المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمامة بن أثال أول من ضرب حصارا أقتصاديا ...



ABO FARES
2011-11-16, 01:44 PM
فى السنه السادسة للهجرة عام الرسول صلوات الله عليه على ان يوسع نطاق دعوته الى الله , فكتب ثمانية كتب الى ملوك العرب والعجم وبعث بها اليهم يدعوهم فيها الى الاسلام .
وكان فى جملة كاتبهم ( ثمامة بن أثال الحنفى ) ولا عجب فثمامه قيل من أقيال العرب فى الجاهلية ( القيل : الملك والرئيس واذا قال قولا نُفذ ) وسيد من سادات بنى حنيفة المرموقين .. وملك من ملوك اليمامة الذين لا يعصى لهم أمر .
تلقى ثمامة رسالة النبى عليه الصلاة والسلام بالزراية ( الاحتقار ) والاعراض وأخذته العزة بالاثم فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير .
ثم أنه ركب شيطانه فأغراه بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووأد دعوته معه فدأب يتحين الفرص للقضاء على النبى حتى أصاب منه غرة وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ( ثمامة ) ثناه عن عزمه فى آخر لحظه , فنجى الله نبيه من شره .
لكل ثمامة إذا كان قد كف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكف عن أصحابه حيث جعل يتربص بهم حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم شر قتله فأهد النبى عليه الصلاة والسلام دمه وأعلن ذلم فى أصحابه .
لم يمض على ذلك طويلا حتى عزم ثمامه بن أثال على أداء العمره فانطلق من أرض اليمامة وجهه شطر مكة وهو يمنى نفسه بالطواف حول الكعبه والذبح لأصنامها ..
وبينما كان ثمامه فى بعض طريقه قريبا من المدينة نزلت به نازلة لم تقع له فى حسبان ذلك أن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس ( تدور ) خلال الديار خوفا من أن يطرق المدينة طارق او يرديها معتد بِشر .
فأسرت السريه ثمامه – وهى لا تعرفه – وأتت به الى المدينه وشدته إلى ساريه من سوارى المسجد منتظرة أن يقف النبى الكريم بنفسه على شأن الأسير وأن يأمر فيه بأمره .
ولما خرج النبى صلى الله عليه وسلم الى المسجد وهم بالدخول فيه رأى ثمامه مربوطاً فى الساريه فقال لأصحابه :
( أتدرون من أخذتم ؟؟ )
فقالوا : لا يا رسول الله .
فقال : ( هذا ثمامه بن أثال الحنفى , فأحسنوا أساره أى معاملته )ثم رجع عليه الصلاة والسلام الى أهله وقال : ( اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به الى ثمامه بن أثال)
ثم أمر بناقته أن تحلب له فى الغدو والرواح وأن يقدم إليه لبنها وقد تم ذلك كله قبل أن يلقاه الرسول صلوات الله عليه او يكلمه ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم يريد ان يستدرجه الى الاسلام وقال ( ما عندك يا ثمامه ؟ )
فقال : عندى يا محمد خير .. فإن تقتُل تقتُل ذا دم ( أى رجل أراق منكم دم أحدكم ) وإن تُنعم تُنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت .

فتركه رسول الله صلوات الله عليه يومين على حاله , يؤتى له بالطعام والشراب ويحمل إليه لبن النافه ثم جاءه , فقال:
( ما عندك يا ثمامه ؟ )
قال: ليس عندى الا ما قلت لك من قبل
فإن تُنعم تُنعم على شاكر ... و إن تقتُل تقتُل ذا دم ... وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت
فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان اليوم التالى جاءه فقال:
( ما عندك يا ثمامه ؟ ) .
فقال : عندى ما قلت لك فإن تُنعم تُنعم على شاكر ... و إن تقتُل تقتُل ذا دم ... وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت
فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أصحابه وقال : ( أطلقوا ثمامه .. ) ففكوا وثاقه وأطلقوه .
***************************
يتبع ان شاء الله

ABO FARES
2011-11-16, 02:25 PM
غادر ثمامه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى حتى إذا بلغ نخلا من حواشى المدينه – قريبا من البقيع – فيه ماء أناخ راحلته عنده وتطهر من مائه فأحسن طهوره ثم عاد أدراجه الى المسجد .
فما إن بلغه حتى وقف على ملأٍ من المسلمين وقال :
أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
ثم أتجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :
يا محمد , و الله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلى من وجهك .. وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلى .
والله ما كان دين أبغض إلى من دينك , فأصبح دينك أحب الدين كله إلى . و و الله ما كان بلد أبغض إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها الى ثم أردف قائلا : لقد كنت أصبت فى أصحابك دما فما الذى توجبه على ؟
فقال عليه الصلاة والسلام ( لا تثريب عليك يا ثمامه .. فإن الاسلام يجب ما قبله ) وبشره بالخير الذى كتبه الله له بإسلامه
فانبسطت اسارير ثمامه وقال :
والله لأصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ولأضعن سيفى ونفسى ومن معى فى نصرتك ونصرة دينك .
ثم قال : يا رسول الله إن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمره فماذا ترى أن أفعل ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : ( امض لأداء عمرتك ولكن على شرعة الله ورسوله ) وعلمه ما يقوم به من مناسك .
ومضى ثمامه الى غايته حتى اذا بلغ بطن مكه وقف يجلجل بصوته العالى قائلا :
(( لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك ... إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك ))
فكان اول مسلم على وجه الارض يدخل مكه ملبياً ..
سمعت قريش صوت التلبيه فهبت مغضبة مذعورة واستلت السيوف من أغمادها واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذى اقتحم عليها عرينها ولما أقبل القوم من ثمامه رفع صوته بالتلبيه وهو ينظر اليهم بكبرياء فَهَم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم فأخذوا على يديه وقالوا :
ويحك أتعلم من هذا ؟! إنه ثمامه بن أثال ملك اليمامه ...
والله إن أصبتوه بسوء قطع قومه عنا الميره ( المؤونه ) و أماتونا جوعا .
ثم أقبل القوم على ثمامه بعد أن أعادوا السيوف الى أغمادها وقالوا : ما بك يا ثمامه ؟ّ!!
أصبوت وتركت دينك ودين آبائك ؟؟
فقال: ما صبوت ولكنى اتبعت خير دين .. اتبعت دين محمد .
ثم أردف يقول : أقسم برب هذا البيت إنه لا يصل اليكم بعد عودتى الى اليمامه حبة من قمحها أو شئ من خيراتها حتى تتبعوا محمداً عن آخركم .
أعتمر ثمامة بن أثال على مرأى من قريش كما أمره الرسول صلوات الله وسلامه عليه أن يعتمر .. وذبح تقربا لله لا للأنصاب والأصنام ومضى الى بلاده فأمر قومه أن يحبسوا الميرة عن قريش , فصدعوا بأمره واستجابوا له وحبسوا خيراتهم عن أهل مكه .
أخذ الحصار الذى فرضه ثمامة على قريش يشتد شيئا فشيئا فارتفعت الاسعار وفشا الجوع فى الناس واشتد عليهم الكرب حتى خافوا على أنفسهم وأبنائهم من أن يهلكوا جوعا .
عند ذلك كتبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون :
إن عهدنا بك أن تصل الرحم وتحض على ذلك .. وها أنت قد قطعت أرحامنا فقتلت الآباء بالسيف وأمت الابناء بالجوع . وإن ثمامه بن أثال قد قطع عنا ميرتنا وأضر بنا فإن رأيت أن تكتب اليه أن يبعث إلينا بما نحتاج إليه فافعل .
فكتب عليه الصلاة والسلام الى ثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم فأطلقها .
ظل ثمامة بن أثال – ما امتدت به الحياه وفيا لدينه حافظا لعهد نبيه فلما التحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى وطفق العرب يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا , وقام مسيلمة الكذاب فى بنى حنيفة يدعوهم الى الايمان به وقف ثمامة فى وجهه وقال لقومه :
إنه والله لشقاء كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم وبلاء على من لم يأخذ به . ثم قال :
يابنى حنيفة إنه لا يجتمع نبيان فى وقت واحد و إن محمدا رسول الله لا نبى بعده ولا نبى يشرك معه ثم قرأ عليهم : {حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }
ثم قال : أين كلام الله هذا من قول مسيلمه : (( يا ضفدع نِقى ما تنقين , لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدرين ))

ثم انحاز بمن بقى على الاسلام من قومه ومضى يقاتل المرتدين جهادا فى سبيل الله وإعلاء لكلمته فى الارض

جزى الله ثمامة بن أثال عن الاسلام والمسلمين خيرا ..
وأكرمه الله بالجنه التى وعد المتقون ...

ABO FARES
2011-11-16, 09:08 PM
للرفع

أم عيسي عبد الرحمن
2011-11-16, 09:16 PM
سبحان الله يهدي من يشاء
جزاك الله خيرا اخي الفاضل

ABO FARES
2011-11-16, 09:49 PM
سبحان الله يهدي من يشاء
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وجزاكى خيرا

مجد الغد
2012-01-08, 01:14 PM
جزاكم الله الفردوس الأعلى ونفع بكم الأسلام والمسلمين
وزادكم الرحمن علما وتقى وخشيه
ورفع قدركم في الدنيا والأخره


</i>