تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : روايات لا تصح في القراءات



سيل الحق المتدفق
2013-02-16, 09:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سنبدأ في هذا الموضوع بتتبع الروايات التي لا تصح ، والتي نُسبت الى النبي صلى الله عليه وسلم من أناس غلبت عليهم الغفلة والسهو والخطأ ، وأناس تعمدوا ذلك فكان جزاؤهم الافتضاح والخزي ...


يتبع ...

سيل الحق المتدفق
2013-02-16, 09:21 PM
رواية (1) :

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : ( أيحسب أن ماله أخلده ) :
الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم : 3995
خلاصة حكم المحدث : سكت عنه .

------------------------------------------

قلت : هذا حديث منكر :
ومداره على عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، حدثنا سفيان الثوري ، حدثني محمد بن المنكدر ، عن جابر ، ورواه عن الذماري كلا من :
1- أحمد بن صالح (ثقة) : أخرجه أبو داود في "السنن" (3995) ، والطبراني في "الأوسط" (1902) عن جابر ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : (أَيَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة: 3]

2- نوح بن حبيب (ثقة) : أخرجه النسائي في "الكبرى" (11634) ، وابن حبان في "صحيحه" (6332) ، والحاكم في "المستدرك" (3013) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" (4/84) . عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة: 3]

3- إبراهيم بن عرعرة بن البرند السامي أبو إسحاق (ثقة حافظ) : أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (94) . عن جابر ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) [البلد: 5]

أقوال العلماء :
قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1723) : " وسألت أبي عن حديث رواه عبد الملك بن هشام الذماري ، عن سفيان يعني ابن سعيد الثوري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة :3] " . قال أبي : هذا وهم ، لم يروه أحد غير الذماري ، لا يحتمل أن يكون هذا من حديث الثوري ولا ابن عيينة ، إنما روى الثوري ، عن إسماعيل بن كثير ، عن عاصم بن لقيط بن صبرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا الذماري " .

وقال الحاكم : "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ، وتعقبه الذهبي في "التلخيص" فقال : " عبد الملك ضعيف" .

وقال الخطيب البغدادي : " تفرد به الذماري عن سفيان " .

قلت : وهذا اسناد منكر ، وفيه علل :

1- عبد الملك بن هشام الذماري : وهو صدوق في نفسه ، ولكنه منكر الحديث ، خاصة في روايته عن الثوري ، ويصحف ولا يحسن قراءة كتابه .

2- التفرد عن حافظ : فقد تفرد بالرواية عن الثوري وهو حافظ مكثر ، وتلاميذ كُثر ، راوِ لا يحتمل تفرده . قال الإمام مسلم: (فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة ، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك . قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثر ، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث ، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم ، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس) [مقدمة صحيح مسلم (1/7)]

3- الاضطراب : فقد رواه عنه ثقتان آية الهمزة ، ورواه ثقة حافظ عنه آية البلد .

4- الوهم : قال أبو حاتم : " إنما روى الثوري ، عن إسماعيل بن كثير ، عن عاصم بن لقيط بن صبرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " ، ويشير بذلك الى الحديث الذي رواه الثوري عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم ) فذبح لنا شاة ، وقال: « «لا تَحْسِبَنَّ - ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ أنا إنما ذبحناها لك ، ولكن لنا غنم ، فإذا بلغت مئة ذبحنا شاة » [أخرجه أحمد في مسنده ، والبخاري في التاريخ الكبير وغيرهما ] .

قلت : وبهذا يتبين أن هذه الرواية منكرة لا تصح ، أما سكوت أبي داود فلا يحتج به على صحة الرواية من عدة وجوه ستجدها في هذا الرابط (المشاركة 10) :

http://www.albshara.com/showthread.php?t=46430

يتبع ...

أبو جاسم
2015-03-07, 01:41 PM
للرفع