المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الأمثال في القرآن العظيم 1



حنين جذع
2008-11-06, 11:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الأمثال في القرآن العظيم
أن الأمثال التي يضربها اللّه في القرآن، إنما هي للأمور الكبار، والمطالب العالية، والمسائل الجليلة، فأهل العلم يعرفون أنها أهم من غيرها، لاعتناء اللّه بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها، فيبذلون جهدهم في معرفتها.
وأما من لم يعقلها، مع أهميتها، فإن ذلك دليل على أنه ليس من أهل العلم، لأنه إذا لم يعرف المسائل المهمة، فعدم معرفته غيرها من باب أولى وأحرى. ولهذا، أكثر ما يضرب اللّه الأمثال في أصول الدين ونحوها.

حنين جذع
2008-11-06, 11:52 AM
المثل الأول : مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
--------------------------------------------------------------------------------
قال الله تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة (261)
هذا بيان للمضاعفة التي ذكرها الله في قوله {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} وهنا قال:
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/GXt76960.png
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/JZb77065.png http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/z1a77423.jpg

http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/aLW77176.png
{وَاللَّهُ وَاسِعٌ} الفضل، واسع العطاء، لا ينقصه نائل، ولا يحفيه سائل،
فلا يتوهّم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة؛ لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء، ولا ينقصه العطاء على كثرته،
ومع هذا فهو {عَلِيمٌ} بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها، فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته.
المرجع : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ السعدي رحمه الله]
منقول

ساجدة لله
2008-11-06, 12:10 PM
بارك الله فيكم على الموضوع وجزاكم وكاتبه خير الجزاء
طرح مميز وجديد ومؤثر حقاً

وحقاً فإن كرم الله لا تحده حدود
ومضاعفة الله للأجر والثواب لا تعظم على الخالق
ولن تنقص من ملكه ذرة

إلهي ما أكرمك

اللهم ارزقنا جنة الفردوس وجازنا خير الجزاء بكرمك يا أكرم الأكرمين يا رب

بوركت على الموضوع

ذو الفقار
2008-11-06, 01:37 PM
"وَرَدَ الْقُرْآن بِأَنَّ الْحَسَنَة فِي جَمِيع أَعْمَال الْبِرّ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا , وَاقْتَضَتْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ نَفَقَة الْجِهَاد حَسَنَتهَا بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْف . وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَى قَوْله " وَاَللَّه يُضَاعِف لِمَنْ يَشَاء " فَقَالَتْ طَائِفَة : هِيَ مُبَيِّنَة مُؤَكِّدَة لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ ذِكْر السَّبْعمِائَةِ , وَلَيْسَ ثَمَّ تَضْعِيف فَوْق السَّبْعمِائَةِ . وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْ الْعُلَمَاء : بَلْ هُوَ إِعْلَام بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى يُضَاعِف لِمَنْ يَشَاء أَكْثَر مِنْ سَبْعمِائَةِ ضِعْف .." من تفسير القرطبي

عزتي بديني
2008-11-22, 12:58 AM
بارك الله فيك وفي جهودك غاليتي


جهود مباركة

عزتي بديني
2008-11-29, 03:33 AM
قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} الرعد: 14.
قال السعدي رحمه الله: أي: لله وحده
http://www6.0zz0.com/2008/09/04/17/735236017.png
http://www6.0zz0.com/2008/09/04/17/461729087.png
كذلك الكفار الذين يدعون معه آلهة لا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعونهم في أشدّ الأوقات إليهم حاجة؛ لأنهم فقراء كما أن من دعوهم فقراء، لا يملكون مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير.
{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} لبطلان ما يدعون من دون الله، فبطلت عباداتهم ودعاؤهم؛ لأن الوسيلة تبطل ببطلان غايتها،
ولما كان الله تعالى هو الملك الحق المبين، كانت عبادته حقًّا متصلة النفع لصاحبها في الدنيا والآخرة.
وتشبيه دعاء الكافرين لغير الله بالذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه من أحسن الأمثلة؛ فإن ذلك تشبيه بأمر محال،
فكما أن هذا محال، فالمشبه به محال، والتعليق على المحال من أبلغ ما يكون في نفي الشيء كما قال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.

عزتي بديني
2008-12-13, 02:56 AM
http://www.albshara.com/


قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} الأعراف.

http://www.up-00.com/uploads/9tC75039.png

{فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ}
أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه،

http://www.up-00.com/uploads/83w75089.png

فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره،
ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب،
وخلعها كما يخلع اللباس.

http://www.up-00.com/uploads/STs75304.png

(فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} بعد أن كان من الراشدين المرشدين.

سبب ضلاله وغوايته

http://www.up-00.com/uploads/kKA75386.png

الشاهد في المثل

{فَمَثَلُهُ} في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، {كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}
أي: لا يزال لاهثًا في كل حال،
وهذا لا يزال حريصًا حرصًا قاطعًا قلبه، لا يسدّ فاقته شيء من الدنيا.

فعلوا ما يقتضي الخذلان
{ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها؛
- لهوانهم على اللّه،
- واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.

{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات،

فإذا تفكروا ==> علموا،
وإذا علموا ==> عملوا.

{سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ}
أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات اللّه، وظلم نفسه بأنواع المعاصي،
فإن مثلهم مثل السوء،

http://www.up-00.com/uploads/gjU75479.png

وفي هذه الآيات:

الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان،
والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه،
وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببًا للخذلان.

ثم قال تعالى مبيّنًا أنه المنفرد بالهداية والإضلال:


http://www.up-00.com/uploads/21Q75904.png


http://www.up-00.com/uploads/yi475944.png

كانسلاخ الحية !

قال الشنقيطي في (العذب النمير):

{فَانْسَلَخَ مِنْهَا} خرج منها -والعياذ بالله- كما تنسلخ الحيّة من ثوبها، ولم يعلق منها شيء.
{فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} اتّبعه الشيطان حتى لحق به وأدركه وجعله قرينًا له يذهب معه حيث يذهب.

الشيطان كل عاتٍ متمرد
والشيطان في لغة العرب: هو كل عاتٍ متمرّدٍ
فكل من كان عاتيًا متمرّدًا فهو شيطان في لسان العرب، سواء كان من الجن أو من الإنس، أو من غيرهما

ثم ماذا صار له؟

{فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} الظاهر أن (كان) هنا بمعنى (صار)...
* وإطلاق (كان) بمعنى (صار) إطلاق معروف في كلام العرب.
* والغاوي: صاحب الغي، والغي الضلال

{وَلَوْ شِئْنَا} رفعه بها
{لَرَفَعْنَاهُ} لو شئنا رفع هذا الذي آتيناه آياتنا بتلك الآيات،
لوفّقناه للعمل بها، فعمل بها حتى مات عليها،
فكان مرفوع الدرجة رفيع الذكر في الدنيا والآخرة

{وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} معناه:

http://www.up-00.com/uploads/Swe75981.png

وأصل الإخلاد: هو ملازمة الشيء والدوام فيه.

خطر اتباع الهوى
{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} الهوى بفتحتين: مَيْلُ النفْسِ، ولا يكاد يطلق إلا على ميلها لما لا ينبغي، وقد يطلق في غير ذلك.

ضَرْبُ المَثَلِ

http://www.up-00.com/uploads/p6O79118.png

ثم قال: والمعنى أن هذا الخبيث الكافر ضُرب له المثل بالكلب في أخس حالاته، فكما أن الكلب لا يفارق هذه الحالة الخسيسة من الكفر وعدم الاتعاظ في جميع أحواله، إن وعظته لا يتّعظ، وإن تركته كذلك...فهو متصف بهذه الحالة القبيحة على كل حالوكذلك هذا الخبيث متصف بتلك الحال القبيحة على كل حال

عزتي بديني
2008-12-14, 03:07 AM
http://www.albshara.com/

قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]

{ومثل الذين كفروا} لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل وردهم لذلك بالتقليد علم من ذلك أنهم غير قابلين للحق ولا مستجيبين له بل كان معلوما لكل أحد أنهم لن يزولوا عن عنادهم أخبر تعالى أن:


http://www.alrekab.com/hal/2Oj74598.gif

والسبب الموجب لذلك كله أنه ليس لهم عقل صحيح بل هم:

•أسفه السفهاء
•وأجهل الجهلاء

فهل يستريب العاقل أن من دعي إلى الرشاد وذيد عن الفساد ونهي عن اقتحام العذاب وأمر بما فيه صلاحه وفلاحه وفوزه ونعيمه فعصى الناصح وتولى عن أمر ربه واقتحم النار على بصيرة واتبع الباطل ونبذ الحق - أن هذا ليس له مسكة من عقل وأنه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء أنه من أسفه السفهاء؟!

عزتي بديني
2008-12-14, 11:00 AM
http://www.albshara.com/

قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} الرعد: 14.



قال السعدي رحمه الله: أي: لله وحده

http://www.albshara.com/


http://www.albshara.com/



كذلك الكفار الذين يدعون معه آلهة لا يستجيبون لهم بشيء ولا ينفعونهم في أشدّ الأوقات إليهم حاجة؛ لأنهم فقراء كما أن من دعوهم فقراء، لا يملكون مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير.

{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} لبطلان ما يدعون من دون الله، فبطلت عباداتهم ودعاؤهم؛ لأن الوسيلة تبطل ببطلان غايتها،
ولما كان الله تعالى هو الملك الحق المبين، كانت عبادته حقًّا متصلة النفع لصاحبها في الدنيا والآخرة.

وتشبيه دعاء الكافرين لغير الله بالذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه من أحسن الأمثلة؛ فإن ذلك تشبيه بأمر محال،فكما أن هذا محال، فالمشبه به محال، والتعليق على المحال من أبلغ ما يكون في نفي الشيء

كما قال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.