المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دهاء معاوية بن ابي سفيان



التوحيد
2008-08-17, 10:57 PM
سمعت هذه القصة من محاضرة للشيخ علي القرني حفظه الله:
أسرت الروم مسلما قرشيا في زمن معاوية رضي الله عنه , وأدخل الأسير الى مجلس الملك, فتكلم بين يديه في عز الاسلام, فلطمه أحد البطارقة , فقال الأسير الله بيننا وبينك يا معاوية, وليت أمورنا فضيعتنا.

بلغت المقالة معاوية, فأرسل في فدائه فافتدي, وسأل عن اسم اللاطم فأخبر به, ثم أرسل معاوية الى قائد له فطن ذي معرفة وخبرة. وقال له اني اريد أن تتحيل في احضار ذلك الرجل من القسطنطينية.

فقال القائد اني أريد أن أنشأ مركبا يلحق ولا يلحق به, قال افعل ما بدى لك ولك ما تحتاجه.

صنع المركب وملئه من أنواع التحف, وأعطاه معاوية أموال جزيلة وقال اذهب كأنك تاجر, وبع واشتري واهد لوزير الملك وبطارقته وخواصه الا ذلك الرجل, فلا تقربه ولا تهاده , واذا عتب عليك فقل له ما عرفتك وسأضاعف لك الهدية متى عدت لك.

فرجع القاد الى معاوية واخبره , فجهزه ثانية وأضعف له, وقال هذه للمك ولخواصه ولذلك اللاطم فاذا عزمت على العودة فقل له اني أحب أن أصاحبك فسلني حاجة أحضرها لك جزاء ما قصرت في حقك.

ففعل القائد, فقال اللاطم أريد بساطا من حرير يحوز جميع الالوان وصور الاطيار والازهار والاشجار والورود طوله كذا وعرضه كذا والموعد كذا.
رجع القائد الى معاوية فأخبره , فأمر الصناع أن يصنعوا ذلك البساط, في صورة تدهش الناظرين بلا محاذير.

ثم قال له اذهب فاذا وصلت الى فم البحر فانشر البساط فان الشره والطمع سيحمله على النزول اليه , فاذا أتاك فاشغله بالحديث, واعرض عليه البساط, وقدم له التحف ثم ابسط الشراع وقيد الذراع والاسراع الاسراع.

العلج في ستاره على فم البحر وأقبل المركب, فأشرف ورأى البساط فكاد عقله يذهب ونزل الى المركب , فتلقاه القائد يعرض عليه البساط , ويلعب به لعب الافعال بالاسماء, وأشار لأصحابه بالتجديف.

جاؤوا به الى معاوية موثقا , فقال معاوية الحمد لله علي بالأسير المسلم, فجاؤوا به فقال له معاوية أهذا خصمك , فقال نعم, فقال له قم فالطمه كما لطمك ولا تزد بمثل ما عوقبت به.

فتقدم المسلم فلطمه, وحمد الله , وشكر لأمير المؤمنين .
ثم التفت معاوية للبطريق, فقال له : قل لملكك, لقد تركت ملك المسلمين يقتص ممن هم على بساطك, من وزرائك وخواصك فاعرف قدرك, اياك وغدرك

ثم قال لقائده خذه لفم البحر ثم ارمه هناك وارم معه بساطه.
ففعل القائد, ورماه على فم البحر, ثم ذهب البطريق لملكه وبلغه ما قال معاوية, فهاب ذلك الملك معاوية وعظمه وقال : لله أبوه أمكر الملوك وأدهى العرب قدموه فساس أمرهم , والله لو هم بأخذي من على بساطي لتمت له الحيلة لذلك.

رحم الله معاوية وغفر له.

الهزبر
2008-08-17, 11:15 PM
السلام عليكم.

لله در سيدنا خال المسلمين معاوية.

نحن في حاجة الى امثاله في هذا العصر.

داهية بيّن الدّهي.

بورك فيك على القصة. اعتقد بان بعضا منها قد سقط عند النقل.


البساط, وقدم له التحف ثم ابسط الشراع وقيد الذراع والاسراع الاسراع.
.............هنا
العلج في ستاره على فم البحر وأقبل المركب, فأشرف ورأى البساط فكاد عقله يذهب ونزل الى

التوحيد
2008-08-18, 06:28 PM
اعتقد بان بعضا منها قد سقط عند النقل.

لا يا أخي , أنا اختصرت من القصة , بارك الله فيك على الملاحظة.

دانة
2010-11-29, 10:18 AM
يا له من داهية حقا
جزاك الله خيرا أخي الفاضل التوحيد