المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة حمص .. قاهرة الطغاة



سوفانا
2012-02-20, 11:43 AM
الموقع الجغرافي:-
تعتبر حمص ثالث مدينة سورية من حيث عدد السكان والأهمية بعد دمشق وحلب. تقع في الجزء الغربي من وسط سورية، وعلى الطريق بين دمشق وحلب. تبعد حمص 160 كم عن العاصمة دمشق، وهي مركز أكبر المحافظات السورية.
وتُعدُّ حمص بموقعها المتوسط همزة الوصل بين المناطق الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية، وترتفع عن سطح البحر 508 أمتار.


يبلغ عدد سكان حمص 800 ألف نسمةٍ، وعدد سكان محافظتها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وتبلغ مساحتها 42218 كم؛ أي نحو أربعة أضعاف مساحة الجمهورية اللبنانية.


وتُعدُّ حمص سوقًا للبادية السورية، وهي مركز مهمّ للزراعة كزراعة الحبوب والخضار والقطن والشمندر السكري، كما أنها مركز صناعي يهتمُّ بصناعة المنسوجات، وهي غنية بالمعامل والمصانع، وفيها مصفاة للنفط.

الاثار العمرانية :-


تقع قلعة حمص فوق تلٍّ ارتفاعه 32 مترًا، فيها برجان يعودان إلى العهد الأيوبي، وتعود بقية تحصيناتها إلى العهدين المملوكي والعثماني. ولعبت القلعة دورًا مرموقًا في التاريخ،
خاصَّةً في عهد الدولتين الزنكية والأيوبية، وكذلك المماليك. وكان لسور حمص سبعة أبواب اندثرت. وفيها مجموعة من الجوامع الأثرية كجامع الدالاتي، وجامع الخليفة عمر بن عبد العزيز وفيه قبره، ومسجد أبي ذر الغفاري.

أما أشهر جوامع حمص على الإطلاق فهي: جامع الصحابي خالد بن الوليد وفيه ضريحه، وجامع النوري الكبير وكان معبدًا وثنيًّا ثم تحوَّل بعد الفتح الإسلامي إلى مسجدٍ رمَّمه وجدّده الملك الزنكي محمود نور الدين (http://www.islamstory.com/نور_الدين_محمود_والإصلاح_الشامل_فيديو)، فحمل اسمه "النوري".
تتركّز حول هذا الجامع الحمامات الشهيرة، إضافةً إلى العديد من الأسواق والخانات القديمة.

وفي حمص مجموعة كنائس قديمة، منها كنيسة ما زالت آثارها قائمة في حيِّ آل الزهراوي، يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي، وكنيسة السيدة أم الزّنار، التي يعود تاريخ بناء هيكلها إلى القرن الخامس الميلادي.

أمَّا الآثار في المدن التابعة لمحافظة حمص فهي كثيرة جدًّا، منها مدينة تدمر الصحراوية الشهيرة. وفي منطقة "تلكلخ" قلعة الحصن ودير مار جرجس ونبع الفوار المُقدّس.
وفي منطقة القصير تلّ النبي مَند، وطواحين، وجسور، وقناطر. وفي منطقة الرستن كهوف أثرية وأقنية رومانية والقبو الأبيض. وفي منطقة المخرم قصر الشّندفيان.

سوفانا
2012-02-20, 11:45 AM
الاهمية التاريخية:-

حمص مدينة مغرقة في القِدَم، سكنها الإنسان الحجري منذ 50 ألف عامٍ ق.م. وتعاقب على سكنها الأموريون والحثيون والفينقيون والآراميون واليونان والرومان والعرب والأتراك، كما وُرِدَ ذكر حمص في التوراة أكثر من مرةٍ.

وقرب حمص وقعت معركة قادش التي انتصر فيها رمسيس الثاني المصري على الحثيين، وعندها هزم أورليان الملكة زنوبيا في 272م. وأصيبت حمص بزلزالين مُدمّرين في 1127 و1307م. وفي عام 80 ق.م ظفرت حمص باستقلالٍ إداريٍّ، إذ حُكِمَت من قِبَل ملوكها المحلييّن من أسرة سمسيغرام (80 ق.م - 79م)، الذين بلغت حمص في عهدهم أوج الازدهار.

ثم عادت حمص ودخلت تحت الحكم الروماني، واستقلَّت أسرة "السّميذع" العربية في تدمر، وحَكَمت سورية أيام أذينة الثاني (245- 226) وزوجته زنوبيا. ثم حكم حمص الغساسنة العرب برعاية البيزنطيين.

وعرفت حمص في عهد الخلفاء الراشدين شأنًا عظيمًا، حيث كان فتح حمص (http://www.islamstory.com/فتح_بعلبك_وحمص_فتح_الشام) في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (http://www.islamstory.com/عمر-بن-الخطاب/) رضي الله عنه. وبقي لحمص مركزها المرموق طيلة عهد الأمويين ومطلع عهد العباسيين، ثم انحطّت مكانتها السياسية؛ لأنها كانت بين آونةٍ وأخرى تعلن العصيان وتشعل الثورات ضد العباسيين وولاتهم.

ولما جاء الصليبيون، عجزوا عن الاستيلاء على حمص لدفاع أهلها عنها. ولما استولى القائد التتري تيمورلنك على بلاد الشام، مرَّ بمدينة حمص فلم يدمِّرها أو يستبيحها كما فعل ببقية المدن السورية، بل وهبها لجثمان الصحابي خالد بن الوليد (http://www.islamstory.com/خالد_بن_الوليد) -رضي الله عنه- الثاوي فيها قائلاً: "يا خالد، إن حمص هديتي إليك أقدِّمها من بطلٍ إلى بطلٍ".


إن التاريخ يشهد على صمود هذه مدينة حمص أمام الكثير من الطغاة الذين وجدوها عصيَّة عليهم في زمن الفراعنة واليونان والرومان والبيزنطيين والفرس، وغيرهم من أمثال الفرعون رمسيس الثاني والإسكندر المقدوني وكسرى فارس وحتى هولاكو المغولي، فهؤلاء كانت حمص عصيَّة عليهم، بل أذاقتهم الهزيمة المُرَّة.

وليست حمص لُعبة، وهي التي أذاقت الانتداب الفرنسي بدءًا من 1920م طعم التمرد الحمصي أيضًا، فسقط من أهلها العشرات قتلى في ثوراتها المتتالية على المستعمرين، وبقيت عصيَّة على كل غاصب غادر.

والآن ها هي مدينة حمص قاهرة الطغاة صامدة أمام طاغية آخر في عصرنا الحديث، يتوقع له أن يلقى على أبوابها شر هزيمة، بل ستكون حمص -بإذن الله- سببًا في نهاية نظام بشار "هولاكو سوريا" وذهابه إلى مزبلة التاريخ.

قصة الاسلام

ام بكور
2012-02-29, 07:59 PM
مشكورة أختي عالتوضيح تقبلي مروري