المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمقى الثلاثة



pharmacist
2012-08-27, 10:36 AM
الحمقى الثلاثة

مشهد معبر من فيلم هندي يدعى “الـحمقى الثلاثة”
حين طلب الأستاذ الجامعي من البطل رانشو أن يقدم له تعريف ” الآلة ” كما هو في الكتاب،
في حين أن هذا الطالب قدم له تعريفاً صحيحاً أيضاً ولكن بأسلوبه الخاص ليتم طرده بعد ذلك
وقبول تعريف طالب آخر قام باستعراض ما في الكتاب،
والمثير أن الطالب عاد بعد وصوله للباب، فسأله الأستاذ عن سبب عودته،
فأجابه: “لقد نسيت أدوات تحتوي على ملخصات، تحليلات، تشرح معلومات وتحل إشكاليات،
وتكون إما مغلفة أو غير مغلفة، تحتوي على صور وقد لا تحتوي عليها،
وتحتوي أيضا على فهرس وعلى لائحة مراجع، وتثير أحيانا العقل للتفكير “،
فرد عليه الأستاذ بعد هذا التعريف المطول:
أجب ببساطة ماذا نسيت؟
فرد الطالب: نسيت كتبي!

ثم سخر منه قائلاً: ألم يكن بالإمكان قولها في كلمة واحدة؟ ..
هنا يرد قائلاً: لقد كان هذا ما فعلته بخصوص تعريفي للآلة ولكنك طردتني لتقبل إجابة مطولة كهذه!.
وينهي كلامه بنصيحة للطلبة الآخرين قبل خروجه:

لا تحاولوا أبداً حفظ معلومة بإمكانكم إيجادها في الكتاب متى شئتم!

يظهر جلياً أن عادة الحفظ ما عادت تنفع سوى لتحصيل بعض النقاط في امتحان مصيري،
حيث يشعر الطالب خلال مدة الحفظ بأنه آلة أو ببغاء تقوم بترديد كلام بنفس الطريقة التي يقوم بها الآخرون،
ما يجعله يشعر بالملل التام، وعدم الرغبة في مواصلة ذلك، وهنا يكمن المشكل..

لأن الاستمتاع / الرغبة في فعل الشيء أساس إتقانه،

فلا يمكن أن تصادف أينشتاين مثلا وتسأله عما إذا كان يحب الفيزياء فيرد:
” والله لا أحب الفيزياء، لقد تم دفعي إلى البحث فيها رغما عني، وإنه مجرد حظ هذا فقط!”

ولو حاولنا تتبع مرحلة حياة الموظف في عالمنا العربي منذ الطفولة نجدها كالتالي:
لعب ولهو ومشاهدة للتلفاز منذ مرحلة ما قبل المدرسة،
ثم دخول المدرسة وبدء عملية التلقين والحفظ والنقل بدون طعم،
لا يكلف البعض نفسه عناء محاولة فهم التلميذ “المختلف” الذي لا يقبل ما يقدم إليه
ويحاول فعل شيء جديد، فيتم استدعاء والديه على أساس أنه فاشل بكل المقاييس،
وتتواصل سلسلة النعوت من كل الأطراف “أنت فاشل لا تصلح لشيء”،
ومن الطبيعي أن يكون فاشلاً، لأن ما يقدم إليه خاص بذوي الذكاء الذهني،
أما هو فقد يملك ذكاء من نوع آخر، لا يأخذه النظام التعليمي بعين الاعتبار،
وبالتالي يتحطم الطفل ويبدأ بالتذمر كل مرة يسمع فيها كلمة مدرسة.
ومع مواصلته الدراسة يصطدم بعد المرحلة الابتدائية بأن المواد التي يدرسها لها معاملات،
مثلا هو لا يحب الرياضيات ويجد أن معامله أكبر من معامل العلوم الطبيعية التي يعشقها،
وبالتالي سيكون تحصيله ضعيفاً جداً، وقد يؤثر هذا على معدله النهائي،
فيأتي القرار برسوبه أو نجاته من الرسوب ببضع نقاط، طبعاً حسب أساليبنا التقييمية للعقول،
والدليل أنه لو تابع نفس المسيرة الدراسية في بلد أوروبي مثلاً،
لكانت نتائجه مذهلة في تلك المواد التي كان يعتبر فاشلاً فيها في بلد عربي.

ثم يواصل الدراسة إلى حين حصوله على البكالوريا ثم تأتي مرحلة التوظيف،
فيعمل في شركة مثلاً كتلك التي تتعامل بعقلية الندرة، فيصبح آلة كغيره من الآلات،
وهكذا إلى أن يتم تكوين آلي لمجتمع بأسره!”

والسؤال المطروح:
ماذا قدم هذا الجيل الذي بني بهذه الطريقة لـبلاده؟ هل اخترع شيئاً؟ أبدع في مجال يعشقه؟
تـميز أم اكتفى بالتنافس على السراب؟

ويأتي الجواب مؤسفاً للجميع، وطارحاً لعدة علامات استفهام لا يجب أن تطرح بالأساس،
لأنها نتيجة حتمية لما وصلنا إليه!

كيف لنظام يبني مقلدين ويكرس لثقافة التماثل أن ينتج غير ذلك؟

كخلاصة لكل هذا، هناك عبارة تعتبر “وصفاً شاملاً” لمواجهة أي شخص
يتـحدث عن التعليم بالبلاد العربية وهي :

”لا يمكن لنظام تعليمي لا يتقن التعامل مع الموهوبين أن يكون نظاماً تعليمياً ناجحاً،
كل من ليس ناجحاً بمقاييسنا هو فاشل، وهذا خطأ فادح،
والمشكلة ليست كوننا لا نقبل بوجود مقاييس أخرى،
ولكن المشكلة أنـه تم جـبلُنا على مقياس واحد يمنعنا من رؤية المقاييس الأخرى”.

منقول

مسلم أسود
2012-08-29, 10:10 PM
صدقت بقولك

pharmacist
2012-09-08, 11:25 AM
صدقت بقولك
http://uploads.sedty.com/imagehosting/141888_1324494469.gif