المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحالف هش ومرحلى



ابوالسعودمحمود
2011-08-08, 01:52 AM
تحالف الصوفية والليبراليين "هش" و"مرحلي" بين أطراف لا تمتلك الشعبية


http://www.almesryoon.com/images/%D8%AD%D8%B2%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B 1.jpg
كتب مصطفي علي وعلي عبد العال (المصريون): | 08-08-2011 02:04

جاء الإعلان عن التحالف بين بعض الطرق الصوفية وقوى يسارية وقبطية وليبرالية لمواجهة الإسلاميين ردا على الصعود المتنامي للإسلاميين، بعد أسبوع واحد من مليونية "الإرادة الشعبية" التي شهدت مشاركة قياسية في أعداد المتظاهرين منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك، وهو ما أثار انتقادات في أوساط الإسلاميين، خاصة للتيار الليبرالي الذي دأب على انتقاده لخلط الدين بالسياسية.

ووصف الدكتور يسري حماد، المتحدث باسم "النور،" هذا التحالف الوليد بأنه "تحالف مرحلي ومنطقي جدا"، وأنه تحالف "بين بعض رموز التيار الليبرالي الرافض لمنهج الكتاب والسنة، المطالب بفصل الدين عن حياة الناس (...) وبين علاء أبو العزايم الذي يطمح لمنصب رئيس مشيخة الطرق الصوفية والمعروف بعلاقته ببعض القادة العرب أمثال القذافي".

ووضع هذا التحالف في إطار سعي رموز التيار الليبرالي للبحث بكافة السبل والوسائل عن تحالفات مرحلية تحقق "بعض الشعبية التي أيقنوا أنها غير موجودة بالمرة بين فئات الشعب المصري"، في حين قال إن أبو العزايم يطمح من أن "يلفت الأنظار إليه، ويحقق لنفسه بعض الشعبية المفقودة تطلعا لمنصب رئيس مشيخة الطرق الصوفية، عن طريق تكرار إقحام نفسه بلا مبررات ضد التيار الإسلامي".

وقال حماد إن رموز التيار الليبرالي لا تحظى بأرضية جماهيرية وليس لها تواجد سوى ببعض "الأبواق الإعلامية" المملوكة لشخصيات تنتمي لنفس المدرسة الرافضة للتدين، موضحًا أن أسلوبهم الرافض للآخر يفقدهم تعاطفًا بين أولئك الذين تأثروا بكثرة الظهور الإعلامي وسط تغييب للفكر الآخر.

وأشار المتحدث باسم "النور" إلى أن الحزب أرسل رسالات واضحة للطرفين "أننا لن نعمل على وأد هذا التحالف الهش، لأننا على يقين أنه تحالف بين أشخاص طامحة للتواجد وليس بين كيانات تعمل من أجل أمن مصر واستقرارها".

وأضاف: "نحن نوقن بأن السواد الأغلب من بسطاء الصوفية لن ينصاعوا لهذه الدعوة الشخصية المشبوهة".

ودعا الطرفين المتحالفين إلى الالتزام أدب الحوار والخلاف "حيث لا حظنا استخدام ألفاظ تفرق ولا تجمع، تهدم ولا تبني"، مطالبًا إياهم بتغليب المصلحة العامة للبلاد على النظرة الحزبية الضيقة وألا يكونوا أدوات لبث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وكان أكثر من 30 قوة ليبرالية ويسارية وحركات اجتماعية وقبطية وصوفية دشنت تحالفا بينهم للتأكيد علي مدنية الدولة خلال مؤتمر صحفي أعلنت فيه تفاصيل وقائع جمعة "مصر المدنية" المقررة يوم الجمعة المقبل تحت شعار: "معا في حب مصر الثورة".

وقال البيان الصادر عن اللجنة الإعلامية التنسيقية، إن مظاهرة الجمعة القادمة تأتى للتأكيد على مدنية مصر وتحقيق أهداف الثورة المصرية البيضاء التي قامت على مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية لتحسين أوضاع المواطنين وإعلاء قيم حقوق الإنسان، وتشريع قانون لتجريم التمييز والعمل على تفعيل سيادة القانون ووضع دستور مدني تتفق عليه كل أطياف الشعب المصري دون تمييز بما يضمن الحريات العامة والخاصة، ويتوافق مع رؤية وثيقة الأزهر الشريف والتي وجدت قبولا من كافة التيارات الوطنية لما تضمنته من بنود لتعزيز الديمقراطية والتعددية وقبول الآخر.

واعتبر "التيار السلفي"، ان هذا التحالف لا هدف له إلا مواجهة القوي الإسلامية، مؤكدا أن ضم الصوفية لهذا التحالف هدفه الاستفادة من أعدادهم الكبيرة في مختلف أنحاء الجمهورية والعمل علي تأمين مشاركة كم كبير منهم في الجمعة القادمة لافتا إلي تعاطي الصوفية في مصر مع هذه الدعوة محل شك كبير.

وقال الدكتور خالد سعيد الأمين العام لـ "الجبهة السلفية في مصر"، إن الجمعة القادمة تحاصرها أسباب الفشل، لاسيما أن الدعوة لمشاركة الصوفيين فيها جاءت من خلف ظهر المجلس الأعلى للطرق الصوفية، حيث دعا إليها علاء أبو العزايم والذي لا يحظى بالقبول حتى بين أبناء الطريقة العزمية "الذين يعتبرونه عرابا للاختراق الشيعي للطرق الصوفية المصرية".

ولفت إلى أن موقف الصوفية التقليدي المتحفظ على الانخراط في الحياة السياسية سيلعب الدور الأهم في مقاطعة الصوفيين لهم، منتقدا بشدة تودد الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة والتيارات الليبرالية للصوفيين في وقت يزعمون فيه رفضهم لخلط الدين بالسياسة رغم أنهم يسعون حاليا لمناقضة مبادئهم.

وقال إن هذه التيارات تدرك حجمها في الشارع المصري ومن ثم فقد سعت إلي خطب ود الطرق الصوفية علها تنجح في إظهارهم في مظهر من يملك شعبية تقترب من شعيبة الإسلاميين.

لكنه رجح إلا تتجاوز أعداد المشاركين في الوقفة المزمعة عدة الآلف فهي لن تصل إلى المليونية أبدا بل أنها لا تزيد على كونها غزوة أحزاب جديدة، بحسب تعبيره.

من جانبه، اعتبر المهندس عاصم عبدا لماجد المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية" ان الدعوة لمليونية من قبل الصوفيين والليبراليين حق كفله الدستور لهذه القوى.

وأعرب عن ترحيب الجماعة بأي تظاهرات كبيرة ولكن دون أن تهدد هذه التظاهرات الاستقرار أو تخلق مواجهات بين الشعب والجيش والمساس بمرافق الدولة أو مصالح المواطنين.

وطالب عبد الماجد بضرورة فض التظاهرة فورا نهايتها وعدم الاعتصام في ميدان التحرير حتى لا تستغل مثل هذه المظاهرات من قبل فلول النظام السابق لإشاعة أجواء الاضطراب والبلبلة.