المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطرات.. من دموع القلب



أمـــة الله
2008-09-26, 04:31 PM
قطرات.. من دموع القلب



لحظات صدق غاليات تلك التي يجد فيها المرء قلبه قريبا منه , يحادثه , ويحاسبه, ويعاتبه , لكم هي لحظات عتاب القلب لحظات غالية ونادرة , تلك التي يخلع فيها المرء كل الأقنعة ويقف أمام مرآة قلبه الحقيقية التي لا تكذب...

لكم وددت أن أهمس في قلوب كل الذين صادقتهم والذين آخيتهم , وبأن الصداقة العميقة التي جمعتني بهم في لحظات إلهية شفافة , ستظل عبر كل الأيام ...

لقد تدبرت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحث على سلامة الصدر للمسلمين , وعلمت كيف أن تلك الصفة - على قدر أهميتها العظمى لنقاء المجتمع وطهارته - ليست في متناول كل أحد , إلا الذين مّن الله عليهم بقلب نظيف , وبنفس متجردة طاهرة , ومنح أعينهم قطرات دمع نقية كقطرات الوضوء التي تساقطت من أعضاء ذاك الرجل الصالح الذي دخل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ( يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ) ..

إن مجتمعنا هذا لفي أمس الحاجة إلى آلاف وآلاف من أمثال ذلك الرجل الصالح الذي لا يحمل في قلبه بغضاء ولا شحناء ولا حقدا ولا حسدا لأحد ولا رغبة في العلو على أحد ولا حرصا على إسقاط أحد ولا أمنية في إيلام أحد....


لكم وددت أن تكون قلوب الدعاة إلى الله متحابة نقية , متلاقية على معنى علوي رفيع نقي , فلا ثمّ رغبة في شهرة , ولا في علو على الآخر , ولكن رضا في أن يُجري الله الحق على لسانه مهما كان مختلفا معه .. ولا ثمّ سعيا إلى انتصار في خلاف زائف , ولا ظهورا جماعيا مغيظا , بل العودة إلى ميزان الحسنات والسيئات , فحيثما تكون مراقبة الرب سبحانه تكون الطاعة ..

إننا أيها المحبون نعيش في أيام متتاليات متصارعات منكفئات تسلم بعضها بعضا ويسلمنا كل يوم فيها إلى الآخر كطرفة عين , حتى نستلم جميعا لحظة الكفن , ولا يدري أحدنا موعد تلك اللحظة , ولكننا جميعا نوقن أنها ولا شك قريبة جدا , وعند لقاء الكفن تسقط الأقنعة ولا يبقى إلا اللون الأبيض النقي الشفاف , إن دموع القلب ترتجينا وتمعن الرجاء فينا أن نعود دعاة مخلصين ..!

...يُتبع

أمـــة الله
2008-09-26, 04:37 PM
دموع أديبة :


لكم حادت بنا خطانا عن مسارات نحبها , كم زلت بنا ألسنتنا عن عبارات نرتجيها , ولكم اخترنا الخطأ على الصواب , و قدمنا مصلحة النفس على مصلحة الجميع , وأبدينا براءة النية ونحن نخفي مصلحة ذاتية وحينا أجتذبتنا الراحة والوثير , فشغلتنا عن قيام العابدين .



وإن تدمع اليوم - يا قلب - على تلك الهنات وهاتيك الزلات خير لك من أن ترتجي دمعا في يوم لا تقبل فيه الرجاءات , ولا تزال فيه العثرات ..
إن دمعك اليوم هو دمع الأديب الأريب , العاقل الحكيم , الذي آثر الآخرة على العاجلة , واجتنب المتاع والفراش الوثير, وحاول أن يصطف في صفوف العائدين .



نصيحــة قلـــب :


إن القلوب عندما تنصح , إنما تنصح وهي تنبض , ونبضها دفق دماء , كما أن نصحها دفق حياة, حياة تمثلت في تجربة متعَلّمة أو حكمة ُمهداة أو عيب مستور أو إنجاز مستوحى أو رؤية بصيرية ..



فيا أيها الناصحون لا تنصحوا إلا من القلوب , ولا تخرجوا النصح من ألسنتكم, ذروا النصيحة تنبت في قلوبكم , وتظهر على جوارحكم , لتغشى سلوككم قبل أن تتدفق حروفها على ألسنتكم , فكم من ناصح مغتاظ أو غاضب أو متشف أو متعالم أو مستعل بكلمات نصحه على غيره .. والدعاة الصادقون , الدعاة الصالحون يعلمون أنما النصح لله وله فحسب .


...يُتبع

أمـــة الله
2008-09-26, 04:43 PM
مقامك الحقيقي أيها القلب :



أيها القلب إياك أن تغتر بأيام قضيتها مع الصالحين , فإن مناط الحساب متعلق بك وحدك , قال سبحانه : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ..


أيها القلب لا يغرنك أنك قد قضيت سنين تتحدث عن أعمال الخير ، إن الذي يصعد من كلامك هو الطيب ( إليه يصعد الكلم الطيب ) , وطيب الكلام هو ماكان مخلصا , فلتفرح على ما كان منه , ولتصرخ على ماشابتك فيه النية , لتسعد بخطوات سعيتها ابتغاء وجه ربك , ولتخسأ بما كان في مراءاة الناس .




إن مقامك الحقيقي - أيها القلب -
يمكنك أن تعرفه في لحظات البكاء في جوف الليل الآخر , وفي التضحيات الكبيرة عندما يناديك العطاء , أو تنتظر أن تعرفه عند حشرجة الروح إذ هي تخرج من الحلقوم .




ماذا لو عدت إلى الحياة ؟
إن صرخة ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) حري بها أن تقض مضجعنا , وتؤرق منامنا , ولا تجعلنا نستلذ بطعام ولا شراب , ولا حياة ولا متاع , فهل آن لنا أن نتوقى تلك الصرخة , وهل آن لنا أن نبادر إلى إصلاح ما فات قبل أن نصرخ فلا عود , ونسترجع الفوت , ؟ ولا ثمّ إلا الصراخ ؟!..



إن من عظمة الوحي الإسلامي أنه لا يُحمل أحدا تبعة خطيئة أحد , ولا يبتدئ مع أحد على أنه مذنب , بل الأصل براءة الذمة , والأصل نقاوة التاريخ , والتوبة تجب ما قبلها, و" الحسنات يذهبن السيئات " , " ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا " ..




إنه لا سبيل أيها القلب إلا بالمسارعة إلى التطهير الكامل من آثار تاريخ الذنب ولنبدأ بعملية الحرق , وأقصد به الندم , فإن الندم الصادق نار ملتهبة تحرق الذنب , وفي الحديث : ( الندم توبة) رواه أحمد ..




فاحرق إذن كل مالا ترتجي أن تلقاه إذا أنت رحلت , ثم لتتألم قليلا وأنت تجبر نفسك على كراهية الخطيئة , فلا توبة كاملة مع استشعار حلاوة الذنب , فإن استطعت أن تكرهه فأنت أنت , ولئن بقيت حلاوته فيك فلا تأمن على نفسك أن تراجعه يوما , ثم لتضع نفسك في متقلب العبادة , وأله بها نفسك , وأشغلها بين العلم والطاعة والذكر , وإياك أن تفرغها فتشغلك بذكر ذنب جديد ..



تلك كانت همسات قلب محب
فاضت فاغرورقت بها عين القلب
فأدمعت نصحا لمن تحب .

التوحيد
2008-09-26, 05:07 PM
السلام عليكم

بارك الله فيك أخت نورا على هذا الكلام الطيب.


لحظات صدق غاليات تلك التي يجد فيها المرء قلبه قريبا منه , يحادثه , ويحاسبه, ويعاتبه , لكم هي لحظات عتاب القلب لحظات غالية ونادرة , تلك التي يخلع فيها المرء كل الأقنعة ويقف أمام مرآة قلبه الحقيقية التي لا تكذب...

عندما أعيش هذه اللحظات والله أشعر بلحظات ندم أتمنى فيها أن أعود الى الماضي , لأعتذر الى كل من أسأت اليه , وأتجنب كل أمر عصيت الله فيه , واصالح كل من خاصمت.

يجب على كل انسان أن يقف كل يوم مع نفسه وقفة محاسبة , وعتاب ولوم , يتذكر فيها ما فعل خلال ذلك اليوم.

بارك الله فيك أخت نورا على مواضيعك القيمة.
:p015: :p015: :p015: :p015: :p015:

أمـــة الله
2008-10-13, 12:37 AM
عندما أعيش هذه اللحظات والله أشعر بلحظات ندم أتمنى فيها أن أعود الى الماضي , لأعتذر الى كل من أسأت اليه , وأتجنب كل أمر عصيت الله فيه , واصالح كل من خاصمت.
يجب على كل انسان أن يقف كل يوم مع نفسه وقفة محاسبة , وعتاب ولوم , يتذكر فيها ما فعل خلال ذلك اليوم.
نعم صدقت أخي التوحيد بارك الله فيك
إن الإنسان في هذه الحياة معرض للخطأ والنسيان والصح والصواب
ولهذا فنحن جميعاً بحاجة ماسة إلى أن نراجع أنفسنا كل ليلة قبل أن نذهب الى النوم ونعتذر الى جميع من أخطأنا بحقهم بظهر الغير
هنيأ لمن أستطاع أن يقف مع نفسه وحاسبها على ما قدمت من ذنب

قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد ٍ واتقوا الله إن الله خبير ٌ بما تعملون } الحشر 18


بارك الله فيك أخت نورا على مواضيعك القيمة.وفيكم بارك الله اخي الكريم
تشرفت بمرورك الطيب على متصفحي
مشكور على المتابعة وقراءة الموضوع

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-10-13, 12:51 AM
جزاك الله خيرا أختاه على هذا الموضوع الرقراق

اللهم طهر قلوبنا .

عَبْدٌ مُسْلِمٌ
2008-10-13, 01:26 AM
إن مقامك الحقيقي - أيها القلب -

يمكنك أن تعرفه في لحظات البكاء في جوف الليل الآخر , وفي التضحيات الكبيرة عندما يناديك العطاء , أو تنتظر أن تعرفه عند حشرجة الروح إذ هي تخرج من الحلقوم .


هو كذالك !!! نعم فجزاكِ الله خيرا
فاللهم لا تشغل قلوبنا بحب غيرك ، و إن كان هناك حب لغيرك فاجعله فيك
ولا حول ولا قوة إلا بك فصبر جميل واللهُ المُسْتَعَـــــانُ
اللهم املئ قلوبنا بجميل الإيمان بك وكمال الإسلام لك وحسن التوكل عليك ورفعة الإنابة إليك ،
ويُمْنِ الإحسان ، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ألا تجيبنا
لا حول ولا قوة إلا بالله

أمـــة الله
2008-10-13, 01:59 AM
جزاك الله خيرا أختاه على هذا الموضوع الرقراق
جزانا الله وإياكم أخي الكريم أبو عبد الرحمن الأثري

اللهم طهر قلوبنا .
آآآآآمين
اللهم طهر قلوبنا من النفاق والرياء والبغضاء
تشرفت بمرورك الطيب أخي الكريم

أمـــة الله
2008-10-13, 02:03 AM
هو كذالك !!! نعم فجزاكِ الله خيرا
جزاني الله وإياك الجنان أخي عبد مسلم

فاللهم لا تشغل قلوبنا بحب غيرك ، و إن كان هناك حب لغيرك فاجعله فيك
ولا حول ولا قوة إلا بك فصبر جميل واللهُ المُسْتَعَـــــانُ
اللهم املأ قلوبنا بجميل الإيمان بك وكمال الإسلام لك وحسن التوكل عليك ورفعة الإنابة إليك ،
ويُمْنِ الإحسان ، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ألا تجيبنا
لا حول ولا قوة إلا بالله نعم صدقت أخي الكريم دعاء مبارك جزاك الله جنان النعيم
اللهم أملئ قلوبنا وأرواحنا بحبك وتعظيمك وخشيتك .آمين .
تشرفت بمرورك الطيب أخي الكريم بارك الله فيك

فاتن
2009-05-29, 09:33 AM
قال صلى الله عليه وسلم :
إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها فقال تلاوة القرءان وذكر الموت
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
واجعل قلوبنا من القلوب الطيبة العامرة بذكرك
بارك الله فيك أختي الكريمة موضوع جميل وكلمات رائعة