المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحدث على إذاعاتنا



أبو ناصر طبنجة
2011-09-18, 11:00 PM
يحدث على "إذاعتنا" !!!
إن مما يتغنى به الغرب في هذا العصر شيءٌ يدعونه بالحرية , ويهتفون متبجحين بأنهم العالم الحر و الأدهى من ذلك خروجهم بمخرج الحريص على الشعوب العربية و العالمية حيث يلقمونهم الحرية بطريقتهم مستدلين عليها بدباباتهم و طائراتهم ثم تحسينها و تصويرها ثم بأصحاب الوكالة عن الغرب حيث يصورونها كأنها المنقذ للبشرية جمعاء من تخبطها .
لا غروَ إذ ذكروني بشوقي و ثعلبه حين قال :
بَرَزَ الثَعــــلَبُ يَومـــــــاً في شِعارِ الواعِظينا
فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ المـــــاكِرينا .... إلى أن قال ...
مُخطِئٌ مَن ظَــنَّ يَومــاً أَنَّ لِلثَعلــَبِ دينـــا.
هذا مع تحفظنا الكبير على كلمة الحرية التي لم و لن يوجد لها تعريف سالم من اعتراض كبير و ما من مثال يضرب للحرية إلا و يعتريه ما يُنكر .
ولست أريد في هذا المقام مناقشة الغرب في معنى الحرية نظرية و تطبيقا ...
و هؤلاء الغرب لا يؤمنون بالقرآن العظيم ولا بالسنة النبوية , فيبقى أنهم لهم وجهتم التي نخالف فيها قلبا و قالبا
و أيضا من غير المستغرب أن يتفوهوا بهذا الكلام, لأنهم لنا أعداء كما قال ربنا جل في علاه في سورة آل عمران 118( قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر) .
لكن العتب و أكبر من العتب أن نرى من بني جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا يقلدونهم ينافحون عنهم حتى لتظن أنهم إنما يدافعون عن الإسلام ,وما حديث الحبيب عليه السلام عنكم ببعيد .
و أشد من ذلك أن يتقولوا على الله ما لا يعلمون لا بل وينسبونه إلا الإسلام .

أبو ناصر طبنجة
2011-09-18, 11:03 PM
القصة بدأت : عندما كنت استمع لإحدى الإذاعات الأردنية ( الراديو ) تتكلم عن وظيفة الدولة في الإسلام
و قد استضافوا لهذا الموضوع اثنين لا أدري ما هما !!! وإن كنت أعرفهما حيث جاؤوا بالعجب العجاب يؤيدهم مقدم البرنامج .
وقد طرحوا بعضا من الشبهات بحجة الحرية , و مع ذلك أن يطرح أحدهم رأيه يبقى على أقل تقدير رأيه الشخصي .
أما أن يطرح أحدهم رأيا عن الدين و هو يخالف الدين من أساسه ثم يدعي أن هذا هو رأي الدين فهذا ما لا نرضاه و لا يجوز السكوت عنه شرعا, أما إفكهم فهو قول أحدهم: أن الدين يدعوا للديمقراطية مستدلا لها بوسطية الإسلام و بمبدأ الشورى الإسلامي و استدل بأن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أعطى الحرية للشعب باختيار الخليفة من بعده مستدلا بتلك الحادثة على أنًّ الشعب هو مصدر السلطة !!!...
لا يا فضيلة الدكتور ما هكذا تورد الإبل يا سعدُ .
إن ما تلكم به هؤلاء لشيءٌ يندى له الجبين , ما أدري أهم علماء سلطان أم علماء جهال أم ...
فأقول لا أظنك يا دكتور أنك تجهل الفرق بين الديمقراطية و بين الشورى و مع ذلك أذكرك (للآية) أن ثمت فرق جوهري بينهما ألا وهو أن الشورى مبدأ إسلامي يطلب في الحاكم من الرعية الرأي و المشورة في أمر من أمور الدنيا أو المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد ليتعرف رأيهم و يختار الأفضل بشرط أن لا يخالف أمر الله تعالى .
و لعل أوضح مثال على ذلك قصة غزوة بدر ( فأشيروا عليًّ أيها الناس ) و الحادثة معروفة لديكم , فلو فرضنا جدلا أن صحابيا تكلم في هذه الغزوة ( و أشار على الرسول عليه السلام بأمر يخالف الإسلام ) و وافقه الصحابة جميعا ... أتظن الرسول عليه السلام سوف ينزل على رأيهم ؟ و بحجة أنهم الأكثرية ؟ أم أن الرسول عليه الصلاة والسلام سوف يتبع أمر الله تعالى و يدع أصحابه كما ترك قبلهم أهله ؟ أتراه يترك أمر الله و يتبع أصحابه بحجة الأكثرية أو أنهم الشعب و هم مصدر السلطات ؟
ثم إن من يستدل بوسطية الإسلام على مشروعية الديمقراطية , فنقول له إن وسطية الإسلام هي الخيرية المذكورة بالقرآن الكريم في سورة آل عمران آية 110 ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ...) لا ما تدعيه و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون الوسطية التي ذكرت من الإسلام .
وسطية الإسلام لا تعني التخلي عن مبادئه و أصوله .
و أخيرا أما استدلالك بفعل الفاروق رضي الله عنه فعجيب إذ كيف يفهم من اختيار الخليفة اختيار التشريع و السلطة والحكم ؟؟؟؟ إنما فعل الفاروق هو لاختيار الذي يرضاه الناس ليحكم فيهم بالقرآن لا ليختار الناس بماذا يحكمون و أظن الفرق أصبح واضح لديكم إن لم يكن كذلك قبل .
ويبقى أن أذكر بما سأل الفاروق على المنبر أصحابه عندما قال كيف بكم إن قلت برأسي للدنيا هكذا ( أي أنه أقبل على الدنيا يريدها ) فقام أحد الصحابة وقال له : لو قلت برأسك هكذا لقلنا بسيوفنا هكذا ( أي لقطعنا عنقك ) وهذا الموقف هو أكثر موقف يريده دعاة الإصلاح في بلدنا وهو أن يحاسب المسئول فتأمل يا رعاك الله.
و ختاما أقول لك إن وظيفة الدولة الإسلام أنها تطبق شرع الله تعالى في الناس بإقامة العدل و نشر الأمن و الأخذ على يد الظالم و نصرة المظلوم.
و لست أريد بمقالتي هذه أن تكون كتابا علميا مدعمة بالأدلة من القرآن و السنة .

دانة
2011-09-19, 07:13 AM
أحشنت أخي الفاضل أحسن الله إليك
أمثال هؤلاء ابتليت الامة الاسلامية بهم وهم سبب انحراف الناس عن شريعة الاسلام ومبادئه
قبل فترة وبالصدفة وانا اقلب القنوات شاهدت رجلا معمما يقول انه من خريجي الازهر على احدى الفضائيات المصرية تحدث بكلام عجيب لا يصح ان يصدر من رجل دين مسلم
يتحدث فيه عن قبور الصالحين وووالخ من كلام لا يصح ان يصدر من مثله
ولا حول ولا قوة إلا بالله

حياك الله أخي الفاضل ومرحبا بك في منتديات البشارة الاسلامية

أبو ناصر طبنجة
2011-09-19, 11:24 PM
حياك الله أخت دانة و أشكرك على الترحيب .
و ما تفضلت به
علينا ألا نستغربه لأن الله تعالى ذكر لنا في القرآن الكريم مثلا لنا لنتعظ و يكون عندنا الوعي الكامل في كيفية التعامل مع هذه الفئة المنحرفة
و حتى تكون عندنا حجة إذا استدل علينا شخص بكون المتكلم عالم فنقول له كونه عالم لا يعني أنه ينطق بالحق و لا يعني بكونه معصوم عن الإنحراف أو الردة أعاذنا الله منهما جميعا و أشكرك على الاهتمام .

أبو جاسم
2011-09-20, 04:48 PM
فأقول لا أظنك يا دكتور أنك تجهل الفرق بين الديمقراطية و بين الشورى و مع ذلك أذكرك (للآية) أن ثمت فرق جوهري بينهما ألا وهو أن الشورى مبدأ إسلامي يطلب في الحاكم من الرعية الرأي و المشورة في أمر من أمور الدنيا أو المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد ليتعرف رأيهم و يختار الأفضل بشرط أن لا يخالف أمر الله تعالى .


جزاكم الله خيراً أخي على هذه النقطة المختصرة التي تبين الفرق الحقيقي بين الشورى الشرعية كمصطلح إسلامي و الذي لا يخرج أبداً عن تعبيد العباد لرب العباد فالحكم هنا أولاً و أخيراً لله و بين الديمقراطية البدعية كمصطلح يجعل الحكم في يد الشعب في كافة المسائل و المجالات لأنه مصدر السلطات و التشريع .

و الله ما استويا و لن يلتقيا ................ حتى تشيب مفارق الغربان

pharmacist
2011-09-20, 07:27 PM
وسطية الإسلام لا تعني التخلي عن مبادئه و أصوله
هذا هو فصل الخطاب

بارك الله فيكم أخينا الفاضل وأحسن إليكم
جعله الله في ميزان حسناتكم

أبو ناصر طبنجة
2011-09-20, 11:23 PM
و جزاكم الله خير و بارك فيكم أخ أبو جاسم و أخت pharmacist