تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة حول حديث قدسى فى صحيح البخارى ؟



عبدالرحمن السلفى
2011-05-31, 06:26 PM
السلام عليكم و رحمة اللهِ و بركاته

* روى البخارى فى باب التواضع تحت رقم 6021 :-

- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ "


* الأسئلة :-

1- ما هو قول العلماء فى قول اللهُ سبحانه و تعالى - مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ - ؟

2- كيف نوافقك بين أن المؤمن يكره الموت و فى نفس الوقت أن يحب لقاء الله سبحانه و تعالى , مع إن الموت الوسيلة الوحيدة لهذا اللقاء -من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.-؟

3- ما هو تفسير " كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا " ؟

4- ما هى عقيدة أهل السنة فى حب الله لعباده - سبحانه و تعالى - ؟

5- - إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ - , من هم أولياء الله سبحانه و تعالى وما هى صفة هذه الحرب ؟


و جزاكم اللهُ خيراً

ابو علي الفلسطيني
2011-05-31, 11:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


1- ما هو قول العلماء فى قول اللهُ سبحانه و تعالى - مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ - ؟

قال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة" [ 1 / 99 ]:
التَّرَدُّدُ فِي قَبْضِ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله تعالى على ما يليق به ؛ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .
? الدليل :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : ((إن الله قال : من عادى لي وليّاً ؛ فقد آذنته بالحرب ... وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن ؛ يكره الموت ، وأنا أكره مَسَاءَته)). رواه البخاري (6502).
سئل شيخ الإسلام رحمه الله في ((الفتاوى)) (18/129) عن معنى تردد الله في هذا الحديث؟ فأجاب :
((هذا حديث شريف ، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة ، وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء ، وقد ردَّ هذا الكلام طائفة ، وقالوا : إنَّ الله لا يوصف بالتردد ، وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور ، والله أعلم بالعواقب ، وربما قال بعضهم : إنَّ الله يعامل معاملة المتردد.
والتحقيق : أنَّ كلام رسوله حق ، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ، ولا أنصح للأمة منه ، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه ، فإذا كان كذلك ؛ كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدباً ، بل يجب تأديبه وتعزيره ، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة ، ولكن المتردد منا ، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور ؛ لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا ؛ فإن الله ليس كمثله شيء ؛ لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ثم هذا باطل ؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب ، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد ، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة ، ويكرهه لما فيه من المفسدة ، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه ؛ كما قيل :

الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ ... فأعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُُ
ِ
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه ، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب ، وفي الصحيح : ((حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكاره)) ، وقال تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ } الآية.
ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث ؛ فإنه قال : ((لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)) ؛ فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوباً للحق محباً له ، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها ، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها ، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق ، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة ؛ بحيث يحب ما يحبه، ويكره ما يكرهه محبوبه ، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه ، فلزم من هذا أن يكره الموت ؛ ليزداد من محاب محبوبه ، والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت ، فكل ما قضى به ؛ فهو يريده ، ولا بد منه ؛ فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه ، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده ، وهي المساءة التي تحصل له بالموت ، فصار الموت مراداً للحق من وجه ، مكروهاً له من وجه ، وهذا حقيقة التردد ، وهو أن يكون الشيء الواحد مراداً من وجه مكروهاً من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين ، كما ترجح إرادة الموت ، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده ، وليس أرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته)).
ثم قال (ص 135) : ((والمقصود هنا : التنبيه على أنَّ الشيء المعين يكون محبوباً من وجه مكروهاً من وجه ، وأن هذا حقيقة التردد ، وكما أنَّ هذا في الأفعال ؛ فهو في الأشخاص ، والله أعلم)).
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ((لقاء الباب المفتوح)) (س1369) ((إثبات التردد لله عَزَّ وجَلَّ على وجه الإطلاق لا يجوز ، لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة : ((ما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن)) ، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء،بل هو من أجل رحمة هذا العبد المؤمن،ولهذا قال في نفس الحديث : ((يكره الموت ، وأكره إساءته ، ولابد له منه)). وهذا لا يعني أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد ، إما لشكه في نتائجه ومصلحته ، وإما لشكه في قدرته عليه : هل يقدر أو لا يقدر. أما الرب عَزَّ وجَلَّ فلا )). ا . هـــ

ابو علي الفلسطيني
2011-05-31, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


كيف نوافقك بين أن المؤمن يكره الموت و فى نفس الوقت أن يحب لقاء الله سبحانه و تعالى , مع إن الموت الوسيلة الوحيدة لهذا اللقاء -من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.-؟

قال ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى [ 6/ 313 ]:

المؤمن والخوف من الموت
س : الأخت التي رمزت لاسمها بـ : أ . ع . من الرياض تقول في سؤالها هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت ؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله ؟
جـ : يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله سبحانه ويرجواه ؛ لأن الله سبحانه قال في كتابه العظيم : { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (1) وقال عز وجل : { فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ } (2) وقال سبحانه : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } (3) وقال عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ } (4) وقال عز وجل : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } (5) في آيات كثيرة ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله ، ولا الأمن من مكره ، قال الله سبحانه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (6) وقال تعالى : { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (7) وقال عز وجل : { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } (8)
ويجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث الإعداد للموت والحذر من الغفلة عنه ، للآيات السابقات ، ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « أكثروا من ذكر هادم اللذات - الموت » (9) ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة ، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت : يا نبي الله : أكراهية الموت فكلنا نكره الموت ، قال : ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه » (1) متفق عليه ، وهذا الحديث يدل على أن كراهة الموت والخوف منه لا حرج فيه ، ولا يدل ذلك على عدم الرغبة في لقاء الله . لأن المؤمن حين يكره الموت أو يخاف قدومه يرغب في المزيد من طاعة الله والإعداد للقائه ، وهكذا المؤمنة حين تخاف من الموت وتكره قدومه إليها إنما تفعل ذلك رجاء المزيد من الطاعات والاستعداد للقاء ربها .
ولا حرج على المسلم أن يخاف من المؤذيات طبعا كالسباع والحيات ونحو ذلك فيتحرز منها بالأسباب الواقية ، كما أنه لا حرج على المسلمين في الخوف من عدوهم حتى يعدوا له العدة الشرعية ، كما قال الله سبحانه : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } (2) - أي الأعداء - مع الاعتماد على الله والاتكال عليه والإيمان بأن النصر من عنده ، وإنما يأخذ المؤمن بالأسباب ويعدها ؛ لأن الله سبحانه أمره بها لا من أجل الاعتماد عليها ، كما قال الله سبحانه : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ } (3) { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (4)
وإنما الخوف الذي نهى الله عنه هو الخوف من المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب أو فعل المعصية ، وفي ذلك نزل قوله سبحانه : { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (5) وهكذا الخوف من غير الله على وجه العبادة لغيره ، واعتقاد أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون أو يضر وينفع بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم .
وبالله التوفيق .

ابو علي الفلسطيني
2011-05-31, 11:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ما هو تفسير " كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا " ؟

معنى قوله تعالى في الحديث القدسي : " كنت سمعه الذي يسمع به ... الحديث "

[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن أن تشرح هذا الحديث لي ؟
قال الله تعالى " من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.
فتح الباري 11.34041 حديث رقم 6502 وقد روى الحديث الإمام البخاري وأحمد بن حنبل والبيهقي ..
الجزء الذي أريد شرحه هو (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها) .]ـ

[الْجَوَابُ]
الحمد لله
معنى هذا الجزء من الحديث : أن العبد المؤمن إذا اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ، ثم بالنوافل قرّبه ربه إليه ، ورقّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ، فيصير يعبد الله كأنه يراه ، فيمتلئ قلبه بمعرفة ربه ،ومحبته ، وتعظيمه ، وخوفه ومهابته ، وإجلاله ، فإذا امتلأ القلب بذلك زال منه كل تعلق بكل ما سوى الله ، ولم يبق للعبد تعلق بشيء من هواه . ولا إرادة إلا ما يريده منه ربه ومولاه ، فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره , ولا يتحرك إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع بالله وإن نظر نظر بالله ، أي بتوفيق الله له في هذه الأمور فلا يسمع إلا ما يحبه الله ، ولا يبصر إلا ما يرضي الله ، ولا يبطش بيده ، ولا يمشي برجله إلا فيما يرضي ربه ومولاه وليس المعنى : أن الله هو سمعه ، وأن الله هو بصره ، وأن الله هو يده ورجله . ـ تعالى الله ـ فإنه سبحانه فوق العرش ، وهو العالي على جميع خلقه ، ولكن مراده سبحانه : أنه يوفقه في سمعه وبصره ومشيه وبطشه ؛ ولهذا جاء في الرواية الأخرى يقول سبحانه : " فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي " يعني : أن يوفقه في أعماله ، وأقواله ، وسمعه ، وبصره ، هذا معناه عند أهل السنة والجماعة ، ومع ذلك يجيب الله دعوته ، فإن سأله أعطاه ، وإن استعان به أعانه ، وإن استعاذ به أعاذه . . إ . هـ . بتصرف واختصار من (جامع العلوم والحكم 2 / 347 ، وفتاوى نور على الدرب الشريط (10) لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله) .
ومن أشار إلى غير هذا المعنى فقد أساء وظلم و تعدى على مقام الله ، وخالف ما تعرفه العرب من كلامها ، وما تفهمه من مثل هذه الإطلاقات ، يقول الشيخ ابن عثيمين في مجموع فتاواه (1 / 145 9) : " فأنت ترى أن الله تعالى ذكر عبدا ومعبودا ، ومتقرِّبا ، ومتقرَّبا إليه ، ومحبا ومحبوبا ، وسائلا ، ومسئولا ومعطيا ومُعطى , مستعيذا ومستعاذا به ، ومعيذا ومعاذا ، فالحديث يدل على اثنين متباينين كل واحد منهما غير الآخر ، فإذا كان كذلك لم يكن ظاهر قوله كنت سمعه وبصره ويده ورجله " أن الخالق يكون جزءاً من المخلوق ، أو وصفا فيه تعالى الله عن ذلك ، و إنما ظاهره وحقيقته أن الله تعالى يسدد هذا العبد في سمعه وبصره وبطشه ، فيكون سمعه لله تعالى إخلاصا وبه استعانة وفيه شرعا واتباعا وهكذا بصره ، وبطشه ومشيه . إ . هـ .

[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب

ابو علي الفلسطيني
2011-05-31, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



ما هى عقيدة أهل السنة فى حب الله لعباده - سبحانه و تعالى - ؟


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=238448

ابو علي الفلسطيني
2011-06-01, 12:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ - , من هم أولياء الله سبحانه و تعالى وما هى صفة هذه الحرب ؟

من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟

[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو مساعدتي في فهم ما يلي : 1) من هم الأولياء ؟ 2) ما هي درجات الولاية ؟ 3) هل يجوز تسمية الأولياء " أصحاب الله " ؟]ـ

[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا :
أولياء الله - بكل وضوح واختصار - هم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه .
قال الله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس/62-64.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/278) :
" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقيا كان لله وليا : أنه (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما وراءهم في الدنيا .
وقال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغير واحد من السلف : أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله . وقد ورد هذا في حديث مرفوع .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ لعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) رواه أبو داود بإسناد جيد - وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7/1369) - " انتهى باختصار وتصرف يسير .
ثانيا :
الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه ، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه ، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله ، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات :
1- درجة الظالم لنفسه : وهو المؤمن العاصي ، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة .
2- المقتصد : وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله ، ويجتنب معاصيه ، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل : وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه .
3- السابق بالخيرات : وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض ، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية ، فهذا في درجات الولاية العالية .
ثم لا شك أن النبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في "مجموع الفتاوى" (10/6) - :
" الناس على ثلاث درجات : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .
فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور .
والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات .
والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب ، والتارك للمحرم والمكروه .
وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه : إما بتوبة - والله يحب التوابين ويحب المتطهرين - وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بغير ذلك . وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله :
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون) ، فحد أولياء الله هم : المؤمنون المتقون .
ولكن ذلك ينقسم : إلى " عام " : وهم المقتصدون .
و " خاص " وهم السابقون ، وإن كان السابقون هم أعلى درجات كالأنبياء والصديقين .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (يقول الله : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ؛ ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه) .
وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه ، كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره ، إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب ، والسيئات المقتضية للعقاب ، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ، وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين - كما في "فتاوى مهمة" (ص/83) -:
" من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية " انتهى .
ثالثا :
الولاية ليست حكرا على أحد ، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ، ولا تنال بالوراث ولا بالأوسمة ، بل هي رتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل ، وتترجم إلى واقع عملي ، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته .
رابعا :
الولاية لا تبيح لصاحبها فعل المحرمات ولا ترك الواجبات ، بل إن فعل ذلك فهو دليل على نقص ولايته لله ، وكذلك لا تبيح لأحد أن يتوجه إلى من يسمون بالأولياء ـ وقد لا يكونون يستحقون ذلك ـ فيرفعونهم إلى مقام النبوة فلا يردون لهم أمرا ، ولا يناقشون لهم فكرا ولا رأيا ، وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه ، ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس .
وقد يتعدى بعض الناس هذا الحد فيقع في الشرك الأكبر بسبب الفهم الخاطئ للولاية ومنزلة الأولياء فتراه يدعوهم من دون الله ويذبح لهم ويقدم لهم القرابين ويطوف حول أضرحتهم . خامساً :
أما إطلاق "أصحاب الله" على الأولياء ، فلا نعلم ما يدل على صحة هذه التسمية .
وأفضل أولياء الله تعالى هم الرسل والأنبياء ثم أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ولا نعلم أنه ورد إطلاق اسم "أصحاب الله" على أحد منهم .
وإنما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تسمية "أهل القرآن" بـ "أهل الله" .
فقد روى الإمام أحمد (11870) وابن ماجة (215) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
(أهلين) جمع أهل .
(أهل القرآن) حفظته القارئون له العاملون بما فيه .
(أهل الله) أي : أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به .
والله أعلم .

[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب

والحرب من الله تعالى قد تكون النار ... أو غيرها مما يصيب الإنسان في الدنيا من عقاب على سوء قد فعله .. كاخذ الربا أو القتل ...الخ ... والله أعلم وأحكم

عبدالرحمن السلفى
2011-06-01, 12:51 AM
جزاك اللهُ خيراً أخى أبو على و بارك فيك و نفع بك ....

و اللهِ لكل كلمة من هذا الموضوع ينبغى أن تكتب بماء الذهب , اللهم أجعلنا من أولياءك و أغفر لنا و أرحمنا و أرزقنا جنتك , إنت ولى ذلك و القادر عليه ....

عبدالرحمن السلفى
2011-06-01, 12:54 AM
أخى بارك اللهُ فيك , فى السؤال الرابع , أردت عقيدة أهل السنة و الجماعة فى حب الله سبحانه و تعالى للعباد , كيف يحبهم و يحبونه و ما الأدلة و هكذا **** و ليس الحب فى الله ؟

و جزاكم اللهُ خيراً

أبو جاسم
2011-06-01, 06:04 PM
أخى بارك اللهُ فيك , فى السؤال الرابع , أردت عقيدة أهل السنة و الجماعة فى حب الله سبحانه و تعالى للعباد , كيف يحبهم و يحبونه و ما الأدلة و هكذا **** و ليس الحب فى الله ؟

و جزاكم اللهُ خيراً

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد :

اعلم أخي الكريم أن محبة الله عبارة عن صفة حقيقية من صفاته و هي من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته سبحانه فهو يحب متى يشاء و من يشاء من عباده على الوجه اللائق بجلاله . و عندما نقول عن صفة المحبة بأنها صفة فعلية حقيقية نعني أنها تتعلق بمشيئة الله و أنها على حقيقتها دون اخضاعها لتأويل أو تعطيل كما فعل أهل البدع من أشاعرة و غيرهم عندما قاموا بتأويل المحبة بإرادة الثواب أو غيرها من التأويلات الباطلة .

و قد دلت على هذه الصفة أدلة كثيرة من الكتاب و السنة و التي تبين أن الله تعالى يحب المتطهرين و يحب التوابين و يحب المحسنين ...... إلى أخره من الأدلة .

هذا و الله تعالى أعلى و أعلم

أبو محمد الشامي
2011-07-03, 06:51 AM
ما هو قول العلماء فى قول اللهُ سبحانه و تعالى - مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ - ؟
ما ذكر في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حق لا ريب فيه ولا يجوز لنا أن أن نؤوله أو نصرفه إلى غير ظاهره فقول الله عن نفسه أنه يتردد في قبض المؤمن فهو حق فإن الله تعالى يتردد ولكن لا كتردد المخلوقين في الإقدام على شيء فتردد المخلوق مشوب بالشك في صحة الفعل الذي يقوم به ولكن تردد الإله تعالى ليس كمثله شيء فهو غير مشوب بالشك في صحة قبض المؤمن فتردد الله تعالى في قبض المؤمن تردد يليق بعظمته وكماله والتردد المذكور محصور في قبض المؤمن ولا يجوز لنا أن نقول أن الله تعالى يتردد في عمل آخر إلا إذا ورد دليل في ذلك.
هذا ولهذا الكلام صلة وثيقة بالحديث الآخر الذي فيه أن الله يخير أنبياءه ورسله عند قبض الروح وهو ما حصل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما حصل لموسى عليه الصلاة والسلام عندما فقأ عين ملك الموت عندما خيره بين الموت والحياة فليس هو تردد بالمعنى المراد للبشر.
كيف نوافقك بين أن المؤمن يكره الموت و فى نفس الوقت أن يحب لقاء الله سبحانه و تعالى , مع إن الموت الوسيلة الوحيدة لهذا اللقاء -من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.-؟
المقصود من الحديث المذكور في السؤال والله أعلم هو محبة لقاء الله وكره لقاء الله عند لحظة قبض الروح عندما يرى الإنسان مقعده من الجنة والنار فإن رأى خيرا فإنه سيحب لقاء الله ويرجوه فيحب الله لقاءه وإن رأى شرا فإنه سيكره لقاء الله فإن الله يكره لقاءه ولكن المقصود في الحديث المسؤول عنه أن الإنسان قبل أن يرى مقعده من الجنة والنار فهو يكره الموت ولا يحبه بل ويهرب منه بالعلاج عند المرض والبعد عن مظان الموت