المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على -فادي ألكسندر- : القرآن يشهد برسالة بولس !!



شاعر الرسول
2011-10-05, 01:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة وبعد :

فادي .. بتاع النقد النصي .. و المخطوطات .. والمتناقضات .. في الكتاب المقدس .. خرج علينا بمداخلات في منتداهم يقول فيها ان القرآن يشهد لصحة رسالة بولس !!!

ما كفاه جهله بالمسيحية .. فزاد الطين بلة .. بجهله بالاسلام !

الغريب أن أسلوب طرحه .. يفهم منه أنه عالم علامة فالاسلام !! لكن الظاهر من مضمون كلامه .. أنه لا يفرق بين الألف و العصى !!

المهم .. الذي جعلني أفتح موضع في هذه المسألة .. أنه كان يتكلم و يقول ان القـــــــــــرآن يقول أن بولس هو رسول المسيح .. لكنه لم يأتي بآية واحدة تقول هذا .. إنما اكتفى بنقل تفسيرات للعلماء حول الآية في سورة يس .. التي تقول :
[[ واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون (14) ]]

لذلك أريد أن أتكلم عن هذه الآية .. وتوضيح بعض المسائل التي قد تخفى عن المسلم العادي الذي لا علم له و يقع في مقالة مشابهة لمقالة فادي فيدخل الشك قلبه .. أو التشويش ..

يقول تعالى :
[[ واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ]] .. هنا لمن يراجع التفاسير تقريبا كل التفاسير خاصة المتقدمة منها تقول أن القرية هي مدينة - أنطاكية -

يقول تعالى :
[[ إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ]] .. هنا كذلك تجد المفسرين يقول بآراء حول منهم الرسل .. وكل التفاسير تقريبا تنقل القول بأن الرسل هم رسل المسيح .. وهم ثلاثة .. وذكر من بينهم رسول اسمه بولس ..

من هذا أخد فادي يصول و يجول على أن القرآن يقول أن بولس رسول للمسيح ..

وللرد نقول ببكرة الله :

-1- القرآن الكريم .. لم يعن .. لا صراحة ولا ضمنيا .. كون القرية اسمها - انطاكية - أو أن الرسل هم رسل المسيح .. ولم يشر حتى بأسماء لهاؤلاء الرسل ... كل الكلام الوارد عن انطاكية و الرسل .. وأسمائهم هو مذكور لذا المفسرين وليس من القرآن .. فلذالك من الخطأ الفادح - الذي وقع فيه العلامة فادي - نسبة الكلام للقرآن .. فالأصح و الأسلم نسبه لمصدره وهو كتب التفسير ..

-2- ليس كل العلماء قبلوا هذا الرأي حول تفسير الآية .. وذكر اسم القرية .. او نسبة الرسل للمسيح .. او نقل اسمائهم ... سواء من العلماء القدامى أو المعاصرين .. وخاصة المدكورين آخرا ..

-3- بالنسبة لاسم القرية ... كما قلنا .. لم يرد الاسم في القرآن .. والعلماء اشاروا إلا أن ليس من المأكد كون -أنطاكية- هي القرية المقصودة ..

قال سيد قطب :
[[ ولم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية . وقد اختلفت فيها الروايات . ولا طائل وراء الجري مع هذه الروايات . ]]

علق السعدي قائلا :
[[ وتعيين تلك القرية، لو كان فيه فائدة، لعينها الله، فالتعرض لذلك وما أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه، وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم، من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا دليل عليها، ولا حجة عليها ولا يحصل منها من الفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها. ]]

قال ابن كثير :
[[ وقد استشكل بعض الأئمة كونها أنطاكية ]]

-4- بالنسبة لأسماء الرسل .. ونسبتهم للمسيح أنهم رسله .. فلا دليل على ذلك .. لا من آية أو من حديث .. وقد اختلفت الآراء حولهم .. وهل كانوا رسل الله أم رسل المسيح !!

فالظاهر كما قال ابن كثير أنهم كانوا رسل الله و ليس رسل المسيح .. يقول ابن كثير :
[[ إن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله، عز وجل، لا من جهة المسيح، كما قال تعالى: { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون } إلى أن قالوا: { ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين } [يس: 14-17] . ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح، عليه السلام، والله أعلم. ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم: { ما أنتم إلا بشر مثلنا } ]]

ونقل الطبري أن هناك من قال أن الرسل .. هم رسل الله وليس المسيح .. قال الطبري :
[[ وقال آخرون: بل كانوا رسلا أرسلهم الله إليهم. ]]

أما القول أنهم رسل المسيح .. فيكفي القول كما ورد في تفسير القطان :
[[ والرسل غير معروفين ولم يرد خبر صحيح عنهم ]]

فإذا لم يرد خبر صحيح عنهم أنهم رسل المسيح .. فلماذا اخد فادي بهذه الآراء وجزم بها مع كونها بلا دليل ..

قال ابن عادل في تفسيره :
[[ وزعم قتادة أنهم كانوا رسلا من عند المسيح وكان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص والقرية أنطاكية . وهذا القول ضعيف جدا ]] فلماذا يتشبت فادي بالرأي الضعيف جدا !!!!!

-5- علق ابن كثير عن قول المفسرين حول القرية و الرسل بالقول ..
[[ وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح، عليه السلام، كما نص عليه قتادة وغيره، وهو الذي لم يذكر عن (2) واحد من متأخري المفسرين غيره، وفي ذلك نظر من وجوه:
أحدها: أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله، عز وجل، لا من جهة المسيح، كما قال تعالى: { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون } إلى أن قالوا: { ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين } [يس: 14-17] . ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح، عليه السلام، والله أعلم. ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم: { ما أنتم إلا بشر مثلنا } [يس:15] .
الثاني: أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم، وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح؛ ولهذا كانت عند النصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة، وهن القدس لأنها بلد المسيح، وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها، والإسكندرية لأن فيها (3) اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة (4) والشمامسة والرهابين. ثم رومية لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأطده. ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها، كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين، فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت، فأهل هذه القرية قد ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله (5) ، وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم (6) ، فالله أعلم.
الثالث: أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة، وقد ذكر أبو سعيد الخدري وغير واحد من السلف: أن الله تعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم، بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين، ذكروه عند قوله تعالى: { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى } [القصص: 43] . فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن [العظيم] (1) قرية أخرى غير أنطاكية، كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضا. أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظا في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة، فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك، والله، سبحانه وتعالى، أعلم. ]]

ووافق الشيخ محمد سيد طنطاوي قول ابن كثير في تفسيره -التفسير الوسيط - حيث قال :
[[ والذى يبدو لنا أن ما ذهب إليه الإمام ابن كثير هو الأقرب إلى الصواب ]]

-6- نقطة أخيرة .. ان الله سبحانه يتكلم عن مصير هذه القرية التي كذبت الرسل فيقول سبحانه و تعالى :
[[ وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ]]

أي أننا ما احتجنا للننزل عليهم جندا (ملائكة أو عدابا على الأرجح) من السماء .. فما كانت إلا صيحة واحة .. فأصبحوا كلهم موتى .. !!
.. فمن الظاهر ان القرية ليست أنطاكية .. لأنه وكما قال الشيخ الطاهر بن عاشـــور :
[[ ولكن مثل هذا الحادث لم يذكر التاريخ حدوثه في أنطاكية ]]

-*- خلاصة الكلام -*-

- أنطاكية ليست هي القرية المقصودة لأسباب .. انطاكية لم تتعرض في عصر المسيح ولما بعده لأي عذاب كيفما كان .. بل كانت اول مدينة تؤمن بالمسيح ..
القرية المقصودة كانت قبل موسى .. لان من موسى فما بعده .. لم يعذب الله قوما بنفسه .. بل كان يسلط بني اسرائيل على الشعوب الوثنية كما ظهر ذلك في العهد القديم ..
ما ورد في التفاسير عن القرية انها انطاكية لا دليل عليها صحيح .. بل اجتهادات .. وكما قال الامام مالك .. الكل يأخد منه ويرد إلا صاحب هذا المقام (الرسول) ..

- بما ان القرية المقصودة تعود لما قبل موسى فلا علاقة لبولس او اي تلميذ بها ... والرأي الذي قال ان التلاميذ هم الرسل ضعيف جدا ولا دليل عليه و يخالف الحقائق و يخالف سياق النص الذي يدل على ان هاؤلاء كانوا رسل من الله لا المسيح .. اظف الى ذلك ان المسيح كان رسولا لبني اسرائيل فليس من مهمته نشر الانجيل الى دولة غير فلسطين ..

- اذا لا حجة في كلام المفسرين .. ومن قال ان القرىن يعترف برسولية بولس فهو جاهل .. القرآن لم يذكر سوى الحواريين فما عدا ذلك .. فلا ذكر له.

أرجوا أن أكون قد أفدت الإخوة .. والصلاة و السلام على الرسول المجتبى .. وآخر كلامي ان الحمد لله رب العالمين.

العبد الفقير : شــاعر الرســول

دانة
2011-10-05, 05:59 AM
ما شاء الله
رد ساحق مختصر ينسف هذه الشبهة التي أساس لها
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

دانة
2011-10-05, 06:00 AM
موضوع ذو علاقة
http://www.albshara.com/showthread.php?t=10262

شاعر الرسول
2011-10-05, 01:48 PM
ما شاء الله
رد ساحق مختصر ينسف هذه الشبهة التي أساس لها
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل

بارك الله فيك و شكرا على المرور ... جعل الله جزاء هذا الرد في ميزان حسناتنا جميعا

أم عيسي عبد الرحمن
2011-10-11, 08:50 PM
شكرا اخي علي التفنيد بوركت وجزيت خيرا

عبدالرزاق حداد
2011-10-11, 11:48 PM
جزاك الله خيرا على ماقدمت من رد
واود ان اضيف فكره صغيره وهى اننى اتابع باحثيهم ان جازت التسميه ومفكرينا من المسلمين
فاجدهم دائما يلجئون الى المغالطه وضعف المنطق وهذا نتاج ضعف الحجه وقله الزاد لديهم ناهيك عن الجهل وعدم الالمام
وكلما اطلعت على شبهه او شطحه يوارون فيها سؤتهم زادنى ربى يقينا فى دينى
واقول الحمد لله على نعمه الاسلام التى اكرمنا بها
وكى لا انسى فاننى احمد الله على انهم يفعلون ذلك كى ينشط اولو الالباب منا مدافعين عن الدين الحق فيزداد التدبر كما امرنا سبحانه