المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلمون ... أقليات مضطهدة



سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:01 PM
جريدة الأهرام - تقارير المراسلين
إشراف - غادة الشرقاوي‏:‏


من حظر ارتداء الحجاب والنقاب وحتي شن حملات عنف ومذابح ممنهجة‏...‏تتنوع ألوان وصنوف الاضطهاد التي تتعرض لها الأقليات المسلمة في كثير من دول العالم لطمس هويتها وقمع حرياتها وتحجيم دورها‏.‏وعلي الرغم من أن ممارسات الاضطهاد الديني ، وقليلا ما تتصدي وسائل الاعلام الغربية لتسليط الأضواء علي ما يتعرض له المسلمون نظرا لكثير من الاعتبارات السياسية فضلا عن هوس' الاسلاموفوبيا' الذي يسيطر علي العقول فيعمي العيون ويصم الآذان.وفي هذا الملف نحاول القاء الضوء علي تاريخ وأسباب ما يتعرض له المسلمون في عدد من الدول الآسيوية من اضطهاد ليس بهدف إثارة المشاعر ولكن بغرض البحث عن حلول.

سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:03 PM
الهند..
مأسـاة نخبـة كانـت تحكـم
ميادة العفيفي


بعد ظهر يوم29 مارس1857, هاجم مانغال باندي, الجندي الهندوسي الوسيم, ذو الشوارب الضخمة التي تحتل نصف وجهه تقريبا, نظيره البريطاني, بعد أيام شنقت سلطات الاحتلال البريطاني الملازم الهندي, واندلعت ثورة في شبه القارة عرفت في التاريخ الهندي, باعتبارها الحرب الأولي من أجل الاستقلال, أما بالنسبة إلي بريطانيا فقد اعتبر الأمر مجرد إرهاصات تمرد هندي.
وعلي الرغم من أن باندي كان هندوسيا, إلا أن مسلمي شبه القارة هم من تحمل أعباء الحدث, وهم من وقعت عليهم تبعات الغضب البريطاني, فقد تم تفكيك بقايا الإمبراطورية المغولية الإسلامية في الهند وهي آخر دولة إسلامية حكمت الهند علي مدار ثلاثة قرون, وبتدميرها انتهت نحو ثمانية قرون من الهيمنة الإسلامية علي شبه القارة الهندية وانهار المجتمع الإسلامي في الهند, وفقد المسلمون ما كانوا يتمتعون به من سيطرة ونفوذ, تعامل الاستعمار البريطاني بسياسة إذكاء الصراع الطائفي من أجل فرض سيطرته. وكانت بريطانيا قد دخلت الهند من خلال شركة الهند الشرقية وسيطرت عليها في مطلع القرن التاسع عشر, وسرعان ما فرضت بريطانيا اللغة الانجليزية كلغة رسمية للبلاد, وبعد أن كان المسلمون في البلاد يعرفون القراءة والكتابة بنسبة100% بلغتهم الاوردية أصبح20% منهم فقط يلمون بمبادئ القراءة والكتابة خلال النصف قرن التالي, وفي نفس تلك الفترة تقريبا واصلت النخب الهندوسية عرقلة مسلمي الهند المتعلمين عن نيل الوظائف الحكومية والإدارية, وذلك بتحريض من السلطات البريطانية في بداية الأمر, وتذكر الإحصاءات وقتها, انه من أصل ثلاثة آلاف خريج هندي مسلم من جامعة كلكتا تلك الجامعة العريقة في جنوب أسيا, لم ينل سوي57 مسلما فقط فرص العمل في الوظائف الحكومية, مع مرور الوقت تراجعت الأقلية المسلمة في الهند علي جميع المستويات والأصعدة و انكفأت تداوي جراحها الجماعية, وتذكر تقارير المراكز الحقوقية ومنها مراكز هندية بارزة مثل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية للأقليات, انه جري تهميش تلك الأقلية التي توازي نحو14% من المجتمع الهندي خلال مأساة تواصلت علي مدي150 عاما, إلي جماعة يتميز أبناؤها بأنهم الأقل عمرا مقارنة بالأغلبية الهندوسية التي تمثل80% تقريبا من تعداد السكان. المسلمون في الهند هم الأسوأ تغذية والأكثر فقرا, حتي إذا توفرت فرص العمل فإنهم مجبرون علي العمل بأقل الأجور, محرومون فعليا من الوظائف الحكومية, لا تصل إلي قراهم مياه نظيفة, في ظل أكثر أساليب التمييز المؤسسي جورا في التاريخ.
يرجع المؤرخون هذا التمييز بين الهندوس والمسلمين, إلي جذور تاريخية قديمة ارتبطت بدخول الإسلام إلي شبه القارة الهندية في القرن الثامن الميلادي( تضم شبه القارة وحدات سياسية هي بنجلاديش والهند وكشمير ونيبال وباكستان), فقد سيطر المسلمون علي معظم أجزاء القارة, ودخل الملايين من الهندوس إلي الإسلام, إلي أن تحولوا إلي أقلية مسلمة ضخمة وحاكمة ضمت نحو ثلث سكان شبه القارة قبيل استقلالها عن بريطانيا عام.1947 كان اعتناق أعداد هائلة من الهندوس للإسلام, سببا في شعور النخبة الهندوسية بالكثير من المرارة والإحباط, خاصة أن الهندوس رفضوا الدخول إلي المسيحية بأعداد كبيرة رغم كل الجهود التبشيرية التي قامت بها الكنيسة الأوروبية بدعم من الاحتلال البريطاني. وظل المسيحيون أقلية ضئيلة في الهند, تقابلها الأقلية السيخية التي انشقت عن الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بين الأسس الهندوسية والتعاليم الإسلامية, وظلت في صراع مع الإسلام ظنا منها أنها الأكثر قدرة علي جذب الهندوس إلي ديانتها. لكن الصراع الأكثر حدة ودموية ظل بين الهندوس والمسلمين, بوصفهما اكبر طائفتين في الهند, وقد تبلور هذا الصراع خلال العقود الماضية حول مسألتي إقليم كشمير الذي لم يحسم حتي الآن أمر انضمامه إلي الهند أو باكستان علي الرغم من أغلبيته المسلمة وقت تقسيم البلدين عام1947, وتدمير مسجد بابري الذي كان الهندوس قد هاجموه أكثر من مره كان آخرها عام1992 بحجة أن المسجد الذي يعود تاريخه إلي القرن السادس عشر, قد بني علي موقع ولادة الإله رام الهندوسي. وكان تدمير المسجد قد أدي الي انفجار أسوأ موجة عنف طائفي ضد المسلمين حصدت نحو ألفي قتيل. ومازالت القضية التي أرست جذورا جديدة للعنف الطائفي في الهند تنظر أمام المحاكم لفصل الدعوي بين المسلمين والهندوس, مع عدة قرارات بتقسيم الموقع بين الطائفتين, وهي قرارات لم ترض أيا منهما. كان تقرير لجنة' سجار' الذي نشرته الحكومة الهندية عام2006 قد أشار إلي التهميش الحاد الذي يعاني منه المسلمون خاصة مع نقص حاد في تمثيلهم في مختلف الإدارات الحكومية والمجتمع, فعلي سبيل المثال كشف التقرير انه في ولاية غرب البنغال, حيث يشكل المسلمون27% من السكان, لا يشغلون سوي3% فقط من الوظائف الحكومية, وكان التقرير( الذي اتهم بتحيزه للمسلمين) قد توقع تزايد حدة الصراع بين المسلمين والهندوس والمزيد من التدهور لحال مسلمي الهند, في ظل تشدد الحركات الهندوسية القومية وحزب المؤتمر( الذي تزعمه غاندي من قبل), وحرمانهم من المشاركة في المعجزة الهندية.
وبعيدا عن ذلك التمييز الرسمي لحكومة علمانية, فان موجات العداء الشديد تجاه المسلمين كانت قد تصاعدت بقوة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وتزامنت مع دخول أعداد كبيرة ممن يعتبرون من المنبوذين إلي الإسلام, ثم كانت موجة حادة تزامنت مع انفصال باكستان عن الهند عام1947, وكان الهدف منها إجبار المسلمين علي الرحيل إلي باكستان حتي تبقي الهند للهندوس, الذين نظروا دائما إلي المسلمين الهنود باعتبارهم غزاة وخائنين ومشكوكا في ولائهم للهند.واعتبر عام1947 بداية مذابح وحشية تعرض لها المسلمون علي يد الهندوس وبلغت ذروتها فيما أطلق عليه مذابح احمد أباد عام1969 ثم كانت موجة ثانية خلال النصف الأول من التسعينيات تبلورت في تدمير مسجد بابري عام1992 ومسجد شرار شريف عام1995 واستمرت تلك الأعمال بدرجات متفاوتة حتي يومنا هذا, وكان من أبرزها ما حدث عام2002 الذي شهد ما عرف بمجزرة ولاية جوجارات حيث تعرض المسلمون لمذابح علي يد عصابات هندوسية أسفرت عن مقتل نحو2500 مسلم واغتصاب400 سيدة وتدمير270 مسجدا,في واحدة من أبشع مجازر الإبادة في الهند, تجددت موجات العنف الطائفي ضد المسلمين منذ أيام مع اشتعال الاشتباكات العرقية علي يد القبائل البوذية والهندوسية, في ولاية آسام شمال شرقي البلاد حيث أحرقت نحو50 قرية واجبر عشرات الآلاف علي ترك منازلهم, كانت مجازر قد اشتعلت من قبل في آسام عام1984 راح ضحيتها آلاف المسلمين الذين يمثلون30% تقريبا من عدد سكان الولاية. وعلي الرغم من قرارات إعادة بناء المساجد التي دمرت خلال موجات العنف الطائفي, لم يتم علي المستوي الرسمي سوي إعادة بناء اقل من10% من المساجد المدمرة, بل وعدم تقديم التعويضات التي أقرتها الحكومة لصالح المعتدي عليهم, وترجع تقارير المراكز الحقوقية السبب إلي انحياز الشرطة للهندوس وتجاوزها عن تنفيذ الأحكام ضدهم وتغاضيها عن اغتصابهم لممتلكات المسلمين والمسيحيين والسيخ, ناهيك عن بعض التقارير حول الضغوط التي يمارسها رجال الشرطة الهندوس في مدن بها أغلبية مسلمة, مثل احمد أباد لإجبار المسلمين علي الخروج عن دينهم وتحولهم إلي الهندوسية, مع انتشار موجات من الاعتقالات التعسفية ضد المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب, خاصة في جوجارات, التي يشكل المسلمون10% من سكانها البالغ عددهم50 مليونا.

سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:04 PM
بورما‏..‏ بين مـاض أليم ومسـتقبل غامض
كتبت - هدير الزهار:


جروحهم لا تندمل‏..‏ آلامهم لا تنتهي‏..‏ مآسيهم لا تنسي‏..‏ كلها تعبيرات يمكننا بها وصف الاضطهاد الذي شهدته الأقلية المسلمة في بورما علي مدي تاريخها المليء بالمجازر والجرائم البشعة من قتل وحرق واغتصاب، والتي جاءت الأحداث الأخيرة لتحييها مرة أخري وتحصد أرواح ما يقرب من20 ألف مسلم وتشريد آلاف آخرين بعد حرق منازلهم.
ودولة بورما التي تقع في جنوب شرق آسيا تشترك في حدودها مع بنجلاديش والهند والصين ولاوس وتايلاند أما مسلموها والذين يطلق عليهم أقلية الروهينجا يقيم أغلبهم في إقليم أراكان الذي يقع في جنوب غرب بورما, يحده من الغرب خليج البنغال, ومن الشمال الغربي بنجلاديش, وفي شرقه سلسلة جبال الهيمالايا التي جعلت أراكان منفصلة عن بورما البوذية تماما إلا أن بورما احتلتها وضمتها إليها قسرا. ويبلغ عدد سكان بورما55 مليون نسمة تصل نسبة المسلمين بها إلـي15% ولكن حكومة بورما تعلن دائما أن نسبة المسلمين لا تتجاوز4% فقط لتهميش وجودهم. وأكد تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية لسنة2006 أن الإحصائية الرسمية التي تعلنها حكومة بورما تقلل من السكان غير البوذيين الذين قد تصل نسبتهم إلي30%. ويعود تاريخ دخول الإسلام في أراكان ـ كما ذكرته بعض الكتب التاريخية ـ إلي عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي, حيث كان العرب يمارسون مهنة التجارة, ولأجلها يسافرون إلي أقاصي البلاد ودانيها وكانت أراكان واحدة من البلاد التي يتبادلون معها التجارة ونشروا الإسلام فيها حتي استطاع المسلمون تأسيس دولة إسلامية في أراكان عام1430 بيد سليمان شاه واستمرت الحكومة الإسلامية فيها أكثر من ثلاثة قرون ونصف تحديدا حتي.1784 وفي ذلك العام أحتل الملك البوذي البورمي بوداباي أراكان وقام بضمها إلي بورما بهدف الحد من انتشار الإسلام في المنطقة وقام بتدمير كل ما هو إسلامي من مساجد ومدارس, كما قتل الشيوخ والدعاة بالإضافة لتشجيع البوذيين في بورما علي اضطهاد المسلمين واستباحة قتلهم ونهب خيراتهم وذلك حتي عام1824, حيث قامت بريطانيا باحتلال بورما وضمها إلي مستعمرتها التي كانت في الهند وقتذاك, ثم جاء عام1942 بواحدة من أشرس المذابح في تاريخ الروهينجا علي أيدي البوذيين وذلك بمساعدة الانجليز وراح ضحيتها أكثر من100 ألف مسلم أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال, كما شرد الآلاف بهروبهم خارج البلاد. وفي عام1948 حصلت بورما علي استقلالها من بريطانيا بشرط أن تمنح بورما لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك ولكن نقضت بورما عهدها واستمرت في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين الروهينجا بل واستمر البوذيون في الممارسات اللإنسانية في حق المسلمين. وفي عام1962 قام العسكريون في بورما بانقلاب بقيادة ني وين المتعصب ضد المسلمين والذين تعرضوا علي يديه لكل أنواع الظلم والاضطهاد من هدم منازلهم وحرق وقتل واغتصاب وتهجير, ففي العام ذاته طرد أكثر من300 ألف مسلم إلي بنجلاديش. وفي عام1978 قام الجيش بتهجير نحو500 ألف مسلم في ظروف قاسية جدا مما أدي لموت40 ألفا من الشيوخ والنساء والأطفال, وفي عام1991 تم طرد قرابة نصف مليون مسلم عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاما من المسلمين, لأنهم صوتوا لصالح الحزب الوطني الديمقراطي المعارض.
وقد سعي البوذيون بشتي الطرق لطمس الهوية الإسلامية واقتلاع جذور الإسلام من بورما بداية من هدم المساجد والمدارس مع إصدار قوانين لمنع إعادة بنائهم وعدم السماح لهم بترميم ما تبقي ومحاولة نشر الأمية بينهم بحرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعليم في الكليات والجامعات, ومن يذهب للخارج لاستكمال تعليمه يتم محو هويته من السجلات الحكومية بل عند عودته يتم اعتقاله فورا, كما يحرم المسلمون من شغل الوظائف الحكومية بالإضافة لإجبارهم علي الأعمال الشاقة لدي الجيش دون الحصول علي أجر, ومنعهم من السفر للخارج حتي لأداء الفرائض الدينية إلا لبنجلاديش, والأدهي إلغاء حق المواطنة من المسلمين واستبدال بطاقات هوياتهم القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين وليس لهم أي حقوق, ومن يرفض فمصيره الموت أو الاعتقال أو الهروب خارج البلاد, علاوة علي ذلك فإنهم دوما ما يسعون للحد من نسلهم ومنع زيادة أعدادهم وذلك بعدم السماح للمسلمة بالزواج قبل سن الـ25 والمسلم قبل الـ30 ولايمكن الزواج إلا بعد الحصول علي تصريح مكتوب وفي بعض الأحيان كانوا يصدرون قرارا بمنع زواجهم لعدة سنوات الأمر الذي كان يضطرهم لتقديم رشاوي للسماح لهم بالزواج. كما لم يسمح للمسلمين بإطلاق لحاهم أو لبس الزي الإسلامي في أماكن عملهم, ومنع النساء من ارتداء الحجاب أما كبار رجال الدين فتعرضوا للامتهان والضرب, كما كان يتم اعتقال بعضهم, والضغط عليهم اقتصاديا من خلال رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مما أدي لعدم استطاعتهم الحصول علي ضروريات الحياة ناهيك عن الإقصاء والتهميش السياسي ففي آخر انتخابات تم منح43 مقعدا للبوذيين و3 مقاعد فقط للمسلمين.
سنوات بل عقود من ألوان العذاب المختلفة التي عانت منها أقلية الروهينجا دون تدخل من منظمات حقوق الإنسان أو أي جهات أخري لوقف تلك الانتهاكات بالرغم من تصنيف الأمم المتحدة لهم كأكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم وبعد المجازر التي حدثت مؤخرا وبعد صمت طويل أخيرا اعترفت منظمة العفو الدولية بالانتهاكات التي قام بها البوذيون في حق المسلمين, ولكن السؤال هل ستتخذ أي خطوات إيجابية لإنقاذهم خاصة بعد أن ظهر رئيس بورما مؤخرا ليبرر وبأسلوب مستفز ما يحدث في حق المسلمين بأنهم جماعات دخيلة ومثيرة للشغب والأعمال التخريبية غير مرغوب فيها ويجب ترحيلهم خارج البلاد تلك الكلمات التي زادت الاقلية المسلمة هما لما يرونه من مستقبل غامض.

سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:07 PM
تايلاند والفلبين‏..‏التنمية مفتاح القضية
كتبت - إيمان عارف:


تواجه الأقليات المسلمة في أماكن متعددة من العالم مشاكل ومصاعب كثيرة‏,‏ ولا تعد تايلاند والفلبين استثناء من هذا الوضع بل العكس هو الصحيح‏,‏ حيث يعاني المسلمون في جنوب تايلاند وجنوب الفلبين وهي أماكن تركزهم من مشاكل واضطرابات دموية منذ عقود طويلة ماضية‏.
ولعل النظرة التاريخية لوضع المسلمين في كلا الدولتين يلقي الضوء علي أسباب المشكلة وآفاق الحل.
فإذا بدأنا بتايلاند, سنجد أن المسلمين يعدون أقلية لايزيد عددها علي10% من اجمالي السكان الذين يدين غالبيتهم بالبوذية, ويتركز المسلمون في ثلاث محافظات بالجنوب, وترجع أصولهم للمسلمين الأوائل من التجار العرب والهنود الذين قدموا إليها في القرن الـ12 الميلادي. وقد استطاع المسلمون علي مدي التاريخ الاحتفاظ بشخصيتهم وعاداتهم المميزة حتي بعد انضمامهم لتايلاند في مملكة واحدة, حتي أنهم احتفظوا بلغتهم الملاية والقليل منهم يتحدث بلغة البلاد التايلاندية. كما رفضوا علي مدي العقود الماضية التعليم الحكومي مفضلين إرسال أبنائهم للمدارس الإسلامية, وان كانوا قد بدأوا مؤخرا في التخفيف شيئا فشيئا من هذا الرفض وقبلوا إرسال أولادهم للمدارس الحكومية في المرحلة الإلزامية الابتدائية فقط. وهنا يشير المراقبون إلي أن إصرار المسلمين علي الاحتفاظ بهويتهم المستقلة قابله قدر كبير من الإهمال الحكومي علي مدي سنوات في مجال الخدمات والتنمية, الأمر الذي عزز لديهم شعورا بالعزلة والتهميش دفعهم للمطالبة بنوع من الحكم الذاتي, وهو ما واجهه الجيش بقدر كبير من العنف ليشهد الجنوب انفجارا لموجات متقطعة من العنف حصدت في تقديرات المراقبين منذ عام2004 وحتي الآن حياة الآلاف. وقد شهد بداية شهر رمضان الحالي سلسلة من حوادث العنف اعتبرت استكمالا للأحداث إلتي شهدها الجنوب منذ مطلع العام الحالي, وهو ما جذب الانتباه مجددا للصراع الطويل الذي تعيشه تلك المناطق والذي ألقي بظلاله القاتمة علي الأوضاع المعيشية هناك, وعلي العلاقة بين السكان البوذيين والمسلمين, وان كان الأمر اللافت للانتباه, كما تشير بعض التقارير الصحفية, أن قضية الجنوب المتوتر لا تأتي في مقدمة القضايا ذات الاهتمام الشعبي, رغم كونها الحاضر الغائب علي مائدة السياسيين.
وربما كان ذلك راجعا إلي وجود شبه إجماع بين المحللين علي ان الصراع في الجنوب لا تؤججه العوامل الدينية فقط, ولكن يتشابك معها عوامل التهميش السياسية والثقافية, فعلي مدي عقود لم يتول إدارة هذه المحافظات أي من أبنائها, بل موظفون قادمون من العاصمة, وربما يكون ذلك السبب وراء الغضب المتأصل وتشتت مطالب السكان التي تتراوح في تطرفها بين المطالبة باستقلال الجنوب إلي المطلب الأكثر معقولية وقبولا بين مسلمي الجنوب وهو تطبيق شكل من أشكال الحكم الذاتي.
وخلال الحملة الانتخابية لرئيسة الوزراء يانجلوك شيناوترا العام الماضي ارتفع سقف الآمال في إيجاد توجه جديد يتعلق باستحداث وضع اداري لمحافظات الجنوب الثلاث, وهو وضع لم يتحقق حتي الآن, ويعزو المراقبون ذلك إلي رفض الجيش لهذا المقترح, وهو موقف لابد أن يؤخذ في الحسبان خاصة وأن المؤسسة العسكرية تعد لاعبا مؤثرا في المشهد السياسي بتايلاند, فضلا عن كون الجيش مسئولا في رأي الكثيرين عما يشهده الجنوب من عمليات عنف دموي خاصة في ظل تفعيل قانون الطواريء وتدفق أعداد كبيرة من الجنود. وبينما خفف السياسيون من موقفهم الرافض لموضوع الحكم الذاتي الذي طالما اعتبر من المحظورات, فان مناقشة هذه القضية تعد مرفوضة تماما من قادة الجيش, وهو وضع ربما يزيد الموقف تعقيدا, خاصة أن الحملة العنيفة التي نفذها الجيش بين عامي2007 و2008 لم تسفر فقط عن تنامي المشاعر العدائية تجاهه ولكنها اعتبرت السبب المباشر وراء استمرار العنف. وفي سبيل ذلك حاول البعض الترويج لمنهج يغلب الحل السياسي علي الحل العسكري, وقد تشكل مؤخرا جهاز يطلق عليه المركز الاداري لمحافظات الجنوب تحت إشراف الجيش يتولي مسئولية تنمية الجنوب, وقد تمكن مؤخرا من إعادة فتح المدارس الإسلامية التي أغلقت منذ4 أعوام بدعوي كونها معقلا للمتطرفين, ولعل أكبر تطور تشهده هذه القضية أن اقتراح فكرة اللامركزية التي طالما اعتبرت في السابق مستبعدة تتبناها الآن بعض جماعات الضغط باعتبارها الحل الوحيد لمشكلة الجنوب. أما إذا انتقلنا للفلبين التي تعاني من مشكلة مشابهة, فسنجد أن الإسلام وصل إليها نحو القرن السادس الهجري عن طريق التجار العرب, حيث انتشر في جزيرة منداناو أولا ثم واصل انتشاره بعد ذلك في الجنوب الفلبيني وتقدم إلي مانيلا في الشمال حيث تأسست ممالك إسلامية في الجزر السابقة. وعندما حدث الاحتلال الأسباني لجزر الفلبين لم يتمكن الأسبان من فرض سيطرتهم علي الجنوب, واستطاع المورو المسلمون الحفاظ علي عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية رغم محاولات الأسبان علي مدي أربعة عقود هي عمر احتلالهم للفلبين.
وقد تبلور الخلاف بين الجنوب المسلم والحكومة في الشمال في جماعات مقاومة كان أبرزها جبهة تحرير مورو الوطنية التي تشكلت عام1962 لتخوض حربا ضد الانتهاكات التي تعرض لها المسلمون آنذاك حيث قتل أكثر من مائة ألف مسلم وشرد نحو مليوني آخرين, وتم الاستيلاء علي مساحات واسعة من أراضي المسلمين, وأحرقت كثير من البيوت والمساجد والمدارس, وفي عام1982 انشقت جبهة تحرير مورو الإسلامية اثر خلاف بين قادتها حول رؤيتهم لحل القضية. وقد استمر الوضع في الجنوب متأزما حتي توصلت الجبهة لاتفاق مع حكومة الرئيس السابق فيدل راموس ولكن الأخيرة لم توف بالتزاماتها. وفي عام1997 لبت جبهة تحرير مورو دعوة الحكومة لبدء مفاوضات استمرت عشرة أعوام, إلي أن توصلا للتوقيع النهائي عام2008, ولكن المحكمة العليا الفلبينية تدخلت لتجميده بسبب اعتراض عدد من السياسيين المسيحيين في الجنوب, فاندلعت الحرب بين الطرفين مرة أخري, ليتطور الأمر بوجود جماعات عنف لعل أشهرها جماعة أبو سياف التي اتهمتها الحكومة لاحقا بعلاقاتها بتنظيم القاعدة, واستأنفت الحكومة منذ عامين تقريبا المفاوضات مرة أخري مع جبهة تحرير مورو في محاولة لإنهاء صراع طويل في الجنوب أسفر عن مصرع120 ألف شخص, وان كان ما يؤخذ علي هذه الجهود أن الحكومة الجديدة برئاسة أكينو الابن لم تضع تفاصيل وافية. وهنا يشير المحللون أن معظم محافظات الجنوب الفقيرة يسكنها أغلبية من المسلمين في جزيرة منداناو وارخبيل سولو, وهناك تاريخ من الاهمال التنموي والخدمي الي جانب ضعف الوجود الحكومي, حتي أن الاحصاءات الحكومية رصدت أن متوسط الأعمار في محافظات الجنوب يصل إلي52 عاما بينما المعدل القومي يصل إلي72 عاما, ومن ثم فان الحل الوحيد يتمثل في مبادرات التنمية الاقتصادية في مناطق الصراع بالجنوب باعتبارها السبيل الوحيد لتقليل التأييد والدعم الذي تحظي به هذه الجماعات المتمردة من قبل السكان, وذلك بالتوازي مع ادراك المؤسسة العسكرية أن مواجهة التمرد لايمكن أن تتم عبر القوة المسلحة فقط وهو ما يعني أن الحكومة مطالبة بتوجه أكثر مرونة لحل مشاكل الجنوب المزمنة.

سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:10 PM
الصين‏..
كتب - محمد عثمان:


في حي نيوجيه في العاصمة الصينية بكين لاتخطئ العين مظاهر إسلامية وإن كانت بنكهة صينية فهناك مطاعم إسلامية ونساء محجبات وهناك المسجد الذي يرجع عمره إلي ألف سنة‏.‏في مقر الجمعية الإسلامية وهي منظمة تمثل الحقوق الشرعية لمسلمي الصين من مختلف القوميات وتهدف إلي تطوير المسلمين الصينيين وبناء الصين وفقا لمبدأ حب الوطن وحب الدين كان اللقاء مع عدد من مسئولي الجمعية ومن بينهم برهان كبير الأمين العام المساعد ونائبي الرئيس مصطفي يانجوبور وعماد الدين بانجين. يقول برهان كبير أن الجمعية تأسست سنة1953 لحماية مسلمي الصين الذين يبلغ عددهم20 مليون نسمة بينهم300 ألف في العاصمة بكين.
ويضيف أن الصين بها35 ألف مسجد نصيب العاصمة منها80 مسجدا بينها مساجد كبيرة تتسع لـ8 آلاف مصل, وهناك أيضا10 معاهد إسلامية و500 منظمة لرعاية مصالح المسلمين و40 ألف إمام.
ويشير إلي أن حكومة الصين تتبني سياسة حرية الأديان ويتمتع المسلمون بحماية الحكومة التي تصدر ترجمات للقران الكريم والأحاديث النبوية باللغة الصينية ومن بين التسهيلات منح أراض لاقامة مدافن وهو أمر استثنائي في الصين, حيث تحرق أغلبية السكان البوذيون جثث موتاهم.
ويضيف أن المسلمين الصينيين من أهل السنة, وينتمون للمذهب الحنفي ويصفهم بأنهم مثل راكبي مركب في محيط كبير لذا يتحتم عليهم النظر للأمام, حيث يبلغ عدد سكان الصين مليار و400 مليون نسمة أي أن نسبتهم1.4% من السكان ولامجال للدعوة بين الآخرين بل التركيز علي التعايش.
تقول المصادر التاريخية أن بداية دخول الإسلام إلي الصين كانت في خلافة عثمان بن عفان( رضي الله عنه) علي يد الصحابي الجليل الحكم بن عمرو الغفاري, ولكن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان.
وقد عرفت تركستان الشرقية التي أصبح اسمها شينجيانج, الإسلام قبل1300 سنة عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام إلي أي مكان يسافرون إليه وكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.
وتركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين, ترك وستان, ويعني أرض الترك, وتنقسم إلي تركستان الغربية أو آسيا الوسطي التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا وتركستان الشرقية التي تبلغ مساحتها(1.8) مليون كم2, أي خمس مساحة الصين, وهي تعد أكبر أقاليم الصين, ويزيد عدد سكانها علي(25) مليون نسمة, ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة مثل اليوغور وهم يشكلون غالبية الإقليم, والتركمان, والقازاق, والأوزبك, والتتار, والطاجيك, ونسبة المسلمين بها نحو95%, والإقليم غني بثرواته الطبيعية من البترول والفحم واليورانيوم.
إقليم شينجيانج ـ تركستان الشرقية سابقا ـ الذي يتمتع بالحكم الذاتي ويوجد به24 ألف مسجد وعاصمته أورومتشي كان مسرحا لأحداث دامية في يوليو2009 اعتبرتها السلطات الصينية أعمالا إرهابية من تدبير الانفصاليين وزعيمتهم في المنفي ربيعة قدير.
في مقابل تلك الرؤية فإن زعيمة اليوغور تعتبر الاضطرابات العرقية إبادة عنصرية من قبل ماوصفته بـ الاحتلال الصيني لشعب الإقليم المسلم في مقابل توطين عرق الهان الصيني في المنطقة وإبعاد المسلمين داخل الأراضي الصينية بحجة توفير فرص العمل.
وفي مواجهة الدعوات الانفصالية يعتبر المسئولون الصينيون أن الحضارة الإسلامية في الصين جزء من الحضارة التقليدية الصينية وأن الثقافة الإسلامية اندمجت في الثقافة الصينية لتشكل تقافة إسلامية ذات خصوصية صينية.

سيل الحق المتدفق
2012-08-05, 06:11 PM
المصدر :

http://www.ahram.org.eg/Journalist%20reporters/News/164062.aspx

وموضوعات من نفس الباب

ساجدة لله
2012-08-06, 08:45 PM
جزاك الله خيراً أخي على الطرح الطيب
نعم العالم كله يمارس التمييز ضد المسلمين
والسبب في هذا المسلمون أنفسهم
حسبنا الله ونعم الوكيل

دانة
2012-08-26, 12:26 AM
حسبي الله ونعم الوكيل

حفيدة ابن القيم
2012-08-26, 04:24 PM
اللهم انصر الاسلام والمسلمين
بارك الله فيك