تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السبيل الى دراسة فقه إسلامي صحيح



عادل محمد
2008-12-10, 09:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديــــــم ‏
‏=========‏
المصادر والمنقولات سيتم إدراجها في نهاية الموضوع

إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ‏ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا ‏هــادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا ‏عبـده ورسـوله . ‏

‏{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم ‏مُّسْـلِمُونَ } . ‏‏ ‏سورة آل عمران / آية : 102 .‏
‏{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ ‏وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ ‏الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } . ‏
‏ سورة النساء / آية : 1 . ‏
‏{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ ‏لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ ‏فَـوْزاً عَظِيمـاً } . ‏
‏ ‏سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 ) . ‏

أمــا بعـــد : ‏
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله ‏وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، ‏وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار . ‏


ثــم أمــا بعـــد : ‏
إن مـن أشـرف العلـوم وأعظمهـا خيـرًا ونفعـًا : " علـم أحكـام أفعـال العبيـد " ، ‏المشـتهر بعـد باسـم : ‏
‏" الفقـه الإسـلامي " . المشـمول فـي عمـوم قـول النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ‏‏:
" مـن يـردِ اللهُ بـه خيـرًا يفقهـه فـي الديـن ، وإنمـا أنـا قاسـم والله يعطـي ..... ‏‏" . ( متفق عليه من حديث معاوية ) . ‏
صحيح البخاري . متون / ( 3 ) ـ كتاب : العلم / ( 13 ) ـ باب : من يرد الله به ... / حديث رقم : 71 / ‏ص : 20 . ‏

والفقـــه لغـــة : ‏
‏-------------‏
الفهـم . ومنـه قولـه تعالـى :
‏‏{ وَاحْلُـلْ عُقْـدَةً مِّـن لِّسَـانِي * يَفْقَهُـوا قَوْلِـي }.سورة طه / آية : 27 ، 28 . ‏

الفقـــه اصطلاحــًا : ‏
‏--------------‏

‏" معرفـة الأحكـام الشـرعية العلميـة بأدلتهـا التفصيليـة " . ‏
والمـراد بقولنـا : " معرفـــة " : العلــم ، والظـن . ‏
لأن إدراك الأحكـام الفقهيـة ، قـد يكـون يقينـًا ، وقـد يكـون ظنـًا كمـا فـي كثيـر ‏مـن مسـائل الفقـه . ‏

ولهـذا فـإن مسـائل الاجتهـاد التـي يختلـف فيهـا أهـل العلـم غالبهـا ظنـــي ، ‏وليسـت بعلميـة . ‏
ولـو كانـت علميـة لمَـا اختلفـوا فيهـا . ‏

نتابع معًا بإذن الله تعالى

عادل محمد
2008-12-10, 09:54 PM
المقصـــود بالظــن : ‏
‏--------------‏

هـو الظـن المحمـود المبنـي علـى أسـس واجتهـاد . ‏
فالظـن ظنـان : ‏

‏1 ـ ظـن جائـز محمـود : ‏
وهـو المبنـي علـى اجتهـاد ، فهـذا هـو مـا يسـتطيعه الإنسـان .‏
قـال تعالـى :
{ لاَ يُكَلِّـفُ اللهُ نَفْسـاً إِلاَّ وُسْـعَهَا ... } . ‏سورة البقرة / آية : 286 .‏

‏* وعـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنه ـ أنـه سـمع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله ‏وسلم ـ يقـول : ‏
‏" إذا حكـم الحاكـم فاجتهـد ثـم أصـاب فلـه أجـران ، وإذا حكـم فاجتهـد ثـم أخطـأ ‏فلـه أجـر " . ‏‏
صحيح البخاري . متون / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام ‏بالكتاب والسنة / ( 21 ) ـ ‏
‏ باب : أجر الحاكم ... / حديث رقم : 7352 / ص : 853 .

ومعلـوم أنـه لـو كـان حُكْـم الحاكـم يقينـًا لمـا أخطـأ ، ولكـن الحكـم المقصـود هـو ‏الحكـم الظنـي المبنـي علـى أسـاس واجتهـاد . ‏


‏2 ـ ظـن غيـر جائـز ، مذمـوم : ‏
وهـو لا يُبنـى علـى أسـاس . ‏
مثــال :
إذا جـاء رجـل لعامـي يسـأله علـى شـيء هـل هـو جائـز أم حـرام ؟ ‏
فقـال العامـي : أظنـه حرامـًا . ‏
‏ ‏
هـذا غيـر جائـز ، لأنـه لـم يبـن جوابـه علـى أسـاس علمـي واجتهـاد ، وهـو ‏غيـر أهـل للاجتهـاد أصـلاً . ‏
لكـن لـو كـان هنـاك رجــل ـ عالـم ـ مجتهـد تأمـل الأدلـة فغلـب علـى ظنـه أن ‏هـذا القــول هـوالراجـح ، فهـذا ظـن جائـز ، لأن هـذا منتهـى اسـتطاعته . ‏

شرح الأصول من علم الأصول / للشيخ العثيمين / ص : 23 / بتصرف . ‏
‏ نتابع معًا بإذن الله تعالى..... ‏

عادل محمد
2008-12-10, 09:55 PM
وأحكـام هـذا العلـم تسـاير المسـلم وتلازمـه فـي عمـوم مسـالك حياتـه فيمـا بينـه ‏وبيـن ربـه ، وفيمـا بينـه وبيـن عبـاده . ‏
ولجـلال هـذا العلـم ونفعـه ؛ تَسَـابق العلمـاء فـي تدويـن " الفقـه الإسـلامي " ، ‏فقعَّـدوا القواعـد ، وأصَّلُـوا الأصـول ، واسـتنبطوا الألـوف المؤلفـة مـن الفـروع ‏فـي آلاف المجلـدات . ‏

وهـؤلاء الأجلـة مـن العلمـاء علـى تنـوع مؤلفاتهـم الفقهيـة وتزاحـم هممهـم ‏العَلِيَّـة ، تختلـف مدوناتهـم باختـلاف مشـاربهم واتجـاه فقههـم :‏
‏ ‏
• فمنهـم مـن ألَّـفَ فـي دائـرة مذهبـه ومـا زاد . ‏
• ومنهـم مـن ألَّـف فـي دائـرة المذاهـب الفقهيـة المنتشـرة فـي الأمصـار . ‏
• ومنهـم مـن كـان كذلـك مبينـًا أدلـة الخـلاف ووجـوه الاسـتدلال . ‏
• ومنهـم رعيـل ألَّـف علـى سـبيل الاجتهـاد والتحقيـق ، والنظـر العميـق ، ... ‏

ومـن خـلال مؤلفـات هـؤلاء العلمـاء الأجـلاء ، عُقِـدَ العـزم علـى تصنيـف " ‏بحـث " لتيسـير فهـم الأحكـام الفقهيـة مـع محاولـة الاسـتدلال لكـل مسـألة ‏بكتـاب الله أو سـنة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، حسـب قواعـد الاسـتدلال ‏واجتهـاد علمـاء هـذا الفـن مـن العلـوم الشـرعية . ‏

وإن كانـت المسـألة خلافيـة ـ وهـو الغالـب علـى مسـائل الفقـه ـ حاولنـا إيـراد ‏الخـلاف ورأي العلمـاء فيـه . ‏

وقـد يـؤدي بنـا هـذا الخـلاف إلـى ذكـر رأي محـدد مُرَجِّـح لهـذا الخـلاف . ‏
وقـد يـؤدي بنـا إلـى الامتنـاع عـن الترجيــح والتوقـف وتــرك هـذا للـدارس ‏عـن طريـق أهـل الذكـر . ‏


نسـأل الله التوفيـق فـي الدلالـة إلـى هـذا السـبيل المـؤدي إلـى النبـع الصَّافـي ‏المتمثـل فـي الاتبـاع واقتفـاء أثـر الرسـول راجيــن لقـاءه صلـى الله عليـه ‏وعلـى آله وسـلم عنـد حوضـه الشـريف آمنيـن فائزيـن . ‏
والله المسـتعان وعليـه التكـلان .‏

نتابع معًابإذن الله تعالى.........

عَبْدٌ مُسْلِمٌ
2008-12-10, 10:01 PM
ما شاء الله يا أبا البراء ! ذكرتني والله بإولى إعدادي فقها وحديثا !
فأضحكت ثغري وما كنت ضاحكا وما كان لي من ضَحِك !
أبسم الله ثغري وثغرك وثغر أحبتي برؤية الله تعالى وبلذة النظر إلى وجهه الكريم
اللهم ارضَ عني وعن أحبتي فيك
واجعل كل حبي لك يا الله ، وما كان لغيرك فاجعله فيك
وإلا فخذني إليك غير مفتون

عادل محمد
2008-12-10, 10:10 PM
من طرق دراسة الفقه
يرد ذكر طريقتين هنا
الأولى، دراسة و حفظ متن حديثي مرتب على أبواب الفقه، مثل عمدة الأحكام، ثم الارتقاء بعد ذلك إلى بلوغ المرام وشروحه ومنتقى الأخبار وشرح صحيح مسلم وهكذا.

الثانية، دراسة وحفظ متن فقهي، والارتقاء في هذا السبيل من العمدة أو دليل الطالب، إلى منار السبيل والكافي وصولا إلى المغني على سبيل المثال في المذهب الحنبلي.

مميزات الطريقة الأولى:

1-أنها علمية تربوية، فأنت تتعلم الأحكام الفقهية من حلال و حرام من خلال النص الذي يطرق ذهنك وقلبك فيحدث أثراً وثمرة من ثمرات التزكية والإيمان، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

2-الارتباط بنص معصوم من الخطأ والزلل لأنه وحي من الله بخلاف المتون الفقهية، فلا تخلو من أخطاء لأن هذا هو مقتضى البشرية فعلى سبيل المثال، في المذهب الحنفي قتل المسلم بالكافر، ووجوب الزكاة في قليل الزرع وكثيره، وعند المالكية كراهة صيام ستٍ من شوال وكراهة أكل لحوم الحمر الأهلية مع صراحة الحديث بالتحريم، وعند الشافعية يتزوج الرجل ابنته من الزنى إلى غير ذلك من الأقوال التي تخالف الأدلة الصحيحة، مما يؤدى إلى أن يتلقى طالب العلم ذلك ولا يعرف الخطأ إلا بعد حين وربما لم يعرفه أصلا.

3-تنمية ملكة الاستنباط وفهم الأدلة عندما يقرأ النص ثم بتدارسه يعلم أنه استخرج منه كذا وكذا.. واستدل به على كذا وكذا.. يتدرب على الاستنباط والفهم.

4-نبذ التعصب والتقليد، حيث لم يحفظ كلام أحد من العلماء، وإنما هي النصوص الشرعية والوحي المنزل.

5-بركة حفظ النصوص الشرعية وقراءتها وتداولها، لما لها من سلطان على النفوس وأثر في القلوب وهذا هو العلم، معرفة الحق بدليله.

6-لين القلب بذكر الله، والصلاة والسلام على رسوله -صلي الله عليه وسلم- كلما ذكر.

7-الارتباط بالجيل الأول، حيث تنقل لك كتب السنة في كثير من الأحيان ملابسات الحكم وسببه وتفاعل الصحابة معه.

هذه الطريقة المباركة أخرجت لنا الأئمة الأوائل الأعلام المجتهدين الصحابة -رضي الله عنهم- ثم مَن بعدهم أمثال عبد الله بن المبارك و الزهري وعطاء والحسن وبن سيرين ومالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، فلم يكن في هذا الوقت متن يحفظ لأحد ولا مذهب يتبع وإنما هي الأدلة والنصوص.

أما الطريقة الثانية فلها مميزات وهي:

1- تسهيل وتقريب طلب العلم.

2- حسن ترتيب المسائل والأبواب.

3- الاستيعاب في عرض أغلب المسائل.

لكن ربما كان لها سلبيات -خاصة على من يقتصر عليها-، منها:

- الارتباط بالمذهب وبالتالي

1- تنمية روح التقليد وربما (المحاماة) عن المذهب.

2- حفظ نصوص غير معصومة وأقوال لا دليل عليها أو مخالفة للدليل.

3- وجود تفريعات غير واقعية أو لا حاجة لها.

هذه الطريقة أخرجت لنا علماء كباراً، ولكن -لا شك- دون الأئمة الأوائل ومن أولئك النووي والسبكي والجويني وابن حجر وغيرهم.

- وربما أدت إلى سد باب الاجتهاد، وفهم الأدلة والتفاعل معها.

فالنصيحة لطالب العلم أن يجمع بين الطريقتين لما فيهما من فوائد،ولكن لا يقدم على حفظ النصوص شيء، فينبغي أن يكون جل اهتمامك بحفظ الأدلة من الكتاب و السنة، و معرفة مواطن الإجماع، ثم أقوال واجتهادات الصحابة رضي الله عنهم.

فعلى سبيل المثال:

اعتني أولاً بكتاب عمدة الأحكام لعبد الغنى المقدسي، واحرص على حفظ أحاديثه وقراءة ومدارسة شرحه، كشرح تيسير العلام للبسام -حفظه الله- ومعه كتاب منار السبيل فيجتمع لك الخيران.

مع علمك أنه إذا صح الدليل و جاء النص طاشت كل عبارة، وبطل كل اجتهادٍ في خلافه ..

‏ نتابع معًا بإذن الله تعالى..... ‏

أمـــة الله
2008-12-10, 10:10 PM
بارك الله فيك أخي أو البراء على الموضوع القيم
زادك الله علماً وفقهاً
أعانك الله وسدد خطاك

عزتي بديني
2008-12-11, 02:55 AM
بارك الله فيكم وفيما كتبتم

وجعله الله في ميزان أعمالكم

وثقل موازين أعمالكم

اللهم آميين

مُسلمة
2008-12-12, 12:49 AM
متابعون
أحسن الله إليكم وزادكم علماً وفهماً