مع ما جرى على العرب من المسلمين بالأسر والقتل والسبي وشن الغارات، ثم ما ذكروه غير دافع غرضنا، فإن انصرافهم عن المعارضة لم يكن إلا بصرف من الله تعالى، والصرف عن المقدور المعتاد من أعظم المعجزات، فلو قال نبي آية صدقي أني في هذا اليوم أحرك أصبعي ولا يقدر أحد من البشر على معارضتي، فلم يعارضه أحد في ذلك اليوم، ثبت صدقه، وكان فقد قدرتهم على الحركة مع سلامة الأعضاء من أعظم المعجزات. وإن فرض وجود القدرة ففقد داعيتهم وصرفهم عن المعارضة من أعظم المعجزات، مهما كانت حاجتهم ماسةً إلى الدفع باستيلاء النبي على رقابهم وأموالهم، وذلك كله معلوم على الضرورة. فهذا طريق تقدير نبوته على النصارى، ومهما تشبثوا بانكار شيء من هذه الأمور الجليلة فلا تشتغل إلا بمعارضتهم بمثله في معجزات عيسى عليه السلام. الطريقة الثانية: أن تثبت نبوته بجملة من الأفعال الخارقة للعادات التي ظهرت عليه، كانشقاق القمر، ونطق العجماء، وتفجر الماء من بين أصابعه، وتسبيح الحصى في كفه، وتكثير الطعام القليل، وغيره من خوارق العادات، وكل ذلك دليل على صدقه. فإن قيل: آحاد هذه الوقائع لم يبلغ نقلها مبلغ التواتر. قلنا: ذلك أيضاً إن سلم فلا يقدح في العرض مهما كان المجموع بالغاً مبلغ التواتر، وهذا كما أن شجاعة علي رضوان الله عليه وسخاوة حاتم معلومان بالضرورة على القطع تواتراً، وآحاد تلك الوقائع لم تثبت تواتراً، ولكن يعلم من مجموع الآحاد على القطع ثبوت صفة الشجاعة والسخاوة، فكذلك هذه الأحوال العجيبة بالغة جملتها مبلغ التواتر، لا يستريب فيها مسلم أصلاً. فإن قال قائل من النصارى: هذه الأمور لم تتواتر عندي لا جملتها ولا آحادها. فيقال: ولو انحاز يهودي إلى قطر من الأقطار ولم يخالط النصارى وزعم أنه لم تتواتر عنده معجزات عيسى، وإن تواترت فعلى لسان النصارى وهم مهتمون به، فبماذا ينفصلون عنه ؟ ولا انفصال عنه إلا أن يقال: ينبغي أن يخالط القوم الذين تواتر ذلك بينهم حتى يتواتر ذلك إليك، فإن الأصم لا تتواتر عنده الأخبار، وكذا المتصامم، فهذا أيضاً عذرنا عند إنكار واحد منهم التواتر على هذا الوجه".

الهزبر
2011-03-30, 02:24 PM
السلام عليكم

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)

{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (البروج:21-22)

جزيت خيرا