المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متن القصيدة النونية



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7]

الهزبر
2008-08-03, 11:58 PM
السلام عليكم



ماذا الذي أضحى له متجددا=حتى تمكن فانطقوا ببيان
والرب ليس معطلا عن فعله=بل كل يوم ربنا في شان
والأمر والتكوين وصف كماله=قدما فذا ووجوده سيان
وتخلف التأثير بعد تمام مو=جبه محال ليس في الإمكان
والله ربي لم يزل ذا قدرة=ومشيئة ويليهما وصفان
العلم مع وصف الحياة وهذه=أوصاف ذات الخالق المنان
وبها تمام الفعل ليس بدونها=فعل يتم بواضح البرهان
فلأي شيء قد تأخر فعله=مع موجب قد تمّ بالأركان
ما كان ممتنعا عليه الفعل بل=ما زال فعل الله ذا إمكان
والله عاب المشركين بأنهم=عبدوا الحجارة في رضا الشيطان
ونعى عليهم كونها ليست بخا=لقة وليست ذات نطق بيان
فأبان أن العقل والتكليم من=أوثانهم لا شك مفقودان
وإذا هما فقدا فما مسلوبها=بإله حق هو ذو بطلان
والله فهو إله حق دائما=أفعنه ذا الوصفان مسلوبان
أزلا وليس لفقدها من غاية=هذا المحال وأعظم البطلان
إن كان رب العرش حقا لم يزل=أبدا إله الحق ذا سلطان
فكذاك أيضا لم يزل متكلما=بل فاعلا ما شاء ذا إحسان
والله ما في العقل ما يقضي لذا=بالرد والإبطال والنكران
بل ليس في المعقول غير ثبوته=للخالق الأزلي ذي الإحسان

الهزبر
2008-08-04, 12:02 AM
السلام عليكم



هذا وما دون المهيمن حادث=ليس القديم سواه في الأكوان
والله سابق كل شيء غيره=ما ربنا والخلق مقترنان
والله كان وليس شيءغيره=سبحانه جل العظيم الشان
لسنا نقول كما يقول الملحد الـ=زنديق صاحب منطق اليونان
بدوام هذا العام المشهود والـ=أرواح في أزل وليس بفان
هذي مقالات الملحدة الألى=كفروا بخالق هذه الأكوان
وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا=للمسلمين فقال بالإمكان
لكنه الأزلي ليس بمحدث=ما كان معدوما ولا هو فان
وأتى بصلح بين طائفتين بينهما=الحروب وما هما سلمان
أنى يكون المسلمون وشيعة الـ=يونان صلحا قط في الإيمان
والسيف بين الأنبياء وبينهم=والحرب بينهم فحرب عوان
وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر= يح بصارم منه وسل لسان
وأتى إلى الإسلام يهدم أصله=من أسه و قواعد البنيان
عمر المدارس للفلاسفة الألى=كفروا بدين الله والقرآن
وأتى إلى أوقاف أهل الدين=ينقلها إليهم فعل ذي أضغان
وأراد تحويل الإشارات التي=هي لابن سينا موضع الفرقان
وأراد تحويل الشريعة بالنوا=ميس التي كانت لذي اليونان
لكنه علم اللعين بأن ها=ذا ليس في المقدور والإمكان
إلا إذا قتل الخليفة والقضا=ة وسائر الفقهاء في البلدان

الهزبر
2008-08-05, 01:51 AM
السلام عليكم



فسعى لذلك وساعد المقدور=بالأمر الذي هو حكمة الرحمن
فأشار أن يضع التتار سيوفهم=في عسكر الإيمان والقرآن
لكنهم يبقون أهل مصانع الد=نيا لأجل مصالح الأبدان
فغدا على سيف التتار الألف في=مثل لها مضروبة بوزان
وكذا ثمان مئينهما في ألفها=مضروبة بالعد والحسبان
حتى بكى الإسلام أعداه اليهود=كذا المجوس وعابد الصلبان
فشفى اللعين النفس من حزب الر=سول وعسكر الإيمان والقرآن
وبوده لو كان في أحد وقد=شهد الوقيعة مع أبي سفيان
لأقر أعينهم وأوفى نذره=أو أن يرى متمزق اللحمان
وشواهد الأحداث ظاهرة على=ذا العالم المخلوق بالبرهان
وأدلة التوحيد تشهد كلها=بحدوث كل ما سوى الرحمن
لو كان غير الله جل جلاله=معه قديما كان ربا ثان
إذ كان عن رب العلى مستغنيا=فيكون حينئذ لنا ربان
والرب باستقلاله متوحد=أفممكن أن يستقل اثنان
لو كان ذاك تنافيا وتساقطا=فإذا هما عدمان ممتنعان
والقهر والتوحيد يشهد منهما=كل لصاحبه هما عدلان
ولذلك اقترنا جميعا في صفا=ت الله فانظر ذاك في القرآن
فالواحد القهار حقا ليس في الإ=مكان أن تحظى به ذاتان

الهزبر
2008-08-05, 01:53 AM
السلام عليكم

فصل: في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه




فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل=قلنا صدقتم وهو ذو إمكان
كتسلسل التأثير في مستقبل=هل بين ذلك قط من فرقان
والله ما افترقا لذي عقل ولا=نقل ولا نظر ولا برهان
في سلب إمكان ولا في ضده=هذي العقول ونحن ذو أذهان
فليأت بالفرقان من هو فارق=فرقا يبين لصالح الأذهان
وكذاك سوى الجهم بينهما كـ=ذا العلاف في الإنكار والبطلان
ولأجل ذا حكما بحكم باطل=قطعا على الجنات والنيران
فالجهم أفنى الذات والعلاف=للحركات أفنى قاله الثوران
وأبو علي وابنه والأشعري=وبعده ابن الطيب الرباني
وجميع أرباب الكلام الباطل ال=مذموم عند أئمة الإيمان
فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل=حق وفي أزل بلا إمكان
قالوا لأجل تناقض الأزلي وال=أحداث ما هذان يجتمعان
لكن دوام الفعل في مستقبل=ما فيه محذور من النكران
فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق تر= ويجا على العوران والعميان

الهزبر
2008-08-06, 11:49 PM
السلام عليكم



ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو=أزل لذي ذهن ولا أعيان
بل كل فرد فهو مسبوق بفرد=قلبه أبدا بلا حسبان
ونظير هذا كل فرد فهو ملحـ=ـوق بفرد بعده حكمان
النوع والآحاد مسبوق وملحـ=ـوق وكل فهو منها فان
والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا=يفنى كذلك أولا ببيان
وتعاقب الآنات أمر ثابت=في الذهن وهو كذاك في الأعيان
فإذا أبيتم ذا وقلتم أول الـ=ـآنات مفتتح بلا نكران
ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى=إلا بسلب وجوده الحقاني
فيقال ما تعنون بالآنات هل=تعنون مدة هذه الأزمان
من حين إحداث السموات العلى=والأرض والأفلاك والقمران
ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن=من قبلها شيء من الأكوان
هل جاءكم في ذاك من أثر ومن=نص ومن نظر ومن برهان
هذا الكتاب وهذه الآثار والمعـ=ـقول في الفطرات والأذهان
إنا نحاكمكم إلى ما شئتمو=منها فكل الحق في تبيان
أوليس خلق الكون في الأيام كا=ن وذاك مأخوذ من القرآن
أوليس ذلكم الزمان بمدة=لحدوث شيء وهو عين زمان
فحقيقة الأزمان نسبة حادث=لسواه تلك حقيقة الأزمان
واذكر حديث السبق للتقدير والتو=قيت قبل جميع ذي الأعيان

الهزبر
2008-08-06, 11:52 PM
السلام عليكم



خمسين ألفا من سنين عدها المخـ=ـتار سابقة لذي الأكوان
هذا وعرش الرب فوق الماء من=قبل السنين بمدة وزمان
والناس مختلفون في القلم الذي=كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده=قولان عند أبي العلا الهمداني
والحق أن العرش قبل لأنه=قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت=إيجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال اكتب كذا=فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا إلى=يوم المعاد بقدرة الرحمن
أفكان رب العرش جل جلاله=من قبل ذا عجز وذا نقصان
أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقـ=ـدور له أبدا وذو إمكان
فلئن سئلت وقلت ما هذا الذي=أداهم لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه=سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم لما أسسوا=أصل الكلام عموا عن القرآن
وعن الحديث ومقتضى المعقول بل=عن فطرة الرحمن والبرهان
وبنوا قواعدهم عليه فقادهم=قسرا إلى التعطيل والبطلان
نفي القيام لكل أمر حادث=بالرب خوف تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم=إثبات صانع هذه الأكوان
إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا=دثة فلا تنفك عن حدثان

الهزبر
2008-08-06, 11:55 PM
السلام عليكم



فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن=لحدوثها إذ ذاك من برهان
فلأجل ذا قالوا التسلسل باطلا=والجسم لا يخلو عن الحدثان
فيصح حينئذ حدوث الجسم من=هذا الدليل بواضح البرهان
هذي نهايات لإقدام الورى=في ذا المقام الضيق الأعطان
فمن ذا الذي يأتي بفتح بين=ينجي الورى من غمرة الحيران
فالله يجزيه الذي هو أهله=من جنة المأوى مع الرضوان
فاسمع إذا وافهم فذاك معطل=ومشبه وهداك ذو الغفران
هذا الدليل هو الذي أرداهم=بل هد كل قواعد القرآن
وهو الدليل الباطل المردود عند=أئمة التحقيق والعرفان
ما زال أمر الناس معتدلا إلى=أن دار في الأوراق والأذهان
وتمكنت أجزاؤه بقلوبهم=فأتت لوازمه إلى الإيمان
رفعت قواعده وتحت أساسه=فهوى البناء وخر للأركان
وجنوا على الإسلام كل جناية=إذ سلطوا الأعداء بالعدوان
حملوا بأسلحة المحال فخانهم=ذاك السلاح فما اشتفوا بطعان
وأتى العدو إلى سلاحهم فقا=تلهم به في غيبة الفرسان
يا محنة الإسلام والقرآن من=جهل الصديق وبغي ذي طغيان

الهزبر
2008-08-06, 11:57 PM
السلام عليكم



والله لولا الله ناصر دينه=وكتابه بالحق والبرهان
لتخطفت أعداؤنا أرواحنا=ولقطعت منا عرى الإيمان
أيكون حقا ذا الدليل وما اهتدى=خير القرون له محال ذان
وفقتمو للحق إذ حرموه في=أصل اليقين ومقعد العرفان
وهديتمونا للذي لم يهتدوا=أبدا به وا شدة الحرمان
ودخلتم للحق من باب وما=دخلوه واعجبا لذا الخذلان
وسلكتم طرق الهدى والعلم دو=ن القوم عجبا لذا البهتان
وعرفتم الرحمن بالأجسام=والأعراض والحركات والألوان
وهم فما عرفوه منها بل من=الآيات وهي فغير ذي برهان
الله أكبر أنتم أو هم على=حق وفي غي وفي خسران
دع ذا أليس انه قد أبدى لنا=حق الأدلة وهي في القرآن
متنوعات صرفت وتظاهرت=في كل وجه فهي ذو أفنان
معلومة للعقل أو مشهودة=للحس أو في فطرة الرحمن
أسمعتم لدليلكم في بعضها=خبرا أو احسستم له ببيان
أيكون أصل الدين ما تم الهدى=إلا به وبه قوى الإيمان
وسواه ليس بموجب من لم يحط=علما به لم ينج من كفران
والله ثم رسوله قد بينا=طرق الهدى في غاية التبيان
فلأي شيء أعرضا عنه ولم=نسمعه في أثر ولا قرآن

الهزبر
2008-08-11, 01:17 AM
السلام عليكم



لكن أتانا بعد خير قروننا=بظهور أحداث من الشيطان
وعلى لسان الجهم جاؤا حزبه=من كل صاحب بدعة حيران
ولذلك اشتد النكير عليهم=من سائر العلماء في البلدان
صاحوا بهم من كل قطر بل رموا=في إثرهم بثواقب الشهبان
عرفوا الذي يفضي إليه قولهم=ودليلهم بحقيقة العرفان
وأخو الجهالة في خفارة جهله=والجهل قد ينجي من الكفران