المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البكاء وأنواعه ومنهم الذين تبكي عليهم السماء



عزتي بديني
2008-09-02, 02:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين



البكاء في القرآن

بعض الآيات التي ورد فيها البكاء : قال تعالى : " وأنه هو

أضحك وأبكى "

و قال تعالى مادحاً عباده : " أولئك الذين أنعم الله عليهم من

النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا و

أجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبُكياً "

وقال تعالى منكراً على المشركين : " أفمن هذا الحديث تعجبون

وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون "

[( ولا تبكون ) أي كما يفعل الموقنون به كما أخبر عنهم ] [1]

و( سامدون ) على قول ابن عباس الغناء كما ذكرها ابن كثير من ضمن الأقوال : [عن

عكرمة عن ابن عباس قال الغناء هي يمانية أسمد لنا غن لنا ]

[2]


فلماذا يَحرم البعض نفسه من بكاء الخشية و الإقتداء بنبيه – صلى الله عليه وسلم –

بالبكاء من خشية الله وآيات الله ، من أجل أغنية ... فمن لم يقدِّر نفسه ويرفها بآيات

ربه استماعاً وتلاوة ، كيف لا يُهان ويتعرض له من يُهينه وهو يستمع لمزمار الشيطان

، وبريد الزنا ، وصخرة القلب ... إنه الغناء .


وقال تعالى : " فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا

منظرين "


قال ابن عباس : [أتى ابن عباس - رضي الله عنهما - رجل فقال يا أبا العباس أرأيت

قول الله تعالى ( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا

منظرين ) فهل تبكي السماء والأرض على أحد قال - رضي الله عنه - : نعم

إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا

مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه ففقده بكى

عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت

عليه وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله عز

وجل منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض ] [3]


نسأل الله أن يجعلنا ممن تبكي عليهم السماء والأرض ويرزقنا توبة نصوحاً .


عينان – ثلاثة أعين


قال – صلى الله عليه وسلم - : " عينان لا تمسُّهما النار أبداً :

عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " رواه أبو يعلى

وقال المنذري : رجاله ثقات .

وقال – صلى الله عليه وسلم - : " ثلاثة لا ترى أعينهم النار ،

عين حرست في سبيل الله ، وعين بكت من خشية الله ، وعين غضت عم محارم الله " [4]



هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في بكائه

[ و أمَّا بكاؤه – صلى الله عليه وسلم – ، فكان مِن جنس ضحكه ، لم يكن بشهيقٍ

ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، ولكن كانت تدمَعُ عيناه حتى تَهْمُلا ، ويُسمع

لِصدره أزيزٌ . وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها ،

وتارة مِن خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال ،

مصاحبٌ للخوف والخشية . ولما مات ابنُه إبراهيم ، دمعت عيناه وبكى رحمة له ،

وقال : " تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا ، وإنا بك يا إبراهيم

لمحزونون " . وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض ، وبكى لما قرأ عليه ابن

مسعود سورة ( النساء ) وانتهى فيها إلى قوله تعالى : " فكيف إذا جئنا من كل أمة

بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً " [ النساء – 41 ] . وبكى لما مات عثمان بن

عفان بن مظعون ، وبكى لما كسفت الشَّمس ، وصلى صلاة الكسوف ، وجعل يبكي في

صلاته ، وجعل ينفخ ، ويقول : " رَبِّ ألم تعِدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ،

ونحن نستغفرك " . وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته ، وكان يبكي أحياناً في صلاة

اللَّيل ] [5]


تـبـكـي تـنـاجـي الـذي أولاك نـعمته

حـتـى تـغـلـغـلـت الأورام في الـقـدمِ

أزيز صدرك في جوف الظلام سرى

ودمــع عـيـنـيـك مثل الهاطـل العممِ [6]والبكاء أنواع :


أحدها : بكاءُ الرحمة ، والرقة .

والثاني : بكاءُ الخوف والخشية .

والثالث : بكاء المحبة والشوق .

والرابع : بكاء الفرح والسرور .

والخامس : بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله .

والسادس : بكاء الحزن .

والفرق بينه وبين بكاء الخوف ، أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول

مكروه ، أو فوات محبوب ، وبكاء الخوف يكون لِمَا يتوقع في المستقبل مِن ذلك ،

والفرق بين بكاء السرور والفرح ، وبكاء الحزن ، أن دمعة السرور باردة ، والقلب

فرحان ، ودمعة الحُزن حارة ، والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح به : هو قُرَّةُ عين ،

وأقرَّ الله به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن الله عينه بِه .

والسابع : بكاء الخور والضعف .

والثامن : بكاء النفاق ، وهو أن تدمع العبين ، والقلب قاسٍ فيُظهر

الخشوع ، وهو من أقسى الناس قلباً .

والتاسع : البكاء المستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة ، فإنها كما قال عمر

بن الخطاب : تبيع عبرتها ، وتبكي شجو غيرها .

والعاشر : بكاء الموافقة ، وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم ، فيبكي معهم ، ولا يدري لأي شيء يبكون ، ولكن يراهم يبكون فيبكي . ] [7]


معلومة قيمة جداً " الفرق بين البكاء والبُكى "

[ وما كان من ذلك دمعاً بلا صوت ، فهو بُكى ، مقصور ، وما كان معه صوت ، فهو

بكاء ، ممدود على بناء الأصوات .


وقال الشاعر :
بكت عيني وحُقَّ لها بُكاها وما يُغني البُكاءُ ولا العويلُ .

وما كان منه مستدعىً متكلفاً فهو التباكي ، وهو نوعان :

محمود ، ومذموم .

فالمحمود : أن يُستجلب لِرقة القلب ، ولخشية الله ، لا

للرياء والسُّمعة .

والمذموم : أن يُجتلب لأجل الخلق ، وقد قال عمر بن

الخطاب للنبي – صلى الله عليه وسلم – للنبي وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن

أسارى بدر : أخبرني ما يُبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ ، وإن لم أجد

تباكيت لبكائكما ، ولم ينكر عليه – صلى الله عليه وسلم - . وقد قال بعض السلف :

ابكوا من خشية الله ، فإن لم تبكوا ، فتباكوا ] [8] .


هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان

إلى يوم الدين



______________
[1] – [2] تفسير ابن كثير

[3] المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير للمباركفوري .

[4] ذكره أمير محمد المدري ، في كتابه " كن من أهل الجنة " وذكر في الحاشية :

حسن رواه الطبراني في الكبير (19/416) ... انظر قسم الكتب في موقع صيد الفوائد .

www.saaid.net

صفحته في صيد الفوائد (http://saaid.net/Doat/ameer/index.htm)

[5] زاد المعاد لابن القيم .

[6] من قصيدة السراج المنير ... بحسب الحفظ .

[7]- [8] زاد المعاد لابن القيم .

منقول للفائدة

ذو الفقار
2008-09-02, 04:40 PM
اللهم إنا نعوذ بك من عين لا تدمع من خشيتك

موضوع قيم أختي عزتي بدينى

حياكِ الله

عزتي بديني
2008-09-05, 07:13 AM
بارك الله فيكم وزادكم علما


اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة ،وبعد الموت مغفرة ، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وأسعد أيامنا يوم أن نلقاك.

اللهم آميين ووالدينا