المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استهبال سياسي



ساجدة لله
2011-06-28, 11:34 PM
http://d11.e-loader.net/wY9Jw9IutD.jpg

ابتلانا الله- ولا راد لقضائه- بالمدعو يحيى الجمل نائبًا لآخر رئيس وزراء المخلوع، ثم كانت الطامة الكبرى أن استمرَّ بعد ذلك نائبًا لأول رئيس وزراء مصري يختاره الشعب، ويبدأ مهامه منطلقًا من قلب ميدان التحرير ميدان الثورة والحرية، والكرامة والشهداء، والتحدي والصمود، والنصر والتطهير.



ومع أن تاريخ الجمل يشهد بيساريته أو شيوعيته في بداياته السياسية، إلا أن ذلك لم يمنع أحدًا من جميع القوى المعارضة التي كانت تحارب وتناضل وتجاهد مبارك المخلوع من التعاون معه بعيدًا عن الحساسيات والخلافات الأيديولوجية والفكرية، ما دام الجميع يعملون من أجل إزاحة الفساد والديكتاتورية والتوريث؛ غايتهم مصلحة الوطن وإعلاؤها فوق المصالح الشخصية والحزبية.



لا نقصد أن اليسار أو الشيوعية جريمة سياسية يحاسب عليها المواطن، ولكن ما نقصده هو أن الجمل حين "يبرطع" في البلد بعد ثورتها ويأتي بأصدقائه الشيوعيين واليساريين ويقلدهم أعلى المناصب في الدولة مثل مجالس إدارات الصحف، والمجلس الأعلى لحقوق الإنسان، وهو الذي فارقهم فكريًّا منذ أمد بعيد، لدرجة تأسيسه حزب الجبهة الليبرالي؛ فإن ذلك لا يدل على أصالة الجمل الذي لم ينسَ رفاقه القدامى، ولكنه يدل على عكس ذلك تمامًا!



الجمل لم ينسَ رفاقه اليساريين، وقد يكون هذا حقه.



ولكن ما ليس من حقه أن يجعل البلد "وسيَّة" خاصة به وبأصدقائه، سواء القدامى أو الجدد، ولم يعترض أحد من الأشاوس الذين يجترون ليل نهار المقولات الماسخة عن الإخوان والغنائم والصفقات الوهمية التي لم يثبت بها دليل واحد حتى لو كان ضعيفًا، بينما أمامهم من ينكبُّ على المناصب والغنائم الفعلية، ولا يعترضون... وعجبي!



الجمل يُصرِّح بأنه لا يستطيع العمل بسبب ضغوط الإخوان.



وهو قول مضحك لدرجة مذهلة.



فإذا كان يعني أنه لا يستطيع أن "يبرطع" في البلد كما يشاء بسبب الإخوان، فإن على جميع القوى السياسية الأخرى زيادة الضغط عليه وعلى غيره؛ حتى يستقيم أو يُخلَع غير مأسوف عليه.



وإذا كان يعني "الغلوشة"، فنقول له إن الشعب مستيقظ وغير ساذج، كما تظن أو كما تريد.




فالمعلوم أن الجمل يقود أكبر عملية "استهبال سياسي" بعد الثورة، حتى صار علمًا للفلول والذيول والبلطجة السياسية الفجَّة.



فها هو تصريحه السابق بأنه جاء هو وعصام شرف للبقاء وليس لمرحلة انتقالية تتضح معالمه ويصبح حقيقة على وشك الحدوث، بعد أن كنا نأخذه على محمل الهزل أو من قبيل تخريف كبار السن، وعدم السيطرة على سلس التصريحات والكلام.



ثم كانت نيته المبيتة للالتفاف حول نتائج الاستفتاء الشعبي الذي قال فيه 77% من الشعب رأيه بحرية ونزاهة منقطعة النظير هو الطامة الكبرى لمَن يتولى هذا المنصب في هذا الوقت من تاريخ الثورة.



راح الجمل يرغي ويزبد ويبرطم و"يبرطع" لا يخجل ولا يشعر بأدنى مسئولية نحو الشعب الذي قال كلمته التي رسم بها ملامح الانتقال إلى مرحلة المؤسسات والدستور، لقد رفض الجمل رأي الشعب، وراح بجرأة عجيبة يعارضه ويشكل اللجان للالتفاف حول إرادة الشعب الثائر في أسوأ صورة يمكن أن نراها لمن يدَّعون الليبرالية والفقه الدستوري والعلم السياسي!



ثم مارس الجمل دور القاطرة التي سحبت مَن أطلقوا على أنفسهم لقب النخبة لتسفيه الشعب ورأيه، والمطالبة بإلغاء نتائج الاستفتاء، والمطالبة بالدستور أولاً، وانتخابات الرئاسة قبل البرلمان.. إلخ، هذا الهجص السياسي المزري.



إن الجمل قد أصابته أمراض الشيخوخة باعترافه شخصيًّا لدرجة جعلته يُصرِّح بأن مَن كان في سنه يجب ألا يتولى أي منصب، وعليه يمكننا عدم مؤاخذته، وضمان براءته إذا وقف أمام القضاء لظروف العمر والصحة.



ولكن ما عذر غيره ممن يريدون شطب إرادة الشعب، وإلغاء نتائج الاستفتاء.



إذا كان الاستفتاء خطيئةً ثورية كما قال البرادعي يجب تصحيحها، فهذا لا يمنعنا من سؤاله بصراحة ووضوح وحزم وجدية:



- لماذا شاركت سيادة الدكتور المرشح لرئاستنا في هذه الخطيئة؟

- لماذا وافقت أنت وجميع مَن معك على المشاركة بكلِّ قوة وفعالية في هذا الاستفتاء الخطيئة؟

- لماذا أنفقت الملايين يا دكتور برادعي أنت ومن معك على إعلانات ضخمة صاخبة مشاركًا ي هذه الخطيئة؟

- ما موقفك إذا كانت إرادة الشعب جاءت موافقةً لرؤيتك ورأيك، ورفض الشعب التعديلات الدستورية؟

- إن هذا هو السؤال الجوهري الحساس الذي يجب أن نُطارِد به مَن يريد استهبالنا واستكرادنا بكلمات معوجة مغلوطة.

- ماذا لو كان الشعب قد رفض التعديلات الدستورية، وطالب الإخوان أو السلفيون أو غيرهم بإعادة الاستفتاء أو إلغاء نتائجه؟



أظن أن كل مصري يعرف الإجابة التي تتمثل بالمطالبة بإعدام كل مَن يتجرَّأ على إرادة الشعب الديمقراطية النزيهة، مع الحملات التي لن تنتهي قبل يوم القيامة على الظلاميين من الإخوان والسلفيين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية، ويكفُرون بها، ويكفِّرون مَن يمارسها إلخ، هذه الأسطوانات المشروخة المكررة المحفوظة.



- لماذا لم يتكلم متعهدو الكلام عن صفقات الإخوان والمجلس العسكري عن استقبال المجلس للبرادعي؟

- هل البرادعي والليبراليون منزهون عن الخطأ والصفقات دون الإخوان؟



إن كل التقدير والاحترام للبرادعي ودوره، ولكن هذا لا يمنعنا من السؤال بأي صفة يقابله المجلس العسكري؟ ومَن يمثل؟ وما حجم مَن يمثلهم؟ وما الضغوط التي مارسها أو حذرهم منها كما قالت بعد الصحف؟ وما الصفقة التي سعى إليها أو حصل عليها؟.. إلخ.



هذا ليس لأننا ننكر قيمة البرادعي وأحقيته في ذلك، ولكننا نستعمل منطق مَن يهاجمون الإخوان ويتهمونهم بصفقات في خيالهم المريض، وما زال اختيار أحد الإخوان في لجنة تعديل الدستور غصة في حلوقهم لا يستطيعون النوم بسببها، خاصةً بلال فضل، الذي ينسب إلى هذا الاختيار كل الكوارث والمصائب في الوطن والثورة، وربما يكون اختيار صبحي صالح هو السبب في الزلازل والبراكين التي تشهدها دول العالم.



المهم.. نعود إلى الجمل الذي كنا إلى عهد قريب نعتقد أنه يتبع صاحبه، حتى بدد السيد يحيى الجمل هذه النظرية، فإذا به هو الذي يسحب رئيس الوزراء إلى مربعه المعادي للشعب وللثورة.



لقد نشرت الصحف في بداية حكومة شرف تسريبات تقول إن شرف استاء من تجاوز الجمل لصلاحياته، وأصدر تعليماته بتحجيم دوره وإلزامه بما هو مستقر في البروتوكول والعمل لحدود منصبه كنائبٍ لرئيس الوزراء ليس إلا.



إلا أن الأيام أثبتت أن الجمل حقق ما يريد بصبره المعروف عنه، أو بخطاه الثابتة الواثقة بدعم مَن زرعه وسلطه على الشعب والثورة، وها هو يسحب شرف الثورة لمعاداة الشعب الثائر، فإذا به- خلافًا لما يجب- يصرح في جنوب إفريقيا بتفضيله صياغة الدستور أولاً، ثم يقول كلامًا مائعًا بعد ذلك تجعل منه الأهرام عنوانًا رئيسيًّا على طريقتها التعبيرية الفضيحة، تنسب إليه- أي شرف- مطالبته بالدستور أولاً.



لم يعد الكلام الآن مجديًا عن تجاوز الجمل أو شرف حدود المنصب وإدلائهما بتصريحات سياسية لا تجوز أن تصدر ممن يجب أن يحفظ حقَّ الشعب، وينزل على إرادته، بل يرعاها ويدافع عنها ويموت في سبيل تحقيقها وعدم الالتفاف عليها.



لم يعد الكلام مجديًا عن واجبات الحكومة المؤقتة ومحدودية دورها في تسيير الأعمال، وعدم السماح لأعضائها بالترشح في أول انتخابات برلمانية أو رئاسية قادمة.



فالتسريبات المقصودة أوضحت أن شرف يسير خلف جمله للأسف، وهناك مَن يقول أن شرف قد أبدى رغبته ويجهز نفسه للترشح لرئاسة الجمهورية!



إلى هنا لا نجد قيمة للكلمات أو التعليقات؛ لأننا نثق في أن الشعب الذي خلع الطاغية المستبد لن يقف أمامه جمل أو غيره إذا أصرَّ على دهس إرادته والقفز فوقها.



ولكن ما يثير العجب كل العجب ويجعلنا نردد مع ابن سودون المصري:

عجبٌ عجبٌ... عجبٌ عجبُ

ليس قيادة الجمل صاحبه، ولكن ظهور قدرات جديدة للجمل لم تكن معروفة عنه!



فما حدث من الجمل في حقِّ المجاهد الكبير والصحفي البطل محمد عبد القدوس من منعه دخول مجلس الشعب، جريمة كبرى في حقِّ الوطن قبل أن تكون في حقِّ عبد القدوس.



إن محمد عبد القدوس رمز مصري بل رمز عالمي لكلِّ حر نصير للضعفاء، يشْرُف بمقابلة الكبراء والعظماء، أما أن يرفض الجمل مقابلته ويمنع دخوله مجلس الشعب فذلك يزيد في قدره، ويحط من قدر الجمل، ويجعله للأسف في خانة مَن لا يعرفون قدر الرجال والثوار، وللأسف أيضًا في خانة مَن يرفسون!!!


جمال عبد الغفار بدوي

د/احمد
2011-06-28, 11:57 PM
عجبٌ عجبٌ... عجبٌ عجبُ

pppopppopppo

عمرسليم
2011-06-29, 05:11 AM
وانا اؤيد خلع الجمل ونريد رفع قضية خلع انا هتجنن من تصريحاته مستفزة بطريقة جنونية