المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن كان له قلب



صل على الحبيب
2008-05-12, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،


موعدنا اليوم بإذنه تعالى عن النـّار أعاذنا المولى منها وصرف عنـّا عذابها إنـّه بالإجابة قدير نعم المولى ونعم النـّصير .
قال تعالى مخاطبا عباده المؤمنين :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)

فوالله هذه الآية لوحدها لتكفي القلوب الحيّة أن تتـّقي الله تعالى ولا تعصيه .
ولكن وللأسف الشديد قلوب جلّ المسلمين (( إلاّ ما رحم ربّي))أصبحت قاسية فأصبح الكثير منـّا((وَمَا أبرِّئُ نَفسِي ))

لا تردعه الآيات ولا تزجره الزواجر نسأل الله السلامة فلذا أتابع معكم الموضوع علّ الله تعالى يمنّ علينا بالتـّوبة والإنابة والخوف والوجل منه الله جلّ في علاه .
عباد الله إنّ ذكر النـّار أقضّ مضاجع الصالحين فأصبحوا كالعصفور المبلول ..
فلقد قرأنا في سـِيـَر ِ وقصص الصالحين قصصا وعبرا وكيف كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وماذا كانوا يقولون ؟
وسأقصّ وأضع لكم بعضا منها ولكن بعد قليل بإذنه تعالى ،
أمـّا الآن فأترككم مع هذا الحديث:

(عن النـّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم يخطب يقول أنذرتكم النـّار أنذرتكم النـّار حتى لو أنّ رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا حتـّى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه)( صحيح التـّرغيب والتـّرهيب للألباني رحمه الله تعالى)
( الخميصة: مُلاءَة من صُوف أو خّزٍ مُعْلَمة فإن لم تكن مُعْلمَة فليست بخَمِيصة) نعم إخواني وأخواتي كان صلـّى الله عليه وسلـّم يخاف على أمــّته من النـّار ويحذرنا كثيرا منها ويدلـّنا على السبل التي تنجينا منها .

النـّار ما النـّار أسأله تعالى أن يصرفها عنـّا بفضله وكرمه ومنـّه .

روى مسلم وأحمد رحمهما الله عن أبي هريرة قال :
كنـّا مع رسول الله صلـّى الله عليه وسلـّم إذ سمع وجبة فقال : تدرون ما هذا ؟ قال : قلنا : الله ورسوله أعلم قال : هذا حجر رمي به في النـّار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النـّار الآن حتى انتهى إلى قعرها .

نسأل الله السلامة ، إخواني وأخواتي إنّ القلوب الحيـّة(( اللهمّ اجعلنا من أصحابها )) لتتأثـّر بذكر الله وتخاف منها لمجرّد قراءة آية أو حديث عنها .
أمـّا القلوب الميّتة (( أجارني الله وإيـّاكم منها))تسمع كثيرا كلام الله تعالى وتتلوه وتقرأ أحاديث حبيبنا صلـّى الله عليه وسلـّم ومع ذلك فهي غافلة لاهية قليلا ما تتـّعظ نسأل الله السلامة.

عباد الله كم منـّا يتدبـّر قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء:56)

هل تصوّرتَ نفسك أخي لا قدّر الله من أهل هذه الآية ؟؟!!

هل رأيتَ دجاجة تنضج في النـّـار ورأيتَ منظرها فتخيّلتَ نفسك مكانها ولكن عياذا بالله تعالى في نار جهنـّم كلـّما ينضج جلدك يبدلك الله غيره ؟؟!!

أسأله تعالى السلامة منها.

أخي الحبيب تخيـّل معي هذا المنظر :

خرجتَ من بيتك يوما ما فوجدتَ رجلا وبقربه أولاده ويشعل نارًا عظيمة فسألته ماذا يفعل فقال لك دعني وشأني ،
فلم تستطع أن تتركه فلقد أخافك هذا المنظر فأعدتَ السؤال عليه مرات ومرات فقال لك بعد إلحاحك أريد أن ألقي بأولادي هؤلاء في هذه النـّار .

فما موقفك حينها؟؟!!

بالله عليك تخيّل هذا المنظر المرعب رجل يريد أن يقذف بأولاده في هذه النـّار .

فكيف بنا نلقي بأنفسنا في نار جهنـّم من حيث نشعر أو لا نشعر وذلك بترك ألسنتنا تنهش بلحوم المسلمين عموما والمجاهدين والعلماء الأتقياء الأنقياء خصوصا .

نعم نلقي بأنفسنا في نار جهنـّم حسبما أخبر الحبيب صلـّى الله عليه وسلـّم في هذا الحديث:


وَهَلْ يَكُبّ ُ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهُمْ؟"( السلسلة الصحيحة)

نعم إخوتاه كم منـّا يلقي بنفسه وأهله في نار جهنـّم عياذا بالله تعالى بأن يترك الرجل زوجته وبناته يمشين في الشوارع كاسيات عاريات وهو عـَلـِم وسمع يقينا بقوله صلـّى الله عليه وسلـّم:

صنفان من أهل النـّار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها النـّاس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنـّة ولا يجدن ريحها وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا(السلسلة الصحيحة)

فنرى كثيرا من المسلمين بأنفسهم عياذا بالله تعالى يشترون لأزواجهم وبناتهم الملابس التي ما أنزل الله بها من سلطان تتكشـّف فيها عورة المرأة وتظهر مفاتنها نسأل الله العفو والعافية منهنّ ومن فعلهنّ .

أخي الحبيب أختي الفاضلة ألسنا مؤمنين بالموت والبعث والنـّشور والحساب والجنـّة والنـّار ؟؟

ألسنا على يقين تامّ أنـّنا محاسبون بين يدي الله تعالى ثمّ لا بد لنا من إحدى الدارين إمـّا جنـّة وإمـّا نار؟؟

فلم هذا التـّهاون في معصية الله تعالى ، والتـّكاسل عن فرائض الله؟؟!!

لماذا الطـّعن اللعن والهمز والسبّ وووو؟؟!!

ألم نقرأ قول الله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24)

ألم نقرأ قوله صلـّى الله عليه وسلـّم:

أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إنّ المفلس من أمـّتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيـُعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناتـُه قبل أن يـُقضى ما عليه ؛ أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمّ طرح في النـّار(السلسلة الصحيحة)

عباد الله كان عمر رضي الله عنه يقول أكثروا ذكر النـّار فإنّ حرّها شديد وإنّ قعرها بعيد وإنّ مقامعها حديد ( صحيح التـّرغيب والتـّرهيب للألباني رحمه الله تعالى)

ألم ترعبنا تلك الآيات: قال تعالى.. (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) (الحاقة:32)

ألم تقضّ مضاجعنا هذه الآيات:

قال تعالى

(إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ(47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:49)يا إلهي عفوك ورضاك اللهمّ اصرف عذابك عنـّا يا أرحم الراحمين.

هل تدبـّرنا هذه الآيات؟؟!!:

قال تعالى

(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)
وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)

روى أبو هُرَيْرَةَ في شرح هذه الآيات، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُؤوسِهِمْ ، فَيَنْفـُذ ُ الْجُمْجُمَة َ حَتَّى يَخْلـُصَ إِلَى جَوْفِهِ ، فَيَسْـلـُُتُ((سلت : قطع)) مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ وَهُوَ الصَّهْرُ ثُمَّ يُعَادُ كَمَا كَانَ(صحـّحه الألباني رحمه الله)

ألا تخشع قلوبنا وتوجل عندما تقرأ هذا الحديث:

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ الْكَاهِلِيِّ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا( رواه مسلم)

يا إلهي هل تخيـّلتَ أخي هذا العدد للملائكة الذين يجرّون نار جهنـّم
70 ألف زمام مع كل زمام 70 ألف ملك

70000×70000=4900000000 ملك

فهل تتخيّل أخي الحبيب كم هي مرعبة وعظيمة جهنـّم حتـّى يجرّها هذا العدد العظيم من الملائكة ؟؟!

اللهمّ سلـّمنا منها برحمتك يا أرحم الراحمين وأدخلنا في الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب.

والعذاب الأنكى لأهل النـّار هو الحرمان عياذا بالله تعالى من رؤيته جلّ في علاه ؟؟!!

قال تعالى : (كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15)

لو لم يعذبّ الله تعالى أهل النـّار إلا بحرمانهم من رؤيته لكفى فكيف بالعذاب فوق العذاب فوق العذاب ؟؟!!

أسأله تعالى السلامة لنا أجمعين..

إخواني وأخواتي ذكر الجنـّة والنـّار يقرّب العبد من مولاه ويجعله يدعوه خوفا وطمعا قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:16)


ذكر الجنـّة والنـّار يجعل العبد يفكـّر ويفكـّر ويفكـّر مليـّا قبل أن تخرج الكلمة من فيه(( فمه))

هل ستقربني هذه الكلمة من رضا الله تعالى أم العكس عياذا بالله تعالى ؟؟!!

قال صلـّى الله عليه وسلـّم إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ
(السلسلة الصحيحة)
نعم أخي الغالي وأختي الفاضلة ذكر الموت والجنـّة والنـّار جعل العبـّاد والزهـّاد يرقون بأنفسهم بفضل الله تعالى إلى العلياء .

وإليكم قصص بعض الصالحين علـّنا نتـّعظ بها وترقّ قلوبنا ونسعى للاقتداء بهم علـّنا نفوز برضوان الله تعالى.

وقبل أن أشرع بذكر بعض القصص إليكم هذه المقدّمة البسيطة عن فائدة القصص يقول الإمام محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، في مستهل كتابه " مختصر سيرة الرّسول صلـّى الله عليه وعلى آله وسلـّم " ..
يقول : ومن أوضح ما يكون لذوي الفهم قَصص الأولين والأخرين
قَصص من أطاع الله وما فعل الله بهم ..
قَصص من عصاه وما فعل الله بهم ..
فمن لم يفهم ذلك ومن لم ينتفع به فلا حيلة فيه ؛ كما قال الله تعالى : ** وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ }

ثمّ قال رحمه الله : ولمّا ذكر اللهُ القَصص في سورة الشعراء ختم كلّ قصة بقوله : ** إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } ..
فلقد قصَّ الله تعالى ما قصَّ لأجلنا كما قال :
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:111)

وقال بعض السلف : " القَصص جنود الله تعالى "

والآن أترككم مع بعض القصص والعبر من كلمات سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى علـّنا نتـّعظ بفضل الله تعالى:

1: روي أن عمر رضي الله عنه سمع قارئًا يقرأ:(إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) قال هذا قسمُ حقّ فظنّ أنّ العذاب قد وقع به فغشي عليه.

2: وقال الشعبي رحمه الله لمـّا طـُعن عمر رضي الله عنه أتـِىَ بلبن فشرب منه فخرج اللبنُ من طعنته فقال الله أكبر وجعل جلساؤه يثنون عليه خيرًا.
فقال وددتُ أن أخرج من الدنيا كفافًا كما دخلتُ لا عليّ ولا لي والله لو كان لي اليوم ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع.(( فماذا نقول نحن عن أنفسنا يا أمير المؤمنين رضي الله عنك* طبعا هذا التـّعقيب منـّي أنا أخوكم الكاتب*))

ولما احتضر غشي عليه ورأسه في الأرض فوضع ابنـُه عبد الله رأسَه في حجره فلما أفاق من الغشية قال لابنه عبد الله ضع رأسي على الأرض كما أمرتك فقال له ابنه يا أبتي وهل الأرض وحجري إلا سواء قال ضع رأسي على الأرض كما أمرتك فوضعه.
قال فمسح خديه بالتـّراب ثم قال ويل لعمر ويل لعمر ويل لأمّ عمر إن لم يغفر الله لعمر فإذا قضيتُ فأسرعوا بي إلى حفرتي، فإنـما هو خيرٌ تقدمونني إليه أو شرٌ تضعونه عن رقابكم.

3: لمـّا احتضر سلمان الفارسي رضي الله عنه بكى فقيل له ما يبكيك؟
قال والله ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدّنيا ولكن عهدٌ عـَهـِدَه إلينا رسولُ الله صلـّى الله عليه وسلـّم قال ليكن بلاغ أحدكم من الدّنيا كزاد الرّاكب ،
فلمـّا مات نـُظر في جميع ما ترك فإذا قيمته ثلاثون درهما وقد كان أميرا على مدائن كسرى

4: وقال منصور دخلت على عطاء السلمي أعوده وهو مريض فرأيته يبتسم فعجبت من ذلك فكأنـّه فهم عني.
فقال أتعجب يا ابن أخي فقلت وكيف لا أعجب فقال وكيف لا أضحك وقد دنى فراقي ممن كنت أخافه وأحذره.
ودنى قدومي على خالقٍ كنت أرجوه وآمله ،
أتجعل مقامي مع مخلوقٍ أخافه كقدومي على خالقٍ أرجوه، قال هذا قبل أن يحضره وينزل به الموت.

5: لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة ..
إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصّف الأول ؛ فإنـّما أنا في المقبرة .

6: كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى حازماً مع نفسه أشدَّ الحزم ، قد علـّق سوطاً في بيته ..
ثمّ تأمـّلوا كيف يربـّي نفسه يا أصحاب الهمم ..
يخوّف بذلك نفسه ويقول لنفسه :
قومي .. قومي .. فوالله لأزحفنَّ بك زحفاً إلى الجنـّة ..
فوالله لأزحفنَّ بك زحفاً إلى الله حتـّى يكون الكلل منك لا منـّي ..
فإذا فتر وكلَّ َ وتعب تناول سوطه ؛ وضرب رجله ، ثم قال كلمات رائعات طيبات ، كلمات حريّ بكلّ صاحب همـّة أن يرددها ..
يقول : أيظن أصحابُ محمد صلـّى الله عليه وآله وسلـّم أن يستأثروا به دوننا ؟ كلا والله لنـزاحمنـّهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنـّهم خلَّفوا وراءهم رجالاً ..

7: عـُوتب عطاء السلمي في كثرة البكاء فقال‏:‏ إنـّي إذا ذكرت أهلّ النـّار وما يُنزلُ بهم من عذاب الله تعالى مثلـّت نفسي بينهم فكيف لنفس تـُغلّ يدُها وتـُسحب إلى النـّار ولا تبكي.

8: كانت إحدى العابدات تقول‏:‏ والله لقد سئمت الحياة َ حتـّى لو وجدتُ الموت يباع لاشتريتـُه شوقاً إلى الله وحباً للقائه فقيل لها‏:‏ على ثقةٍ أنت من عملك قالت‏:‏ لا والله لحبـّي إياه وحسن ظنـّي به أفتراه يعذبني وأنا أحبـّه‏ .

9: ‏ قال أبو الفوارس الكرماني‏:‏ من غضّ بصرّه عن المحارم وأمسك نفسه عن الشّهوات وعمـّر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتـّباع السنـّةِ وعوّد نفسه أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ( بإذن الله تعالى)

10: يروى أنّ ابن المنكدر رحمه الله عندما نزل به الموت بكى فقيل له ما يبكيك فقال والله ما أبكي لذنبٍ أعلم أني أتيته ولكني أخاف أن أكون قد أذنبت ذنبًا حسبته هينًا وهو عند الله عظيم.

11: روى ابن أبي الدنيا من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت عبد الله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علـّته فتلا رجل عنده هذه الآية: (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) (الأعراف:41)
فبكى حتـّى ظننت أن نفسه ستخرج وقال صاروا بين أطباق النـّار ثمّ قام على رجليه فقال قائل يا أبا عبد الرحمن اقعد قال منعني القعود ذكر جهنـّم ولا أدري لعلـّي أحدهم.

12: قال ابن أبي ذئب حدثني من شـَهـِد عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة وقرأ عنده رجل (وإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً) (الفرقان:13)
فبكى عمر حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه فقام عن مجلسه ودخل بيته وتفرق الناس.


17: قال أبو نوح الأنصاري وقع حريق في بيت فيه عليّ بن
الحسين رضي الله عنه وهو ساجد فجعلوا ينادونه يا ابن رسول الله النـّار فما رفع رأسه حتى أطفئت فقيل ما الذي ألهاك عنها قال النـّار الأخرى.

فاسلك أخي الحبيب منهاج هؤلاء العقلاء، والتمس على آثار هؤلاء الفضلاء، وأدم حسرتك، وأطل زفرتك، وامزج بدم الفؤاد عبرتك، وصل البكاء بالبكاء، والأسى بالأسى.
وكن في الدنيا كأنـّك غريب أو عابر سبيل .

فعن ابن عمر قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعض جسدي فقال : " كن في الدّنيا كأنـّك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور( صحـّحه الألباني رحمه الله تعالى).

فيا أخي الحبيب الغالي هذه هي النـّار وهذا حال سلفنا الصالح إن قرؤوا أو سمعوا عنها وتفكـّروا وتدبـّروا وتذكـّروا ،
فما ننتظر جميعا كي إلى ربّنا نتوب وإلى خالقنا نؤوب .
ومن النـّار نفرّ ونهرب ، وإلى الجنـّة ورضوان الله نسعى ونتقرّب.

أما أتعبتك الذنوب ؟

ألستَ إلى القبر صائر ؟

ثمّ إلى الجنـّة أو النـّار المصير .

أين المفر ؟

أين المهرب ؟

ألم تستمع لنداء ربّك المجيب (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50)؟؟

أخي الحبيب أنت إن رأيتَ أسدا ماذا تفعل ؟؟

ألا تفرّ منه ؟!

فلله المثلى الأعلى المؤمن يفرّ من الله إليه وليس منه،

فلا مفرّ منه إلاّ إليه .

فلنفرّ إلى الله تعالى بترك الذنوب ، بترك السبّ والطعن واللعن والشـّتم .

واعلم أنّ عليك رقيب يحصي لك أعمالك وأقوالك وخطراتك ، فاحرص أخي الحبيب ألا تعمل عملا ما وأنت تخشى أن تلقى الله وأنت تعمله .

فهل تحبّ أن تلقى الله وأنت تطعن بالمسلمين ؟

أو تسبّ المؤمنين ؟

أو خصيما للمجاهدين والعلماء المخلصين؟

أخي الحبيب وقفة صادقة مع نفسك .

أخي الغالي الحبيب قف بين يدي الله تعالى في جوف الليل واسأله أن يلهمك رشدك .

اسأله التـّقى .

اسأله الإحسان .

اسأله المغفرة.

اسأله الصّلاح .

اسأله الرشاد.


بل اسأله الجهاد والاستشهاد عسى الله تعالى أن يمنّ عليّ وعليك به .

إدريسي
2008-05-12, 02:08 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب

عباد الله اتقوا الله حق التقوى فإن أجسادنا على النار لا تقوى

رحيق
2008-05-13, 09:21 PM
اللهم انا نعوذ بك من نار جهنم وما يقرب اليها من قول او فعل او عمل
بارك الله فيك اخي الكريم فنحن بحاجة ماسة الى ما يعيد الحياة لقلوبنا بهكذا قوة
جعل الله طرحك هذا عملا صالحا في موازين حسناتك

ماهر
2008-05-13, 10:15 PM
قال صلـّى الله عليه وسلـّم إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ

وفي رواية ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا ، يهوي بها سبعين خريفا في النار ) ومنــاط ذلك طهـارة القلب وهو المضـغــة التي إذا صــلحت صــلح الجســد كله وإذا فســدت فســد الجســد كله فالقلب الطـاهر يخــرج منــه القــول الحسـن فكل إنــاء بالذي فـيــه ينضــح والقلب الســقيم يخــرج منــه عكـس ذلك وهــذا هـو المــراد بالكلمــة لا يرى بهــا بأســا أو لا يلقــي لهــا بالا فهي خـارجـة من ســريرته التي لا يعلمهــا إلا خــالقها الخبيــر الذي يحصــل ما في الصــدور فأوصــيكم اخــوتي ونفســي بتطهــير القلــوب من أمراضــها وهي الرياء والكبر والغـرور والنفـاق أعــاذنا الله وإياكم منهــا ومن عــذاب النــار ،

جــزاك الله أخــي خــير الجــزاء عــلى التذكــرة ونفع إخــوتنا المؤمنين بهــا ،