المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة أن القرآن مخلوق



الصفحات : 1 2 3 4 [5] 6 7 8

ماهر
2009-01-03, 09:24 PM
ولما أنت يا أخ ماهر تطلق لفظ الشيئ على القرآن العظيم إذا كان ذلك يعد انتقاصا؟ .. فالنقص في كلام الله وعلمه يستلزم النقص فيه سبحانه وتعالى .. وهذا واضح البطلان.

أخي الفاضــل الإدريسي

بــارك الله فيــك وعــافاك وجــعل الجــنة مثــواك ، أقسـم لك بالله الواحــد الأحــد الفــرد الصمــد أن لا غــرض لي إلا المعــرفة ، وإني متى رأيت الصــواب فلن أحــيد عنــه ، وأني لا أكن لك إلا الود والتقــدير والإحــترام وكذلك لســائر الأخــوة الأكارم ،

أمــا عن قــولك الذي اقتبســته لك وأني أكيل بمكيالين فذلك أنــك تقــرن كــلام الله بعلمــه فتــرى في كــلامي انتقــاصــا ، فالقــرآن العظــيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خـلفه ليس هــو كل عــلم الله بل ليس هو كل كلامه

" قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا "

فالتــوراة كلام الله وكذلك الإنجــيل وصحف ابراهيم ومــا لا نعلمــه من الكتب المباركة العظــيمة التي نؤمن بهـا إجمــالا ، وكلهن من علم الله ، ولكنهم ليسوا كل علم الله ، فالله ســبحانه وتعـالى أزلي بعلمــه وســمعه وبصــره وقدرتــه وجــبروته وكل أســمائه وصــفاته ما علمنــا منها وما لا نعــلم ما اســتوعبنا منها وما لم تســتوعبــه عقــولنا ، فعظمــته منتهى العظمــة وقدرته منتهى القــدرة وأخــتصر ذلك بكلمــة ( الله أكــبر ) ، فهي أبــلغ كلمــة علمتــها فمهمــا وصفت فهــو أكــبر ،

ماهر
2009-01-03, 09:45 PM
ما سؤالي تجيب عليه الآية (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ )الروم 8

وما هو الحق ؟

أليس الحق هو كلام الله ؟

أقــول ويقــول المفـســرون أن الحــق في هــذه الآية تعــني الحكمــة والعــدالة فســياق الآيات يأتي بهــذا المعــنى من ذكــر هــزيمــة الروم وانتصــارهم في بضــع ســنين ثم دعــوته عــز وجــل إلى الســير في الأرض والتفكــر في أحــوال الأمم وكيف تحــققت فيهم عــدالته بمقتضـى حكمتــه وأن ما عاقبــهم الله به لم يكن ظــلما منــه وإنمــا هم من ظلمــوا أنفســهم فمجمــل المعــنى أنه ســبحانه ما خــلقهن عبــثا وإنمــا لحكمــة وابتــلاء ومحــاســبة وهــذا مــا ورد في الســورة ،

ويتــأكد المعــنى في قـوله تعــالى في آية المؤمنون : " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ "

ذو الفقار
2009-01-03, 10:18 PM
أقــول ويقــول المفـســرون أن الحــق في هــذه الآية تعــني الحكمــة والعــدالة فســياق الآيات يأتي بهــذا المعــنى من ذكــر هــزيمــة الروم وانتصــارهم في بضــع ســنين ثم دعــوته عــز وجــل إلى الســير في الأرض والتفكــر في أحــوال الأمم وكيف تحــققت فيهم عــدالته بمقتضـى حكمتــه وأن ما عاقبــهم الله به لم يكن ظــلما منــه وإنمــا هم من ظلمــوا أنفســهم فمجمــل المعــنى أنه ســبحانه ما خــلقهن عبــثا وإنمــا لحكمــة وابتــلاء ومحــاســبة وهــذا مــا ورد في الســورة ،

بارك الله فيك ..

وهذا لا يخرج من أنه قول الله فقول الله الحق ولا يقول غير الحق..

يقول تعالى (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) ص 84

(وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ ) الأحزاب 4

(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) النحل 40

فإذا أراد الله أن يكون أي شيء يقول له كن فيكون

قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الأنعام 73

فهل وصلنا إلى أن الله خلق كل خلق بكلامه وبسره بين الكاف والنون ؟

ماهر
2009-01-04, 05:39 PM
قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) الأنعام 73
أخي أحمــد
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لــو كنت مشــرفا لقــلت لك ( يمنــع التطــرق إلى النصــرانيات في الحـوار الإســلامي - دعابة )
أخــي الفاضــل
قوله عــز وجــل خــلق السماوات والأرض بالحـق يعــني أنه لم يخــلقهما ولا ســواهمــا بالباطــل ، فالباطــل عكس الحــق وتــأمل :
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ " ( ص - 27 )
" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " ( آل عمــران - 191 )
وقوله تعــالى يوم يقـول كن فيكـون قوله الحـق ، أي أمــره متحــقق لا محــالة فالمـلك له ،
أمــا آية الأحــزاب وما شــابهها ( والله يقــول الحــق ) فهنــا تــاتي بمعــنى الصــلاح والمنفعــة فتــأمل :
" أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18) أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19) "
فالبــاطل زبــد لا نفع منـه فيذهب جفــاءا والحــق فيه النفع فيمكث في الأرض ، اللهم اجــعلنا من الذين يعــلمون أن ما أنزل الله هــو الحــق فنســتجيب له ،

(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) النحل 40
فهل وصلنا إلى أن الله خلق كل خلق بكلامه وبسره بين الكاف والنون ؟
أعــترض فقــط عــلى كلمــة حشــوتها وهي ( بكــلامه ) فقــول الله أمــره وهــو ليس كــلاما بالضــرورة ، فالله يأمــر أنى شــاء ( فقــال لهـا وللأرض ائتيا طـوعا أو كرها ، قالتـا أتينا طــائعــين )
وهــذا ســبب الدعــابة لأني دخـلت في حــوار مع أحـد النصـارى يقــول أنه رغم تثــليثه موحــد ، فيـقــول إن الله الواحــد لا بــد أنه يتكلم فليس بأخــرس ولابــد أن له روحــاً فليس بميت ، فهــذا هـو الإبن والروح القــدس ،

ذو الفقار
2009-01-04, 07:06 PM
حياك الله أخي المفضال


لــو كنت مشــرفا لقــلت لك ( يمنــع التطــرق إلى النصــرانيات في الحـوار الإســلامي - دعابة )

أضحك الله سنك ..

بالطبع أقبل دعابتك وروحك المرحة

..

قوله عــز وجــل خــلق السماوات والأرض بالحـق يعــني أنه لم يخــلقهما ولا ســواهمــا بالباطــل ، فالباطــل عكس الحــق

"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ"

قال بعض المفسرون
مَعْنَى ذَلِكَ : خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض بِكَلَامِهِ وَقَوْله لَهُمَا : { اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا } 41 11 . قَالُوا : فَالْحَقّ فِي هَذَا الْمَوْضِع مَعْنِيّ بِهِ كَلَامه . وَاسْتَشْهَدُوا لِقِيلِهِمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : { وَيَوْم يَقُول كُنْ فَيَكُون قَوْله الْحَقّ } الْحَقّ هُوَ قَوْله وَكَلَامه . قَالُوا : وَاَللَّه خَلَقَ الْأَشْيَاء بِكَلَامِهِ .. من تفسير الطبري

قوله الحق فهذه مُسَّلمة لا تحتاج نقاش وإذا كان الحق صفة للقول كان القائل موصوفاً بالقول الحق وبقول الحق
وقد أعطيتك آية تدل على أن قول الله حق (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ) ص 84 وغيرها


ولا أريد أن نشتغل عن المحور بما سواه

و قولك

فقــول الله أمــره وهــو ليس كــلاما بالضــرورة

يحتاج للتوضيح


ما أريد أن أصل إليه أن الله خلق الخلق بقوله كن فهل في هذا شيئ ؟

ماهر
2009-01-04, 08:52 PM
يحتاج للتوضيح


ما أريد أن أصل إليه أن الله خلق الخلق بقوله كن فهل في هذا شيئ ؟

أمــا ما أردت الوصــول إليه أن الله خــلق الخــلق بقــوله كن فهــذا أســلم به ولا غبــار عــليه ولا أطــلب دلــيلا عــليه فاســترســل أخي وأوضــح نقطــتك ،

أمــا ما أردت توضــيحه فالقــول ليس كــلاما بالضــرورة ، فالكــلام هــو اللفــظ ذو المعــنى تحــديدا ، أمــا القــول فيحــتمل عــدة معــان فقــد يكــون الرأي والإعتـقــاد أو الظــن أو العمــل ومعــان كثــيرة ، وأضــرب لك مثــلا :

في قــوله تعــالى " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي "

فنبي الله ابراهـيم عليه الصــلاة والســلام لم يخــاطب أحــدا بل اعتقــد في نفسـه أن الكوكــب هــو الرب ، أي أنه لم يتكلم وقد لا يكــون معـه أحــد فيخــاطبه ،

وقــوله تعــالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ "

فهم لم يكلمــوا إخــوانهم قطــعا لأنهم ماتـوا ولكن هــذا معتقــدهم أو ظــنهم ،

وقــوله تعــالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "

وهــذا يعــني رأي اليهــود في النصـارى ورأي النصـارى في اليهــود ولا يفــيد مخـاطبة أحــد الفــريقــين للآخــر ،

وكذلك قــول رســول الله صـلى الله عــليه وســلم " أو قال بمــاله كذا وكذا " أي أنفقــه

( وليتكم أبقــيتم محــركات البحـث في الحــديث الشــريف لأتمكن من إيراد الحـديث بنصـه وســنده )

ذو الفقار
2009-01-04, 10:09 PM
جزاك الله خيراً على التوضيح


أمــا ما أردت الوصــول إليه أن الله خــلق الخــلق بقــوله كن فهــذا أســلم به ولا غبــار عــليه ولا أطــلب دلــيلا عــليه فاســترســل أخي وأوضــح نقطــتك ،

وهذا يعنى أن قول الله " كن " كان قبل الخلق فكان الكلام صفة من صفات الله وصفات الله لا تنفصل عنه

نعلم أن القرآن كلام الله ولا جدال في هذا وخلق الله الخلق بـ " كن " وهي قول الله

" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس 82

فلو سلمنا جدلاً أن كلام الله مخلوق فبماذا خلق الله " كن "

ونضرب مثلاً ولله المثل الأعلى

عندما خلق الله الشجر قال " كن " فكانت الأشجار ولكن كيف خلق الله كن ؟!!

ذو الفقار
2009-01-04, 10:17 PM
أخي ماهر

هذا رابط التأكد من الحديث

http://www.dorar.net/enc/hadith

ماهر
2009-01-05, 01:17 PM
جزاك الله خيراً على التوضيح

جزيت خــيرا أحمــد ولكــنك رميت بالتوضــيح عــرض الحــائط وعــدت تكمــل ما بدأت من انجــيل يوحــنا ( 1 - 1 ) " في البدء كانت الكلمــة وكانت الكلمــة عنــد الله وكانت الكلمــة الله "

لأني أخي وافقتك في القـول وعارضــتك في الكــلام أي أن الله تعــالى إذا أراد شــيئا قال له كن فيكــون ومعنــاه حــكم عليــه بالكينــونة فيكون من عــدم ولا تعــني خــاطبه متكــلما بل لا يســتقيم ذلك لأن اللامخــلوق لم يكن شــئيا فكيف يخــاطب العــدم ،


عندما خلق الله الشجر قال " كن " فكانت الأشجار ولكن كيف خلق الله كن ؟!!

وإن أجــزت لي تعــديل هــذا المثــال لقــلت لك : ( فقــال لتــكن أشــجارا ) بتعــبير ســفر التكــوين ( 1 - 1 ) لأن قــولك ( فقــال كن ) لم تحــدد فيـه ماهــية الكائن ،

أخي الفــاضــل
مــا بــالنا نبحــث في ثنــايا الألفــاظ لتصـحـيح رأي الرجــال ونتـرك الواضــح الجــلي

" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "

" طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) "

ذو الفقار
2009-01-05, 06:21 PM
ولكــنك رميت بالتوضــيح عــرض الحــائط وعــدت تكمــل ما بدأت من انجــيل يوحــنا ( 1 - 1 ) " في البدء كانت الكلمــة وكانت الكلمــة عنــد الله وكانت الكلمــة الله "

لم أهمل قولك بل وعيته أخي ماهر فأنت فرقت بين القول والكلام وقلت بأن كل كلام قول وليس كل قول كلام وهذا متفق معك فيه ولكن انا قلت بأن الكلام صفة من صفات الله لا تنفصل عنه وشتان بين قولي وما جاء في إنجيل يوحنا



لأني أخي وافقتك في القـول وعارضــتك في الكــلام أي أن الله تعــالى إذا أراد شــيئا قال له كن فيكــون ومعنــاه حــكم عليــه بالكينــونة فيكون من عــدم ولا تعــني خــاطبه متكــلما بل لا يســتقيم ذلك لأن اللامخــلوق لم يكن شــئيا فكيف يخــاطب العــدم ،

وكيف خلق الخلق من العدم ؟

هذا يجيب على ذاك

وكنت لأكون مع قولك بأن قول الله "كن " يخرج من كونها كلمة إن كان هذا القول لا يدخل في تعريف الكلام أيضاً فلا يمكن أن تحكم على أن" كن " هي قول وليست كلمة

فاسمع الى قول الله " يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ "


وإن أجــزت لي تعــديل هــذا المثــال لقــلت لك : ( فقــال لتــكن أشــجارا ) بتعــبير ســفر التكــوين ( 1 - 1 ) لأن قــولك ( فقــال كن ) لم تحــدد فيـه ماهــية الكائن ،
أخي الفــاضــل

ولكن القرآن لم يقل بهذا ولكن الآية الدالة واضحة وصريحة فأمر الله هو " كن "


مــا بــالنا نبحــث في ثنــايا الألفــاظ لتصـحـيح رأي الرجــال ونتـرك الواضــح الجــلي

بل ما أريد أن أوصله إليك هو أن الكلام من صفات الله وصفات الله لا تنفصل عنه فهي ملازمة لذاته العلى والدلالات على أن الله يتكلم كثيرة لا مجال لسردها هنا وما دام الله يتكلم وهي من صفاته وأن القرآن من كلام الله فكيف يكون القرآن مخلوقاً؟!

كما أن الله ذكر الإنسان في القرآن سبعة عشر مرة صرح فيها بأنه خلقه وبأنه مخلوق بينما ذكر القرآن في نحو خمسين موضعا أو أكثر، ولم يذكر أنه خلقه .


" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "

لقد قال تعالى " الله نزل أحسن الحديث " ولم يقل الله خلق أحسن الحديث والآيات المشابهة كثير

"وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ "

"وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ "

" تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ "

" وقُرْآناً فَرَقْنَاه لِتَقْرَأَه على الناس على مُكْثٍ ونَزَّلنَاه تَنْزِيلاً "

" تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "

" تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "


" طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (6) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)

قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: وفي هذا الذكر ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه القرآن قاله ابن عباس. فعلى هذا تكون الإشارة بقوله محدث إلى إنزاله له لأنه أنزل شيئا بعد شيء.

والثاني: أنه ذكر من الأذكار وليس بالقرآن. حكاه أبو سليمان الدمشقي. وقال النقاش: هو ذكر من رسول الله وليس بالقرآن

والثالث: أنه رسول الله بدليل قوله في سياق الآية هل هذا الا بشر مثلكم. قاله الحسن بن الفضل اهـ

وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : أي ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث، يريد في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة ، وآية بعد آية ، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت ، لا أن القرآن مخلوق . وقيل : الذكر ما يذكرهم به النبي صلى الله عليه وسلم ويعظهم به . وقال : من ربهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا بالوحي ، فوعظ النبي صلى الله عليه وسلم وتحذيره ذكر ، وهو محدث ، قال الله تعالى : فذكر إنما أنت مذكر [ الغاشية : 21 ] . ويقال : فلان في مجلس الذكر . وقيل : الذكر الرسول نفسه ، قاله الحسين بن الفضل بدليل ما في سياق الآية هل هذا إلا بشر مثلكم [ الأنبياء : 3 ] ولو أراد بالذكر القرآن لقال : هل هذا إلا أساطير الأولين ، ودليل هذا التأويل قوله تعالى : ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين [ القلم : 51 - 52 ] يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقال : قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا [ الطلاق : 10 - 11 ] . إلا استمعوه يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم أو من أمته .

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : وقوله: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث فالمراد أن تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه، وبهذا احتج الامام أحمد ثم ساق البيهقي حديث نيار -بكسر النون وتخفيف التحتانية- بن مكرم ان أبا بكر قرأ عليهم سورة الروم فقالوا: هذا كلامك أو كلام صاحبك؟ قال: ليس كلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله، وأصل هذا الحديث أخرجه الترمذي مصححا، وعن علي بن أبي طالب: ما حكمت مخلوقا ما حكمت إلا القرآن. ومن طريق سفيان بن عيينة سمعت عمرو بن دينار وغيره من مشيختنا يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وقال ابن حزم في الملل والنحل: أجمع أهل الإسلام على أن الله تعالى كلم موسى، وعلى أن القرآن كلام الله، وكذا غيره من الكتب المنزلة والصحف، ثم اختلفوا فقالت المعتزلة أن كلام الله صفة فعل مخلوقة وأنه كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة. وقال أحمد ومن تبعه: كلام الله هو علمه لم يزل وليس بمخلوق. وقالت الأشعرية: كلام الله صفة ذات لم يزل وليس بمخلوق وهو غير علم الله وليس لله إلا كلام واحد، واحتج لأحمد بأن الدلائل القاطعة قامت على أن الله لا يشبهه شيء من خلقه بوجه من الوجوه، فلما كان كلامنا غيرنا وكان مخلوقا، وجب أن يكون كلامه سبحانه وتعالى ليس غيره وليس مخلوقا. وأطال في الرد على المخالفين لذلك. انتهى من الفتح.



وقال الإمام البيهقي -رحمه الله تعالى- في كتابه الاعتقاد : وقوله: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا وإنما قال: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون، فدل على أن ذكرا غير محدث. ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.

فالقرآن محدث في نزوله لا محدث في ذاته