المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تخدعنك المظاهر



pharmacist
2012-03-22, 12:25 PM
لا تخدعنك المظاهر

في كتابه ( أعط الصباح فرصة )
يحكي الأستاذ عبد الوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ قصة طريفة كان شاهدا على أحداثها ،
وخبرها أن أحد أصدقاءه ذهب لإجراء جراحة مؤلمة ،
وكان الأستاذ مطاوع حاضرا معه ، وكانت تلك الجراحة ـ في ذاك الوقت ـ تصيب المرء بآلام فظيعة ،
يصرخ منها أشد الرجال قوة واحتمالا كالأطفال الصغار ،
فقام الصديق بإجراء الجراحة وتبعه مريض آخر لديه نفس الداء ،

يقول الأستاذ مطاوع ( وكان مع المريض الآخر أخاه ، فما أن استيقظ هذا المريض واستعاد الشعور
إلا وداهمته الآلام المبرحة ، فأخذ يصرخ بشدة طالبا النجدة ،
فانزعج الأخ بشدة وذهب إلى الطبيب فطمئنه إلى أن هذه الأعراض طبيعية ،

وسيظل هكذا حتى الليل وسيأتي لإعطائه حقنة مورفين ،
فذهب الأخ لطمأنة أخاه فوجد صراخه قد علا واشتد ،
فعاد أدراجه إلى الطبيب يستجديه أن هناك خلل ما في العملية ،ولم يتركه إلا وقد أحضره معه ،
فقام بتوقيع الكشف عليه وأخبره ثانية إلى أن هذه الأعراض طبيعية
وسيصرخ هكذا حتى حلول المساء ! .

وذهب الطبيب ولم يتوقف صراخ وتوسل الأخ المريض ،
وعندما بلغت الحيرة مداها عند الأخ المرافق ،
تذكر صديقي ، فحدثته نفسه أن يذهب إليه في الغرفة المجاورة ليرى هل يتألم مثل أخاه
فيطمئن إلى أن هذا الألم طبيعي ، أم أن هناك مشكلة يحاول الطبيب إخفائها ! .

وجاء إلى صديقي المريض ولم أكن وقتها في الغرفة ،
فاستأذن فوجد صديقي يرقد ساكنا ويطالعه بهدوء ، فسلم عليه فرد عليه السلام ،

وقال له : كيف حالك يا أستاذ فلان ؟

فأجابه صديقي في هدوء : الحمد لله ! .

فقال له ، كأنما يتأكد من مخاوفه : هل أنت بخير ؟

فأجابه صديقي في وقار : نعم والحمد لله ! .

فعاد يسأله من باب المجاملة والتعاطف ،
خاصة وقد وجده وحيدا في غرفته : هل تريد شيئا قبل أن أنصرف؟

فأجابه صديقي بنفس الوقار والهدوء : نعم .. أريد أن أموت !

فلم يستطع الرجل من أن يمنع نفسه من الانفجار في هستريا من الضحك ،

وقال لصديقي : يبقى خير ! .

ثم ربت على رأسه مشجعا ، وهو في قمة الابتهاج بعدما تبددت مخاوفه .

وفي الممر التقينا وروى لي ما حدث وضحكنا معا ،
وسألني أين كنت فرويت له أنني كنت في مكتب الطبيب المقيم للمرة العاشرة منذ الصباح
أرجوه أن يأتي معي ليطمئن صديقي إلى أن كل شيء على ما يرام ،
بعد أن ظل يصرخ بلا توقف ويستغيث بلا انقطاع ،
فإذا كنت قد وجدته حين زرته ساكنا لا يصرخ فليس معناه أنه لا يتألم ،
بل يتألم إلى حد العجز عن الصراخ والعويل ،
وما هي إلا لحظات ويعاود الصراخ مرة أخرى ! .)

وفي هذا الموقف درس غاية في الأهمية وهو ألا ننخدع بالمظاهر ،
فُرب ضاحك والألم يعتصر كبده اعتصارا ،
وآخر هادئ الجنان لكن السعادة والحبور تحمله على جناحيها وتطير به في عوالمها .

وكم انخدعنا في أشخاص كنا نظن أنهم سعداء
منبهرين بابتسامة مرسومة على شفاههم ، وأناقة بادية عليهم ..
لكننا عندما سبرنا أغوارهم وجلسنا واستمعنا إليهم
وجدنا حياتهم أتعس بكثير مما نظن ،وأنهم مساكين حقا
فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك ، ولا مظاهر كاذبة .

وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر .
ولا تحكم على أحد قبل أن تسبر أغواره جيدا .

إشراقه : لا تنخدع بضحكهم فإنهم لا يضحون ابتهاجا وإنما .. تفاديا للانتحار !!!(فولتير)

منقول

سوكا اسكندريه
2012-03-22, 09:04 PM
بارك الله فيك

pharmacist
2012-03-27, 10:00 AM
بارك الله فيك
http://www.lamst-a.net/upfiles/sym80723.gif

قلب ينبض بحب الله
2012-03-27, 09:24 PM
للأسف كثير منا ينخدع بالمظاهر
نسأل الله السلامة

pharmacist
2012-04-05, 11:40 AM
للأسف كثير منا ينخدع بالمظاهر
نسأل الله السلامة
http://www.lamst-a.net/upfiles/Be711171.gif