المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تمكر.. فيمكر بك



الصفحات : [1] 2

أمـــة الله
2008-07-19, 12:39 PM
لا تمكر.. فيمكر بك


بعض الناس يعيش في هذه الحياة يتعامل مع الناس بالمكر، يمكر مع زوجته، يمكر مع أصحابه، يمكر مع مديره وزميله في العمل، يمكر مع جيرانه ومن حوله، وربما رأى مكره يخيل على الخلق فيتعامل كذلك مع الخالق ظنا منه أن مكره يخيل على بره كما خال على الناس، وهذا ولوج في باب هلاك، وسلوك في وادي عطَب، وعدم علم بالله وجهل بعظيم مكره واستدراجه لأهل المكر والخديعة.


يقول الله تعالى: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)(فاطر: من الآية43)،
ويقول: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(لأنفال: من الآية30)،


ويقول: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)،
ويقول أيضا: (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(النمل:50)
ويقول المصطفى الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم: " المكر والخديعة والخيانة في النار"(رواه الحاكم وصححه الألباني).



يقول الشيخ محمد حسين يعقوب في كتابه "أصول الوصول إلى الله تعالى"بعد أن ذكر هذه الآيات وأمثالها: "إن التأمل في هذه الآيات ومعاودة قراءتها
بتأن وتدبر يغرس في القلب الخوف من المكر، فها هي عاقبة المكر تراها واضحة أمامك في الآيات وكأن الآيات تقول لك : إياك أن تمكر .. إياك."اهـ"


شخص يتحايل على أكل الربا، وأخذ الرشا، وأكل أموال الناس بالباطل
وهو يعلم أنه حرام ثم ترى المسبحة لا تفارق يده أو درج مكتبه، وربما يتصدق بنذر من هذا الحرام يظن أنه يرضي به ربه... بمن تمكر؟
وستجد من يشكو قسوة قلبه.. ثم يذهب ليشاهد المواقع الخليعة ويشتري الاسطوانات البائسة
ويؤجر الأفلام من محلات الفيديو.. ثم يزعم أنه يريد أن يلين قلبه من قسوته، سبحان الله!! من تخادع؟



كم من مريد للتوبة أو مدع لإرادتها وهو يحتفظ بكل ذكريات المعصية.. صور الفتاة التي كان يغازلها أو يخادعها وخطاباتها.. فربما احتاج يوما إليها.
اسطوانات المقاطع وأشرطة الأفلام مازالت موجودة عنده.. فلعله حن يوما إليها .
شرائط الأغاني والموسيقى مازالت عنده.. فمن يدري ربما بحث يوما فلا يجد مثلها.
بالله عليك ألا تعلم أن الله عالم بسرك ونجواك، ويراقب خلجات قلبك وأسرار نفسك؟


وأعظم من ذلك أن تُوغِل في المعاصي ثم تتزلف ببعض الطاعات تظن أن هذا مقابل ذاك
وهذه بتلك، وأن الحسنات يذهبن السيئات؛ فتحتال ببعض العلم على التجرؤ على المعصية وأنت تعلم أنك مخادع .


يقول ابن الجوزي رحمه الله في مثل أولئك:"ومن أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم، الإصرار على الذنب، ثم يصانع صاحبه باستغفار، وصلاة، وتعبد، وعنده أن المصانعة تنفع. وأعظم الخلق اغتراراً، من أتى ما يكرهه الله، وطلب منه ما يحبه هو، كما روي في الحديث: "والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني".


ثم بيّن ـ رحمه الله ـ أن ذلك نوع مكر فقال: "تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات، والله إن هذا لمكر".(اهـ من صيد الخاطر).


احذر ثارات المعاصي لكن بمن تمكر، ومن تخادع؟ أما تخاف عقوبة المعاصي، وثارات الذنوب
وعواقب القبائح؟ أم غرك إمهال الله لك؟.. فاحذر فقد يكون ذلك مكرا، فكم من مغرور بإمهال العصاة لم يمهل.


يقول ابن الجوزي رحمه الله: "الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي، فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة ثم فجأت، وربما جاءت مستعجلة"
فـ"قد تبغت العقوبات، وقد يؤخرها الحلم.. والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة، فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل؟".


إن بعض الناس يغتر بطول ستر الله له، وبتأخر العقوبة على الذنب، أو بتتابع نعم الله عليه، ودوام العافية بسلامة المال والبدن، فيظن أنه مغفول عنه أو أنه مسامح، وما يدري أن العقوبة بالمرصاد وأنها ـ وإن تأخرت ـ لابد آتية.. ومن تأمل أفعال الباري سبحانه، رآها على قانون العدل، وشاهد الجزاء مرصداً، ولو بعد حين.. فلا ينبغي أن يغتر مسامح، فالجزاء قد يتأخر.


عقوبات معجلةولا يخلو العاصي من عقوبة معجلة قبل المؤجلة ـ إن فاتت التوبة ـ ولكن المذنب لا يحس لضعف البصيرة وقلة الفكر أو موات القلب، وهذه أيضا من العقوبات.. ومن جميل ما جاء في صيد الخاطر قول مؤلفه: "فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنباً،وهو معنى قوله تعالى: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)، وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة.
وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.


وربما كان العقاب العاجل معنوياً كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟.


فمن تأمل هذا الجنس من المعاقبة وجده بالمرصاد، حتى قال وهب بن الورد وقد سئل: أيجد لذة الطاعة من يعصي؟ فقال: ولا من هم.
فرب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته، أو لسانه فحرمه الله صفاء قلبه
أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره، وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك.


وهذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفس، وأرباب البصائر ومن رزقهم الله الفهم.. قال الفضيل: إني لأعصي الله عز وجل فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي. وعن عثمان النيسابوري: أنه انقطع شسع نعله في مضيه إلى الجمعة فتعوق لإصلاحه ساعة، ثم قال: ما انقطع إلا لأني ما اغتسلت غسل الجمعة. وقال بعض السلف: تسامحت بلقمة فتناولتها فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف!!. وهذه نتف تدل على ما وراءها.


فالله الله، والبواطنَ البواطن، والنياتِ النيات، فإن عليكم من الله عيناً ناظرة، وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرج، فكونوا على مراقبة
وانظروا في العواقب، واعرفوا عظمة الناهي. واحذروا من نفخة تحتقر، وشررة تستصغر فربما أحرقت بلداً. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



المصدر: الشبكة الإسلامية (http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=144731)

ronya
2008-07-19, 03:06 PM
جزاكِ الله خير الجزاء غاليتي نورا
موضوع قيم جداً جعله الله في ميزان حسناتك

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات اللهم أغفر لنا وارحمنا وتوب علينا
واستر عوراتنا وآمن روعاتنا

تحيتي لك أختي الغالية نورا رزقنا الله واياكم الإخلاص في القول والعمل

أمـــة الله
2008-07-19, 03:42 PM
جزاكِ الله خير الجزاء غاليتي نورا
موضوع قيم جداً جعله الله في ميزان حسناتك
جزانا وإياكم أختي الغالية رانيا وبارك الله لنا فيكِ يا رب

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات اللهم أغفر لنا وارحمنا وتوب علينا
واستر عوراتنا وآمن روعاتنا
تحيتي لك أختي الغالية نورا رزقنا الله واياكم الإخلاص في القول والعمل
اللهمـــم آآآآآآمين
نسال الله الإخلاص في القول والعمل
تشرفت بمرورك الطيب والعطر غاليتي رانيا

عزتي بديني
2008-07-25, 03:35 AM
بارك الله فيك اختي نورا

جزيت خيرا

أمـــة الله
2008-07-27, 07:10 PM
بارك الله فيك اختي نورا
جزيت خيرا
وفيكم بارك الله وجزانا واياكم أختي الحبيبة عزتي بديني
تشرفت بمرورك العطر

فاتن
2009-12-25, 06:32 PM
بعض الناس يعيش في هذه الحياة يتعامل مع الناس بالمكر، يمكر مع زوجته، يمكر مع أصحابه، يمكر مع مديره وزميله في العمل، يمكر مع جيرانه ومن حوله، وربما رأى مكره يخيل على الخلق فيتعامل كذلك مع الخالق ظنا منه أن مكره يخيل على بره كما خال على الناس، وهذا ولوج في باب هلاك، وسلوك في وادي عطَب، وعدم علم بالله وجهل بعظيم مكره واستدراجه لأهل المكر والخديعة.


قال تعالى {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: 227].
فليتقي الله كل شخص يتعامل مع الناس بالمكر وليتوب الى الله قبل فوات الأوان
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [سورة الأحزاب: 58]


أسأل الله الهداية لكل ضال

ذو الفقار
2009-12-25, 06:48 PM
موضوع غاية في الروعة أختي نورا
جزاكِ الله خيراً


وأعظم من ذلك أن تُوغِل في المعاصي ثم تتزلف ببعض الطاعات تظن أن هذا مقابل ذاك، وهذه بتلك، وأن الحسنات يذهبن السيئات؛ فتحتال ببعض العلم على التجرؤ على المعصية وأنت تعلم أنك مخادع .

اللهم لا تعاملنا بما نحن أهل له وعاملنا بما أنت أهل له .

دانة
2009-12-26, 06:53 AM
أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم من كل ذنب عظيم
جزاكِ الله خيرا أختي نورا

أمـــة الله
2011-09-19, 03:43 PM
وجزاكِ الله خير الجزاء أختي دانة وبارك ربي فيكِ
أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق وأن يغفر لنا الذنوب
تشرفت بمروركِ الطيب

Miss Invisible
2011-09-19, 05:13 PM
http://files.fatakat.com/2010/8/1280846639.gif (http://forums.fatakat.com/thread787530)