السيف البتار
2008-12-18, 06:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
معجزات محمد:
“وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ; (آية 118).
قال رافع بن خزيمة لمحمد: إن كنت رسولاً من الله كما تقول، فقل لله فليكلِّمنا حتى نسمع كلامه، أو اصنع آيةً حتى نؤمن بك . فأجابه: إن اليهود سألوا موسى أن يريهم الله جهرةً. وهو خطأ، لأن اليهود لم يطلبوا هذا من موسى (الطبري تفسير البقرة 2: 118).
ها هو حما موسى أشار بطلب رؤية الشعب للرب وموسى نفذ طلبه .
قال حما موسى له :
خروج 18
19 الان اسمع لصوتي فانصحك فليكن الله معك كن انت للشعب امام الله و قدم انت الدعاوي الى الله ... 24 فسمع موسى لصوت حميه و فعل كل ما قال
خروج 19
17 و اخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في اسفل الجبل
خروج 24
9 ثم صعد موسى و هرون و ناداب و ابيهو و سبعون من شيوخ اسرائيل 10 و راوا اله اسرائيل و تحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف و كذات السماء في النقاوة11 و لكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل فراوا الله و اكلوا و شربوا
خروج 24
17 و كان منظر مجد الرب كنار اكلة على راس الجبل امام عيون بني اسرائيل
=--------------=
أولاً قبل البدء تعالوا نرى ونقرأ الناس وهم يطلبوا من يسوع معجزة من السماء ولكن حين عجز سبهم وطعن في شرفهم قذف المحصنات .
عندما فشل يسوع في تقديم معجزة سب الناس .
متى 16: 4
جيل شرير فاسق يلتمس آية . ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. ثم تركهم ومضى
فلماذا قول جيل شرير وفاسق ؟ أليس هناك أسلوب أكثر أدباً .
هوشع 3
النسخة الكاثوليكية
وقالَ ليَ الرّبُّ: إِذهَبْ أيضًا وأحبِب امرَأةً فاسِقةً تُحِبُّ آخرَ، أحبِبْها كما يُحِبُّ الرّبُّ بَني إِسرائيلَ، فيما هُم يُحَوِّلونَ وُجوهَهُم عَنهُ إلى آلهةٍ أُخرَ ويُحِبُّون أنْ يُقَرِّبوا إليها أقراصَ الزَّبي
الفِسقُ في اللغة هو خروج الشيء بكيفية مُسبِّبَةٍ للفساد ، والفسق عكس العدالة والفسق يقع بالقليل من الذنوب و بالكثير ، لكن تُعُورِفَ فيما كان كثيراً ، و أكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع و أقرَّ به ثم أخَلَّ بجميع أحكامه أو ببعضه وبعبارة اوضح ، الفاسق من يعرف ان اعماله تعد حراما برأي الشارع المقدس مع عدم انتهائه منها. والفسق يعني الخروج ، كخروج ابليس عن طاعة الله لأن الفسق هو الخروج عن الجادَّة، فكل ما ليس صوابا ومنْهِيٌّ عن ارتكابه فهو فسق وفسوق. وأصل كلمة الفسق بالمعنى المادي هو خروج الثمرة من قشرتها، فتخرج ردئية فيها عيب ويحسن أن لا تؤكل.....هذا هو فسوق جيل من الرجال ولكن فسوق جيل من النساء يحتم علينا أن نعرف ما هو فسق النساء ؟ إن فسق النساء هو فجورهن ومسارعتهن إلى الحرام .......... هكذا وصف يسوع جيل بأكمله والجيل هو قد يكون زمنه أقصاه مائة عام وأدناه 40 عام .
فكيف يتجرأ يسوع ويسب الناس في أشرافها وأعراضها ؟ أليس هذا القذف يسير على النساء كما هو برجالهم ؟ كيف يطعن يسوع في شرف النساء وقذف المحصنات ؟ هل هذه اخلاق حسنة ؟
هذا هو يسوع المحبة .
=----------------=
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
الحق سبحانه وتعالى حين قال: { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }.. أي لا يعلمون عن كتاب الله شيئا لأنهم كفار.. وهؤلاء سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم الله.. ومعنى أن يكلمهم الله أن يسمعوا كلاما من الله سبحانه.. كما سمع موسى كلام الله.
وماذا كانوا يريدون من كلام الله تبارك وتعالى.. أكانوا يريدون أن يقول لهم الله إنه أرسل محمداً رسولا ليبلغهم بمنهج السماء.. وكأن كل المعجزات التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم ـ وعلى رأسها القرآن الكريم ـ لم تكن كافية لإقناعهم.. مع أن القرآن كلام معجز وقد أتى به رسول أمي.. سألوه عن أشياء حدثت فأوحى الله بها إليه بالتفصيل.. جاء القرآن ليتحدى في أحداث المستقبل وفي أسرار النفس البشرية.. وكان ذلك يكفيهم لو أنهم استخدموا عقولهم ولكنهم أرادوا العناد كلما جاءتهم آية كذبوا بها وطلبوا آية أخرى.. والله سبحانه وتعالى قد أبلغنا أنه لا يمكن لطبيعة البشر أن تتلقى عن الله مباشرة.. واقرأ قوله سبحانه:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ }
[الشورى: 51]
إذن فالبشر حتى المصطفى من الله والمؤهل للتلقي عن الله.. لا يكلمه الله إلا وحيا أو إلهامَ خاطرٍ أو من وراء حجاب كما كلم موسى.. أو يرسل رسولا مبلغا للناس لمنهج الله.. أما الاتصال المباشر فهو أمر تمنعه بشرية الخلق.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى: { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ }.. والآيات التي يطلبها الكفار ويأتي بها الله سبحانه وتعالى ويحققها لهم.. لا يؤمنون بها بل يزدادون كفرا وعنادا.. والله جل جلاله يقول:
{ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا }
[الإسراء: 59]
إذن فالآيات التي يطلبها الكفار ليؤمنوا لا تجعلهم يؤمنون.. ولكن يزدادون كفرا حتى ولو علموا يقينا أن هذه الآيات من عند الله سبحانه وتعالى كما حدث لآل فرعون.. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى:
{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ }
[النمل: 13-14]
وهكذا فإن طلبهم أن يكلمهم الله أو تأتيهم آية كان من باب العناد والكفر.. والحق سبحانه يقول: { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ }.. فبنو إسرائيل قالوا لموسى أرنا الله جهرة.. الذين لا يعلمون قالوا لولا يكلمنا الله.. ولكن الذين قالوا أرنا الله جهرة كانوا يعلمون لأنهم كانوا يؤمنون بالتوراة.
فتساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. لذلك قال الله تبارك وتعالى: { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ }.. أي قلوب أولئك الذين كانوا خاضعين للمنهج والذين لا يخضعون لمنهج قد تشابهت بمنطق واحد.
ولو أن الذين لا يعلمون قالوا ولم يقل الذين يعلمون لهان الأمر.. وقلنا جهلهم هو الذي أوحى إليهم بما قالوا.. ولكن ما عذر الذين علموا وعندهم كتاب أن يقولوا أرنا الله جهرة.. إذن فهناك شيء مشترك بينهم تشابهت قلوبهم في الهوى.. إن مصدر كل حركة سلوكية أو حركة جارحة إنما هو القلب الذي تصدر عنه دوافع الحركة.. ومادام القلب غير خالص لله فيستوى الذي يعلم والذي لا يعلم.
الإمام / الشعراوي
معجزات محمد:
“وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ; (آية 118).
قال رافع بن خزيمة لمحمد: إن كنت رسولاً من الله كما تقول، فقل لله فليكلِّمنا حتى نسمع كلامه، أو اصنع آيةً حتى نؤمن بك . فأجابه: إن اليهود سألوا موسى أن يريهم الله جهرةً. وهو خطأ، لأن اليهود لم يطلبوا هذا من موسى (الطبري تفسير البقرة 2: 118).
ها هو حما موسى أشار بطلب رؤية الشعب للرب وموسى نفذ طلبه .
قال حما موسى له :
خروج 18
19 الان اسمع لصوتي فانصحك فليكن الله معك كن انت للشعب امام الله و قدم انت الدعاوي الى الله ... 24 فسمع موسى لصوت حميه و فعل كل ما قال
خروج 19
17 و اخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في اسفل الجبل
خروج 24
9 ثم صعد موسى و هرون و ناداب و ابيهو و سبعون من شيوخ اسرائيل 10 و راوا اله اسرائيل و تحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف و كذات السماء في النقاوة11 و لكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل فراوا الله و اكلوا و شربوا
خروج 24
17 و كان منظر مجد الرب كنار اكلة على راس الجبل امام عيون بني اسرائيل
=--------------=
أولاً قبل البدء تعالوا نرى ونقرأ الناس وهم يطلبوا من يسوع معجزة من السماء ولكن حين عجز سبهم وطعن في شرفهم قذف المحصنات .
عندما فشل يسوع في تقديم معجزة سب الناس .
متى 16: 4
جيل شرير فاسق يلتمس آية . ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. ثم تركهم ومضى
فلماذا قول جيل شرير وفاسق ؟ أليس هناك أسلوب أكثر أدباً .
هوشع 3
النسخة الكاثوليكية
وقالَ ليَ الرّبُّ: إِذهَبْ أيضًا وأحبِب امرَأةً فاسِقةً تُحِبُّ آخرَ، أحبِبْها كما يُحِبُّ الرّبُّ بَني إِسرائيلَ، فيما هُم يُحَوِّلونَ وُجوهَهُم عَنهُ إلى آلهةٍ أُخرَ ويُحِبُّون أنْ يُقَرِّبوا إليها أقراصَ الزَّبي
الفِسقُ في اللغة هو خروج الشيء بكيفية مُسبِّبَةٍ للفساد ، والفسق عكس العدالة والفسق يقع بالقليل من الذنوب و بالكثير ، لكن تُعُورِفَ فيما كان كثيراً ، و أكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع و أقرَّ به ثم أخَلَّ بجميع أحكامه أو ببعضه وبعبارة اوضح ، الفاسق من يعرف ان اعماله تعد حراما برأي الشارع المقدس مع عدم انتهائه منها. والفسق يعني الخروج ، كخروج ابليس عن طاعة الله لأن الفسق هو الخروج عن الجادَّة، فكل ما ليس صوابا ومنْهِيٌّ عن ارتكابه فهو فسق وفسوق. وأصل كلمة الفسق بالمعنى المادي هو خروج الثمرة من قشرتها، فتخرج ردئية فيها عيب ويحسن أن لا تؤكل.....هذا هو فسوق جيل من الرجال ولكن فسوق جيل من النساء يحتم علينا أن نعرف ما هو فسق النساء ؟ إن فسق النساء هو فجورهن ومسارعتهن إلى الحرام .......... هكذا وصف يسوع جيل بأكمله والجيل هو قد يكون زمنه أقصاه مائة عام وأدناه 40 عام .
فكيف يتجرأ يسوع ويسب الناس في أشرافها وأعراضها ؟ أليس هذا القذف يسير على النساء كما هو برجالهم ؟ كيف يطعن يسوع في شرف النساء وقذف المحصنات ؟ هل هذه اخلاق حسنة ؟
هذا هو يسوع المحبة .
=----------------=
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
الحق سبحانه وتعالى حين قال: { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }.. أي لا يعلمون عن كتاب الله شيئا لأنهم كفار.. وهؤلاء سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم الله.. ومعنى أن يكلمهم الله أن يسمعوا كلاما من الله سبحانه.. كما سمع موسى كلام الله.
وماذا كانوا يريدون من كلام الله تبارك وتعالى.. أكانوا يريدون أن يقول لهم الله إنه أرسل محمداً رسولا ليبلغهم بمنهج السماء.. وكأن كل المعجزات التي أيد الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم ـ وعلى رأسها القرآن الكريم ـ لم تكن كافية لإقناعهم.. مع أن القرآن كلام معجز وقد أتى به رسول أمي.. سألوه عن أشياء حدثت فأوحى الله بها إليه بالتفصيل.. جاء القرآن ليتحدى في أحداث المستقبل وفي أسرار النفس البشرية.. وكان ذلك يكفيهم لو أنهم استخدموا عقولهم ولكنهم أرادوا العناد كلما جاءتهم آية كذبوا بها وطلبوا آية أخرى.. والله سبحانه وتعالى قد أبلغنا أنه لا يمكن لطبيعة البشر أن تتلقى عن الله مباشرة.. واقرأ قوله سبحانه:
{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ }
[الشورى: 51]
إذن فالبشر حتى المصطفى من الله والمؤهل للتلقي عن الله.. لا يكلمه الله إلا وحيا أو إلهامَ خاطرٍ أو من وراء حجاب كما كلم موسى.. أو يرسل رسولا مبلغا للناس لمنهج الله.. أما الاتصال المباشر فهو أمر تمنعه بشرية الخلق.
ثم يقول الحق تبارك وتعالى: { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ }.. والآيات التي يطلبها الكفار ويأتي بها الله سبحانه وتعالى ويحققها لهم.. لا يؤمنون بها بل يزدادون كفرا وعنادا.. والله جل جلاله يقول:
{ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا }
[الإسراء: 59]
إذن فالآيات التي يطلبها الكفار ليؤمنوا لا تجعلهم يؤمنون.. ولكن يزدادون كفرا حتى ولو علموا يقينا أن هذه الآيات من عند الله سبحانه وتعالى كما حدث لآل فرعون.. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى:
{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ }
[النمل: 13-14]
وهكذا فإن طلبهم أن يكلمهم الله أو تأتيهم آية كان من باب العناد والكفر.. والحق سبحانه يقول: { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ }.. فبنو إسرائيل قالوا لموسى أرنا الله جهرة.. الذين لا يعلمون قالوا لولا يكلمنا الله.. ولكن الذين قالوا أرنا الله جهرة كانوا يعلمون لأنهم كانوا يؤمنون بالتوراة.
فتساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. لذلك قال الله تبارك وتعالى: { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ }.. أي قلوب أولئك الذين كانوا خاضعين للمنهج والذين لا يخضعون لمنهج قد تشابهت بمنطق واحد.
ولو أن الذين لا يعلمون قالوا ولم يقل الذين يعلمون لهان الأمر.. وقلنا جهلهم هو الذي أوحى إليهم بما قالوا.. ولكن ما عذر الذين علموا وعندهم كتاب أن يقولوا أرنا الله جهرة.. إذن فهناك شيء مشترك بينهم تشابهت قلوبهم في الهوى.. إن مصدر كل حركة سلوكية أو حركة جارحة إنما هو القلب الذي تصدر عنه دوافع الحركة.. ومادام القلب غير خالص لله فيستوى الذي يعلم والذي لا يعلم.
الإمام / الشعراوي