تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عيسى يعلم ابليس



ابوالسعودمحمود
2011-05-26, 10:18 PM
كتاب لابن تيمية رحمه الله

1- عيسى يُعلـّم إبليس أنه لا سجود إلا لله ، وأن الله هو الرب وحده سبحانه وتعالى :

في إنجيل متى الإصحاح الرابع ، العدد 1 إلى 11 :
ثم صعد الروح بيسوع إلى البرية ليُجرَّب من قبل إبليس ، وبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيراً ، فتقدم إليه المجرِّب وقال له إن كنت ابن الله فقل لهذه الحجارة أن تتحول إلى خبز ، فأجابه قائلاً : قد كُتِبَ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ، ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل وقال له إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه قد كتب يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر ، فقال له يسوع وقد كتب أيضاً لا تجرب الرب إلهك ، ثم أخذه إبليس أيضاً إلى قمة جبل عال جداً وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها وقال له أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي ، فقال له يسوع اذهب يا شيطان فقد كتب : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ، فتركه إبليس ، وإذا بعض الملائكة جاءوا وأخذوا يخدمونه

أولا : أحب أن أوضح بعض المعاني كي تفهموا الجزء السابق
معنى المُجرِّب : هو الشيطان إبليس سيجرب عيسى ويسأله أن يحول الحجر لخبز وأن يسجد له .. إلخ
ومعنى كلمة ( قد كُتِب ) : أن أنه مكتوب في الكتب السابقة

وفي هذا النص من الأدلة على أن المسيح عبدٌ لله ما يلي :

1- أن روح القدس (وهو الملاك الذي ينزل بالوحي من الله للأنبياء) أصعد عيسى إلى البرية ليمرنه على عصيان إبليس والرد عليه ، ويعرفه بأساليبه في الغواية ليحذره منها ، ويستحيل لو كان عيسى هو الله أو ابن الله كما تدعي النصارى أن يأخذه الملاك ليعلمه كيف يتقي شر الشيطان ، فهل يحتاج خالق للسماوات والأرض إلى تعليم؟

2- صام عيسى أربعين يوماً وليلة وجاع .. فهل الرب يصوم ويجوع؟ أم أن الرب الإله لابد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه؟ قال تعالى في القرآن في بيان بطلان كون عيسى وأمه إلهين : ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صِدّيقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون
فمن يحتاج إلى الطعام لا يكون إلهاً ورباً وخالقاً ، لأن الإله لابد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه ، ولا شك أن من يأكل ويشرب لابد أن يبول ويتغوط .. فهل يوصف الإله بذلك؟ أليس لمن يقول بألوهية المسيح وربوبيته عقل يميزون بين الرب الإله الخالق المنزه عن كل نقص وبين الإنسان المحتاج؟

3- ألفاظ ابن الله التي جاءت في الأناجيل والكتب المقدسة عند النصارى أطلقت على عيسى وعلى أتباعه وعلى كل مؤمن بالله غير كافر به .. وقد ادعاها اليهود كما قال الله في القرآن : وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه
وهذه الكلمة تحتمل معنيين : بنوة الهداية والإيمان والتشريف وهو ما يسمونه بالبنوة الروحية ، ويقال في مقابلها أبناء الشيطان وأبناء الأفاعي كما جاء في الإنجيل في وصف اليهود ، والكل يعلم أنهم ليسوا أبناء الأفاعي من النسب ، وإنما نُسبوا إلى الأفاعي لمكرهم وخطرهم وسمومهم

والمعنى الثاني بنوة النسب ، ولا شك عند كل ذي عقل وتمييز بين الخالق والمخلوق أن المعنى الثاني منتفِ عن الله سبحانه وتعالى ، فليس بين الله وأحد من خلقه بنوة نسب ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، ونحن نورد هنا الأدلة من الإنجيل نفسه أن لفظ ابن الله الوارد في الأناجيل وفي كتب رسل المسيح عليه السلام ما أريد بها إلا بنوة التشريف والمحبة ، وأنها لا تنتمي إلى بنوة النسب والولادة بأي حال ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
فقول إبليس المتكرر (إن كنت ابن الله) هو من هذا الباب ، ومن ذلك قول عيسى لتلاميذه : وصلـّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات
وقوله : فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق عليك بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء ، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك

4- قول إبليس لعيسى : إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه قد كتب يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر
في هذا النص إقرار عيسى لإبليس على النص السابق من كلام الله ، وأنه هو المقصود به ، وإذا كان هو المقصود بذلك فكيف يكون هو ابن الله ثم يقال عنه : يوصي ملائكته بك
فهل يحتاج الإله الرب أن يُوَصَّى عليه وأن تكون الملائكة حماية له ألا يصطدم قدمه بحجر ، وهل يكون من يحتاج أن تحميه الملائكة من السقوط إلا عبداً محتاجاً؟

5- قول عيسى عليه السلام رداً على إبليس : لا تجرب الرب إلهك
فهذا من أعظم الأدلة على أن عيسى يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو ربه وإلهه وأنه لا يحسن به أن يجربه بمعنى أن يطلب منه شيئاً لينظر أيقدر عليه أم لا؟ فإذا كان عيسى عليه السلام هو الله كما يزعمون فمن يجرب؟ هل هناك أصرح من هذا الدليل في أن عيسى عليه السلام يتبرأ من القوة ويجعل الله وحده هو صاحب الحول والقوة وأنه هو وحده ربه وإلهه

6- دعوة إبليس للمسيح عليه السلام أن يسجد له وقوله له بعد أن أراه من فوق جبل عال جداً جميع ممالك العالم وعظمتها : أعطيك هذه كلها إذا جثوت وسجدت لي ، وقول عيسى عليه السلام رداً عليه : اذهب يا شيطان وقد كتب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد
فيه من الأدلة على فساد معتقد النصارى في ألوهية المسيح وربوبيته الشيء الكثير فمن ذلك :

أ- عرض إبليس عليه ممالك الدنيا ، ولو كان عيسى هو الله أو ابن الله لقال له أنا مالكها وخالقها وهي لي وتحت تصرفي؟ بل ما كان لإبليس أن يتجرأ أصلاً ليقول للإله أعطيك هذه إن سجدت لي
ب- عجباً أن يأمر إبليس خالق السماوات والأرض أن يسجد له! ألا يستحي النصارى أن من يعتقدون فيه الألوهية والربوبية أن يصحبه إبليس ويعرض عليه السجود له مقابل أن يملكه الدنيا
ج- لو كان عيسى هو الله أو ابن الله لما كان رده على عرض إبليس هذا أن يقول : لا قد نزل في كتب الأنبياء السابقين للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد
هل هناك أصرح من هذا في أن عيسى دعا إلى عبادة الله خالق السماوات والأرض وأن عيسى لا يعبد إلا الله ولا يسجد إلا له سبحانه وتعالى
يكفي هذا الدليل لكل من يريد بصيرة في الدين أن عيسى عليه السلام جاء ليقول كما قال الله عنه: وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار
د- يأس الشيطان من عيسى وذهابه عنه وعدم قدرته عليه حق لعصمة الله له تحقيقاً لقول امرأة عمران أم مريم عندما وضعت مريم: رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
وقد أعاذه الله سبحانه من الشيطان الرجيم

7- وقول الإنجيل : فتركه إبليس وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه
هذا دليل جديد على عبودية المسيح ، فالذي يحتاج إلى الخدمة هو العبد الفقير المحتاج ، وهم جاءوه ولم يستدعهم وهذا مما يدل على أن الله أرسلهم إليه وهم كانوا يخدمونه ولم يأتوا ليعبدوه ، والرب سبحانه وتعالى تعبده الملائكة ولا تخدمه ، لأنه الحي القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره ، فالملائكة تحتاجه وهي فقيرة إليه ، وأما هو فغني عن الجميع سبحانه وتعالى

البقية في ردود قادمة إن شاء الله ..

ابوالسعودمحمود
2011-05-26, 10:20 PM
ذكر إنجيل لوقا في الإصحاح الثالث أن عيسى عليه الصلاة والسلام بدأ معموديته على يد يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا عليهما السلام) وأنه بينما كان يصلي هكذا انفتحت السماء وهبط عليه روح القدس متخذاً هيئة جسمية مثل حمامة ، وانطلق صوت من السماء يقول أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور

وبالرغم من أن هذا كله حكاية ، وليس كلاماً منزلاً من الله سبحانه وتعالى كما نرى ، ولا هو مروي أو منقول من قول عيسى عليه السلام ، ومعلوم أن لوقا كاتب هذا الإنجيل لم يكن أيضاً تلميذاً للمسيح عليه السلام ، بالرغم من كل هذا فإن هذا النص يدل دلالة قطعية على أن عيسى لم يكن إلا رسولاً نزل عليه الوحي وليس هو ابن الله نسباً أو ذاتاً أو أقنوماً كما ادعت النصارى بعد ذلك ، وهذه هي الأدلة :

1- ذكره أن عيسى تعمد .. والرب لا يَتَعَمَّد (أي يؤهل ليدخل في خدمة الله وعبادته) فكيف يتعمد الرب؟ ألعبادة نفسه؟!! أم لعبادة أبيه؟! أم لعبادة ذاته؟!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

2- قوله : ( بينما كان يصلي ) والرب لا يصلي لأحد لأنه هو المعبود سبحانه وتعالى

3- قوله : ( هبط عليه روح القدس مثل حمامة ) يدل على أن روح القدس هذا هو الملاك الذي ينزل على الأنبياء وليس أقنوماً ولا جزءاً من الله كما ادعت النصارى ، وهذا إبطال لقولهم إن الله ثالث ثلاثة لأنه لو كان روح القدس الذي كان مثل حمامة جزءاً من الله وكان المسيح جزءاً آخر وكان الله في السماوات جزءاً ثالثاً كما تدعي النصارى لكان هذا من أبطل الباطل ، لأنه ليس إلا رب واحد تعالى أن يكون له جزء ، كما قال تعالى في القرآن الكريم : وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين
فكيف يدعي النصارى بعد ذلك أنهم يؤمنون بوحدانية الله سبحانه وتعالى؟

4- لو فرضنا أن من روى هذا الإنجيل سمع النداء الذي انطلق من السماء ( أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور ) فإن هذا لا يعني أن عيسى بن مريم عليه السلام جزء من الله سبحانه وتعالى ، وإنما كما يطلقون على الله بأنه الأب فيقولون ( أبانا الذي في السماوات ) وكما يذكرون أن عيسى قال لهم مراراً ( أبي وأبيكم ) فلماذا لا يكون معنى البنوة هنا بنوة الرحمة والتعليم والإرسال؟

وبعد هذا النص السابق ساق الإنجيل هذا النص تحت عنوان الناصرة ترفض يسوع :
وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح ، وذاع صيته في القرى المجاورة كلها ، وكان يعلم في مجامع اليهود والجميع يمجدونه ، وجاء إلى الناصرة حيث كان قد نشأ ودخل المجمع كعادته يوم السبت ووقف ليقرأ ، فقدم إليه كتاب النبي أشعياء ، فلما فتحه وجد المكان الذي كتب فيه روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر الفقراء أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعميان بالبصر لأطلق المسحوقين أحراراً وأبشر بسنة القبول عند الرب ، ثم طوى الكتاب وسلمه إلى الخادم وجلس ، وكانت جميع عيون الحاضرين في المجمع شاخصة إليه ، فأخذ يخاطبهم قائلاً : اليوم تم ما سمعتم من آيات .. وشهد له جميع الحاضرين متعجبين من كلام النعمة الخارج من فمه وتساءلوا : أليس هذا ابن يوسف؟ فقال لهم لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل : أيها الطبيب اشف نفسك! فاصنع هنا في بلدتك ما سمعنا أنه جرى في كفر ناحوم .. ثم أضاف : الحق أقول لكم كان في إسرائيل أرامل كثيرات في زمان إيليا حين أغلقت السماء ثلاث سنين وستة أشهر حتى حدثت مجاعة عظيمة في الأرض كلها ولكن إيليا لم يرسل إلى أية واحدة منهن بل إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا ، وكان في إسرائيل في زمان النبي أليشع كثيرون مصابون بالبرص ولكن لم يطهر أي واحد منهم بل نعمان السوري ، فامتلأ جميع من في المجمع غضباً لما سمعوا هذه الأمور وقاموا يدفعونه إلى خارج المدينة وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى الأسفل إلا أنه اجتاز من وسطهم وانصرف

وفي هذا النص من الأدلة على عبودية المسيح ما يأتي :

1- قوله : ( وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح ) فيه دليل أنه ليس الله أو ابن الله كما يدعون ، وأن له قدرة إلهية من ذات ، وهنا يقول بأنه عاد إلى الجليل بقدرة الروح أي أن الملك أعانه ليذهب إلى الجليل ، ومن في حاجة إلى الملك لا يكون رباً ولا إلهاً ولا خالقاً ولا قادراً بنفسه

2- قول عيسى عليه السلام لمن كان يعلمهم ويعظهم في مجمع الناصرة : ( اليوم تم ما قد سمعتم من آيات ) أي أنه تحقق وعد الله الذي جاء على لسان النبي أشعياء ، والنص هو : ( روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر الفقراء وأرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعميان بالبصر لأطلق المسجونين أحراراً وأبشر بسنة القبول للرب )
هل هناك ما هو أصرح من هذا النص في أن عيسى هو رسول الله الذي بشرت به الأنبياء؟ فالنص يقول ( روح الرب عليّ ) أي وحي الله إلى طريق الله روح القدس وانظر فلم يقل روح الرب هي ذاتي ، أو أقنومي ، أو جزئي ، أو نفسي ، ومعنى (مسحني لأبشر الفقراء) : أي جعلني مسيحياً ، والمسيح سواء أريد به من يمسح بالزيت على عادة بني إسرائيل عندما يتنبأ منهم نبي ، أو المسيح من المسح وهو المحو للشرك والكفر ، والمعنى على كل حال بمعنى النبوة والرسالة وليس بمعنى الألوهية والربوبية
ثم قوله : (أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق .. إلخ) دليل على أنه نبي مرسل ، وليس هو الرب أو ابنه النازل إلى البشر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

3- لقد كان رد أبناء بلده الناصرة على عيسى عليه السلام رداً في منتهى السوء والقباحة ، فبدلاً من الإعتراف برسالته ونبوته إذا بهم يسبونه في عرضه ويتهمونه أنه ( ابن زنا )!!!
حاشاه عليه الصلاة والسلام ، فيقول له هؤلاء المجرمون : (أليس هذا ابن يوسف؟) يوسف النجار الذي كان خطيباً لمريم عليها السلام قبل أن ينزل عليها ملاك الرب ويبشرها بعيسى عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم : فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ، قال إنما رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً
وهؤلاء المجرمون من اليهود أبناء بلدته الذين جاءوا ليستمعوا إلى مواعظه في الهيكل قالوا له هذا القول الفاجر الآثم وأنكروا عصمته وعصمة أمه وأنكروا نبوته بعد أن شاعت في كل بلدان اليهودية ، عند ذلك ردّ عليهم قائلاً : (لا كرامة لنبي في بلده) ، (وما من نبي يقبل في بلده) (لا يكون النبي بلا كرامة إلا في بلدته وبيته)
ثم بين لهم أن أهله وأولى الناس به من يقبلونه ويؤمنون برسالته ، وأخبرهم أن نبي الله إيليا لم يشفع وقت المجاعة إلا إلى أرملة غير إسرائيلية ، وأن أليشع لم يشفع في شفاء مريض إلا مريضاً سورياً غير إسرائيلي ، وأخبرهم أن رحمة الله برسالة عيسى قد لا تصيب إلا من هم خارج بني إسرائيل ، وأن ما يمكن أن يجريه الله على يديه من خير قد يحوزه غير أبناء بلده الناصرة التي كفرت به! ولما سمع أبناء بلده هذا الكلام كان من شأنهم أن أخرجوه منها (وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى أسفل)

وكل هذا النص شواهد أنه لم يقل إني إله ، وإنما قال لهم فقط : إنني نبي ولا كرامة لنبي في بلده ، فلماذا لم يقل لهم : أنا ربكم وخالقكم؟
وهل كان يليق بالرب أن يقول له أهل بلدته أنت ابن زنا؟ وهل ينزل الرب سبحانه وتعالى من السماء ليقول له البشر الذي خلقهم ورزقهم : (ألست ابن يوسف النجار؟) سبحانك ربنا لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وأعتذر لك حتى ترضى من ذكر هذا الكفر ، وسبحانك لا أحد أصبر على أذى منك وحدك ، يدّعون لك الولد وأنت ترزقهم وتعافيهم ، لا إله إلا أنت سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، وتعاليت عما يقول الظالمون علواً كبيراً

4- وهل ينزل الرب من عليائه سبحانه وتعالى ليقبض عليه أهل بلدته ثم يدفعونه إلى خارج المدينة، ويسوقونه إلى حافة الجبل ليطرحوه؟ هل من يفعل به هكذا يكون رباً إلهاً خالقاً للسماوات والأرض؟! وهل يليق بالرب ذلك؟

اب هند
2011-05-27, 03:11 AM
الله عليك يا عمنا . بارك الله فيك .
في انتظار جديدك دائما . بالتوفيق ان شاء الله.

ابوالسعودمحمود
2011-05-27, 10:36 AM
جزاك الله خبرا اب هند