المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر على مشقة الدعوة



ذو الفقار
2008-05-03, 02:24 AM
أن أصحاب الدعوة إلى الله يطلبون إلى الناس أن يتحرروا من أهوائهم وأوهامهم وموروثاتهم ومألوفاتهم، ويثوروا على شهوات أنفسهم، ومعبودات آبائهم، وعادات أقوامهم، وامتيازات طبقاتهم، ويقفوا عند حدود الله فيما أمر ونهى، وأحل وحرم، وأكثر الناس لا يؤمنون بهذه الدعوة الجديدة فلهذا يقاومونها بكل قوة، ويحاربون دعاتها بكل سلاح، مدلين بأنهم أكثر مالاً، وأعز نفرًا، وأقوى نفوذًا، وأوسع سلطانًا.. فليس أمام دعاة الحق إلا أن يعتصموا باليقين، ويتسلحوا بالصبر في وجه القوة الضاربة، والسلطة الطاغية.


فالصبر هنا - كما قال الإمام علي: "سيف لا ينبو، ومطية لا تكبو، وضياء لا يخبو"، وكما جاء في الحديث الصحيح: "الصبر ضياء".


وهذا هو السر في اقتران التواصي بالصبر بالتواصي بالحق في سورة العصر: ﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (سورة العصر الآيات 2 - 3). فلا بقاء للحق بغير صبر.

هو السر فيما ذكره الله على لسان لقمان الحكيم حيث وصى ابنه بالصبر على ما يصيبه من بلاء وأذى عقب وصيته له بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى على لسانه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمور﴾ ( سورة لقمان الآية17). كأنه يقول له: ما دمت تدعو الناس إلى الخير، وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، فوطِّن نفسك على احتمال المكاره منهم، وتقبل الأذى من جهتهم فهم خصوم لمن يأمرهم بالمعروف، لأنه ثقيل عليهم، وينهاهم عن المنكر، لأنه محبب إليهم.

ومشاق الدعوة إلى الله تتمثل في صور شتى، وقد ذكر القرآن منها أنواعًا وأمثلة منها

* تتمثل في إعراض الخلق عن الداعية، فليس أشق على نفس صاحب الدعوة أن يدعو بملء فيه، ويصيح بأعلى صوته، بشيرًا ونذيرًا، فلا يجد إلا آذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا!
رأينا ذلك مع نوح عليه السلام، حيث قال مناجيًا ربه: ﴿قال رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴾ (سورة نوح الآيات 5 – 7).



*وتتمثل متاعب الدعوة في أذى الناس بالقول أو الفعل، فليس أشد على نفس الرجل المخلص في دعوته، البريء من الهوى، المحب لخير الناس، من أن يمحض لهم النصح، فيتهموه بما ليس فيه، وأن يدعوهم إلى سبيل ربه بالحكمة فيردوه بالقوة، ويعظهم بالحسنى، فيستقبلوه بالسوأى، ويجادلهم بالتي هي أحسن، فيقاومونه بالتي هي أخشن، ويدلهم على الخير، فيقذفوه بالشر، ويصدع فيهم بكلمة الحق، فلا يسمع منهم إلا كلمة الباطل.


وقد أمر الله رسوله أن يصبر على إيذاء قومه بمثل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً﴾ (سورة المزمل الآية10).

أسد الجهاد
2008-05-03, 10:45 AM
قال الإمام علي: "سيف لا ينبو، ومطية لا تكبو، وضياء لا يخبو"، وكما جاء في الحديث الصحيح: "الصبر ضياء".
:36_3_11: :36_3_11: :36_3_11:
جزاك الله خيرا اخى ذو الفقار

ذو الفقار
2008-05-03, 03:40 PM
أشكر مرورك أخي أسد الجهاد
أنرت الصفحة المتواضعة


وليكن شعارنا الوحيد بالدعوه * العلم أولا *
أجل أخي الحبيب فالعلم من الدعامات الأساسية لنجاح الداعية

ردودك المميزة تدل على أصالة قلمك

حياكما الله

أمـــة الله
2008-05-07, 12:39 AM
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك أخي ذو الفقار على الموضوع القيم
سلمت يمناك على ما خطت

ومشاق الدعوة إلى الله تتمثل في صور شتى، وقد ذكر القرآن منها أنواعًا وأمثلة منها
الداعية الحق لا بد أن يكون صبوراً جدا على مشقة الدعوة
أن يصبر لو لم يجد إلا آذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا
الداعي إلى الله سيجد المشقة في الطريق فلا بد أن يستعين على ذلك بالعبادة انطلاقاً من قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو مقبل على مشقة الدعوة والمعاناة يقول له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (1-4 سورة المزمل)،

قال علماؤنا: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"؟ نعم الصبر على طول الطريق وعدم استعجال النتائج: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} واليقين بموعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر".

ودمتم دعاة وحماة لهذا الدين العظيم أخي ذو الفقار

عزتي بديني
2008-05-07, 01:20 AM
موضوع جدا رائع

فالصبر هنا - كما قال الإمام علي: "سيف لا ينبو، ومطية لا تكبو، وضياء لا يخبو"، وكما جاء في الحديث الصحيح: "الصبر ضياء".


وهذا هو السر في اقتران التواصي بالصبر بالتواصي بالحق في سورة العصر: ﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (سورة العصر الآيات 2 - 3). فلا بقاء للحق بغير صبر.


رفع الله من قدرك وثبتك بالقول الثابت وجعلك داعيا منير طريق الحق
اللهم آميين

ذو الفقار
2008-05-07, 01:44 AM
ودمتم دعاة وحماة لهذا الدين العظيم أخي ذو الفقار


رفع الله من قدرك وثبتك بالقول الثابت وجعلك داعيا منير طريق الحق
اللهم آميين

أسأل الله أن أكون منهم

إلاهي لا تعذبني فإني ****** مقر بالذي قد كان مني
يظن الناس بي خيراً وإني **** لشر الناس إن لم تعفُ عني

أشكركم إخواني على الدعاء ونسأل الله أن نكون كلنا ممن أخلصنا القول والفعل