تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النفاق هدم من الداخل ....



أمـــة الله
2008-07-14, 06:33 PM
النفاق هدم من الداخل

--------------------------------------------------------------------------------

أخوتي الكرام الناس في الحياة على أصناف ثلاثة
إما مؤمن...... و إما كافر .......وإما منافق

فأما الكافر فهو معلن بكفره و عداوته و نحن نعرفه فنحذره

وأما المنافق فخطره على الأمة عظيم
فهو يتظاهر أمامك بالإيمان ، ولكنه يبطن الشر والكفر ، وقد تظنه مؤمنا ، فتطلعه على أسرارك ،

فيتخذها سلاحا لطعن الدين إذ يقوم بعمليات الهدم الشنيع من الداخل، بينما صاحبه آمن لا تراقبه العيون ولا تحسب حسابًا لمكره ومكايده،
إذ يتسمى بأسماء المسلمين ويظهر بمظاهرهم ويتكلم بألسنتهم

فعداوة المنافقين للإسلام وأهله هي أشد ضرراً وأكثر خطراً على الإسلام والمسلمين من الكفار الواضحين.
ذلك لأنهم الأعداء ولكن في صورة أصدقاء، ولقد حذر الله نبيه من المنافقين وأمره بأن يحذر منهم وبين له حقيقتهم ........
فقال له﴿هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنفقون:4]

و المنافق لا يهدم في الأمة فقط و لكنه يهدم نفسه من الداخل

فمثله كمثل بيت جميل و رائع من الخارج و هو من الداخل مليء بالسوس الذي ينخر فيه
فتراه مع أي هزة أو ضربة يتهدم كليا
وإذا نظرت إلى النفاق نظرة فاحصة لوجدته طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد،
وطمع بالمنافع الدنيوية العاجلة، وجحود للحق، وكذب.. ولك أن تتخيل ما ينتج عن خليط كهذا!!

تعريف النفاق
النفاق هو ضرب من الكذب والخداع والمكر والغش والرياء، وفيه يظهر المرء خلاف ما يبطن،
أي إظهار المرء خلافاً لما هو عليه في داخله، فهو يكتم أو يخفي شيئاً ويُظهر شيئاً آخر، فينطوي موقفه على شيء من النفاق،

بواعث النفاق

قال ابن القيم: "الحامل لهم على النفاق طلب العزّ والجاه بين الطائفتين، فيرضوا المؤمنين ليعزّوهم،
ويرضوا الكفار ليعزّوهم أيضا. ومن ها هنا دخل عليهم البلاء؛ فإنهم أرادوا العزّتين من الطائفتين، ولم يكن لهم غرض
في الإيمان والإسلام ولا طاعة الله ورسوله، بل كان ميلهم وصَغْوهم ووجهتهم إلى الكفار، فقوبلوا على ذلك بأعظم الذّل
وهو أن جعلَ مستقرّهم في أسفل السافلين تحت الكفار"
.
كما قال الله عزو جل ((مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)) التوبة143


. أقسام النفاق:

ذكر كثير من أهل العلم أن النفاق قسمان:

النفاق الاعتقادي:

ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن:يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. وهو المخرج من الملة، وينعقد قلب صاحبه على الكفر والبغض للإسلام،
قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم،
وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار ، قال الله تعالى:
(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).(النساء:145).

النفاق العملي :

وهو اختلاف السر والعلانية في الواجبات، ويرتبط ببعض الأعمال التي يظهر فيها ما لا يبطن مع صحة
إسلامه وسلامة معتقده، وإذن فهو نفاق لا يخرج من الملة
وأبرز خصاله: الكذب في الحديث، والخلف في الوعد، وخيانة الأمانة، والفجر في الخصومة
كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا".

صفات المنافقين :

إن للمنافقين صفات كثيرة نشير إليها مجرد إشارات مختصرة، وإلا فإن التفصيل
يحتاج إلى مؤلفات تفضح ما هم عليه ومن هذه الصفات:

أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[البقرة:8].

أنهم يخادعون المؤمنين: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[البقرة:9].
3- يفسدون في الأرض بالقول والفعل: (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)[البقرة:12].

يحلفون كذبًا ليستروا جرائمهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[المنافقون:2].

تدبير المؤامرات ضد المسلمين أو المشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام،
بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما أوقع كثيرًا من المجاهدين في قبضة الكافرين والأعداء إلا تآمر هؤلاء المنافقين في فلسطين،
في الشيشان، وغيرهما.

هكذا حال المنافقين، فهم حين لا يقبلون حكم الله ورسوله، ويفتضح نفاقهم، يأتون بأعذار كاذبة ملفقة،
ويحلفون الأيمان لتبرئة أنفسهم، ويقولون: إننا لم نرد مخالفة الرسول في أحكامه، وإنما أردنا التوفيق والمصالحة،
وأردنا الإحسان لكل من الفريقين المتخاصمين. ومن عجيب أمرهم في ذلك أنهم إذا وجدوا الحكم لصالحهم قبلوه، وإن يك عليهم يعرضوا عنه،
كما أخبر الله بذلك حيث قال: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ

وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ *
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[النور:47-50].

10- ومن صفاتهم الخبيثة طعنهم في المؤمنين وتشكيكهم في نوايا الطائعين: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:79].
فهم لا يعرفون الإخلاص، وما تحققت في قلوبهم العبودية لله، فظنوا أن المؤمنين كالمنافقين ،
لا يفعلون طاعة إلا لغرض دنيوي،

...يُتبع

د محمد قاسم
2008-07-14, 07:34 PM
الحق أقول يا أختي نورا أنك قلم المنتدى

مواضيع هادفة ونشاط كبير جعله الله في موازين حسناتك

أمـــة الله
2008-07-14, 08:10 PM
الحق أقول يا أختي نورا أنك قلم المنتدى
مواضيع هادفة ونشاط كبير جعله الله في موازين حسناتك
بارك الله فيك أخي الكريم شعاع وجزاكم الله خير الجزاء على الإشادة
اشكرك اخي الفاضل أن شاء الله اكن دائما عند حسن ظن الجميع
نسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ...آآآآمين..
تشرفت بمرورك الطيب والكريم أخي شعاع

أمـــة الله
2008-09-25, 05:01 PM
أكمل بعون الله نقل صفات المنافق واليوم الحديث عن :
النفاق العملي

الخيانة والكذب والغدر والفجور من علامات المنافق ، كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري ومسلم .

وهي علامات تدل على مدى انحطاط المنافق في أخلاقه ، فهو غير صادق مع نفسه ، غير صادق مع من يعامله من الناس ، ولعل سبب تسمية النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأخلاق نفاقا ، هو أن صاحبها يشبه أهل النفاق في إظهار خلاف ما يبطن ، فهو يدعي الصدق وهو يعلم أنه كاذب ، ويدعي الأمانة وهو يعلم أنه خائن ،

ويدعي المحافظة على العهد وهو غادر به ، ويرمي خصومه بالافتراءات وهو يعلم أنه فاجر فيها ، فأخلاقه كلها مبنية على التدليس والخداع ، ويخشى على من كانت هذه حاله أن يبتلى بالنفاق الأكبر ، ذلك أن النفاق العملي - وإن كان من جملة الذنوب التي لا تخرج العبد من الملة - إلا أنه إذا استحكم بالعبد وحوَّل سلوكه إلى حالة من الخداع والتلون المستمر ،

فربما بلغ به إلى معاملة ربه بما يعامل به خلقه ، فينزع من قلبه الإيمان ويبدله نفاقاً ، عقوبة منه وزجراً ، قال تعالى: { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون }(التوبة: 75-77 )

لهذا كان الصحابة من أشدِّ الناس حرصاً وأعظمهم بعداً عن هذه الأخلاق خشية أن يشملهم ذلك الوصف المشين ،
فعن ابن أبي مليكة رحمه الله قال : " أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه " . ويذكر عن الحسن قوله عن النفاق : " ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق " . وقال إبراهيم التيمي : " ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا " .

هذا هو النفاق العملي ، وهذه هي أخطاره ، فهو يقضي على الروابط الاجتماعية الصادقة ، ويدير دفة العلاقات العامة على بوصلة الخداع والتلبيس والغش ، فتنعدم الثقة بين الناس ، وتنحسر المودة في تعاملاتهم ، ويسود الحذر والحيطة بل والشك والريبة لتحل محل الثقة والأمانة ،

وقد انتشرت - للأسف - تلك الأخلاق السيئة انتشاراً عظيما ، حتى قال الحسن البصري رحمه الله : " لو كان للمنافقين أذناب لضاقت بكم الطرق " ، وهذا قاله في زمنه زمن التابعين فكيف لو رأى زماننا.

..........يُتبع

التوحيد
2008-09-26, 12:12 AM
سبحان الله
كنت أفكر اليوم قبل أن أقرأ موضوعك الرائع أن أكتب موضوع عن النفاق,لكن للأسف سبقتيني :36_1_4: , دائما تسبيقيننا أختي الفاضلة .

بارك الله فيك

أمـــة الله
2008-10-07, 05:45 PM
سبحان الله
كنت أفكر اليوم قبل أن أقرأ موضوعك الرائع أن أكتب موضوع عن النفاق,لكن للأسف سبقتيني :36_1_4: , دائما تسبيقيننا أختي الفاضلة .
بارك الله فيك
لا فرق بيننا أخي الكريم التوحيد هدفنا واحد بإذن الله رضا الله عز وجل ونصرة الإسلام
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
بارك الله فيك وجزاك الله الجنة
مشكور على المرور الطيب أخي الكريم