المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حول الرسول خامات الجاهلية الى عجائب الانسانية



الصفحات : 1 [2]

بنت خويلد
2008-11-19, 11:56 AM
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين
بارك الله فيك يا اخى التوحيد
وجزاك الله كل خير

التوحيد
2008-11-21, 12:23 AM
سعيد بن المسيب سيد التابعين، ما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين سنة، وكان يمضي ثلاثة أيام مسافراً في طلب الحديث الواحد، وغالب جلوسه في المسجد، وكان مرجع الناس في الفتيا وتعبير الرؤيا، مع قيام الليل، والقوة في ذات الله، والغيرة على محارم الله، والصدق والزهد والإنابة، والسخاء والهيبة والعلم الراسخ

الحسن البصري المولى، جاهد في طلب العلم ومعرفة السنة، والصبر على الاشتغال بالأثر، مع ما رُزِقَه من فصاحة ورجاحة وملاحة، فصار كلامه دواء للقلوب، ووعظه حياة للنفوس، وهو في ذلك واحد الناس زهداً وتواضعاً وإنابة وخشية وورعاً واستقامة، حتى رفعه الله في المحل الأسمى، وبوّأه المكان الأعلى.

محمد بن شهاب الزهري حافظ السنَّة، وإمام الناس في الحديث، طلب العلم مع الفقر والحاجة، وصبر وثابر وارتحل إلى العلماء، واعتنى بالحديث فصار أحفظ أهل زمانه، مع فقه ودراية وسخاء حاتمي وكرم سارت به الركبان، فاستحق أن يكون أسمه في دواوين السنة مرموقاً، وفي القلوب منقوشاً.

عامر الشعبي الإمام الجامع للعلوم، كان قديم السلم ، وافر الحلم، كثير العلم، تبحر في السنة، وبرع في الأدب، مع ذهن وقّاد، وقلب ذكي، وفهم ثاقب، حتى صار رسول خليفة عبد الملك إلى ملك الروم لعلمه وفهمه وبديهته، وفصاحته ونبله، وقوة شخصيته، وهو الذي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء وما استودعت قلبي شيئاً فخانني، أي ما نسي علماً ويقول: لو أنشدتكم شهراً كاملاً شعراً ما أعدت بيتاً من غزارة حفظه.

أبو حنيفة الفقيه الكبير، اجتهد في طلب العلم، ورزقه الله فهماً وذهناً خصباً، حتى صار الناس في الفقه عيال عليه، فقعد واستنبط، وصدف عن الدنيا، وأعرض عن المناصب، وفرق من القضاء، واكتفى ببيع البز، مع عبادة وزهد وخشوع وصدق وذكاء منقطع النظير.

مالك بن أنس إمام دار الهجرة، صاحب الموطأ الذي فاق الناس عقلاً، وأنفق عمره في طلب الحديث حتى شهد له سبعون عالماً أنه أهل للفتيا، فصارت تضرب إليه أكباد الإبل، وتشد إليه الرحال، حباه الله بجلاله ووقار مع حسن سمت وجمال مظهر وسلامة مخبر.

شيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيميه سيد العلماء وكبير الفقهاء، جد في الطلب فحاز الرتب، حقق ودقق ووثق، ودرَّس وخطب، وأفلح حتى صار مجدد قرنه، ومصلح زمانه، وترك من التأليف ما يفوق الوصف براعة، وحسناً وأصالة، وعمقاً، فهو حقيقة مضرب المثل للعالم الرباني، العامل بعلمه زهداً وخشية وإنابة وجهاداً وصدقاً وتواضعاً وكرماً وشجاعة وإمامة، وما حصل على هذا الفضل بعد فتح الله وكرمه إلا بصبر وجلد، وسهر وتعب، ومشقة ونصب، لأنه كان ذا همة عارمة، لا تقبل الأدنى، وعزيمة صارمة لا ترضى بالدون؛ فبز علماء عصره، وصار المرجعية الكبرى للفتيا، فهو قصة سارت بها الركبان وأعجوبة قلَّ أن يرى مثلها الزمان.

هؤلاء هم نخبة من تلامذة مدرسة محمد :salla: , فماذا أخرجت الينا مدرسة يسوع.


يتبع باذن الله