المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعلم من رسول الله



الصفحات : [1] 2

صل على الحبيب
2008-10-04, 10:42 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه الى يوم الدين

الحمد لله الذى انعم علينا بنعمة التوحيد وانزل قرآنا عربيا مبين على سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم , محمد الذى علمنا ( البخيل من ذكر اسمى ولم يصلى على) :salla: .

الموضوع
هى بعض مواقف دعويه لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم اريد ان اوضحها لتكون مناره وخطا يتلمسها الداعى لدعوته والساعى لسعيه.

مواقف ان دلت فإنما تدل على مقدار الذكاء والحكمه وبعد النظر التى كان يتمتع بها بن عبد المطلب فى دعوة اصحابه وتربيتهم.

ماذا اريد من هذا الموضوع ؟؟
سوف يتضح بإذن الله

الوقفه الاولى


قال عمرو بن عبسة السلمي : كنت ، وأنا في الجاهلية ، أظن أن الناس على ضلالة . وأنهم ليسوا على شيء . وهم يعبدون الأوثان . فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا . فقعدت على راحلتي . فقدمت عليه . فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا ، جرءاء عليه قومه . فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة . فقلت له : ما أنت ؟ قال " أنا نبي " فقلت : وما نبي ؟ قال " أرسلني الله " فقلت : وبأي شيء أرسلك ؟ قال " أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء " قلت له : فمن معك على هذا ؟ قال " حر وعبد " ( قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به ) فقلت : إني متبعك . قال " إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا . ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى أهلك . فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني


الراوي: عمرو بن عبسة السلمي المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 832
خلاصة الدرجة: صحيح

سبحان الله

انظر الى حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعوة عمرو بن عبسه .. وتعلم
1- اجاب النبى على قدر السؤال ولم يزد فى اجابته ( خير الكلام ما قل ودل)
2- عندما سأله عمربن عبسه ليكون رابعهم ( محمد وابو بكر وبلال) رفض النبى وقال ارجع لأهلك (اما ترى ما نحن فيه)

التائب فى بداية توبته جاهز لأن يفعل اى شيء فى سبيل خدمة دينه , ومن الممكن ان يفعل اشياء تقود به الى الندم بعد ان تفطر همته.

لذلك رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عمرو بن عبسه بالبقاء معه هو وبلال وابو بكر لما يراه من شدة اذى المشركين فى ذلك الوقت.
فإن صبر عمرو بن عبسه على اذى المشركين اسبوع فلن يصبر الثانى بعد ان تفطر همته ,بل ومن الممكن ان ينقلب على عقبيه.
اما بلال وابو بكر رضوان الله عليهما فيعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم جبال رسخت اوتادها فى رحاب التوحيد ولن يزعزعها مزعزع ولو اجتمع اهل الارض جميعا لا قريش فقط .

لذلك امر الرسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن عبسه بالرجوع الى اهله حتى ذا سمع عن محمد وذيع خبره يأتى اليه وهذا بعد ان تقوى شوكة الاسلام بلا شك .

والجدير بالذكر ما سمعته من الشيخ العلامه (ابو اسحاق الحوينى)
الفرق بين الزاهد والعالم فى معاملة التائب - موسيقار -

الزاهد
ياتى الموسيقار التائب الى الزاهد وينتظر منه الامر بأى شئ , فهو مهيأ لفعل اى شئ يأمره به الزاهد فى سبيل التكفير عن خطاياه
فيطلب منه الزاهد ان يبيع جميع ممتلكاته والتى اتت بالحرام من الاموال, فيبيع التائب السياره الفارهه والمسكن الفاخر ويقيم مع الزاهد اينما يقيم .
يستمر الحال هكذا شهر او اثنان ثم يفطر التائب ويبدا برؤية الامور بمنظور مختلف وما يلبث الا ان يمسك بتلابيب الزاهد والذى كان سبب تعاسته

العالم
يأتى الموسيقار الى العالم وينتظر منه الامر بأى شئ , فهو مهيأ لفعل اى شئ يأمره به العالم فى سبيل التكفير عن خطاياه
فلا يطلب منه العالم شئ سوى ان يكف عن الموسيقى فقط لا غير, ثم يبدأ معه (بحب الله) - فهو اقصر الطرق الى قلب التائب - ويظل معه هكذا فتره , بعدها سوف يأتى التائب بنفسه الى العالم وقد باع كل ما ابتاعه من الحرام , وهذا بعد ان هدأت شرته ففاضل بين ما تحبه نفسه وبين ما يحبه الله .

فتعلم فن الدعوه من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم

للحديث بقيه بإذن الله

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-10-05, 01:26 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب

موضوع قيم كالعادة


بورك فيك

ذو الفقار
2008-10-05, 05:21 AM
بموضوع يستحق المتابعة

جزاك الله خيراً أخي الحبيب

صل على الحبيب
2008-10-05, 05:51 AM
نكمل مع عمرو بن عبسه رضى الله عنه

الوقفه الثانيه


" قال فذهبت إلى أهلي . وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة . وكنت في أهلي . فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة . حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة . فقلت : ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟ فقالوا : الناس إليه سراع . وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك . فقدمت المدينة . فدخلت عليه . فقلت : يا رسول الله ! أتعرفني ؟ قال " نعم . أنت الذي لقيتني بمكة ؟ " قال فقلت : بلى . فقلت : يا نبي الله ! أخبرني عما علمك الله وأجهله . أخبرني عن الصلاة ؟ قال " صل صلاة الصبح . ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع . فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان . وحينئذ يسجد لها الكفار . ثم صل . فإن الصلاة مشهودة محضورة . حتى يستقل الظل بالرمح . ثم أقصر عن الصلاة . فإن ، حينئذ ، تسجر جهنم . فإذا أقبل الفيء فصل . فإن الصلاة مشهودة محضورة . حتى تصلي العصر . ثم أقصر عن الصلاة . حتى تغرب الشمس . فإنها تغرب بين قرني شيطان . وحينئذ يسجد لها الكفار " . قال فقلت : يا نبي الله ! فالوضوء ؟ حدثني عنه . قال " ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه . ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء . ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء . ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء . ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء . فإن هو قام فصلى ، فحمد الله وأثنى عليه ، ومجده بالذي هو له أهل ، وفرغ قلبه لله ، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه " فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة ! انظر ما تقول . في مقام واحد يعطى هذا الرجل ؟ فقال عمرو . يا أبا أمامة ! لقد كبرت سني ، ورق عظمي ، واقترب أجلي ، وما بي حاجة أن أكذب على الله ، ولا على رسول الله . لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا ( حتى عد سبع مرات ) ما حدثت به أبدا . ولكني سمعته أكثر من ذلك .

الراوي: عمرو بن عبسة السلمي المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 832
خلاصة الدرجة: صحيح

ظل عمرو بن عبسه فى اهله ينتظر وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من عشرة اعوام حتى سمع به فى المدينه
(اكثر من عشرة اعوام يخفى ايمانه بين اهله .... وهذا دليل على صدق توبته)

سافر الصحابى رضى الله عنه الى رسول الله فى المدينه لينضم الى جند التوحيد كما وعده الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بعد ان اشتدت شوكة الاسلام

سأله الصحابى عن الصلاه اول ما سأل - دليل على ان الصلاه بها يقام الدين - فبماذا رد رسول الله ؟
هل كانت اجابة الرسول معقده تحوى ما تحوى من فقه الصلاه ومبطلاتها والكيفيه وغير ذلك ؟
لا

ولكنها اجابه بسيطه .. متى يصلى
ثم الوضوء وكيف يتوضأ
واذا تأملنا فى اجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد انها اجابه تحفيزيه يحفز بها بن عبسه على الوضوء والصلاه لما فيها من خير فى التنقيه من الذنوب والخطايا كما وضح رسول الله .

والدرس المستفاد هنا انه على المرء الداعى ان يتعلم ان لا يثقل على التائب بالطاعات فى بداية توبته وان لا يحشوا رأسه بكم كبير من المعلومات والتعليمات , ولكن يؤخذ الامر خطوه خطوه ليكون لقلب دائما على استعداد لتقبل المزيد وفى شوق له .

فتعلم فن الدعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

نتابع بإذن الله وصحابى آخر

صفاء
2008-10-05, 04:09 PM
ما شاء الله دائما مواضيعك مميزة وقيمة :p01sdsed22:
بارك الله فيك اخي الفاضل عصام
متابعة ان شاء الله

صل على الحبيب
2008-10-08, 06:20 PM
جزاكم الله خيرا على المرور العطر


نتابع


مع معاويه بن الحكم السلمى


الوقفه الثالثه


بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ عطس رجل من القوم . فقلت : يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم . فقلت : واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي . فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم . فلما رأيتهم يصمتونني . لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني . قال " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس . إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "

الراوي: معاوية بن الحكم السلمي المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 537
خلاصة الدرجة: صحيح

تعلم

ها هو سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم الامة ونصح لها وكشف الغمة واطاح بها يعلمنا كيف ننصح وكيف نعلم المخطئ وكيف نوضح له خطأه بكل موده ولين ودون اى تجريح .

انتظر معاويه التوبيخ والغلظه من رسول الله صلى الله ليه وسلم بعدما فعل ما فعل فى الصلاه وتوقع ذلك بعدما رأى ما رأى من الصحابه ,فإن كان هذا حال التلاميذ فماذا ينتظر من المعلم ,ولكنه وجده ناصحا كريما برا لينا .

فكان لينه ورفقه صلى الله عليه وسلم سبباً في تأثر الرجل ،وفي محبَّته الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان هذا الأسلوب محركاً له أن يسأل بعد ذلك عمَّا أستشكل عليه من أمور دينه كما سنوضح.

فتعلم فن الدعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم


نكمل بإذن الله مه معاويه بن الحكم رضى الله عنه

ذو الفقار
2008-10-09, 12:00 AM
جزاك الله خيراً أخي الحبيب عصام

مجهود طيب وسيرة أطيب

تسجيل متابعة

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-10-09, 02:08 AM
متابع إن شاء الله

جزاك الله خيرا أخي

صل على الحبيب
2008-10-09, 10:17 PM
جزاكم الله خيرا اخت صفاء واخى الاثرى وذو الفقار


نتابع مع معاويه بن الحكم السلمى رضى الله عنه


الوقفه الرابعه


قلت : يا رسول الله ! إني حديث عهد بجاهلية . وقد جاء الله بالإسلام . وإن منا رجالا يأتون الكهان . قال " فلا تأتهم " قال : ومنا رجال يتطيرون . قال " ذاك شيء يجدونه في صدورهم . فلا يصدنهم ( قال ابن المصباح : فلا يصدنكم ) قال قلت : ومنا رجال يخطون . قال " كان نبي من الأنبياء يخط . فمن وافق خطه فذاك " قال : وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية . فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب [ الذئب ؟ ؟ ] قد ذهب بشاة من غنمها . وأنا رجل من بني آدم . آسف كما يأسفون . لكني صككتها صكة . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي . قلت : يا رسول الله ! أفلا أعتقها ؟ قال " ائتني بها " فأتيته بها . فقال لها " أين الله ؟ " قالت : في السماء . قال " من أنا ؟ " قالت : أنت رسول الله . قال " أعتقها . فإنها مؤمنة " .

الراوي: معاوية بن الحكم السلمي المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 537
خلاصة الدرجة: صحيح

بدأ معاويه بعدما انشرح صدره وهدأت سريرته واطمأن قلبه والتمس الحب والموده والانس مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى استغلال الفرصه للتعلم والسؤال عما استشكل عليه من امور دينه.

فنتعلم هنا ان نتحلى باللين فى النصيحه ومداومة البشاشه والتبسم فى وجه من نوجه له النصيحه او نصحح له مفهوم او نبين له خطأ , فتشجعه على ان يسأل فى امور اخرى كما حدث مع معاويه رضى الله عنه ..... فتعلم !

ومن ردود الحبيب صلى الله عليه وسلم نتعلم التالى .... انتبه !

1- عليك ان تفرق بين اجاباتك على الاسئله الموجهه اليك فهناك اجابات لطالب العلم وباغيه وأخرى لمن سأل لحاجه , فطالب العلم يحتاج لعلم اما السائل لحاجه فلا تعثر عليه واعطيه قدر حاجته فعندما اجاب رسول الله على معاويه اجابه اجابات مختصره قاطعه فسأله عن الكهان قال فلا تأتهم ولم يزد! - فلماذا لا تأتهم وإثم من يأتهم - وهذا حال الاجابات على بقية الاسئله .

2- حكم رسول الله على الجاريه انها مؤمنه بعد ان اجابت على سؤالين .. وسبحان الله نجد الآن الاخ يحلف بالله ويقسم بأغلظ الايمان واخوه لا يصدقه !!

فتعلم فن الدعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم

نتابع بإذن الله وصحابى آخر

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-10-10, 02:50 AM
فنتعلم هنا ان نتحلى باللين فى النصيحه ومداومة البشاشه والتبسم فى وجه من نوجه له النصيحه او نصحح له مفهوم او نبين له خطأ , فتشجعه على ان يسأل فى امور اخرى كما حدث مع معاويه رضى الله عنه ..... فتعلم !
ومن ردود الحبيب صلى الله عليه وسلم نتعلم التالى .... انتبه !

صلى الله عليه وسلم , حبيب القلوب

والله ما طلعت شمس ولا غربت = إلا وحبك مقرون بأنفاسي
ولا جلست إلى قومي أحدثهم = إلا وأنت حديثي بين جلاسي

فتعلم فن الدعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم

كأنني بسنته :salla: تنادي علينا :
هَلُم هَلُم , إليّ إليّ , أنخ أيها الصادي الشديد ظماؤهُ , و رِدْ منهلا أحلى من الشهد ماؤهُ .
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
واصل أخيك وصلك الله برحمته .