المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة ..من بلاغة القرآن



الصفحات : 1 [2] 3 4 5 6

ذو الفقار
2008-09-04, 11:37 AM
ما شاء الله أخي عصام توضيح رائع لكلام الحق

سلمت يمناك

عزتي بديني
2008-09-06, 08:42 AM
في قوله تعالى {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق:4]

عبر بالانتقاص دون التعبير بالإعدام والإفناء؛ لأن للأجساد درجات من الاضمحلال

تدخل تحت معنى النقص، فقد يفنى بعض أجزاء الجسد ويبقى بعضه، وقد يأتي الفناء

على عامة أجزائه، وقد صح أن عجب الذنب لا يفنى, فكان فناء الأجساد نقصا لا

انعداما. [ابن عاشور]

عزتي بديني
2008-09-06, 08:44 AM
قوله تعالى لنبيه: {فلا تطع المكذبين} [القلم:8]

ذلك أبلغ في الإكرام والاحترام، فإن قوله: لا تكذب، ولا تحلف، ولا تشتم، ولا تهمز، ليس هو مثل

قوله: لا تطع من يكون متلبسًا بهذه الأخلاق؛ لما فيه من الدلالة على تشريفه وبراءته من تلك

الأخلاق.

[ابن تيمية]

ذو الفقار
2008-09-06, 02:27 PM
يقول الحق تبارك "مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا " سورة النساء الآية 85

على الرغم من أن المدلول واحد إلا أن إستخدام الألفاظ فيه بلاغة متناهية فل قلنا لبشر أن يأتي بالمعني فسيأتي المعني إما بكفل في المرتين أو بنصيب في المرتين على أن يقول :

من يشفع شفاعة حسنة يكن لها كفل منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها

أو يقول

من يشفع شفاعة حسنة يكن لها نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له نصيب منها

وما الفارق بينهما يا ترى ؟

إن الحسنة يظهرها الإنسان وتنموا وتزدهر ولهذا أخت اللفظ ( نصيب ) لان نصيب هي الجزء الظاهر الشاخص أما السيئة فيخجل الإنسان منها وتكون مستورة مخفية ولهذا كان أحق لها اللفظ ( كفل ) لأن الكفل أصله في اللغة هو الثوب الذي يدار ويجعل على شكل حلقة ويوضع على سنام البعير

ويمكن تمثيل المعني بمنضدة مربعة .. فإذا رسمت لك على المنضدة مربع صغير وقلت لك هذا النصيب لك فهذا يعنى أنك أخذت نصيب ظاهر

أما لو وضعت كتاب على المنضدة وقلت لك ما تحت الكتاب لك فهذا يعنى أنك أخذت نصيباً مختفياً وهذا النصييب هو الكفل

أرجوا أن أكون قد وفقت في الشرح .. حياكم الله
أي يمكن القول صورة الجزئية مع النصيب صورة ظاهرة بارزة وصورة الجزئية مع الكفل صورة مختفية مخفية

ذو الفقار
2008-09-07, 03:17 PM
قال تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) سولاة آل عمران الآية 43

فما دلالة تقديم السجود على الركوع؟

هذا من دقة القرآن الكريم. فعندما ندقق نجد أن الكلام في لغتنا على طريقتين:

إمالترقّي من الأدنى إلى الأعلى أو التدني في الأعلى إلى الأدنى.

والكلام في الآية هي الترتيب من العام فالخاصّ فالأخصّ. والقنوت عام يكون في الصلاة وفي غيرها فهو عام ثم انتقل إلى الخاصّ وهو السجود لأنه يكون في الصلاة وفي سجود التلاوة وسجدة الشكر لكنه أخصّ من القنوت ثم انتقل إلى الركوع الذي هو أخصّ من السجود فلا ركوع إلا في الصلاة.

وفي آية أخرى قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "سورة الحج الآية 77
هنا انتقل من الأخص فالخاص فالعام فالأعم. والركوع أخص الخصوص ثم انتقل إلى السجود ثم العام (اعبدوا ربكم) ثم الأعم (وافعلوا الخير).

عزتي بديني
2008-09-08, 12:29 AM
من بلاغة القرآن ما فيه من أسلوب الاحتراس إذا خشي أن يفهم من الآية


خلاف المقصود، ولذلك أمثلة، منها: ما حكاه الله عن النملة: {لا يحطمنكم


سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}[النمل:18], فقوله: (وهم لا يشعرون)


احتراس يبين أن من عدل سليمان وفضله وفضل جنوده أنهم لا يحطمون


نملة فما فوقها إلا بألا يشعروا. [الزركشي]

عزتي بديني
2008-09-08, 12:30 AM
صيغة الاسم تفيد الثبات والدوام, وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار,


ومن لطائف هذا التعبير قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما


كان الله معذبهم وهم يستغفرون}[الأنفال:33] فجاء الفعل (ليعذبهم) لأن


بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب, وجاء بعده بالاسم (معذبهم)؛ لأن


الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان. [د.فاضل السامرائي

ذو الفقار
2008-09-08, 02:27 PM
ما شاء الله وسبحان الله

ما أجمل القرآن وبلاغته

والله أن فيه لذة ومتعة تزداد كلما فهمنا معانيه وبلاغته

صل على الحبيب
2008-09-08, 02:31 PM
صيغة الاسم تفيد الثبات والدوام, وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار,


ومن لطائف هذا التعبير قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما


كان الله معذبهم وهم يستغفرون}[الأنفال:33] فجاء الفعل (ليعذبهم) لأن


بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب, وجاء بعده بالاسم (معذبهم)؛ لأن


الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان. [د.فاضل السامرائي


من اروع ما قرأت فى هذا الموضوع

وسبحان الله العظيم

افلا يعقلون !!!

ذو الفقار
2008-09-11, 07:41 PM
لا شك أن القرآن الكريم إمتاز إسلوبه بإجتناب الإطالة وهذا إحدى فنون البلاغة

يقول الله تعالى " (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) سورة النمل الآيات 38-40

هنا انتقال فجائي بين قول الذي عنده علم من الكتاب وتكفله بأن يأتي بعرشها قبل أن يرتد طرف سليمان إليه، وبين وقوع ما تعهد به من إحضار العرش عند سليمان.

إن القارئ لهذه الآية يعيش فيها بشعوره وإحساسه بدقة عظيمة، إذ إنه – أي القارئ- لا يكاد يرتد إليه طرفه حتى يفاجئه سياق الآية بتحقق الأمر ووقوعه، وهذا نمط من البلاغة القرآنية مفرَد، فقد تضافر اللفظ والمعنى والسياق في تأدية القصة ونقل ذلك الجو الذي جرت فيه تلك الواقعة العجيبة.