المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإشراقة الثالثة : (الإستغفار)



الصفحات : [1] 2 3

عزتي بديني
2008-08-12, 12:56 AM
الإشراقة الثالثة : (الإستغفار)

http://www.albshara.com/

الأستغفار :

الاستغفار لغة: الاستغفار مصدر قولهم: استَغفَر يستغفر، وهو مأخوذ من مادة (غَ فَ رَ) التي تدل على الستر في الغالب الأعم، فالغَفْر الستر والغفر والغفران بمعنى واحد، يقال: غفر الله ذنبه غفراً ومغفرة وغفراناً[12].
وقال ابن منظور: "أصل الغفر التغطية والستر يقال: اللهم اغفر لنا مغفرةً. واستغفر الله ذنبه على حذف الحرف طلب منه غَفْرةً"[13].
وقال الراغب: "الغفر إلباس ما يصونه عن الدنس"[14].

الاستغفار شرعاً: الاستغفار من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه وهو أيضاً طلب ذلك بالمقال والفعال[15].

شبكة المنبر

http://www.albshara.com/

والاستغفار

طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى باللسان والقلب معا. وشرط قبوله : الإقلاع عن الذنب المستغفر منه . وإلا فالإستغفار باللسان مع التلبس بالذنب كالتلاعب .
أنس أبو داود

http://www.albshara.com/

آيات عن الأستغفار

قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالعَشِيّ وَالإِبْكارِ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 55‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَللْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏19‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إنَّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏106‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لِلَّذينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ خالِدِينَ فِيها وأزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهُ بَصِيرٌ بالعِبادِ، الَّذينَ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بالأسحَارِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏15ـ17‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏33‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذينَ إذَا فَعَلُوا فاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ، وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ‏؟‏ وَلَمْ يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 135‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 110‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏.‏‏.‏‏}‏ الآية ‏[‏هود‏:‏3‏]‏،

وقال تعالى إخباراً عن نوح صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كانَ غَفَّاراً‏}‏ ‏[‏نوح‏:‏ 10‏]‏

وقال تعالى حكاية عن هود صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ‏.‏‏.‏‏}‏ الآية ‏[‏هود‏:‏52‏]‏،

http://www.albshara.com/


وأما الأحاديث الواردة في الاستغفار فلا يمكن استقصاؤها، لكني أُشير إلى أطراف من ذلك‏.‏

1/2/1050 وروينا في صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏سمعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏واللّه إنّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأتُوبُ إلَيهِ فِي اليَوْمِ أكثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّة‏"‏‏.‏‏(2)(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏ "(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏ "(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏ "(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏ "(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏"(‏البخاري ‏(‏6307‏)‏ ، والترمذي ‏(‏3255‏)‏

3/1051 وروينا في صحيح البخاري أيضاً، عن شداد بن أوس رضي اللّه عنه،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سَيِّدُ الاسْتغْفارِ أنْ يقُولَ العَبْدُ‏:‏ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عليَّ وأبُوءُ بِذَنْبي، فاغْفِرْ لي فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ؛ مَنْ قَالَهَا بالنَّهارِ مُوقِناً بِها فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ موقِن بها فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبحَ فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ‏"‏‏.‏‏(3)

وروينا في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏:‏قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعالى فَيَغفِرُ لَهُمْ‏"‏‏.‏(6)

عن أنس رضي اللّه تعالى عنه قال‏:‏سمعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏قالَ اللَّهُ تَعالى‏:‏ يا بْنَ آدَمَ‏!‏ إَّنكَ ما دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ ما كانَ منْكَ وَ لا أُبالي، يا بْنَ آدَمَ‏!‏ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يابْنَ آدَمَ‏!‏ لَوْ أتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطايَا ثُمَّ أتَيْتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِها مَغْفِرَةً‏"‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏

قلت‏:‏ عنان السماء بفتح العين‏:‏ وهو السحاب، واحدتها عنانة؛ وقيل العنان‏:‏ ما عنّ لك منها، أي ما اعترضَ وظهر لك إذا رفعت رأسك‏.‏ وأما قراب الأرض فروي بضم القاف وكسرها، والضم هو المشهور، ومعناه‏:‏ ما يُقارب مِلْئَها، وممّن حكى كسرها صاحب المطالع‏.‏

10/1058 وروينا في سنن ابن ماجه، بإسناد جيد عن عبد اللّه بن بُسْرٍ ـ بضم الباء وبالسين المهملة ـ رضي اللّه تعالى عنه قال‏:‏
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفاراً كَثِيراً‏"

عزتي بديني
2008-08-12, 01:03 AM
قالوا عن الإستغفار :

ما جاء عن الرَّبيع بن خُثَيْم رضي اللّه تعالى عنه قال‏:‏ لا يقلْ أحدُكم‏:‏ أستغفر اللّه وأتوب إليه فيكون ذنباً وكذباً إن لم يفعل، بل يقولُ‏:‏ اللَّهمّ اغفر لي وتُبْ عليّ، وهذا الذي قاله من قوله‏:‏ اللَّهمّ اغفر لي وتب عليّ حسن‏.‏

وأما كراهيته أستغفرُ اللّه وتسميته كذباً فلا نُوافق عليه، لأن معنى أستغفرُ اللّه أطلبُ مغفرتَه، وليس في هذا كذب، ويكفي في ردّه حديث ابن مسعود المذكور قبله‏.‏

http://www.albshara.com/


وعن الفُضيل رضي اللّه تعالى عنه‏:‏ استغفارٌ بلا إقلاع توبةُ الكذّابين، ويُقاربه ما جاءَ عن رابعة العدوية رضي اللّه تعالى عنها قالت‏:‏ استغفارُنا يحتاجُ إلى استغفار كثير‏.‏

http://www.albshara.com/


وعن بعضِ الأعراب أنه تعلَّقَ بأستار الكعبة وهو يقول‏:‏ اللَّهمّ إن استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفارَ مع علمي بسَعَة عفوك لعجز، فكم تَتَحَبَّبُ إليّ بالنعم مع غِناكَ عني، وأَتَبَغَّضُ إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا مَن إذا وَعدَ وَفَّى، وإذا توعَّدَ تجاوز وعفا، أدخلْ عظيمَ جُرمي في عظيم عفوكَ يا أرحم الراحمين‏.‏

http://www.albshara.com/


يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: ( يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً ).

http://www.albshara.com/


قالت عائشة رضي الله عنها: ( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ).

http://www.albshara.com/


قال قتادة: ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار ).

http://www.albshara.com/


قال أبو المنهال: ( ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار ).

http://www.albshara.com/


قال الحسن: ( أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ).

http://www.albshara.com/

قال أعرابي: ( من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار )، والقطار: السحاب العظيم القطر.

زنبقة الاسلام
2008-08-12, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير اختي الحبيبة
وجعله الله في ميزان حسناتك وزادك علما ونفع بك

عزتي بديني
2008-08-12, 06:50 AM
كان على رضي الله عنه يقول ( ما ألهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه ). عزتي بدينيفضائل الاستغفار وكثرة بركاته .

http://www.alshamsi.net/islam/sign/a10.gif

مما يتأكد عليك من الأذكار الإكثار من الاستغفار فإن فضائله كثيرة , وبركاته غزيرة , وقد أمر الله به في كتابه في قوله تعالى : { واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } وأثنى على قوم بقوله : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } وقرن - تعالى - الاستغفار ببقاء الرسول في قوله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } ولذا قال أبو موسى رضي الله عنه { كان لنا أمانان ذهب أحدهما , وبقي الآخر } رواه الإمام أحمد .

http://www.albshara.com/

قال الإمام المحقق ابن القيم : الاستغفار الذي يمنع العذاب هو الاستغفار بالإقلاع عن كل ذنب , وأما من أصر على الذنب وطلب من الله المغفرة فاستغفاره لا يمنع العذاب ; لأن المغفرة هي محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره , لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر , فإن الله - تعالى - يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له , فحقيقتها وقاية شر الذنب , ومنه المغفر لما يقي [ ص: 377 ] الرأس من الأذى , والستر لازم لهذا المعنى . وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبعة ونحوه مع ستره انتهى .

http://www.albshara.com/

وروى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا { من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا , ومن كل هم فرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب } .

http://www.albshara.com/

ومن فضائله:

1 - أنه طاعة لله عز وجل.

2 - أنه سبب لمغفرة الذنوب: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) [نوح:10].

3 - نزول الأمطار ( يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً) [نوح:11].

4 - الإمداد بالأموال والبنين ( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ) [نوح:12].

5 - دخول الجنات (وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ ) [نوح:12].

6 - زيادة القوة بكل معانيها ( وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) [هود:52].

7 - المتاع الحسن ( يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً) [هود:3].

8 - دفع البلاء (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )[الأنفال:33].

9 - وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود:3].

10 - العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.

11 - الاستغفار سبب لنزول الرحمة ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [النمل:46].
12 - وهو كفارة للمجلس.

13 - وهو تأسٍ بالنبي ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.
[/color]

عزتي بديني
2008-08-12, 12:13 PM
أوقات الاستغفار:

الاستغفار مشروع في كل وقت، ولكنه يجب عند فعل الذنوب، ويستحب بعد الأعمال الصالحة، كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة، وكالاستغفار بعد الحج وغير ذلك.
ويستحب أيضاً في الأسحار، لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار.


http://www.albshara.com/

صيغ الاستغفار:

1- سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: ( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
2 - أستغفر الله.
3 - رب اغفر لي.
4 - ( اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
5 - ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم ).
6 - ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ).
7 - ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).

عزتي بديني
2008-08-12, 12:20 PM
(والمستغفرين بالأسحار)

الدكتور الشيخ / سلمان العودة


(والمستغفرين بالأسحار) – أن الاستغفار بالإضافة إلى كونه عبادة لله عز وجل، فإن قوله تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) يحمل أكثر من إشارة:

الأولى: أن الاستغفار ليس مرتبطاً بالخطأ أو الذنب أو المعصية، ولكن هؤلاء الناس كانوا يقطعون الليل تسبيحاً وقرآناً وذكراً ثم يختتمون بالاستغفار، وهكذا أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الاستغفار أثناء الركوع، والسجود، وعقب الصلاة، وفي الوضوء، وبعد أعمال الحج، بل إنه في نهاية عمره صلى الله عليه وسلم، خاطبه ربه عز وجل: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً).

الثانية: أن هذه الآية يمكن أن تشير إلى أوقات الاستغفار، مثل: "وقت السحر" وهو وقت النزول الإلهي، ومثل ذلك الاستغفار في وقت نزول المطر، وعقب الأعمال الصالحة، وعقب الخطأ أو المعصية. يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، ويقول أيضاً: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم".

http://www.albshara.com/

المستغفر المصر

وقال الشيخ سلمان إن من أشهر الأخطاء التي يقع فيها البعض أنهم يقولون: لماذا يستغفر الإنسان ربه إذا كان مصراً على المعصية؟ مشيراً إلى أن الكمال يكون في التوبة، لكن الاستغفار الصادق إذا كان ندماً وشعوراً بالحزن ويغفر الذنب فهذا عمل صالح، وفي الحديث أن "إبليس قال يا رب: لا أزال أضل عبادك، فقال عز وجل: وعزتي وجلال لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"، وغيرها من الأحاديث التي تحث على الاستغفار.

وأضاف فضيلته: إن من أجمل ما يُروى في الاستغفار، قصة الأعرابي الذي كان متعلقاً بأستار الكعبة ويقول: اللهم إن استغفاري لك مع إصراري على عظيم الذنب لهو "لؤم"، وإن تركي الاستغفار مع علمي بعظيم رحمتك وواسع فضلك لهو "هجر". فيا رب أدخل عظيم ذنبي في عظيم عفوك ومغفرتك.

وتابع أنه لابد من تشجيع الناس على الاستغفار حتى لو كان أحدهم لا يزال يرتكب الذنب، ولكن بشرط ألاّ يكون الاستغفار استخفافاً، وإنما يجب أن يكون ازدراء للنفس واعترافاً بألوهية الله -عز وجل- وأنه هو الذي يغفر الذنب أو يعاقب عليه.

http://www.albshara.com/

أنواع الاستغفار

وأوضح الشيخ العودة أن الاستغفار أنواع منها:

1- الاستغفار نتيجة للتقصير في الطاعة، وعن الذنب حتى الذنب الخاص مثل خطرات القلب، ونظرات العين.
2- الاستغفار من حقوق الناس، وهذا باب يغفل عنه الكثيرون سواء أكان في حق الجار أو الزوجة أو الولد أو غيرهم.
وأشار فضيلته إلى أن هذا النوع من الاستغفار له الكثير من الآثار منها: الشعور بالتقصير وهذا يعفينا من قضية الإحساس بالكبرياء والكمال، كما أنه يعطي الإنسان إحساساً بالمسؤولية.
3- الاستغفار من الذنوب العامة: فالتخلف التقني ذنب، وكذا التخلف العلمي، والتخلف الحضاري، والجهل، والتفاوت الكبير بين الناس وعدم التقارب وأداء الحقوق للناس، كلها ذنوب يعاقب الله عليها.


http://www.albshara.com/

درجات الاستغفار

وذكر الشيخ سلمان أن الاستغفار درجات، منها:
1- الاستغفار الذي يصحبه توبة وندم وإقلاع، وهؤلاء الذين تبدل سيئاتهم حسنات.

2- الاستغفار الصادق، الذي يكون سبباً في محو الذنب، كما في الحديث القدسي "يا عبادي، إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً. فاستغفروني أغفر لكم"، ولعل هذا من أسرار استغفار النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلاّ أنت، اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي على نفسي، اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي".

وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يقول: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، فاغفر لي مغفرة، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
كما أن سيد الاستغفار هو: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت".

http://www.albshara.com/

آثار دنيوية


ورداً على سؤال حول: هل توجد آثار دنيوية للاستغفار، فضلاً عن سعة الصدر وراحة النفس؟ قال الشيخ سلمان: إن الجواب في قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً)، فيرى الحسن البصري أن هذه الآية تشير إلى أن الاستغفار سبب في: نزول المطر، فك العقم، زيادة الرزق، خصوبة الأرض.. مشيراً إلى أنه لا غرابة في هذا المعنى؛ لأن الاستغفار ليس لفظاً فقط ولكن ممارسة ومحاربة للفساد؛ لأنه يربي الإنسان على المسؤولية والتواضع.

وأضاف فضيلته: إنه لا شك أن أعظم آثار الاستغفار هو ما يحدثه في القلب من الرضا والسكينة والأنس والسعادة وقرة العين، حتى مع وجود المعصية التي هي نار تحرق قلب الإنسان؛ فهي ذل وقيد، لكن الاستغفار فك لهذا القيد.

وأكد فضيلته أن الاستغفار ينعكس إيجابياً على نفسية الإنسان، في حين أن المعصية تصيبه بالتوتر، كما أن كل شيء له ثمن، لكن أحياناً ندفع الثمن قبل حدوث الشيء وأحياناً بعده، ففي الطاعة تدفع الثمن قبل؛ لأن النفس لا تستروح للطاعة فيحمل الإنسان نفسه عليها.

أما المعصية فتدفع ثمنها بعد أن تنتهي منها؛ لأنها تجلب لك الأحزان والآلام، وينعكس ذلك على زوجتك وأولادك، مؤكدًا أن الاستغفار يحقق التوازن للنفس البشرية.

ورداً على سؤال حول من يستغفر بشكل عفوي، هل يُؤجر على هذا الاستغفار، أوضح فضيلة الشيخ سلمان أنه يؤجر على هذا الاستغفار، داعياً إلى أن يكون الاستغفار ديدن كل مسلم ومسلمة، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال لسانك رطباً بذكر الله".



http://www.alshamsi.net/islam/sign/a7.gif

عزتي بديني
2008-08-13, 11:02 AM
http://up.arabseyes.com/gif/qH956121.gif


بعض الفتاوى الخاصة بالاستغفار


http://www.albshara.com/


1. الفرق بين التوبة والاستغفار


التوبة : تتضمن أمراً ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، فالندم على الماضي والإقلاع عن الذنب في الحاضر والعزم على عدم العودة في المستقبل .


والاستغفار : طلب المغفرة ، وأصله : ستر العبد فلا ينفضح ، ووقايته من شر الذنب فلا يًعاقب عليه ، فمغفرة الله لعبده تتضمن أمرين : ستره فلا يفضحه ، ووقايته أثر معصيته فلا يؤاخذ عليها ، وبهذا يعلم أن بين الاستغفار والتوبة فرقاً ، فقد يستغفر العبد ولم يتب كما هو حال كثير من الناس ، لكن التوبة تتضمن الاستغفار .

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

http://www.albshara.com/


2. تحديد الاستغفار بعدد معين


هل يجوز الاستغفار بالعدد ، مثلا اليوم أستغفر مائة وغدا مائتين؟
الحمد لله
يستحب للمسلم الإكثار من الاستغفار فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة .
فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم (2702) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/114) وأحمد في "المسند" (2/450) وحسنه محققو المسند .


وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) رواه البخاري (6307) .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) رواه أبو داود ( 1516 ) ، والترمذي ( 3430 ) . وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( ما رأيتُ أحداً أكثر من أن يقول : (أستغفر الله وأتوب إليه) مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/118) .

فإذا أردت أن تلتزم هذا العدد (مائة) اقتداء به صلى الله عليه وسلم فلك الأجر ، وإذا أردت الزيادة على ذلك فلا حرج ما لم تتخذ عددا معينا أو طريقة معينة ، بل ينبغي أن تجعل تلك الزيادة بحسب ما يتيسر ، لأنه لا يشرع تحديد عبادة بعدد معين لم يرد به الشرع .
والله أعلم .

http://www.albshara.com/


الإسلام سؤال وجواب

عزتي بديني
2008-08-13, 11:04 AM
3. الاستغفار الجماعي عقب الصلاة


عندما ينتهي الإمام من الصلاة يقرأ الاستغفار بشكل جماعي جهرا ، فهل هذا جائز ؟.

الحمد لله


جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :

( الدعاء جهرا عقب الصلوات الخمس والسنن والرواتب أو الدعاء بعدها على الهيئة الاجتماعية على سبيل الدوام بدعة منكرة ؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ، ) فتاوى إسلامية 1/319


الإسلام سؤال وجواب

عزتي بديني
2008-08-13, 11:08 AM
4. قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج


ما حكم قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج ؟

فقد انتشر في هذا الزمان ، فكثير من الأخوات تقسم بالله أنها لم تتزوج إلا بعد أن قرأت سورة البقرة لمدة شهر أو أربعين يوما وكذلك الاستغفار ألفا أو بعدد محدد بنية الزواج .... وأنا أخاف من البدعة ودخولي في هذا الأمر ، أرجو من فضيلتكم أن توضحوا هذا الأمر لي وما صحته ؟

الحمد لله

الزواج أمر مقدّر مقسوم للعبد كسائر رزقه ، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، و تستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2085) .

فلا ينبغي القلق إذا تأخر الزواج ، لكن يشرع للفتى والفتاة أن يتخذ الأسباب لتحصيل هذا الرزق ، ومن ذلك الدعاء ، فتسأل الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح .

والاستغفار سبب من أسباب سعة الرزق ، فقد حكى الله تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10- 12 .


والدعاء سلاح عظيم لمن أحسن استخدامه ، فادعي الله وأنت موقنة بإجابة الدعاء ، وتحري أسباب القبول ، من طيب المطعم والمشرب ، واختيار الأوقات الفاضلة ، واحذري من تعجل الإجابة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ( 5865 ) ومسلم ( 2735) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

واعلمي أن الدعاء مدخر للعبد ، نافع له في جميع الأحوال ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي (3859) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفَّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، أَوْ يَسْتَعْجِلْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : دَعَوْتُ رَبِّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2852) .

وقراءة القرآن لها أثر عظيم في علاج الهم والقلق ، وجلب السعادة والطمأنينة ، وكذلك الاستغفار .
والإكثار من الطاعات بصفة عامة ، من أسباب تحصيل السعادة ، كما قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .

وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2،3 .

فمن أكثرت من هذه الطاعات ، وحافظت على صلاتها وذكرها واستغفارها ودعائها وقراءتها للقرآن ، رجي لها التوفيق والسعادة ، وتحقيق مرادها ومطلوبها ، لكن لا يشرع التعبد بتحديد عدد معين أو زمن معين لم يرد في الشريعة ، فإن ذلك من البدع ، وهي من أسباب رد العمل وحرمان صاحبه من الأجر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718) .

ولم يرد في الشرع المطهر – فيما نعلم – أن قراءة سورة البقرة بخصوصها أو الاستغفار بعدد معين سبب لحصول الزواج ، وإنما طاعة الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل العموم هما سبيل السعادة وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة .

والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

عزتي بديني
2008-08-13, 11:20 AM
تفسير قوله تعالى الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار


الآية رقم : (16) من سورة آل عمران ، والآية التي تليها : (الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) . أريد منكم أعزكم الله تفسير الآيتين ، وتفسير الآية (15) التي بدايتها ( قل أؤنبئكم ) وربط المعنى العام ، وهل الصبر يليه في المنزلة الصدق ، ثم القنوت ، ثم الإنفاق في سبيل الله ، ثم الاستغفار ، أم ماذا ؟

الحمد لله

http://www.albshara.com/

أولاً : تفسير السياق .

هذه الآيات جاءت في سياق المقارنة بين شهوات الدنيا ونعيم الآخرة ، فبعد أن ذكر الله عز وجل متاع الدنيا وما زين للناس فيها من ملذات ، شرع في ذكر نعيم الآخرة ، وأنه هو النعيم الحقيقي ، والسعادة الأبدية ، وقد بدأ الله عز وجل هذا السياق بصيغة الاستفهام التشويقي ، فقال سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) آل عمران/15-17 .

فمتاع الآخرة خالٍ من كل أذى وكدر ، فإذا كان في الدنيا نساء وبنين ، ففي الآخرة أزواج مطهرة من كل ما ينفر من نساء الدنيا ، وفي هذا الوصف ارتفاع حقيقي على شهوات الأرض وملذاتها .
وأعظم من ذلك كله ( رضوان من الله ) يعدل الحياة الدنيا والحياة الأخرى ، فهو أعظم نعيم يتنعم به أهل الجنة ، أن يحل عليهم رضوان الله وحبه ولطفه فلا يشقون بعده أبدا .

ثم شرع سبحانه في بيان حقيقة العباد الذي يستحقون هذا النعيم الكبير ، وهو سبحانه بصير بهم جميعا ، فقال سبحانه : ( الذين يقولون ربنا إننا آمنا ، فاغفر لنا ذنوبنا ، وقنا عذاب النار) وقولهم هذا ليس مقصودا لذاته ، وإنما المقصود ذلك الإيمان والإقبال على الله تعالى ، الذي يحيل حياة المؤمنين إلى تعلق تام بالله عز وجل ، وذل وانكسار بين يديه سبحانه ، حتى تغدو مغفرة الذنوب ، والوقاية من النار أغلى أماني هؤلاء العباد المؤمنين .

http://www.albshara.com/

يقول ابن القيم رحمه الله : " أخبر سبحانه أن ذلك كله متاع الحياة الدنيا ، ثم شوَّق عباده الى متاع الآخرة ، وأعلمهم أنه خير من هذا المتاع وأبقى فقال : ( قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) .


ثم ذكر سبحانه من يستحق هذا المتاع ومن هم أهله الذين هم أولى به فقال : ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ) ، فأخبر سبحانه أن ما أعد لأوليائه المتقين من متاع الآخرة خير من متاع الدنيا ،

وهو نوعان : ثواب يتمتعون به ، وأكبر منه وهو رضوانه عليهم ، قال تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً ) ، فأخبر سبحانه عن حقيقة الدنيا بما جعله مشاهَدا لأولي البصائر ، وأنها لعب ولهو تلهو بها النفوس وتلعب بها الأبدان ، واللعب واللهو لا حقيقة لهما ، وأنهما مشغلة للنفس ، مضيعة للوقت ، يُقطع بها الجاهلون ، فيذهب ضائعا في غير شيء " انتهى . "عدة الصابرين" (ص/168) .

http://www.albshara.com/

ثانيا : تفسير المفردات .

ذكر سبحانه وتعالى أوصاف عباده المتقين الذين أعد لهم في الجنة من النعيم ما لا يقارن بنعيم الدنيا ، وذكر هذه الأوصاف ترغيبا في التحلي بها ، والمحافظة على مضامينها .
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : " يصف تعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل ، فقال تعالى : ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا ) أي : بك ، وبكتابك ، وبرسولك .
( فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ) أي : بإيماننا بك وبما شرعته لنا ، فاغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا من أمرنا بفضلك ورحمتك . ( وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

ثم قال : ( الصَّابِرِين ) أي : في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات .

( وَالصَّادِقِينَ ) فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من الأعمال الشاقة .

( وَالقَانِتِينَ ) والقنوت : الطاعة والخضوع .

( والْمُنفِقِينَ ) أي : من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات ، وصلة الأرحام والقرابات ، وسد الخَلّات ، ومواساة ذوي الحاجات .

( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ ) دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار ، وقد قيل : إن يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) يوسف/98 ، أنه أخرهم إلى وقت السحر ، وثبت في الصحيحين وغيرهما من المساند والسنن من غير وجه ، عن جماعة من الصحابة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كُلِّ لَيْلَةٍ إلَى سمَِاءِ الدُّنيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِر . فيقولُ : هَلْ مِنْ سَائل فأعْطِيَه ؟ هَلْ مِنْ دَاع فَأسْتجيبَ له ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِر فأغْفِرَ لَهُ ) الحديث " انتهى .

http://www.albshara.com/

ثالثا : البلاغة والبيان .

ونبين هنا بعض الأمور البلاغية والبيانية في قوله سبحانه : ( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) ، على طريقة السؤال والجواب ، مسترشدين بكلام أهل العلم المفسرين .

1- لماذا ذكر الله تعالى هذه الأوصاف دون غيرها من أوصاف المؤمنين ؟

يبين بعض المفسرين أن هذه الأوصاف الخمسة هي التي تجمع وتشمل جميع مقامات العبودية والمعاملة مع الله تعالى .

http://www.albshara.com/


يقول الإمام البيضاوي رحمه الله : " ( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ) : حصرٌ لمقامات السالك على أحسن ترتيب .

فإن معاملته مع الله تعالى : إما توسل ، وإما طلب .

والتوسل : إما بالنفس : وهو منعها عن الرذائل وحبسها على الفضائل ، والصبر يشملهما . وإما بالبدن : وهو إما قولي : وهو الصدق .


وإما فعلي : وهو القنوت الذي هو ملازمة الطاعة .

وإما بالمال : وهو الإِنفاق في سبل الخير .

وأما الطلب : فبالاستغفار ؛ لأن المغفرة أعظم المطالب ، بل الجامع لها .
"تفسير البيضاوي" (2/16)

http://www.albshara.com/

ويقول العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله : " ذكر هنا أصول فضائل صفات المتدينين ، وهي :

الصبر : الذي هو ملاك فعل الطاعات وترك المعاصي .

والصدق : الذي هو ملاك الاستقامة وبث الثقة بين أفراد الأمة .

والقنوت : وهو ملازمة العبادات في أوقاتها ، وإتقانها ، وهو عبادة نفسية جسدية .

والإنفاق : وهو أصل إقامة أَوَد الأمة بكفاية حاجة المحتاجين ، وهو قربة مالية ، والمال شقيق النفس .

وزاد الاستغفار بالأسحار : وهو الدعاء والصلاة المشتملة عليه في أواخر الليل ، والسحر سدس الليل الأخير ؛ لأن العبادة فيه أشد إخلاصا ، لما في ذلك الوقت من هدوء النفوس ، ولدلالته على اهتمام صاحبه بأمر آخرته ، فاختار له هؤلاء الصادقون آخر الليل لأنه وقت صفاء السرائر ، والتجرد عن الشواغل " انتهى . "التحرير والتنوير" (3/43) .

2- لماذا جاءت هذه الأوصاف بالترتيب المذكور ، هل لذلك سبب معين ، وهل يدل ذلك على تفاضل هذه المقامات ، أم أنها مقامات متساوية ؟

قد يبدو للمتأمل أن هذا الترتيب جاء بسبب تفاضل المقامات المذكورة :

فالصبر يقتضي حبس النفس على الطاعات وترك المعاصي ، ولكن حبس النفس لا يؤجر عليه المرء إلا إذا كان صادقا مخلصا لله تعالى ، فبدأ بـ " الصابرين " ثم : " والصادقين " .
ثم قد ينقطع العبد عن صبره وصدقه ، فيكسل عن العبادة ، ويتأخر عن الترقي في مراتبها ، فجاء وصف القنوت ، وهو الدوام على العبادة والاستقامة ، فقال سبحانه : " والقانتين " ، ثم سمى سبحانه وتعالى بعض الطاعات التي أوجبت لهم أوصاف التقوى والصبر والمرتبة العالية : فذكر عز وجل : ( المنفقين والمستغفرين بالأسحار ) .

http://www.albshara.com/

يقول الفخر الرازي رحمه الله : " اعلم أن لله تعالى على عباده أنواعاً من التكليف ، والصابر هو من يصبر على أداء جميع أنواعها .

وكمال هذه المرتبة أنه إذا التزم طاعة أن يصدق نفسه في التزامه ، وذلك بأن يأتي بذلك للملتزم من غير خلل ألبتة ، ولما كانت هذه المرتبة متأخرة عن الأولى ، لا جرم ذكر سبحانه الصابرين أولاً ، ثم قال : ( الصادقين ) ثانياً .

ثم إنه تعالى ندب إلى المواظبة على هذين النوعين من الطاعة ، فقال : ( والقانتين ) .
فهذه الألفاظ الثلاثة للترغيب في المواظبة على جميع أنواع الطاعات .

ثم بعد ذلك ذكر الطاعات المعينة ، وكان أعظم الطاعات قدراً أمران :

أحدهما : الخدمة بالمال ، فذكر هنا بقوله : ( والمنفقين ) .

والثاني : الخدمة بالنفس ، فذكره هنا بقوله : ( والمستغفرين بالأسحار ) .

فإن قيل : فلم قدم ههنا ذكر المنفقين على ذكر المستغفرين ؟

قلنا : لأن هذه الآية في شرح عروج العبد من الأدنى إلى الأشرف ، فلا جرم وقع الختم بذكر المستغفرين بالأسحار " انتهى باختصار . "مفاتيح الغيب" (7/176-177) .
هذا وقد ذكر المفسرون كلاما دقيقا في سر العطف بالواو بين هذه الأوصاف ، لا نحب أن نطيل به على القارئ الكريم ، فمن أحب الاستزادة منه فليرجع إلى التفاسير السابق ذكرها في هذا الجواب .
والله أعلم .

http://www.albshara.com/

الإسلام سؤال وجواب