المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عار علينا يا امة محمد ( صلى الله عليه و سلم )



محمد ابو طالب
2008-10-23, 07:31 AM
عار علينا يا أمة محمد ، يا أمة المليار ونصف التى تلتف حول القرآن الكريم، وخاصة عار على مؤسساتنا الإسلامية وعلى كافة مسؤلينا بكل المستويات والمجالات، أينما كانوا فى طول هذه الأرض وعرضها ! نعم ، وبكل مرارة وألم: عار علينا أن يقوم الصهاينة بافتتاح معبد صهيونى فى ساحة المسجد الأقصى وعلى بعد حوالى خمسين مترا منه، وفى منطقة هى وقف إسلامى، وسط تعتيم إعلامى عربى وغربى مخزى، فلم يذكر الخبر-الفضيحة فى حينه إلا موقع "صوت الأقصى" وموقع "شبكة شيعة الموصل" إضافة إلى "ألتر إنفو" الفرنسية !. وأن يصمت الغرب، فأمره معروف، أما أن يصمت المسلمون فتلك مصيبة كاسحة لا تغتفر!
ففى يوم الأحد 12 اكتوبر الحالى (2008) بدأ الصهاينة المرحلة الأخيرة تمهيدا لهدم المسجد الأقصى واستكمال تهويد معالم القدس وفقا لما أعلنوه مراراً وتكراراًبلا حياء أو خشية، فقد ألفوا ألا يعترض طريقهم سوى بضعة عبارات جوفاء من قبيل نحتج، نشجب أو ندين.. وكلها عبارات لم تخرج عن كونها حبر على ورق.. ومن قام بالإشارة الى هذا العمل الإجرامى من الصحافة الرسمية، فى أى مكان، تناولها على استحياء لمجرد ألا يُتهم بالتقصير ومن باب المعلومة، وليس دفاعا عن الدين، فإن كان المقصود دفاعاً لما اقتصر الخبر على بضعة كليمات!..

وليس هذا الكنيس أو المعبد الصهيونى هو الإعتداء الوحيد على أولى القبلتين وثانى المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، فأعمال التنقيب تحته ومن حوله بدأت منذ أعوام على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن نحرك ساكنا ! وتكفى الإشارة الى ما يوجد أسفله من حفريات وقنوات متصلة من الأنفاق وصلت إلى اساسات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، علناً ودون ان يعتريهم أى مسؤل من أمة لا إله إلا الله ! فما الذى ننتظره؟ ان ينهار المسجد ويقال أنه "سقط سهواً " أو "من تلقاء نفسه " ؟؟.. ولا أقول هنا شيئا عن باقى عمليات التعدى والإستفزاز بتهويد معالم القدس او من فرض الحصار والمحاصرة على الشعب الفلسطينى صاحب الحق وصاحب الأرض .. حصار ليس فى حقيقة الأمر إلا عملية قتل رهيبة الصمت .. وذلك فى الوقت الذى ثبت فيه بالقطع أنه لا حق لهم فى هذه الأرض التى اغتصبوها ، وفقا لما اسفرت عنه حفائر أثرييهم ، وتكفى الإشارة الى ابحاث فينكلشتاين او سيلبرمان والعديد غيرهم ..

وهنا لا يسعنى إلا قول : بدلا من ان ينشغل المسلمون، وخاصة علماءهم، بترّهات يعلم الله كم هى مدسوسة بينهم وعليهم، وأقصد هنا آخر التطاولات التى اندلعت بين السنة والشيعة وشغلت الرأى العام بأسره، بينما الإسلام نفسه يُقتلع، أليس من الأعقل ان ننشغل بالأهم، حتى على حساب المهم، والأهم هنا هو الإسلام نفسه ؟!.. وهى معلومة لم يعد اى إنسان يغفلها خاصة بعد مسرحية الحادى عشر من سبتمبر 2001، التى اختلقتها وتذرعت بها عربدة السياسة الأمريكية للتلفع بشرعية دولية لإقتلاع الإسلام والمسلمين ..

ورغمها، يستمر الإنغماس فى التراخى والتخازل فى حق الدين، بينما كان أقل ما يجب عمله فوراً هو أن تقوم كافة البلدان الإسلامية التى هرولت للإعتراف بدولة الكيان الصهيونى المحتل لأرض فلسطين، ان تقوم بتجميد علاقاتها بذلك الكيان المعتدى، ولا اقول حتى بقطع ذلك الإعتراف ووقفه، وهو ما يمثل أقل ما يجب عمله، إن لم يكن تجميد كافة التعاملات فورا !!

لو كنا حقا مسلمون لبدأنا ، على الأقل ، بالإلتزام بما جاء فى خطبة الوداع لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وهى آخر ما أوصى به المسلمين حين راح يؤكد على التقوى وخشية الله ، وعلى تحريم دم المسلم وماله على المسلم إلى يوم الدين .. فالمؤمنون اخوة، وفقا لما قاله المولى عز وجل فى كتابه الكريم الذى نتبعه جميعا .. ولم يكتف رسول الله صلوات الله عليه بذلك فحسب وإنما كرر تحريم دم المسلم على المسلم ثلاث مرات فى هذه الخطبة الجليلة ، وهى آخر ما اوصى به المسلمين ! بل لقد راح يؤكد أنه لا فرق بين المسلم وأخيه إلا بالتقوى وتأدية الأمانة .. وقد حمّلنا الله عز وجل أمانة الدفاع عن الإسلام ..

فهل نفيق من نومنا ، ونلتزم بقول الله سبحانه وتعالى وبوصية رسوله الكريم ، ونوفّى ما فى رقابنا من أمانة دفاعا عن الإسلام – وهو الأساس هنا – قبل فوات الأوان ، أم سنظل فى تخاذلنا ونغرق فى متاهاتنا وترّهاتنا حتى فوات الأوان ؟؟

بقلم الدكتوره زينيب عبد العزيز
http://el-3amal.com/news/news.php?i=22296