تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رثاء الأندلس .. رائعة الرندي



الرافعي
2008-10-21, 04:45 PM
من منا لا تحن نفسه إلى الأندلس ؟!! أنا شخصيا أعشق الأندلس و أود لو يعود بي
الزمان حين كانت في ظل الإسلام لأعيش أيامها الغابرة .. نعم ، تحن النفس للأندلس ..
و تحزن لسقوطها أسفا على سؤدد أضعناه !! و ها هو أبو البقاء الرندي يسطر قلمه
أجود ما كُتب في هذه المناسبة .. فتعالوا نحن جميعا إلى الأندلس

لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ = فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ
هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ = مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ
وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ = وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ
يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّ سَابِغَـةٍ = إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـات وَخرصَـانُ
وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِ وَلَـو = كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِ غمـدَانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْ يَمَـنٍ = وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌ وَتيجَـانُ
وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـي إِرَمٍ = وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِ سَاسَـانُ
وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْ ذَهَـبٍ = وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحطَـانُ
أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّ لَـهُ = حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَا كَانُـوا
وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِن مَـلِكٍ = كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِ وَسِنانُ
دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَارا وَقَاتِلِـهِ = وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُ إِيـوانُ
كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُ سَبَـبٌ = يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـا سُلَيمَـانُ
فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌ مُنَوَّعَـةٌ = وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌ وَأَحـزَانُ
وَلِلـحَـوادِثِ سَلـوانٌ يُهـوِّنُهَـا = وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِ سَلـوانُ
دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَ لَـهُ = هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّ ثَهـلانُ
أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِ فَارتَـزَأتْ = حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌ وَبُلـدَانُ
فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُ مرسِيَـةٍ = وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَ جَـيّـانُ
وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِ فَكَـم = مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُ شَـانُ
وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْ نُـزَهٍ = وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌ وَمَـلآنُ
قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِ فَمَـا = عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَ أَركَـانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْ أَسَـفٍ = كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِ هَيـمَانُ
عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِ خَالِيَـةٍ = قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِ عُمـرَانُ
حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِـسَ مَـا = فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلبَـانُ
حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ = حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ
يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِ مَوعِظَـةً = إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُ يَقظَـانُ
وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِ مَوطِنُـهُ = أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَ أَوطَـانُ
تِلكَ المُصِيبَـةُ أَنسَـت مَا تَقَدَّمَهـا = وَمَا لَهَا مِنْ طِـوَالِ المَهـرِ نِسيـانُ
يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ = أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا
يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِ ضَامِـرَةً = كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِ عُقبَـانُ
وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَـةً = كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِ نِيـرَانُ
وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـي دعـةٍ = لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّ وَسلطَـانُ
أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِ أَندَلُـسٍ = ]فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِ رُكبَـانُ
كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُـم = قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ
مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِ بَينَكُـمُ = وَأَنـتُـم يَـا عِـبَـادَ اللهِ إِخـوَانُ
أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـا هِمَـمٌ = أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ
يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَ عِزَّتِهِـم = أَحَـالَ حَـالَهُـم كُفـرٌ وَطُغيـانُ
بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِي مَنَازِلِهِـم = وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِ عُبـدَانُ
فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَ لَهُـم = عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّ أَلـوَانُ
وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَ بَيعهـمُ = لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَ أَحـزَانُ
يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَ بَينَهُـمَا = كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبـدَانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْ بَـرَزَت = كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌ وَمُرجَـانُ
يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِ مُكرَهَـةً = وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُ حَيـرَانُ
لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ = إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ

أبوحمزة السيوطي
2008-10-21, 06:02 PM
لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ = إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ


بارك الله فيك يا أخي مسلم
ذكرتنا وأحزنتنا

ذو الفقار
2008-10-21, 07:29 PM
حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِسَ مَا *** فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلـبَـانُ

حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ ***حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ

تعبيرات أبكت القلوب


يَا أَيُّهَـا المَلـكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ *** أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا
صدق والله ..

ولو أردت التعليق لعلقت على كل بيت بصفحات


كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُم *** قَتلَى وَأَسرَى فَمَـا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ
وتعودنا على هذه الحال فلم نعد نبالى بأحوال أسرانا ولا بتساؤلات شهدائنا

كم تحزني هذه الذكرى يا أخي مسلم

تعب المجاهدون في سبيل الله فى فتحها ليسلمها ضعاف القوم

كانت لي خاطرة في ذكرى الأندلس

http://www.albshara.com/vb/showthread.php?t=1530

جزاك الله خيراً أخي الكريم على الأبيات الرائعة

الهزبر
2008-10-21, 08:58 PM
السلام عليكم.

قصيدة رائعة للرندي. وعبرة لكل مسلم يتطلع الى اعادة المسلمين الى سالف قوتهم.

بورك فيك

أبوعبدالرحمن الأثري
2008-10-21, 09:09 PM
السلام عليكم

حياك الله أخي على قصيدة لها في النفس شجون


هِيَ الأُمُورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ
مَنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ

عَجُز البيت قد قرأته في قصيده أخرى من قبل , يقول فيها الشاعر :

يا أيها العالم المرضي سيرته = أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج = فأنت ما بينها لا شك ظمآن
لا تحسبن سرورا دائما أبدا = من سره زمن ساءته أزمان

جزاك الله خيرا أخي

الرافعي
2008-10-23, 11:54 PM
بارك الله فيك يا أخي مسلم
ذكرتنا وأحزنتنا
كلنا حزانى أخي الحبيب و الله

بارك الله فيك


أسعدني مرورك


وتعودنا على هذه الحال فلم نعد نبالى بأحوال أسرانا ولا بتساؤلات شهدائنا

كم تحزني هذه الذكرى يا أخي مسلم

تعب المجاهدون في سبيل الله فى فتحها ليسلمها ضعاف القوم

كانت لي خاطرة في ذكرى الأندلس
نعم والله أخي الحبيب ذو الفقار

لقد صار التبلد سنة لدينا تمسكنا بها جميعا

كم من صور نراها و نسمع عنها تذوب لها الأكباد و

القلوب و لا تحرك فينا ساكنا !

راااااااااائعة خاطرتك أخي الكريم

أبدعت و أحسنت

بارك الله فيك



قصيدة رائعة للرندي. وعبرة لكل مسلم يتطلع الى اعادة المسلمين الى سالف قوتهم.
نعم أخي الكريم ، كثيرة هي القصائد ، قليلة هي القلوب

و تلك القصيدة رااااااااائعة حقا تهز الرواسي والله

قريبة هي العودة بإذن الله

بارك الله فيك أخي الحبيب

أسعدني مرورك



عَجُز البيت قد قرأته في قصيده أخرى من قبل , يقول فيها الشاعر :

يا أيها العالم المرضي سيرته = أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج = فأنت ما بينها لا شك ظمآن
لا تحسبن سرورا دائما أبدا = من سره زمن ساءته أزمان
نعم نعم أخي الحبيب ..

الشاعر اقتبس عجز البيت من قصيدة أخرى رائعة لأبي

الفتح البستي مطلعها

زيـادة الـمرء فـي دُنياه نقصانُ *** وربـحه غير محضِ الخير خسرانُ

و إن شاء الله أحاول أن أثبتها هنا

أسعدني مرورك أخي الكريم


بارك الله فيك

الرافعي
2008-10-24, 12:08 AM
بقي إخوتي أن أقول لكم إن الشاعر من مواليد رندة

بالأندلس ، و إليها ينتسب ..

و قد كان من حفظة الحديث و الفقهاء رحمه الله و كان بارعا في نظم الكلام ونثره ..

ولد عام 601 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/601_%D9%87%D9%80) - 1204 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1204) م ، و توفي عام 684 هـ - (http://ar.wikipedia.org/wiki/684_%D9%87%D9%80)1285 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1285) م ..



و من المفارقات العجيبة أنه ألف هذه القصيدة - رثاء

الأندلس - قبل سقوط الأندلس بأكثر من 200 عام !!!

رحمه الله