المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكسل



أمـــة الله
2009-02-23, 02:37 PM
الكسل

الكسل آفة قلبية و عائق نفسي يوهن الهمة ، و يضعف الإرادة ، و يقود إلى الفتور .
والكسل : ترك عمل مع أن الإنسان قادر على القيام به و يتركه كسلاً ..
و بمعنى آخر : هو عدم انبعاث النفس للخير مع وجود القدرة على فعله .
فنجد أن الكسول يفقد الحرارة والحماس للعمل فكل عمل ثقيل على نفسه ، و إن قام به يكون مظهرا خال من الروح ، لا نية له فيه .
والسبب أن الباعث عليه لا ينبثق من أعماق الضمير ، والرغبة في حصول الأجر على الأعمال ضعيفة زاهدة خاملة ..



يقول الشيخ ابن حميد في كلامه عن صغر الهمة : ( و أصل ذلك عدم الرغبة والرهبة ، و أصله ضعف اليقين ، و أصله ضعف البصيرة ، و أصله مهانة النفس و دناءتها و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، و إلا لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدون ) .

فبسبب ضعف الإرادة لا يتمكن الكسول من التغلب على الكسل فهو ضعيف في الإقبال على الطاعات ، ضعيف في مقاومة الشهوات ، و النتيجة هي الخلود إلى الأرض و اتباع الهوى .


و العجز والكسل قرينان ، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل .

و النفس ميالة إلى الكسل و حب الراحة ، يعينها على ذلك الشيطان بوساوسه ، فهو يكره مني ومنك الإيمان و عبادة الله و العمل الصالح ، و من وسائله تثبيط الهمة عن الطاعات ، والوسوسة بما يميل النفس إلى الكسل .



علق الشيخ عبد الرزاق البدر في كتابه فقه الأذكار على هذا الحديث فقال :
( الشيطان يعقد على مؤخرة رأس الإنسان عندما ينام ثلاث عقد ، و يضرب على كل عقدة مكانها : عليك ليل طويل فارقد . تخذيلاً و تثبيطاً له ، ونقضاً لهمته و عزيمته فإذا ذكر العبد ربه انحلت عقدة من هذه العقد ، فإذا قام وتوضأ انحلت عقدة ثانية ، فإذا صلى انحلت عنه جميع العقد ، وذهب عنه الكسل ، وارتفعت همته ، و طابت نفسه ، وأصبح نشيطاً حريصا على الخير مقبلاً عليه ، لأنه تخلص من عقد الشيطان ، و تخفف عن أعباء الغفلة و النسيان ، وحصل له الفوز برضا الرحمن ) .




والسؤال : لماذا كان الكسل عيباً ؟
والجواب : لأن فيه تغافل عما لا ينبغي التغافل عنه ، و لأنه يجر إلى الفتور في الأفعال مع الشعور بالسآمة أو الكراهية و العياذ بالله ، وهنا يكون في أشد مراحله الخطرة ، وهي الاتصاف بصفات المنافقين ، إذ لا خطر على النفس مثل أن يكره الإنسان الخير .. وأن يفرط أو يتكاسل في الواجبات .


يقول تعالى عن المنافقين : } إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً { النساء 142


فهم يقومون إلى الصلاة وهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة و جدواها، و إنما مسايرة للمؤمنين لذا فهم كسالى متباطئين ، بنفس غير نشيطة و بدون – وهذا مهم- رغبة صادقة .



لذا فإن الفطن يحذر و يخشى أن هذا الكسل الذي يعتريه و يكون ملازماً له قد يكون بسبب علم الله مافي دخيلة صدره ، فيثبطه الله عنه .. لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الكسل و يقول ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ) .
بل ومن أذكار الصباح والمساء ما يحتوي على تلك الاستعاذة ، وهي معلومة لدى الجميع .

ومن أسبابه
إكثار النوم والطعام ... لذا الأولى الحرص على عدم الشبع ، وأن يكون الأكل بنية التقوى على العبادة و الطاعة ، كما كان السلف ، يأكلون ليحيوا ، لا يحييون ليأكلوا .



و للكسل آثار وخيمة منها :

1. يجر إلى التهاون في الفرائض ، فالبداية بالنوافل ، و تدريجياً الفرائض ، فالنتيجة ضعف الهمة ثم سقوطها .

2. يؤدي إلى غلق أبواب التوفيق لأنه يبعد عن الله تعالى بترك العبادات ، فيضعف الإنسان ، ويقع في الغفلة ، و القرب من الله يعطي قوة وهمة و استمرارا ، و زيادة هداية وتوفيق و سداد .


3. إهمال الحقوق و الواجبات ، و تعطيل المصالح الأسرية و الاجتماعية ، بل و الإتكالية على الغير، فالمفسدة لا تكون عليه وحده ، بل تمتد إلى كل من حوله .

4. فيه مرضاة للشيطان لحديث العقد الذي سبق ذكره .
يولد في الإنسان التخاذل في رجاء الآخرة ، والارتقاء للدرجات العليا في الجنة ، فكم من إنسان توانى ففاته خير كثير .. والمشكلة أن ما ذهب لن يعود .

..يتبع

أمـــة الله
2009-02-23, 02:42 PM
العلاج



مخالفة النفس فوراً عند شعورها بالكسل، و إذا أتى منها داع إلى ترك طاعة أو معروف أو حق بدون عذر، وإنما ميلاً للراحة وانعداماً للرغبة فقط، فأنجع علاج هو مخالفتها على وجه السرعة و أداء ذلك العمل .. حتى تتربى النفس و تعتاد النشاط ..

2. يعين على الأول استعراض الآيات التي تحث على المبادرة و السعي إلى الخيرات كقوله تعالى " فاستبقوا الخيرات " البقرة 148

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين : ( و استبقوها بمعنى اسبقوا إليها، وهو أبلغ من سابقوا إلى الخيرات ، فالاستباق يعني أن الإنسان يكون من أول الناس في الخير ) ا.هـ بتصرف ..

و ليضع في عين اعتباره أنه ربما يتكاسل عن العمل الآن وهو بين يديه ، ثم بعد ذلك لا يقدر عليه لأي سبب أو أي عارض يمنعه من ذلك ..
و لنتأمل قليلاً كيف صور الله تعالى المجاهدة ، ووجود الرغبة التي تدفع الكسل في أشد مواضعه ، وهو عند قيام الليل ، يقول تعالى " تتجافى جنوبهم عن المضاجع" فهو صراع الهمة و الرغبة الصادقة مع حاجة الجسد للراحة والنوم ، والسبب : خوف فوات الأجر العظيم .. فسبحان الله ..

3. النظر في أجور العمل الذي أتيح له وهو قادر عليه ، وشعر بالكسل عن القيام به ، فذلك يولد الهمة و يدفع إلى مقاومة الكسل .. ويرغب فيما عند الله و الدار الآخرة .. خاصة إذا نظر بقلبه للجنة ، واستشعر ذلك المعنى الجميل(دوام النعيم بلا ملل أو انقطاع) ، إنه لمعنى – والله- بديع مريح .. محفز..

بذلك يجاهد نفسه حتى تنقاد للعمل وهي نشطة و يصبر .. بل .. ويسارع .
قال القرطبي في قوله تعالى }وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ{ : ( التي يعملونها مبادرين غير متثاقلين ) .

لماذا ؟ لمعرفتهم بقدر ثوابها .. فتكون المبادرة ناشئة عن فرط الرغبة فيه ، فمن رغب في أمر بادر إليه و آثر الفور على التراخي ..
و على العكس إذا قلت الرغبة .. كان الكسل ..


4. المحافظة على أذكار الصباح و المساء و النوم و استشعارها ، و حضور القلب عند قولها ، فإن لها أثراً بيناً على القلب و الجسم ، بل الاعتصام و اللجوء إلى الله بالتخلص من الكسل و غيره بما هو وارد في هذه الأذكار ..

5. يقول الشيخ عبد الرزاق البدر عند تعليقه على أذكار الاستيقاظ من النوم :(و قد ذكر بعض أهل العلم أن من ذكر الله تعالى عند النوم ، و أتى بالأذكار المشروعة و التعوذات المأثورة ، لا يدخل في هذه الأحاديث ، ويسلم من هذه العقد ، لأنه قد نص في بعض أذكار النوم أنه من أتى بها لا يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) .


6. مرافقة الصالحين .. فذلك من دواعي النشاط .
ومن أشد الأمور على الشيطان أن يكون الصالح مع إخوانه الذين تربطهم به الطاعة .
و الله عز وجل وصى نبيه بذلك فقال " و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ..." ..


و أختم بوصيته الرائعة صلى الله عليه و سلم : احرص على ما ينفعك، واستعن بالله و لا تعجزن المصدر (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view&sectionid=1&id=15527)

ذو الفقار
2009-02-23, 03:16 PM
:p01sdsed22:

كثير ما يسيطر علينا هذا الشعور الفظيع ولكن الإستعاذة بالله منه لها عظيم الأثر في طرد طرده



اللهم إنا نعوذ بك من الكسل

جزاكِ الله خيراً أختي نورا

حياكِ الله

أمـــة الله
2009-02-23, 06:05 PM
:p01sdsed22:

كثير ما يسيطر علينا هذا الشعور الفظيع ولكن الإستعاذة بالله منه لها عظيم الأثر في طرد طرده
اللهم إنا نعوذ بك من الكسل
جزاكِ الله خيراً أختي نورا

ونعم بالله
داء الكسل يصيب المرأة أكثر من الرجل نتيجة الضغوط النفسية
أحياناً تمر علي أيام أكون في قمة النشاط وأحياناً أكون في قمة الكسل
نسأل الله أن يبعد عنك وعن الجميع داء الكسل
تشرفت بمرورك الطيب بارك الله فيك

ronya
2009-02-24, 02:05 PM
جزاكِ الله خيراً يا نورا
موضوع رائع
للأسف احياناً اشعر بالكسل والخمول ولا ارغب في فعل اي شيء

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

جزيتِ خيراً جعله الله في ميزان حسناتك

ذو الفقار
2009-02-24, 02:41 PM
للأسف احياناً اشعر بالكسل والخمول ولا ارغب في فعل اي شيء

لا تنسي الرياضة أختي رانيا

أمـــة الله
2009-02-24, 07:47 PM
موضوع رائع
للأسف احياناً اشعر بالكسل والخمول ولا ارغب في فعل اي شيء

:15_5_17:
يا بختك أنت أحياناً كسولة
أما أنا حالتي ميؤس منها كسولة جداً بشكل لا يطاق
مهما حاولت أرجع مثل الأول نشيطة للأسف مفيش فايدة الكسل حليفي دوماً
أسأل الله أن يعينني وإياكِ غاليتي


اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال آآآآميـــــن


جزيتِ خيراً جعله الله في ميزان حسناتكوإياكِ حبيبة قلبي
تشرفت بمرورك العطر :36_3_11:

ذو الفقار
2009-02-24, 07:53 PM
أكثري من الشاي الأخضر أختي نورا فهو يزيد من النشاط

أمـــة الله
2009-02-24, 08:46 PM
أكثري من الشاي الأخضر أختي نورا فهو يزيد من النشاط
:p018:
هل جربت الشاي الأخضر أخي أحمد
رانيا وصفت لي الشاي الأخضر وكانت النتيجة نوم 24 ساعة وكسل
وقلة نشاط
شكراً على النصيحة لكن مفيش حل إلا بالرياضة
أما الشاي الأخضر لن أشربه كفاية كسل :p01sdsed22: