المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول الجد فى حديث الرعد مع الاعتذار للزميل باركيليتيوس



عُبَيّدُ الّلهِ
2012-03-10, 06:37 AM
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله العلى العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واقرواذعن واشهد أن لا اله الا الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه واله وسلم.
كنت قد تناقشت مع الزميل باركيليتيوس والاستاذ باحث سلفى فى حديث الرعد ملكاقتباس:


أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك قال فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه قالوا الله على ما نقول وكيل قالوا أخبرنا عن علامة النبي قال تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا فأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت وإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت قالوا صدقت فأخبرنا عن الرعد ما هو قال الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره
الراوي عبدالله بن عباسالمحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم:4/191
خلاصة حكم المحدث:صحيح



وكان رأى الاستاذ باحث انه باستثناءالالبانى رحمه الله تعالى فان الرأى هو التضعيف لاسباب عدة اهمها ان فى السند شهاب بن بكير.وكان ردى انه حتى مع فرض ذلك الا ان هناك تعدد فى المرويات عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تجعل الحديث هو اقرب للرفع منه للوقف.وتوقف النقاش الى هذا الحد لكن نفسى لا تطمئن ابدا ابدا الا باليقين فذهبت الى تفسير ابن ابى حاتم ووجدت مفاجأة من العيار الثقيل تقلب الموازين كلها واضعها لاننى دائما وابدا مع الحق حيث كان
لنقرء هذه المرويات الثلاثة باسانيد مختلفة من تفسير الطبرى وايضا ابن ابى حاتم:
اقتباس:


حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا موسى بن سالـم أبو جهضم مولـى ابن عبـاس، قال: كتب ابن عبـاس إلـى أبـي الـخلَد يسأله عن الرعد؟ فقال: الرعد: ملك.



اقتباس:


حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: حدثنا بشر بن إسماعيـل، عن أبـي كثـير، قال: كنت عند أبـي الـخلَد، إذ جاءه رسول ابن عبـاس بكتاب إلـيه، فكتب إلـيه: كتبت تسألنـي عن الرعد، فـالرعد: الريح



اقتباس:


حدثنـي إبراهيـم بن عبد الله، قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا ابن إدريس عن الـحسن بن الفرات، عن أبـيه، قال: كتب ابن عبـاس إلـى أبـي الـخلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد: ريح.



هذه المرويات الثلاثة تقوى بعضها بعضا وتقطع بأن ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهما لم يكن يعرف ان الرعد ملك فكيف سيروى حديثا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بينما هو يسئل رجل على علم بعلوم اهل الكتاب عن الرعد؟اذا حديث الرعد لا يرُفع وهو من وهم الرواى.
وفى النهاية كما وعدت اعتذر للعزيز باركيليتيوس ليس فقط فى حراس العقيدة بل فى كل منتدى اشارك فيه

عُبَيّدُ الّلهِ
2012-03-11, 06:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد غضب الاستاذ باحث سلفى منى بسبب الموضوع ويريدنى ان اضيف هذا الكلام
يقول الاستاذ:
"يا أخي نوه أنني لم أضعف الحديث لهذا السبب الذي ذكرته ،بل
ضعفته لثلاث أسباب مجتمعة [ وهذا نقلًا عن البحث المنشور على الشبكة ] :
_ ضعف إسناد الرفع .
_ قوة الوقف على بعض الصحابة والتابعين .
_ وروده عن كعب الأحبار ( وهو من مسلمي أهل الكتاب ) . "

أبوحمزة السيوطي
2012-03-11, 09:15 AM
أخي الحبيب عبيد الله

ما هو الإشكال الذي دار بسببه النقاش ؟ هل أمر يخص الإسناد وصحة الحديث أو ضعفه أو استنكار شيء في متنه ؟

فأنا أرى الموضوع يحتاج لبحث أكثر أخي الكريم أكثر من ذلك ودراسة للمرويات هذا الحديث حسنه ابن حجر وأحمد شاكر والألباني والوادعي
ورواية كعب الأحبار تحتاج بحث والروايات التي نقلتها عن تفسير الطبري وابن أبي حاتم تحتاج بحث

أرجوا منك أن تضع لنا رابط البحث الذي ذكره أخي باحث سلفي فضلاً لا أمراً

بارك الله فيك

عُبَيّدُ الّلهِ
2012-03-12, 12:46 AM
أخي الحبيب عبيد الله

ما هو الإشكال الذي دار بسببه النقاش ؟ هل أمر يخص الإسناد وصحة الحديث أو ضعفه أو استنكار شيء في متنه ؟

فأنا أرى الموضوع يحتاج لبحث أكثر أخي الكريم أكثر من ذلك ودراسة للمرويات هذا الحديث حسنه ابن حجر وأحمد شاكر والألباني والوادعي
ورواية كعب الأحبار تحتاج بحث والروايات التي نقلتها عن تفسير الطبري وابن أبي حاتم تحتاج بحث

أرجوا منك أن تضع لنا رابط البحث الذي ذكره أخي باحث سلفي فضلاً لا أمراً

بارك الله فيك

للاسف الحوار تم على الخاص استاذنا فالادارة هناك حساسة جدا
بالنسبة لما ذكرته حضرتك فانا كنت اعتمد على اراء الالبانى وابن حجر فعلا ولكن هناك بحث جديد على النت يستحق المطالعة سأضعه فى المشاركة التالية باذن الله تبارك وتعالى.
ولكن السند والمتن فيه كلام وما يحسم الجدل هو الاثر الذى يشير الى سؤال ابن عباس رضى الله تبارك وتعالى عنهما عن الرعد وهذا الاثر له اصل فطالما فعل ذلك رضى الله تبارك وتعالى عنه فان الحديث موقوف عليه ووهم الراوى ورفعه وزاد فيه.

عُبَيّدُ الّلهِ
2012-03-12, 12:49 AM
بحثٌ في الحديث المرفوع: ((الرعدُ ملكٌ)).





بقلم خالد بن محمود الحايك.


ذكر معظم أهل التفسير هذا الحديث عند تفسيرهم لقول الله تعالى }ويُسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته{[سورة الرعد:13]. وقد جاء الحديث مرفوعاً إلى النبيّ e، وجاء موقوفاً على بعض الصحابة، وجاء تفسيراً من كلام أئمة التفسير من التابعين. وسأذكر هذه الاختلافات في هذا الحديث كلّ على حدة.



المطلب الأول: الروايات المرفوعة لهذا الحديث:



1- قال الترمذي –رحمه الله- حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمن، قال: أخبرنا أبو نُعيم، عن عبدالله بن الوليد ـ وكان يكون في بني عجل ـ، عن بُكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: "أقبلت يهود إلى النبيّ e فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ((ملَكٌ من الملائكة وُكلَ بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله.)) فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: ((زَجْرُهُ السحابَ إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر.)) قالوا: "صدقت" فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: ((اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها.)) قالوا: "صدقت."

قال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ"(1).

قلت: وهذا الحديث أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) بسياق أطول من هذا، عن أحمد بن يحيى الصوفي، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا عبد الله بن الوليد ـ وكان يجالس الحسن بن حي ـ عن بكير بن شهاب به. وفيه: ((أقبلت يهود إلى النبيّ e فقالوا: يا أبا القاسم! نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك، قال فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل. قالوا: أخبرنا عن علامة النبي e؟ قال: ((تنام عيناه ولا ينام قلبه))، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل؟ قال: ((يلتقي الماءان فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت))، قالوا: صدقت.... قالوا: أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة فإنه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة من ربه بالرسالة وبالوحي فمن صاحبك؟ فإنما بقيت هذه حتى نتابعك؟ قال: ((هو جبريل))، قالوا: ذلك الذي ينـزل بالحرب وبالقتل ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت ميكائيل الذي ينـزل بالقطر والرحمة تابعناك، فأنزل الله تعالى }من كان عدواً لجبريل{ إلى آخر الآية }فإن الله عدو للكافرين{(2).

وأخرجه الطبراني عن علي بن عبدالعزيز عن أبي نعيم به، بتمامه(3). وأخرجه الضياء المقدسي من طريق الطبراني(4).

وأخرجه أحمد في ((المسند)) عن أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبدالله بن الوليد العجلي ـ وكانت له هيئة، رأيناه عند حسن ـ عن بكير بن شهاب به، بنحوه(5).

وأخرجه الضياء المقدسي في ((المختارة)) من طريق أحمد(6).

ورواه ابن أبي حاتم في ((التفسير)) عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، عن عبدالله بن الوليد ـ يعني من ولد معقل بن مقرن ـ عن بكير بن شهاب به مقتصراً على ذكر الرعد فقط(7).

وأخرجه أحمد أيضاً عن هاشم بن القاسم، عن عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: ((حضرت عصابة من اليهود نبي الله e يوماً فقالوا: يا أبا القاسم: حدثنا عن خلال نسألك عنهن...)) وساق الحديث بطوله، إلا أنه لم يذكر سؤالهم عن الرعد(8).

وقد رُويت أجزاء من هذا الحديث بأسانيد مختلفة مرفوعة وموقوفة(9)، ولم يرد ذكر الرعد إلا في هذا الحديث الطويل!

قال الهيثمي: "رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات(10).

ونقل الشيخ شعيب الأرنؤوط قول الترمذي: "حديث حسن." ثم قال: "وهو كما قال(11).

قلت: قول الترمذي هو: "حديث حسن غريب." فلم يذكر الشيخ شعيب لفظ "غريب"!

وقد نقل الشيخ الألباني(12) والشيخ حمدي السلفي أن الترمذي قال: "حديث حسن صحيح غريب"(13) وهذا لا يوجد في النسخة المتداولة بين أيدي طلبة العلم، ولعله يوجد في نسخة قديمة من الترمذي؛ لأن الزرقاني قال في هذا الحديث: "روى أحمد والترمذي وصححه والنسائي والضياء وغيرهم عن ابن عباس..."، فنقل هنا تصحيح الترمذي له(14).

قلت: وهذه الاختلافات بين النسخ في نقل أقوال الترمذي فيها أوهام كثيرة، وقد نبّه بعض أهل العلم كالمزي إلى هذا قديماً.

وقد صحح هذا الحديث ابن منده، فقال: "هذا إسناد متصل، ورواته مشاهير ثقات، أخرجه النسائي"(15).

وصححه الشيخ أحمد شاكر، فقال: "إسناده صحيح"(16).

وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني(17).

وصححه الدكتور عبدالملك دهيش محقق المختارة، فقال: "إسناد صحيح بالمتابعة"(18).

قلت: مدار هذا الحديث على ((عبدالله بن الوليد)) وقد تفرد به عن بكير بن شهاب، وتفرد به بكير عن سعيد، قال أبو نُعيم الأصبهاني بعد أن أخرجه في ((الحلية)): "غريبٌ من حديث سعيد، تفرد به بُكير"(19).

قلت: وهذه إشارة رائعة من الحافظ أبي نُعيم، فكيف يتفرد به بُكير هذا عن سعيد بن جبير! فأين أصحاب سعيد الثقات عن هذا الحديث؟ فالعلة تكمن في تفرد بكير هذا، وهو ممن لا يُحتمل تفرده، وهو بُكير بن شهاب الكوفيّ، وليس بالدامغاني، قال أبو حاتم: "هو شيخ، يمكن أن يكون كوفياً". روى له الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط(20).

وترجم له البخاري في ((التاريخ)) فقال: "يعدّ في الكوفيين، عن صالح بن سلمان، روى عنه مبارك بن سعيد. قال لي أبو نُعيم: حدّثنا عبدالله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم! أخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: كان يسكن البدو فاشتكى عرق النَسا فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرّمها. قالوا: صدقت. وقال الثوري: عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله." قال أبو عبد الله: "حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد عن سفيان"(21).

قلت: يبيّن البخاري من خلال الترجمة أن حديث بكير هذا حديث منكر، وإن اقتصر على جزء منه فقط، والصحيح ما رواه غيره عن سعيد عن ابن عباس من قوله ليس مرفوعاً، فيكون من تفسير ابن عباس رضي الله عنه لهذا الجزء من الحديث فقط.

فيكون بكير هذا جاء إلى الأجزاء التي ذكرها في الحديث فرواها عن سعيد ورفعها إلى النبي e، وبعض هذه المذكورة في الحديث صحيحة من طرق أخرى كما سأبينه لاحقاً إن شاء الله تعالى.

وقول الذهبي في بكير هذا: "عراقي صدوق"(22). فهو حكم عام، لا ينافي حكمنا على حديثه هذا بالنكارة، والذهبي قال ذلك في مقابلة كلامه عن بكير بن شهاب الدامغاني بأنه منكر الحديث، فقال: وأما بكير... فعراقي صدوق، فهو لم يتتبع حديثه وإنما حكم عليه بشكل عام، والله أعلم!

وقد نقل الشيخ الألباني كلام الذهبي في الميزان، ثم قال: "ولعل مستنده في ذلك قول أبي حاتم فيه: "شيخ" مع ذكر ابن حبان له في الثقات، وتصحيح من صحح حديثه هذا ممن ذكرنا. وأما الحافظ فقال في التقريب: "مقبول" يعني عند المتابعة، ولم يتابع عليه كما صرّح بذلك أبو نعيم في قوله السابق، فالحديث في رأي الحافظ لين، والأرجح أنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة، لا سيما وقد ذكر له الحافظ شاهداً في ((تخريج الكشاف" (ص91) من رواية الطبراني في الأوسط عن أبي عمران الكوفي(23) عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت ـ وليس بالأنصاري ـ(24) سأل النبيّ e عن الرعد؟ فقال: ((هو ملك بيده مخراق، إذا رفع برق، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت.)) قلت: ـ أي الألباني ـ ولم يتكلم عليه الحافظ بشيء، وأبو عمران لم أعرفه، وفي الرواة المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه، ولكنه متقدم على هذا، والله أعلم. وقد روى الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص85) من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس، قال: ((الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه)). وشهر ضعيف لسوء حفظه. وجملة القول أن الحديث عندي حسن على أقل الدرجات. وفي الباب آثار أخرى كثيرة أوردها السيوطي في ((الدر المنثور))، فليراجعها من شاء." انتهى كلام الشيخ الألباني.

قلت: على كلام الشيخ الألباني مؤاخذات:

1- أن ما ظنه الشيخ من قول الذهبي فيه "صدوق" اعتماداً على قول أبي حاتم في "شيخ" فيه نظر؛ لأن كلمة شيخ عند أبي حاتم أقرب إلى التضعيف، ولا ترتقي إلى درجة الصدوق.

2- سبق وأن بينت أن الذهبي إنما قال ذلك في بكير في مقابلته لبكير بن شهاب الدامغاني، وهذا يدل على أن الذهبي لم يحرر ترجمته فعلاً، لأنه لم يسق في ترجمته أي قول من أقوال أهل العلم كقول أبي حاتم، وذكر ابن حبان له في الثقات.

3- اعتماد الشيخ على تقريب ابن حجر في الحكم على الرواة، ومعلوم أن ابن حجر أراد من هذا الكتاب هو تقريب الأحكام على الرواة بشكل عام لا الاعتماد عليها في الحكم على الأحاديث، وكلمة مقبول عنده يعني عند المتابعة كما قرره الشيخ مع التسليم بصحة ذلك فإن المتابعة ينبغي أن تكون متابعة قريبة لا متابعة بعيدة، وقد قرر الشيخ أنه لا توجد متابعة لهذا الحديث فهو حديث لين على رأي الحافظ ابن حجر، وفي هذا نظر؛ لأن الحديث ليس بلين بل منكر!

4- تردد الشيخ في الحكم على الحديث، فقال بأنه حديث صحيح ثم قال بأنه حسن على أقل الدرجات.

5- قوله بأنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة، فأي جماعة قصد الشيخ؟ يفهم من كلامه أن جماعة العلماء قد صححوه، وليس كذلك، وإنما الذي صححه هم بعض المتأخرين كابن منده والضياء المقدسي فقط، وبعض المعاصرين كما بيّناه سابقاً.

6- الشاهد الذي أتى به الشيخ والذي ذكره ابن حجر من حديث جابر هو حديث باطل كما نص عليه الشيخ نفسه في ((السلسلة الضعيفة))، فإنه أورده فيها، وقال: "باطل. ساقه الهيثمي في ((المجمع)) (8/133) من حديث جابر ابن عبدالله بن خزيمة بن ثابت ـ وليس بالأنصاري ـ قال: يا رسول الله: أخبرني عن ضوء النهار، وظلمة الليل، وعن حرّ الماء في الشتاء وعن برده في الصيف، وعن البلد الأمين، وعن منشأ السحاب، وعن مخرج الجراد، وعن الرعد والبرق، وعما للرجل من الولد وما للمرأة، فقال رسول الله e فذكره. قال الهيثمي: ورواه الطبراني في ((الأوسط))، وفيه يوسف بن يعقوب أبو عمران، ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته ولم ينقل تضعيفه عن أحد".قلت: ـ أي الشيخ الألباني: روايته مثل هذا الحديث كاف في تضعيفه،(25) فقد قال الذهبي في ترجمته: إنه خبر باطل، والراوي عنه مجهول واسمه محمد بن عبد الرحمن السلمي، وأقره الحافظ في اللسان"(26).

قلت: فهذا تناقض من الشيخ الألباني، يقول بأن الحديث صحيح بناء على شاهد هو نفسه حكم على أنه باطل!

7- قوله: "وأبو عمران الكوفي لم أعرفه..." فقد تبيّن فيما نقله في السلسلة الضعيفة أن الذهبي ذكره في الميزان وأشار إلى خبره الباطل هذا، فلا داعي لذكر إبراهيم النخعي وأنه يعرف بهذه الكنية وأنه متقدم عن هذا!

8- ما أشار إليه من أن السيوطي ذكر أثاراً كثيرة في الباب يوهم أن لهذا الحديث أصل، وليس كذلك، فإن معظم ما ذكره السيوطي لا يصح، ولا يصلح للاعتبار.

قلت: والحديث هذا الذي أورده الهيثمي ورواه الطبراني حديث باطل منكر، وفيه أن جابراً هذا كان في عير لخديجة وأن النبيّ e كان معه في تلك العير، وذكر هذا الحديث الطويل المنكر المصنوع!(27).

وبكير هذا لم يوثقه أحد من العلماء، وقد أخطأ المعاصرون في توثيقه اعتماداً على ذكر ابن حبان له في ((الثقات)) وتصحيح هذا الحديث له!

فالشيخ أحمد شاكر متساهل في التصحيح، والشيخ شعيب الأرنؤوط خالف حكمه في تعليقه على تهذيب الكمال، وحكم على الحديث في تعليقه على مسند أحمد بأنه حسن دون قصة الرعد، وذكر بأن بكير هذا توبع على حديثه هذا، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبدالله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة(28).

قلت: في كلامه نظر؛ فلم يتابع بكير على رواية هذا الحديث أحد، وقد تفرد به، وهو ليس من رجال الشيخين كما زعم الشيخ! والحديث كلّه باطل غير أحرف يسيرة منه خُرِّجت في الصحيح، أما بهذا السياق فمنكر.

وأما ما قاله الشيخ عبدالملك دهيش بأنه إسناد صحيح بالمتابعة، فغير صحيح؛ لأنه لا توجد له متابعة.

والمشكلة عند المشتغلين بالحديث في زماننا هذا أنهم إذا وجدوا أجزاء من حديث كهذا توجد في أحاديث صحيحة فإنهم يعدون ذلك متابعات وشواهد، وهذا ليس مبنياً على قواعد وأصول نقاد الحديث؛ لأن الضعفاء والمجاهيل يأخذون ما صح من بعض الأحاديث ويؤلفون بينها ويركبوا لها أسانيد فيسوقونها، فيأتي بعض المعاصرين فيحسنها أو يصححها اعتماداً على ورود أحرف من تلك الأحاديث عند أصحاب الصحيح وغيرهم!

وعودة إلى الحديث، فقد بيّنا أن بكير هذا تفرد به، ويمكن أن يكون هو الذي ركّب أجزاء هذا الحديث فساقها فيه، ويمكن أن يكون حدّث ببعضها وزاد فيه تلميذه أجزاء أخرى، وهذا يجعلنا أن نترجم للراوي عنه، وهو عبدالله بن الوليد.

قلت: هو عبدالله بن الوليد بن عبدالله بن معقل بن مقرن المزني الكوفي، كان يكون في بني عجل فربما قيل له العجلي. روى عن بكير بن شهاب وأبي صخرة جامع بن شداد وعاصم بن كليب وعاصم بن بهدلة وجماعة. وعنه ابن المبارك وابن عيينة وأبو أحمد الزبيري والحسن بن ثابت الأحول وأبو عاصم وأبو نُعيم وغيرهم.

قال علي بن المديني: "مجهول، لا أعرفه." وقال ابن معين والعجلي والنسائي: "ثقة." وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"(29).

وقد رد الذهبي على ابن المديني تجهيله له، فقال: "قلت: قد عرفه جماعة ووثقوه فالعبرة بهم"(30).

قلت: ظاهر عبارات من روى الحديث عنه كأبي نعيم وأبي أحمد الزبيري من وصفهما لحاله وأنه كان في بني عجل، وأن له هيئة حسنة، وأنه كان يجالس حسن بن حي، وعدم شهرته لأنه كان يجالس الحسن بن حيّ، والحسن بن حيّ كان مختفياً دهراً من الزمان وكان أبو جعفر المنصور يبحث عنه؛ لأنه كان رأساً في الزيدية وكان يرى السيف، وكان -رحمه الله- فقيهاً والرواية عنه قليلة، ومن يذهب إليه من المحدثين إنما كان يذهب إليه خُفية، ولهذا عرّفه أبو نُعيم وغيره، لئلا يعتقد بأنه مجهول العين، وكونه جالس أهل العلم فإن جهالة العين عنه تزول وهذا مذهب أهل العلم في ذلك. ومجالسته للحسن بن حي ترفع عنه الجهالة من جهة، وقد يطعن فيه من جهة أخرى لمذهب ابن حي، فيكون عبدالله على مذهب شيخه ابن حي، لمجالسته إياه!

وهو على أقل الأحوال صدوق، وكونه من آل معقل بن مقرن يرفع حاله لأنهم أهل علم والرواية عنهم معروفه، فهو ليس بمتهم، فيمكن أن يكون وهم في رواية هذا الحديث، فزاد فيه أشياء، والله أعلم! على أنني أرجح أن البلية في هذا الحديث من شيخه بكير بن شهاب، ومما يدل على ذلك أنّ الطبراني روى في ((المعجم الكبير))(31) حديثاً منكراً بهذا الإسناد، من طريق أبي نُعيم الفضل بن دكين عن عبدالله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ((لوددت أنّ عندي رجلاً من أهل القدر فوجأت رأسه. قالوا: ولِمَ ذاك؟ قال: لأن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ستين وثلاث مئة نظرة، يخلق بكلِّ نظرة، ويحي ويميت ويعزّ ويذل ويفعل ما يشاء.))(32)



المطلب الثاني: الروايات الموقوفة على الصحابة لهذا الحديث:

أولاً: عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه-

1- قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد الهاشمي، عن أبيه، عن عليّ، قال: ((الرعد ملك، والبرق مخراق من حديد)).

2- وقال الإمام أحمد: أخبرنا عفان، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، قال: أخبرني مغيرة بن مسلم أو غيره(33) أنّ عليّ بن أبي طالب، قال: ((الرعد ملك، والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد)).

3- وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن المغيرة بن مسلم مولى الحسن بن علي عن أبيه أنّ علياً قال: ((الرعد ملك))(34).

قلت: هذه الروايات الثلاثة هي رواية واحدة، تفرد بها حماد بن سلمة. وأبو محمد الهاشمي هو مغيرة بن مسلم مولى الحسن بن عليّ، وهو مجهول لا يُعرف، وقد ذكره ابن حبان في ((الثقات)) فما أتى في ترجمته بشيء، قال: "مغيرة بن مسلم أبو محمد الهاشمي مولى الحسن بن عليّ، يروي عن أبيه عن علي. روى عنه حماد بن سلمة"(35). فما ذكره ابن حبان هو اعتمد فيه على هذه الرواية المنكرة، وهذه عادة ابن حبان –رحمه الله- إذا لم يجد في الرجل جرحاً أو تعديلاً، فإنه يذكره في الثقات!

فهذه الرواية منكرة، والعلة فيها هذا المجهول، أو هي من منكرات حماد –رحمه الله- فإنه كان يُدخل عليه ويدس في كتبه(36)، وإيراد الإمام أحمد لها في العلل يدل على أنه يستنكرها!(37).

4- أخرج البيهقي عن أبي طاهر الفقيه، قال: أنبأنا أبو بكر القطان، قال: حدثنا أبو الأزهر [وهو : أحمد بن الأزهر النيسابوري]، قال: حدثنا روح [وهو ابن عبادة]، قال: حدثنا الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن عليّ رضي الله عنه، قال: ((البرق مخاريق الملائكة))(38).

ورواه ابن أبي حاتم في ((التفسير))(39) عن أبي سعيد الأشج، قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل عن [ابن أشئ](40) عن ربيعة بن الأبيض، عن عليّ به.

ورواه الطبري من طريق أبي عاصم وعبدالرحمن بن مهدي وأبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن سفيان الثوري به(41).

ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العَظمة)) من طريق أبي نعيم عن سفيان به(42).

ورواه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) عن أبي النضر هاشم بن القاسم الليثي الحافظ، قال: حدثنا المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه-، قال: ((الرعدُ ملكٌ، والبرق مخاريق بأيدي الملائكة يسوقون بها السحاب))(43).

قلت: هذا الحديث تفرد به سلمة بن كهيل وهو محفوظ عنه، فرواه عنه الثوري وأبا نعيم، والثوري قد أدرك سعيد بن أشوع، لأن سلمة مات سنة (123) وسعيد مات سنة (129) وهنا يبعد أن يكون الثوري قد دلسه، لأنه لو أراد أن يدلسه لأسقط سلمة، وهو قد أدرك سعيداً، وأما رواية سلمة عن ابن أشوع فصحيحة لأنهم كانوا يروون عن أقرانهم وينـزلون في الأسانيد، وسفيان كان يحب الغرائب، ولهذا رواه.

والعلة في الحديث هي جهالة ربيعة بن الأبيض هذا، والكذب على عليّ كان قديماً كما روى مسلم في مقدمة صحيحة: "أي علم أفسدوا عن علي" أي لكثرة الوضع والكذب عليه رضي الله عنه.

وذكر ابن حبان لربيعة هذا في كتابه ((الثقات)) لا يرفع عنه الجهالة، وما أتى ابن حبان في ترجمته بشيء إلا ما جاء في هذا الحديث، فقال ابن حبان: "ربيعة بن الأبيض، يروي عن علي. روى عنه ابن أشوع."

وأما رواية المسعودي ـ وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة ـ فإنه قد روى عن سلمة، ولكنه أخطأ فيه، وكان قد اختلط في آخر عمره!

وقد سئل الدارقطني عن حديث ربيعة بن الأبيض هذا؟ فقال: "يرويه الثوري عن سلمة بن كهيل عن ابن أشوع عن ربيعة بن الأبيض عن عليّ، ورواه المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجل عن عليّ، والقول قول الثوري"(44).

قلت: الدارقطني –رحمه الله- سئل عن الاختلاف في الإسناد فقط، وعمن هو محفوظ، ولم يُسئل عن صحة الحديث أو ضعفه، فبيّن رحمه الله أنه محفوظ من رواية الثوري، وأن رواية المسعودي خطأ!

وهناك أمر لا بد من التنبيه إليه وهو أن حديث الثوري فيه ذكر البرق فقط، ولم يذكر الرعد، أما حديث المسعودي ففيه ذكر الرعد والبرق.



ثانياً: ابن عباس –رضي الله عنه-

1- قال الطبري: حُدّثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي رَوق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: ((الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته))(45).

قلت: هذا لا تقوم به حجة فلا يعرف من الذي حدث الطبري به!

2- قال الطبري: حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا عبد الملك بن حسين، عن السُّدي عن أبي مالك عن ابن عباس، قال: ((الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير))(46).

قلت: ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العَظمة)) من طريق الحسين بن الأسود عن أبي أسامة عن عبد الملك به(47).

وعبد الملك بن حسين هو أبو مالك النخعي الواسطي، قال ابن معين: "ليس بشيء." وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم"(48).

3- قال الطبري: حدثنا الحسن، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا أبو عوانة عن موسى البزار عن شهر بن حوشب عن ابن عباس –رضي الله عنهما-، قال: ((الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه))(49).

قلت: وأخرجه أيضاً أبو الشيخ الأصبهاني في ((العظمة)) من طريق أبي عوانة به(50). وفيه شهر بن حوشب وهو لا شيء، لا يحتج به. قال ابن عَدي: "وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به"(51).

وسيتبيّن لنا أن شهراً كان يحدث به عن كعب، ويحدث به من قوله.

4- قال الطبري: حدّثنا الحسن بن محمد، قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((الرعد اسم ملك، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زَجْرُه السحابَ، اضطرب السحابُ واحتكَّ، فتخرج الصّواعق من بينه))(52).

قلت: علي بن عاصم ضعيف. قال ابن معين: "ليس بشيء." وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم، يتكلمون فيه." وقال النسائي: "متروك الحديث"(53).

5- قال البخاريّ في ((الأدب المفرد)): حدثنا بشر، قال: حدّثنا موسى بن عبدالله(54)، قال: حدثني الحكم، قال: حدثني عكرمة، أنّ ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد، قال: ((سبحان الذي سَبَّحتَ له)).

قال: "إنّ الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه"(55).

قلت: ورواه الطبري في ((التفسير))(56) من طريق حفص بن عمر عن الحكم بن أبان به. وفي آخره: "قال: وكان يقول: إنّ الرعد..." فتبيّن أن هذا منسوب إلى ابن عباس كما هو مزعوم في الرواية!

والحكم عابد صدوق له أوهام ومناكير، وكان -رحمه الله- يصلي من الليل، فإذا غلبته عيناه نزل إلى البحر فقام في الماء يسبّح مع دواب البحر(57). وقد سمع من عكرمة، لأن عكرمة قدم اليمن سنة مئة، وتوفي الحكم سنة أربع وخمسين ومئة، فقول ابن عباس أنه كان إذا سمع الرعد، قال: ((سبحان الذي سبحت له)) صحيح، ولهذا رواه البخاري في ((الأدب المفرد)). أما الشطر الآخر: ((إن الرعد ملك...))(58) فلعل هذا رأي عكرمة، وسأبين ذلك فيما بعد، فظن الحكم أنه قول ابن عباس! وتخريج البخاري لهذا الكلام لا يعني الاحتجاج به.



المطلب الثالث: الروايات الموقوفة على التابعين لهذا الحديث:

أولاً: كعب الأحبار:

قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو سلمة، قال: حدّثنا حماد ـ يعني ابن سلمة ـ عن عبد الجليل، عن شهر بن حوشب، قال: قال عبد الله بن عمرو لرجل: سلْ كعباً عن البرق؟ فقال كعب: "البرق تصفيق ملك البرد." وحكى حماد بيده ـ "لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا"(59).

ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العظمة)) من طريق إبراهيم بن راشد، عن أبي ربيعة، عن حماد، عن عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: قال كعب: "الرعد ملك يزجر السحاب زجر الراعي الحثيث الإبل فيضم ما شد منه، والبرق تصفيق الملك للبرق ـ وأشار حماد بيده ـ لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا"(60).

قلت: الحديث محفوظ عن كعب في البرق، وهذا لا يعني صحة ما قاله، فإن هذه من الإسرائيليات المنكرة، وقد يكون ما نسبه له شهر في الرواية الثانية أيضاً محفوظاً عنه فيكون أيضاً من الإسرائيليات، أو أن شهراً نسبه إليه فخلّط فيه، والله أعلم.



ثانياً: عكرمة مولى ابن عباس:

1- قال الطبري: حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدّثنا عتّاب بن زياد، عن عكرمة، قال: "الرعد ملك في السحاب، يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل"(61).

قلت: الإسناد لا بأس به، وعتّاب هذا لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: عتاب بن زياد بن ورقاء: سمع الشعبي وعكرمة وسعيد بن جبير. روى عنه حفص بن غياث، وأبو أحمد الزبيري"(62).

2- قال الطبري: حدّثنا القاسم بن الحسن، قال: حدّثنا الحسين بن داود، قال: حدّثني حجّاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: "إنّ الرعد ملك يؤمر بإزجاء السحاب فيؤلِّف بينه، فذلك الصوت تسبيحه"(63).

قلت: الحسين بن داود هو المعروف بـ ((سُنيد بن داود)) المصيصيّ المحتسب (ت226هـ)، حافظ، له تفسير، وله ما يُنكر، وقد روى حديث هاروت وماروت والزهرة بطوله. صدقه أبو حاتم. وقال أبو داود: "لم يكن بذاك." وقال النسائي: "الحسين بن داود ليس بثقة(64).

3- قال الطبري: حدّثنا المثنى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن الوليد الشّني، عن عكرمة، قال: "الرعدُ ملكٌ يسوق السحاب كما يسوق الراعي الإبل"(65).

قلت: عمر بن الوليد الشَّنيّ قوّاه أحمد وغيره، ولينه يحيى القطان ولم يعتمد عليه، وقال النسائي: "ليس بالقوي"(66).

4- قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العباس بن محمد، قال: حدّثنا محمد بن الصلت، قال: حدّثنا عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة ـ وسأله رجل عن قوله تعالى }ويسبح الرعد بحمده{ ـ؟ قال: "ملك يزجر السحاب كما يزجر الحادي الإبل"(67).

قلت: هذا إسناد صحيح.



ثالثاً: أبو صالح السمّان:

قال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح في قوله عز وجلّ }ويسبح الرعد بحمده{ قال: "الرعد ملك من الملائكة يسبح"(68).

قلت: ورواه الطبري في ((تفسيره)) عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم به(69).

وهذا إسناد صحيح، وإسماعيل بن سالم ثقة ثبت، روى عن الشعبي وسعيد بن المسيب وأبي صالح السمان، وروى عنه هشيم وغيره، له أحاديث قليلة، علّق له البخاري أثراً في التفسير عن عكرمة، ووصله سعيد بن منصور، وأثنى عليه الأئمة(70).



رابعاً: مجاهد بن جبر:

1- قال الشافعيّ: أنبأنا الثقة أنّ مجاهداً كان يقول: "الرعد ملك، والبرق أجنحة الملك يسقن السحاب.

قال الشافعيّ: "ما أشبه ما قال مجاهد بظاهر القرآن"(71).

قلت: فيه مبهم غير معروف، وهو الثقة الذي عند الشافعي، وقد يكون غير ثقة عند غيره، وقالوا: بأن الشافعي يقصد بهذا القول ((إبراهيم بن أبي يحيى))، فإن كان كذلك فهو ضعيف وساقط باتفاق عند جميع العلماء.

2- قال الطبريّ: حدّثنا محمد بن المثنى، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم عن مجاهد، قال: "الرعد ملك يزجر السحاب بصوته."

ورواه الطبري أيضاً من طريق ابن أبي عدي عن شعبة به. ومن طريق يحيى بن طلحة اليربوعي عن فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد به(72).

ورواه من طريق الحسين بن داود عن حجاج عن ابن جريج عن مجاهد بمثله(73).

قلت: هذا القول عن مجاهد محفوظ والإسناد إليه صحيح.



خامساً: شهر بن حوشب:

1- قال الطبري: حدّثني نصر بن عبد الرحمن الأزديّ، قال: حدثنا محمد بن يعلى، عن أبي الخطاب البصري، عن شهر بن حوشب، قال: "الرعد ملك موكَّل بالسحاب يسوقه كما يسوق الحادي الإبل، يسبّح. كلّما خالفت سحابةٌ سحابةً صاح بها، فإذا اشتد غضبه طارت النار مِنْ فِيه، فهي الصواعق التي رأيتم"(74).

2- روى أبو الشيخ من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن حرب بن شداد، قال: سمعت شهر بن حوشب، يقول: "الرعد ملك وكّل بالسحاب يسوقه كما يسوق الحادي الإبل، فإذا خالفت سحابة صاح بها فإذا اشتد غضبه تناثر مِنْ فِيه النيران، وهي الصواعق التي رأيتم"(75).

قلت: حرب بن شداد هو أبو الخطاب(76) ثقة ثبت خرَّج له البخاري ومسلم وغيرهما، وهذا إسناد صحيح، وهذا مما أخذه شهر عن كعب الأحبار كما بيّنته سابقاً.



سادساً: السّدي الكبير:

روى أبو الشيخ من طريق عامر عن أسباط بن نصر عن السدي، قال: "الرعد هو ملك يقال له الرعد يسيره بأمره بما يريد أن يمطر"(77).

قلت: هذا إسناد فيه كلام، فأسباط قال فيه النسائي: "ليس بالقوي"(78) والسدي وثقه بعضهم وضعفه آخرون، قال أبو حاتم: "لا يحتج به." وقال ابن معين: "في حديثه ضعف." وقال ابن عدي: "هو عندي صدوق"(79).



وبعد هذه الجولة من إيراد أقوال الصحابة والتابعين، فإنه لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم شيء في ذلك، وقد ثبت عن بعض التابعين، وهو مما أخذوه عن كعب الأحبار من الإسرائيليات المنكرة، وكان الأولى بالمفسرين أن يعرضوا عن إيراد هذه الأقوال إلا لبيان نكارتها! وأما أن يتمحلوا في توجيهها كما فعل الطبري وغيره، فإن ذلك لا ينبغي منهم، غفر الله لهم.

وكذلك ممن اشتغل بالتفسير من المعاصرين، فإنّ اللون المنتشر في هذه الأيام هو محاولة حصر ما صحّ من التفسير بالمأثور، والذي أراه أن هذا يفسد رونق وجمال وطعم التفسير، لأن التفسير ليس محصوراً في ما نُقل إلينا عن الصحابة والتابعين ـ وقلّ ما صحّ منه، ولهذا قال الإمام أحمد قولته المشهورة في ذلك: ثلاثة كتب لا أصل لها ـ، ثمّ إن مسألة التصحيح والتضعيف مسألة اجتهادية تختلف فيها الأنظار!

وقد تصدى لهذه المهمة بعض الأساتذة فعملوا مصنفات في ذلك، لا يوجد فيها معاني بلاغية ولا لغوية، وتجد التفسير فيها غير مترابط لأنهم يوردوا في تفسير بعض الآيات من المرفوع ما لا دخل له فيها، فيذهب بجمال ورونق التفسير وترابط الآيات وغير ذلك مما هو معروف عند أهله!

ومن هذه المصنفات: كتاب ((التفسير الصحيح، موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور)) للأستاذ الدكتور حكمت بن بشير ياسين، فإنه قد أخرج في تفسير قول الله عز وجل }فيه ظلمات ورعد وبرق{ ما رواه الترمذي وغيره مرفوعاً أن الرعد ملك، ثم قال: "ولهذا الحديث شاهد من القرآن في قوله تعالى }ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته{ [الرعد:13] وفيه تسبيح هذا الملك بحمد الله تعالى والملائكة معطوف على الرعد، فهو عطف عام على خاص، كما تقدم في سورة البقرة آية 98 }من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال{"(80).

قلت: أما تسمية كتابه بالصحيح فغير صحيح، وهذا الحديث منكر لم يصح مرفوعاً كما بينته سابقاً، فكيف يكون كتابه صحيحاً؟! وما ذكره من أن آية الرعد شاهد فليس بصحيح، فإن الرعد في الآيتين واحد، فكيف يكون معنى الآية: فيه ظلمات وملك وبرق، والآية الأخرى: ويسبح الملك بحمده والملائكة من خيفته! ولماذا يُخفي الله عز وجل علينا أن الرعد ملك، فلم لم يسميه لنا صراحة؟! حتى تأتينا رواية إسرائيلية فتبيّن لنا ذلك، ونحن المسلمين مخاطبون بهذه الآيات الواضحة الصريحة، وإن الأمم على مر العصور إذا سألت واحد منهم ما الرعد؟ فإنه سيقول لك: هو الصوت الذي نسمعه في الشتاء. وهل الملك إن كان هو الرعد لا يسبح إلا في فصل الشتاء؟

أما ما قاله الدكتور من أن في الآية عطف للعام على الخاص، فليس بصحيح لأن الاهتمام بالشيء يكون بعطف الخاص على العام وهذا هو الأصل في كتاب الله عز وجل، والآية التي استدل بها فيها عطف الخاص على العام لا العكس كما قرر هو، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

والخلاصة أن حديث: ((الرعد ملك)) هو من قول كعب الأحبار، وهو قولٌ منكرٌ!!







ـــــــــــــــــــــ



الهوامش:



(1) جامع الترمذي، كتاب التفسير، تفسير سورة الرعد، (5/294).

(2) سنن النسائي الكبرى، كتاب عشرة النساء، باب كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل، (5/336). وانظر تحفة الأشراف: (4/394).

(2) المعجم الكبير: (12/45).

(4) المختارة: (10/66).

(5) مسند أحمد: (1/274). وأورده ابن كثير عن أحمد في تفسير قوله تعالى }من كان عدواً لجبريل..{ (1/124).

(6) المختارة: (10/70).

(7) تفسير ابن أبي حاتم: (1/55).

(8) مسند أحمد: (1/278).

(9) انظر تفسير ابن كثير: (1/124).

(10) مجمع الزوائد: (8/242).

(11) تهذيب الكمال: (4/239) هامش (2).

(12) السلسة الصحيحة: (4/492). قلت: وكلام الشيخ الألباني يوهم أن هذا النقل هو من المزي في التحفة، وليس كذلك، فإن المزي نقل عن الترمذي قوله: "حسن غريب".

(13) المعجم الكبير: (12/45) هامش حديث رقم (12429).

(14) شرح الزرقاني: (4/531).

(15) كتاب التوحيد، باب ذكر آية تدل على وحدانية الله...، ص34-35.

(16) مسند أحمد: (4/161) هامش حديث (2483). وذكر الشيخ أحمد شاكر أن عبد الله بن الوليد كان يجالس الحسن بن ثابت الأحول، وهذا مردود برواية النسائي أنه كان يجالس الحسن بن حي! والحسن بن ثابت الأحول كوفي، وثقه جماعة وضعفه آخرون، وكان رجلاً صالحاً [إكمال تهذيب الكمال: 4/69]. والحسن بن صالح بن حيّ كوفي أيضاً ثقة، كان أبو نعيم يفضله على غيره [تهذيب الكمال: 6/190]. ومنشأ الوهم عند الشيخ أحمد شاكر أنهم ذكروا في الرواة عن عبد الله بن الوليد الحسن بن ثابت الأحول، فظن أنه هو المقصود في كلام أبي نعيم، وهذا خطأ؛ لأنه لا يُقال للشيخ وكان يجالس فلان إذا روى عنه، فما بالك إذا كان الأحول ليس شيخاً لعبد الله وإنما عبد الله شيخه. وقد روى النسائي للحسن بن ثابت حديثاً واحداً في ((عمل اليوم والليلة)) رواه الحسن عن عبد الله بن الوليد، قال الدارقطني: "وهو غريب من حديث عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني، تفرد به الحسن بن ثابت." [تهذيب الكمال: 6/65-67].

(17) السلسلة الصحيحة: (4/492).

(18) المختارة: (10/67)، هامش (60).

(19) الحلية: (4/305).

(20) تهذيب الكمال: (4/238-239).

(21) التاريخ الكبير: (2/114-115).

(22) الميزان: (1/350).

(23) هكذا "الكوفي" وورد عند الطبراني "الحراني" وفي الإصابة لابن حجر "الجوني"! والحديث أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (7/360) رقم (7731)، قال الطبراني: "لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران".

(24) تصحفت في ((المجمع))(8/135) ونقله الشيخ ناصر في الضعيفة "جابر بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت ـ وليس بالأنصاري ـ" وهذا وهم شنيع، وإنما هو "عن جابر أنّ خزيمة بن ثابت ـ وليس بالأنصاري ـ أي ليس بخزيمة بن ثابت الأنصاري المعروف، وقد تصحفت في الميزان: (4/475-476) وفيه: "خزيمة بن ثابن الأنصاري" فسقطت "وليس". وترجمه الحافظ ابن حجر في القسم الأول باسم: "خزيمة بن حكيم السلمي البهزي، ويقال بن ثابت، ذكره ابن شاهين وغيره، وذكر ابن منده انه كان صهر خديجة أم المؤمنين، وروى ابن مردوية في التفسير من طريق أبي عمران الجوني عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أنّ خزيمة بن ثابت وليس بالأنصاري سأل النبيّ e... ورواه الطبراني في الأوسط... قال أبو موسى: رواه أبو معشر وعبيد بن حكيم عن ابن جريج عن الزهري مرسلاً لكن قال فيه خزيمة بن حكيم السلمي، وكذا سماه ابن شاهين من طريق يزيد بن عياض عن الزهري قال: كان خزيمة بن حكيم يأتي خديجة في كلّ عام وكانت بينهما قرابة فأتاها فبعثته مع النبيّ e فذكره مطولاً في ورقتين وفيه غريب كثير وإسناده ضعيف جداً مع انقطاعه، ورويناه في تاريخ ابن عساكر من طريق عبيد بن حكيم عن ابن جريج مطولاً كذلك، وروي عن منصور بن المعتمر عن قبيصة عن خزيمة بن حكيم أيضاً." [الإصابة: 2/112-113].

(25) لا يحتاج الذهبي أن ينقل تضعيف أبي عمران هذا عن أحد، فهو منكر الحديث ولا يعرف إلا بهذا الحديث المنكر، ولا يصح قول الشيخ الألباني في أن قول الذهبي بأن الخبر باطل كاف في تضعيف أبي عمران هذا! فالرجل ليس بضعيف وإنما منكر الحديث مجهول!

(26) السلسلة الضعيفة: (1/306-307) حديث رقم (292). ذكره الذهبي في ((الميزان)) (4/475) في ترجمة "يوسف بن يعقوب، أبو عمران. عن ابن جريج بخبرٍ باطل. وعنه إنسان مجهول واسمه محمد بن عبد الرحمن السلمي" ثم ساق رواية الطبراني، ثم قال: "ذكره أبو موسى في الطوالات، وروى بعضه عبدان الأهوازي عن السلمي هذا".

(27) أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (7/360) عن محمد بن يعقوب الخطيب الأهوازي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السلمي، قال: أخبرنا أبو عمران الحراني يوسف بن يعقوب، قال: أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت ـ وليس بالأنصاري ـ كان في عير لخديجة وأن النبي e كان معه في تلك العير فقال له يا محمد: إني أرى فيك خصالا وأشهد أنك النبي الذي يخرج من تهامة وقد آمنت بك فإذا سمعت بخروجك أتيتك فأبطأ عن النبي e حتى كان يوم فتح مكة ثم أتاه فلما رآه النبي e قال مرحبا بالمهاجر الأول. قال يا رسول الله: ما منعني أن أكون من أول من أتاك وأنا مؤمن منكر لبيعتك ولا ناكث لعهدك وآمنت بالقرآن وكفرت بالوثن إلا أنه أصابتنا بعدك سنوات شداد متواليات تركت المخ رزاما والمطي هاما غاضت لها الدرة... وذكره بطوله.

(28) مسند أحمد: (4/285) هامش (1).

(29) تهذيب التهذيب: (6/69).

(30) الميزان: (2/521).

(31) المعجم الكبير: (10/316-317) رقم (10605). قال الهيثمي في ((المجمع)) (7/191): "رواه الطبراني من طريقين، ورجال هذه ثقات." ونقل هذا أيضاً محقق المعجم الكبير حمدي السلفي وارتضاه! وقال محقق المختارة (10/71) هامش (63) عبد الملك دهيش: "إسناده صحيح بالمتابعة." قلت: وكلامهما لا يصح، والحديث ليس من بضاعتهم، وإنما هما من أصحاب التجارات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

(32) أخرجه أبو نُعيم في ((الحلية)) (4/305) من طريق ليث بن أبي سُليم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس، قال: ((إنّ نبيّ الله e قال: إن لله تعالى لوحاً محفوظاً...)) قال أبو نُعيم: "غريب من حديث سعيد وابنه عبد الملك، لم نكتبه إلا من هذا الوجه." قلت: الحمل فيه على ليث وهو ضعيف. وأخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (2/516) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير نحوه، قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه." ثم أخرجه (2/565) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي حمزة به، وقال: "حديث صحيح الإسناد، فإن أبا حمزة الثمالي لم ينقم عليه إلا الغلو في مذهبه فقط." وأخرجه أبو الشيخ في كتاب ((العظمة)) (2/496) من طريق ابن عيينة عن أبي حمزة عن الضحاك عن ابن عباس به. وأخرجه أيضاً (2/622) من طريق عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس نحوه.

قلت: أبو حمزة الثمالي هو ثابت بن أبي صفية، أخرج له الترمذي فقط، قال أحمد وابن معين: "ليس بشيء." وقال النسائي: "ليس بثقة." وهو رافضي خبيث متروك الحديث. [الميزان: 1/363]. وعبد المنعم بن إدريس قصاص مشهور لا يعتمد عليه، تركه العلماء، قال أحمد: "كان يكذب على وهب بن منبه." وقال البخاري: "ذاهب الحديث." وقال ابن حبان: "يضع الحديث على أبيه وعلى غيره." [الميزان: 2/668].

(33) أخرجه الطبري في ((التفسير)) (1/340) من طريق الحجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة عن المغيرة بن سالم [كذا في المطبوع، والصواب: مسلم] عن أبيه أو غيره عن عليّ. وهو الصواب كما في الرواية التالية.

(34) العلل ومعرفة الرجال: (3/373).

(35) الثقات: (7/464).

(36) الميزان: (1/593).

(37) روى البيهقي في ((السنن الكبرى)) (3/363) رواية عبد الرحمن بن مهدي ورواية حسن بن موسى الأشيب من طريق أحمد في العلل، ولم يشير رحمه الله إلى أن الرواية واحدة، ولعله لم يتنبه لهذا، وهذا ظاهر تصرفه، والله أعلم.

(38) السنن الكبرى: (3/363).

(39) تفسير ابن أبي حاتم: (1/55).

(40) كذا في المطبوع، وهو خطأ، والصواب: ابن أشوع، وهو: سعيد بن عمرو بن أشوع.

(41) تفسير الطبري: (1/342-343).

(42) العظمة: (4/1281).

(43) سير أعلام النبلاء: (9/548).

(44) علل الدارقطني: (3/200).

(45) تفسير الطبري: (1/339).

(46) تفسير الطبري: (1/339).

(47) العظمة: (4/1285).

(48) ميزان الاعتدال: (2/653).

(49) تفسير الطبري: (1/339-340).

(50) العَظَمة: (4/1283-1284).

(51) الكامل: (4/1358).

(52) تفسير الطبري: (1/339).

(53) ميزان الاعتدال: (3/136).

(54) هكذا في المطبوع، والصواب "موسى بن عبد العزيز" وهو أبو شعيب اليماني القتباري، وقد نبه على أنه موسى بن عبد العزيز الشيخ الألباني في ((ضعيف الأدب المفرد)) (ص67).

(55) الأدب المفرد، ص252.

(56) تفسير الطبري: (1/341).

(57) تهذيب الكمال: (7/87).

(58) ضعف الشيخ ناصر الأثر، فقال: "ضعيف الإسناد موقوف. موسى سيئ الحفظ، والحكم –وهو ابن أبان- ليس بالثبت، وثبت الشطر الأول منه بنحوه مرفوعاً (الصحيحة 1872) [ضعيف الأدب المفرد ص67]. قلت: اعتمد الشيخ ناصر كعادته في التصحيح والتضعيف على تقريب ابن حجر، فقوله في موسى هو قول ابن حجر في التقريب! ثم الذي ثبت عنده ليس الشطر الأول بل الثاني، وهو أن الرعد ملك، لأنه قال في فهرس الفوائد في نهاية الكتاب (ص135): "...وأنّ كون الرعد ملكاً ثابت مرفوع." وقد بينت أن هذا القول متهافت فيما سبق.

(59) تفسير ابن أبي حاتم: (1/56).

(60) العظمة: (4/1286).

(61) تفسير الطبري: (1/340).

(62) الجرح والتعديل: (7/13). وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (7/295) معتمداً على كلام أبي حاتم.

(63) تفسير الطبري: (1/340).

(64) ميزان الاعتدال: (2/236).

(65) تفسير الطبري: (1/341).

(66) ميزان الاعتدال: (3/230).

(67) سنن البيهقي الكبرى: (3/363).

(68) سنن سعيد بن منصور، قوله تعالى }ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته...{، (5/429).

(69) تفسير الطبري: (1/338).

(70) تهذيب التهذيب: (1/263).

(71) الأم: (1/254).

(72) تفسير الطبري: (1/338). ورواه علي بن الجعد في ((مسنده)) (ص55) عن شعبة عن الحكم به.

(73) تفسير الطبري: (1/340).

(74) تفسير الطبري: (1/339).

(75) العظمة: (4/1284).

(76) قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري (1/339) هامش (1): "أبو الخطاب البصري: لم أعرف من هو؟ ولكن ذكر الدولابي في الكنى (1/167) "أبو الخطاب عبدالله" ثم قال: "وروى محمد بن عبدالله بن عمار عن المعافى بن عمران عن عبدالله أبي الخطاب عن شهر بن حوشب" فذكر حديثاً، ولم يبيّن أكثر من ذلك، ولم أجد ترجمته.

(77) العظمة: (4/1284).

(78) ميزان الاعتدال: (1/175).

(79) ميزان الاعتدال: (1/236).

(80) التفسير الصحيح: (1/115).


مصدر البحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134442

عُبَيّدُ الّلهِ
2013-05-20, 04:27 AM
قال ابن ابى حاتم فى تفسيره:حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن فرات ، عن أبيه ، عن أبي الجلد ، قال : كتب إليه ابن عباس يسأله عن الرعد ، فكتب إليه : " إن الرعد ريح
قال الطبرانى فى الدعاء: حدثنا بكر بن سهل ، ثنا أحمد بن إشكاب الصفار الكوفي ، ثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن الشعبي ، قال : كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد ، فكتب إليه : " الرعد ملك "
وقال الاصبهانى فى العظمة: حدثنا الوليد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا بشير يعني ابن سليمان ، حدثنا أبو كثير ، قال : كنت عند أبي الجلد ، فجاء رسول ابن عباس رضي الله عنهما بكتاب إليه فكتب إليه : " كتبت تسأل عن الرعد والبرق ، فالرعد الريح ، والبرق الماء "