المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لطائف القرآن



الصفحات : [1] 2 3

أبوحمزة السيوطي
2009-04-27, 03:58 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين المرسل بالذكر للعالمين .

أما بعد ...

فهذه فوائد من كتاب ( من لطائف القرآن ) للأستاذ الدكتور ياسين جاسم المحيمد الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض .
وهي منقولة من موقع ملتقى أهل الأثر وقد كتبها الشيخ بنفسه هناك حفظه الله ورعاه وأنقلها لكم لما فيها من فوائد وذلك تباعا حتى تُتقن .. والله الموفق ..

أخبرنا الشيخ قال :

1- سؤال : ما فائدة تقديم الرحمن على الرحيم في البسملة والفاتحة ؟

جواب :
لما كانت رحمته في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين قدم الرحمن وفي الآخرة دائمة لأهل الجنة لا تنقطع قيل .. الرحيم ثانياً .
ولذلك يقال رحمان الدنيا ورحيم الآخرة . الرحمن: هو المنعم بجلائل النعم ، والرحيم: هو المنعم بدقائقها. والرحمن: ذو الرحمة الشاملة التي عمت المؤمن والكافر ، والرحيم: خاص بالمؤمنين ( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) .


2- السؤال: يقول الله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)) ، لماذا انتقل الخطاب من الغيبة إلى الحضور؟ وماذا يسمى هذا الأسلوب في العربية؟

الجواب:
الانتقال من الغيبة إلى الحضور أو من الحضور إلى الغيبة هو أسلوب من أساليب البلاغة العربية ويسمى: (الالتفات).
فإذا كان الالتفات من الغيبة إلى الحضور، فهو عروج إلى الله عز وجل، كما في الآية (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)).
وإذا كان الالتفات من الحضور إلى الغيبة فهو(غالبًا) بعدٌ عن الله عز وجل، وانحدار إلى العذاب والآلام ، كقول الله عز وجل: (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ.....)(سورة يونس/22)، فقوله: (كنتم في الفلك) خطاب للحاضر ، وقوله: (جرين بهم) خطاب للغائب فتأمل.



3- السؤال : لماذا ورد لفظ ( أنعمت ) في فاتحة الكتاب بصيغة الفعل ؟ وورد لفظ ( المغضوب ) بصيغة اسم المفعول ؟ ولفظ ( الضالين ) بصيغة اسم الفاعل ؟ ولماذا لم يقل : أنعمت وغضبت وأضللت ؟ .

الجواب :
1 - هذا الأسلوب هو غاية الأدب مع الله عز وجل ، بأن ينسب النعمة إليه ، وينفي عنه ما سواه . وهو أسلوب قرآني رصين .
وقد ورد في سورة الكهف على لسان العبد الصالح : ( فأردت أن أعيبها ) - عن السفينة - فنسب العيب إلى نفسه . وقال عن الغلام : ( فأردنا ) ، ثم نسب الخير إلى الله عز وجل في قوله : ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ) - في بناء الجدار - .
وقد ورد هذا الأسلوب في قصة إبراهيم عليه السلام : ( الذي خلقني فهو يهدين ) - فنسب الهداية إلى الله عز وجل - ثم نسب المرض إلى نفسه فقال : قال : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) وكذلك فإن قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قد نسب النعمة إلى الله تعالى .

2 - هذا الاسلوب فيه التفات من الحضور ( أنعمت ) إلى الغيبة ( المغضوب ، الضالين ) ، فهو دليل على بعد اليهود والنصارى عن الله عز وجل ، وانحدارهم في الضلال البعيد .

3 - الاسم يدل على الثبوت ، والفعل يدل على التجدد ، وكلمة ( أنعمت ) فعل يدل على تجدد النعمة على هذه الأمة . وكلمة ( المغضوب ) و ( الضالين ) اسمان ، يدلان على ثبوت الغضب على اليهود ، وثبوت الضلال على النصارى .

4- السؤال : يقول الله تعالى : ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) ، فكيف تسع الآذان الأصابع ؟ .

الجواب :
عبّر بالأصابع عن أناملها ، والمراد بعضها ، لأنهم إنما جعلوا بعضها في آذانهم ، وهو من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء ، وهذا أسلوب من أساليب البلاغة العربية ، ويتم من شدة الهلع والخوف ، ولا يجدي عنهم هلعهم ، لأن الله محيط بالكافرين .

يتبع إن شاء الله ...

ذو الفقار
2009-04-27, 04:32 PM
كم أحب هذا النوع من المواضيع

متابع بعون الله والموضوع للتثبيت

جزاك الله كل خير يا أبا حمزة ويسر لك كل عسير

سلوى
2009-04-27, 05:08 PM
السلام عليكم
موضوع مهم بارك الله فى الاخ ابا حمزة وجزاه خيرا

بنت النيل
2009-04-27, 08:09 PM
سبحان الله
موضوع مميز وفعلا يستحق التثبيت
بارك الله فيك أخى على الموضوع
وجعله الله فى ميزان حسناتك

أبوحمزة السيوطي
2009-04-27, 10:28 PM
كم أحب هذا النوع من المواضيع

متابع بعون الله والموضوع للتثبيت

جزاك الله كل خير يا أبا حمزة ويسر لك كل عسير


ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

جزانا الله وإيك وجميع إخواننا كل الخير

أبوحمزة السيوطي
2009-04-27, 10:30 PM
الأخت الفاضلة سلوى
الأخت الفاضلة بنت النيل

جزاكما الله خيرا على المرور المشرف والكلمات الطيبة

أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 10:06 AM
5- السؤال : المصلون يقرؤون في صلاتهم : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) وهم مهتدون إلى ذلك ، فما معنى طلب الهداية لهم في الآية الكريمة ؟ .
الجواب :
المراد بطلب الهداية الثبات والدوام على الحق ، وهو كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ ) .


6- السؤال : يقول الله تعالى : ( لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ) (البقرة) والمن والسلوى طعامان اثنان وليس واحداً ! .
الجواب : من وجهين :
الأول : أنهم كانوا يخلطون المن والسلوى ويأكلونهما طعاماً واحداً ( ) .
الثاني : المراد نفي البدل ، ودوامُ ذلك واستمراره على حالة واحدة () .


7- لسؤال : يقول الله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ) (البقرة) ، والكتابة لا تكون إلا باليد ! .
الجواب :
المراد مباشرتهم ذلك التحريف بأنفسهم ، وجاء لفظ : ( بأيديهم ) توكيداً على إصرارهم على التحريف والتزييف () .

أمـــة الله
2009-04-29, 10:29 AM
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الكريم يا ذا الجلال والإكرام
اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياء ولأبصارنا جلاء
بارك الله فيك أخى أبو حمزة على الموضوع القيم
وجزاك كل الخير لمجهودك الطيب جعله الله في ميزان حسناتك
تقبل الله منك صالح الأعمال ونفع بك

أبوحمزة السيوطي
2009-04-29, 01:31 PM
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الكريم يا ذا الجلال والإكرام


اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياء ولأبصارنا جلاء
بارك الله فيك أخى أبو حمزة على الموضوع القيم
وجزاك كل الخير لمجهودك الطيب جعله الله في ميزان حسناتك

تقبل الله منك صالح الأعمال ونفع بك



آمين آمين

جزاك الله خيرا أختنا نورا وبارك الله فيك

أبوحمزة السيوطي
2009-05-05, 08:58 AM
8- السؤال : يقول الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) . ما هو مفهوم ( الكلمات ) في القرآن الكريم ؟ .
الجواب :
لمفهوم ( الكلمات ) في القرآن الكريم وجوه متعددة من أهمها :
1- الكلمات العشر اللواتي ابتلى الله تعالى بهنّ إبراهيم عليه السلام ، وهن خمس في الرأس ، وخمس في الجسد . فأما اللواتي في الرأس : فالفرق ، والمضمضة ، والإستنشاق ، وقص الشارب ، والسواك . واللواتي في الجسد : تقليم الأظافر ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، والإستطابة بالماء ، والختان . وهو معنى قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) البقرة .
2- الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، وهي قوله تعالى : ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف .. ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ) البقرة .
3- الكلمات هي القرآن الكريم . ومنه قوله تعالى : ( يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ) الأعراف .
4- الكلمات هي علم الله تعالى وعجائبه . ومنه قوله تعالى : (لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ) الكهف . وقوله تعالى : ( مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ) لقمان . وقيل في هذا الوجه : إنه على ظاهره لأن كلام الله لا ينفد .
5- الكلمات هي الدين ، ومنه قوله تعالى ك ( لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنعام .
6- الكلمات هي لا إله إلا الله ومنه قوله تعالى : ( وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ) التوبة .
7- الكلمات هي قول الله تعالى : ( كن ) ومنه قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ) النساء . و قوله تعالى : ( وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) البقرة .