تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بحث عن المقصود الحقيقى لمعنى رجسة الخراب بنص نبوءة السبعون اسبوعا



أبو اليسر
2012-02-19, 04:35 PM
بحث عن المقصود الحقيقى لمعنى رجسة الخراب بنص نبوءة السبعون اسبوعا


ما هو بالضبط المقصود من رجسة الخراب بنص نبوءة السبعون أسبوعا ؟

نستعرض أولا بعض من أراء كبار المفسيرين المسيحيين

. رجسة خراب الهيكل
في العبارات السابقة حدّثنا السيِّد عن نهاية الهيكل وخراب أورشليم بطريقة خفيَّة، أمّا هنا فيتحدّث علانيّة، إذ يقول: "فمتى نظرتم رِجْسَة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدّس، ليفهم القارئ" [15]. هكذا كان السيِّد المسيح يدعوهم لقراءة سفر دانيال (9: 27)، ليتأكَّدوا من خراب الهيكل اليهودي.
ما هي رِجْسَة الخراب هذه؟
أولاً: يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [أنها تعني الجيش الذي به خربت أورشليم]؛ نقلاً عن كلمات السيِّد نفسه: "ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش، فحينئذ اِعلموا أنه قد اِقترب خرابها" (لو21: 20). فقد دخل الأمم الهيكل ودنَّسوه بل وحطَّموه تمامًا، وكان ذلك علامة نهاية الملكوت الحرفي، وقيام الملكوت الروحي.
ثانيًا: يقول القدّيس جيروم: [يمكن أن تفهم عن تمثال قيصر الذي وضعه بيلاطس في الهيكل أو (تمثال) هادريان الفارسي الذي أُقيم في قدس الأقداس... في العهد القديم يُدعى التمثال بالرِجْسة، وقد أضيفت كلمة "خراب"، لأن التمثال قد وُضع في وسط الهيكل المهجور.] وقد أخذ القدّيس يوحنا الذهبي الفم بذات الرأي أيضًا.
ثالثًا: يرى القدّيس هيلاري أسقف بواتييه أن هذه الرِجْسَة إنّما تُشير لما يحدّث في أيام ضد المسيح إذ يقول: [أعطى الله علامة كاملة عن مجيئه الأخير، إذ يتحدّث عن أيام ضدّ المسيح. يسمِّيها رِجْسَة لأنه يأتي ضدّ الله ناسبًا كرامة الله لنفسه. إنها رِجْسَة خراب لأنه يدمر الأرض بالحروب والقتل. يقبله اليهود، فيأخذ موقف التقدّيس، وفي الموضع الذي تقام فيه صلوات القدّيسين يستقبلون الخائن كمن هو مستحق لكرامة الله. وإذ يصير هذا الخطأ شائعًا بين اليهود فينكرون الحق ويقبلون الباطل، لذلك يطلب الله (من شعبه) أن يتركوا اليهوديّة ويهربوا إلى الجبال حتى لا يعوقهم أتباعه ولا يؤثِّرون عليهم.]

واضح جدا أن أن كبار المفسرين المسيحيين مختلفين حول تعريف محدد و واضح لرجسة الخراب .

ما رأيكم فى تفسير جيروم أنا أراه الأقرب للصواب و سأذكر لكم الأسباب
جيروم بنى تفسيره على أساس ان رجسة تعنى صنم و هذا فى حد ذاته صحيح
فالكلمة ذاتها أستعملت بهذا المعنى فى سفر أشعياء 44 – 19 د
النص من نسخة ترجمة الحياة
19لَيْسَ مِنْ مُتَأَمِّلٍ أَوْ ذِي مَعْرِفَةٍ أَوْ إِدْرَاكٍ يَقُولُ: قَدْ أَحْرَقْتُ نِصْفَ الشَّجْرَةِ بِالنَّارِ وَخَبَزْتُ خُبْزِي عَلَى جَمَرَاتِهَا، شَوَيْتُ لَحْماً عَلَيْهَا وَأَكَلْتُهُ. أَفَأَصْنَعُ مِنْ بَقِيَّتِهَا رِجْساً وَأَسْجُدُ أَمَامَ قِطْعَةِ خَشَبٍ؟
و رغم ان ذات نفس الكلمة أستعملت بمعنى الزنى أو النجاسة .
و لكن هذه المعانى بعيدة كل البعد عن تفسير النبوءة فلا نحتاجها .
فالرجسة مفردة إذن معناها صنم يعبد من دون الله و هذا هو المعنى الصحيح و قد وافقنا نص إشعياء السابق على هذا التفسير .
فما علاقة هذه الرجسة بالخراب
هذا ما قاله جيروم
... في العهد القديم يُدعى التمثال بالرِجْسة، وقد أضيفت كلمة "خراب"، لأن التمثال قد وُضع في وسط الهيكل المهجور.]

إذا نحن أمام صنم يعبد من غير الله يوضع فى أقدس موضع من أقدس مكان لعبادة الله على الأرض .

و أقدس موضع بالهيكل كان هو قدس الأقداس
فمتى وضع صنم يعبد من دون الله بقدس الأقداس
نرجع نشوف كلام يسوع
يسوع بيقول ( 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس.ليفهم القارئ )
نلاحظ أن يسوع يجعل ظهور رجسة الخراب هذه فى زمن مستقبلى بالنسبة لزمن تواجده على الأرض بالرغم من حدوث رجسة خراب أخرى سابقة على زمنه فى الماضى سنة 167 ق0م

و دانيال قال ( ويقيم على جناح الهيكل رجاسة الخراب ) هذه من ترجمة نسخة الحياة و ببعض الترجمات الأخرى لا نجد كلمة الهيكل .
هكذا ( وعلى جناح الارجاس مخرب حتى يتم ويصبّ المقضي على المخرب )
هل هذه الرجسة قامت بالهيكل قبل دماره و أم قامت مكان الهيكل بعد تدميره ؟
يسوع اكد مرارا و تكرار أن الهيكل سيدمر و لا يبقى حجر على حجر . و هذا ماتم بالفعل .
كما ان الرجسة مرتبطة بكلمة الخراب و أشار يسوع أنها ستقام بالمكان المقدس و الخراب تشير دمار الهيكل
و كل هذه الإشارات تعنى شيئا واحد و هى ان رجسة الخراب هذه ستقام على أنقاض هيكل اليهود المدمر .
ظهرت بتاريخ اليهود مكان الهيكل و بالهيكل رجستان فى زمانين مختلفين و كلاهما كان تصديق للنبى دانيال .
نستعرض التاريخ
يوجد لدينا حادثان وضع فى كل منها صنم يعبد من دون الله بالهيكل أو مكان الهيكل .
الحادثة الأولى سنة
في النصف الأول من ديسمبر سنة 167ق.م. ذلك عندما جعل الملك أنطيوخس إبيفانس هيكل أورشليم هيكلاً للإله زيوس الأوليمبى، نسبة إلى الألعاب الأوليمبية التى كانت تقام بالقرب من أورشليم على شرفه،

http://popekirillos.net/ar/bible/Deu...akabyin1/1.php (http://popekirillos.net/ar/bible/Deuterocanonical_tafseer/anba-makarios/makabyin1/1.php)

و كانت هذه الرجسة هى الرجسة الأولى و كانت تحقيقا لما ورد بنبوءة النبى دانيال عما فعله القرن الصغير المتعظم
من أصحاح 8 دانيال
ومن واحد منها خرج قرن صغير وعظم جدا نحو الجنوب ونحو الشرق ونحو فخر الاراضي.
10 وتعظم حتى الى جند السموات وطرح بعضا من الجند والنجوم الى الارض وداسهم.
11 وحتى الى رئيس الجند تعظم وبه ابطلت المحرقة الدائمة وهدم مسكن مقدسه.
12 وجعل جند على المحرقة الدائمة بالمعصية فطرح الحق على الارض وفعل ونجح.
13 فسمعت قدوسا واحدا يتكلم فقال قدوس واحدا لفلان المتكلم الى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدس والجند مدوسين.
14 فقال لي الى الفين وثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ القدس


الرجسة الثانية ظهرت
فى عهد الأمبراطور أدريانوس الذى حكم فى الفترة ( 117 م – يوليو 138 م )

و فى أعقاب قمع ثورة قام بها اليهود سنة 132 - 135 ) دمر أدريانوس مدينة القدس تماما و غير كافة معالمها و بنى مكانها مدينة جديدة باسم جديد هو إيليا كابيتولينا و بنى الأمبراطور ادريانوس معبد لجوبيتر مكان الهيكل المدمر و وضع صنم يعبد من غير الله فى مكان ما كان يعرفه اليهود بقدس الأقداس و منع اليهود من دخول المدينة .
تحقيقا لما ورد بنبوءة السبعون أسبوع للنبى دانيال وعن ذلك و إلى هذه الرجسة أشار النبى يسوع .
أما سنة تمام بناء المعبد الوثنى و زمن وضع الصنم بدقة فهو غير محدد غير ان كل الكتابات تشير أن ذلك تم فى عهد أدريانوس نفسه بعد قمعه لثورة اليهود يعنى ممكن من الفترة ( 135 إلى يوليو 138 م ) يعنى الحساب ممكن أن يكون من سنة 135 أو من سنة 136 أو من قبل يوليو 138 م

.
------
و الآن سنقارن بين الأحداث لنستجلى الحق الذى تنطق به النبوءة .

الحالة الأولى سنة 167 ق0م مستبعدة من تفسيرتنا كرجسة الخراب المشار إليها فى نبوءة السبعون أسبوعا لانها حدث ماضى بالنسبة لزمن تواجد يسوع على الأرض كما أنها كانت تحقيق نبوءة أخرى للنبى دانيال تحققت كما أشرنا لذلك من قبل.
الحالة الثانية
هى التحقيق الفعلى لرجسة الخراب المذكورة بنبوءة السبعون أسبوعا و هى تمثل إعتداء على حقوق الله شخصيا حيث أقيم فى محل بيته الذى كان محل عبادته فى الأرض معبدا وثنيا وضع فيه فى أقدس بقعه منه صنم لجوبيتر إله الوثنيون و قدمت له الذبائح و العبادة . من دون الله .


لماذا لا نعتبر ما حدث سنة 70 م رجسة الخراب فى نبوءة السبعون أسبوع رغم ان اليهود ظنوا أن هذه هى رجسة الخراب المقصودة بنوءة السبعون أسبوع وقت حدوثها .
الحدث سنة 70 م تم فيه تدمير الهيكل تدميرا كليا تحقيقا لنبوءة النبيان يسوع و دانيال .
و لكن هل أقيم صنم يعبد من غير الله مكان هذا الهيكل المدمر فى ذلك العام ؟ أو حتى صنم يعبد من دون الله داخل الهيكل نفسه قبل هدمه .

الحقيقة لا لم ينصب أصنام داخل الهيكل سواء قبل تدميره أو مكانه بعد تدميره أنما كل ماحدث هو نصب رايات الحرب للجنود المنتصرين التى تحمل علامات الوثنيون الرومان ناحية البوابة الشرقية للهيكل قبيل هدمه
قال المؤرخ يوسيفوس إنه يصف دخول الرومان الهيكل المقدس بأعلامهم، ووضعوها على البوابة الشرقية وقدموا لها الذبائح. فاعتبر بنو إسرائيل هذا رجسة الخراب. أنتهى

هذا طبعا قبل حدوث التدمير للهيكل و الأعلام حرب و رايات كانت تحمل صور لألهة الرومان حينئذ . و لكنها ليست أصنام مقامة . ووضعت على البوابة الشرقية يعنى ليس داخل الهيكل نفسه
و حين دمر الهيكل حرث مكانه بالمحراث و لم يبقى منه شئ و رحل عن مكانه الرومان بأعلامهم و بقوا بالقدس حامية عسكرية و منعوا أى يهودى من الدخول إليها .
------------------
و هذا البحث يفيد كثيرا فى التوصل للتفسير الصحيح لنبوءة السبعون اسبوعا عن زمن ظهور قدوس القدوسين الذى سوف تختم به النبوة
كما ساوضح ذلك فى قسم البشارات عن النبى محمد

دانة
2012-02-20, 09:48 PM
ما زال اليهود لليوم يحلمون باعادة بناء الهيكل المزعوم ويتهيئون له
قبحهم الله ولعنهم في الدنيا والاخرة
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل