صفاء
2008-11-03, 04:57 PM
حدود الخطبة
جرت العادة على ان الخطيب عندما يقدم (الشبكة) لمخطوبته يسلم عليها ،ويلمس يدها ،فهل في هذا حرمة شرعية ؟؟ وهل يجوز ان يتحدث اليها خارج المنزل دون خلوة ،ومع وجود محرم لها ؟
الجواب
ينبغي لنا ان نتذكر ان الخطبة ليست زواجا وليست عقدا ،وهي لا تبيح بين الخطيبين ما تبيحه علاقة الزوجية الشرعية بين الرجل والمراة ولذلك تعد المخطوبة اجنبية بالنسبة الى خاطبها فيما يتصل العلاقة بينهما ،ولاتصبح المخطوبة مرتبطة به الا اذا تم بينهما عقد الزواج لان الخطبة كما يعبر الفقهاء مقدمة من مقدمات الزواج ،وليست داخلة في جوهره ،وقد نستدل على ذلك بأن كلا من الفتى والفتاة يستطيع أن يفسخ هذه الخطبة ولايكون هذا الفسخ طلاقا كما لايترتب على هذا الفسخ ما يترتب على انهاء الحياة الزوجية بعد تحققها بالعقد من حقوق او تبعات .
وقد شرع الاسلام الخطبة لتتهيا فيها الفرصة امام الفتى كي يعرض طلب زواجه عرضا مبدئيا بطريقة مألوفة سليمة ،يكون فيها استئناس واستطلاع ،وليكون هناك نوع من التعاون بين الطرفين ،حتى لا يفاجأ أحدهما بما لا يقبله من الآخر .
والاسلام قد اباح للخاطب أن ينظر الى مخطوبته ،فجاء الحديث الشريف "اذا خطب احدكم المراة ،فإن استطاع ان ينظر منها الى مايدعوه الى نكاحها فليفعل "وروي ان رجلا من الصحابة خطب امرأة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :"أنظرت إليها "؟ قال :لا قال :"انظر اليها فانه احرى ان يؤدم بينكما "اي ان هذا النظر يعاون على تعارفكما،وبذلك يدوم الوفاق بينكما .
ومن حق الفتاة ايضا ان تنظر الى خطيبها حتى ترضاه ولذلك قال عمر رضي الله عنه :"لاتزوجوا بناتكم من الرجل الدميم ،فانه يعجبهن منهم مايعجبهم منهن "ولكن ذلك لا ينبغي أن يخرج عن النطاق الكريم السليم ،فان الخطبة مقدمة وليست زواجا وهي لا تعطي احدا من الطرفين حقا من حقوق الزوجية .
ومادام الامر كذلك فانه يحرم على الخاطب شرعا ان يختلي بمخطوبته خلوة شرعية لانها مازالت محرمة بالنسبة اليه اذ لم يعقد عقده عليها ،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يخلون بامراة ليس معها ذو محرم ،فان ثالثهما الشيطان "ومن بلايا العصر الحديث التوسع بين الخاطب ومخطوبته مما يؤدي الى عواقب سيئة ،ومن المؤسف ان الفتاة هي التي تجني الثمرات المرة لهذه العواقب .
هذا ولا تضيق سماحة الاسلام عن السماح للخاطب بالحديث مع خطيبته مع وجود محرم لها على ان يقتصر ذلك على ما يحتاج اليه الانسان الشريف الغاية في مثل هذا المقام
والله تبارك وتعالى اعلم
الدكتور احمد الشربصي رحمه الله
جرت العادة على ان الخطيب عندما يقدم (الشبكة) لمخطوبته يسلم عليها ،ويلمس يدها ،فهل في هذا حرمة شرعية ؟؟ وهل يجوز ان يتحدث اليها خارج المنزل دون خلوة ،ومع وجود محرم لها ؟
الجواب
ينبغي لنا ان نتذكر ان الخطبة ليست زواجا وليست عقدا ،وهي لا تبيح بين الخطيبين ما تبيحه علاقة الزوجية الشرعية بين الرجل والمراة ولذلك تعد المخطوبة اجنبية بالنسبة الى خاطبها فيما يتصل العلاقة بينهما ،ولاتصبح المخطوبة مرتبطة به الا اذا تم بينهما عقد الزواج لان الخطبة كما يعبر الفقهاء مقدمة من مقدمات الزواج ،وليست داخلة في جوهره ،وقد نستدل على ذلك بأن كلا من الفتى والفتاة يستطيع أن يفسخ هذه الخطبة ولايكون هذا الفسخ طلاقا كما لايترتب على هذا الفسخ ما يترتب على انهاء الحياة الزوجية بعد تحققها بالعقد من حقوق او تبعات .
وقد شرع الاسلام الخطبة لتتهيا فيها الفرصة امام الفتى كي يعرض طلب زواجه عرضا مبدئيا بطريقة مألوفة سليمة ،يكون فيها استئناس واستطلاع ،وليكون هناك نوع من التعاون بين الطرفين ،حتى لا يفاجأ أحدهما بما لا يقبله من الآخر .
والاسلام قد اباح للخاطب أن ينظر الى مخطوبته ،فجاء الحديث الشريف "اذا خطب احدكم المراة ،فإن استطاع ان ينظر منها الى مايدعوه الى نكاحها فليفعل "وروي ان رجلا من الصحابة خطب امرأة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :"أنظرت إليها "؟ قال :لا قال :"انظر اليها فانه احرى ان يؤدم بينكما "اي ان هذا النظر يعاون على تعارفكما،وبذلك يدوم الوفاق بينكما .
ومن حق الفتاة ايضا ان تنظر الى خطيبها حتى ترضاه ولذلك قال عمر رضي الله عنه :"لاتزوجوا بناتكم من الرجل الدميم ،فانه يعجبهن منهم مايعجبهم منهن "ولكن ذلك لا ينبغي أن يخرج عن النطاق الكريم السليم ،فان الخطبة مقدمة وليست زواجا وهي لا تعطي احدا من الطرفين حقا من حقوق الزوجية .
ومادام الامر كذلك فانه يحرم على الخاطب شرعا ان يختلي بمخطوبته خلوة شرعية لانها مازالت محرمة بالنسبة اليه اذ لم يعقد عقده عليها ،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يخلون بامراة ليس معها ذو محرم ،فان ثالثهما الشيطان "ومن بلايا العصر الحديث التوسع بين الخاطب ومخطوبته مما يؤدي الى عواقب سيئة ،ومن المؤسف ان الفتاة هي التي تجني الثمرات المرة لهذه العواقب .
هذا ولا تضيق سماحة الاسلام عن السماح للخاطب بالحديث مع خطيبته مع وجود محرم لها على ان يقتصر ذلك على ما يحتاج اليه الانسان الشريف الغاية في مثل هذا المقام
والله تبارك وتعالى اعلم
الدكتور احمد الشربصي رحمه الله