الهزبر
2007-10-18, 11:36 PM
السلام عليكم.
مقدمّة أولى.
قال عبد الله بن المقفع: إنا وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساماً، وأوفر مع أجسامهم أحلاماً، وأشد قوةً، وأحسن بقوتهم للأمور إتقاناً، وأطول أعماراً، وأشد قوةً، وأحسنَ بقوتهم للأمورِ إتقاناً، وأطول أعماراً، وأفضل بأعمارهم للأشياء اختباراً. فكان صاحبُ الدين منهمُ أبلغ في أمر الدينِ علماً وعملاً من صاحبِ الدين منا، وكان صاحبُ الدنيا على مثلِ ذلك من البلاغةِ والفضلِ.
ووجدناهم لم يرضوا بما فازوا به من الفضلِ الذي قسم لأنفسهم حتى أشركونا معهم في ما أدركوا من علمِ الأولى والآخرةِ فكتبوا به الكتبَ الباقية، وضربوا الأمثالَ الشافيةَ، وكفونا به مؤونة التجارب والفطنِ.
وبلغَ من اهتمامهم بذلكَ أن الرجلَ منهم. كان يفتحُ له البابُ من العلم، أو الكلمة من الصوابِ وهو في البلد غير المأهولِ فيكتبهُ على الصخورِ مبادرةً للأجلِ وكراهية منهُ أن بسقط ذلك عمن بعدهُ.
فكان صنيعهم في ذلك صنيع الوالدِ الشفيقِ على ولدهِ، الرحيمِ البر بهم، الذي يجمعٌ لهمُ الأموال والعقد إرادة ألا تكون عليهم مؤونة في الطلبِ، وخشيةَ عجزهم، إن هم طلبوا.
فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمانِ أن يأخذ من علمهم، وغايةُ إحسانِ محسنناً أن يفتدي بسيرتهم.
وأحسنُ ما يصيبُ من الحديث مُحدثنا أن ينظر في كتبهم فيكونَ كأنه إياهم يحاورُ، ومنهم يستمعُ، وآثارهم يتبع.
غير أن الذي نجد في كبتهم هو المنتخل من آرائهم والمنتقى من أحاديثهم.
ولم نجدهم غادروا شيئاً يجدُ واصفٌ بليغٌ في صفةٍ له مقالاً لم يسبقوهُ إليه: لا في تعظيم للهِ، عزّ وجلّ، وترغيبٍ فيما عندهُ، ولا في تصغيرٍ للدنيا وتزهيد فيها، ولا في تحرير صنوف العلمِ وتقسيمِ أقسامها وتجزئةِ أجزائها وتوضيحِ سبلها وتبيينِ مآخذها، ولا في وجهٍ من وجوهِ الأدبِ وضروبِ الأخلاقِ.
فلم يبق في جليلِ الأمر ولا صغيرةِ لقائلٍ بعدهم مقالٌ.(الادب الكبير لابن المقفع)
مقدمة ثانية.
المقامة الادبية أريد بها التالي.
أن يشارك من يريد من الاعضاء ببعض ما كتبه سلفنا مع ذكر المصدر لنخرج في النهاية موسوعة في الادب والاخلاق والمكارم الاسلامية التي قتل الكثيرون من أجل ان تصلنا.
(ملاحظة: لا تعمل معي خاصيات الالوان والأحجام سأعيد تنسيق الموضوع عندما يتسنى لي ذلك ان شاء الله).
تحياتي.
مقدمّة أولى.
قال عبد الله بن المقفع: إنا وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساماً، وأوفر مع أجسامهم أحلاماً، وأشد قوةً، وأحسن بقوتهم للأمور إتقاناً، وأطول أعماراً، وأشد قوةً، وأحسنَ بقوتهم للأمورِ إتقاناً، وأطول أعماراً، وأفضل بأعمارهم للأشياء اختباراً. فكان صاحبُ الدين منهمُ أبلغ في أمر الدينِ علماً وعملاً من صاحبِ الدين منا، وكان صاحبُ الدنيا على مثلِ ذلك من البلاغةِ والفضلِ.
ووجدناهم لم يرضوا بما فازوا به من الفضلِ الذي قسم لأنفسهم حتى أشركونا معهم في ما أدركوا من علمِ الأولى والآخرةِ فكتبوا به الكتبَ الباقية، وضربوا الأمثالَ الشافيةَ، وكفونا به مؤونة التجارب والفطنِ.
وبلغَ من اهتمامهم بذلكَ أن الرجلَ منهم. كان يفتحُ له البابُ من العلم، أو الكلمة من الصوابِ وهو في البلد غير المأهولِ فيكتبهُ على الصخورِ مبادرةً للأجلِ وكراهية منهُ أن بسقط ذلك عمن بعدهُ.
فكان صنيعهم في ذلك صنيع الوالدِ الشفيقِ على ولدهِ، الرحيمِ البر بهم، الذي يجمعٌ لهمُ الأموال والعقد إرادة ألا تكون عليهم مؤونة في الطلبِ، وخشيةَ عجزهم، إن هم طلبوا.
فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمانِ أن يأخذ من علمهم، وغايةُ إحسانِ محسنناً أن يفتدي بسيرتهم.
وأحسنُ ما يصيبُ من الحديث مُحدثنا أن ينظر في كتبهم فيكونَ كأنه إياهم يحاورُ، ومنهم يستمعُ، وآثارهم يتبع.
غير أن الذي نجد في كبتهم هو المنتخل من آرائهم والمنتقى من أحاديثهم.
ولم نجدهم غادروا شيئاً يجدُ واصفٌ بليغٌ في صفةٍ له مقالاً لم يسبقوهُ إليه: لا في تعظيم للهِ، عزّ وجلّ، وترغيبٍ فيما عندهُ، ولا في تصغيرٍ للدنيا وتزهيد فيها، ولا في تحرير صنوف العلمِ وتقسيمِ أقسامها وتجزئةِ أجزائها وتوضيحِ سبلها وتبيينِ مآخذها، ولا في وجهٍ من وجوهِ الأدبِ وضروبِ الأخلاقِ.
فلم يبق في جليلِ الأمر ولا صغيرةِ لقائلٍ بعدهم مقالٌ.(الادب الكبير لابن المقفع)
مقدمة ثانية.
المقامة الادبية أريد بها التالي.
أن يشارك من يريد من الاعضاء ببعض ما كتبه سلفنا مع ذكر المصدر لنخرج في النهاية موسوعة في الادب والاخلاق والمكارم الاسلامية التي قتل الكثيرون من أجل ان تصلنا.
(ملاحظة: لا تعمل معي خاصيات الالوان والأحجام سأعيد تنسيق الموضوع عندما يتسنى لي ذلك ان شاء الله).
تحياتي.