المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الرسول - حاشاه - نظر إلى النساء ليشتهيهن ؟!



الصفحات : [1] 2

إدريسي
2009-04-27, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


رد الشبهة فضيلة الأستاذ / متعلم .


نص الشبهة :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل فقلنا : يا رسول الله قد كان شيء قال : أجل مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل . . .
الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/803
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.



رد الأستاذ متعلم لها :


كل رجل صحيح الرجولة وقعت عينه على امرأة جميلة ، لا بد أن يشتهي النساء ! .. والأنبياء بشر يشتهون النساء كما يشتهون الطعام والشراب والرائحة الطيبة .. بل هم أكمل الرجال رجولة ، وأقواهم حاسة .

وعليه ، فمجرد اشتهاء نبينا عليه الصلاة والسلام للنساء ، لا شيء فيه ، بل هو من كمال رجولته صلى الله عليه وسلم ، كما أن اشتهاءه للطعام والشراب من كمال بشريته .

وإنما الشأن : هل كان يتعمد النظر إلى النساء (مما سيجلب الشهوة بالتبعية) ؟! .. حاشاه صلى الله عليه وسلم .

وليس في الرواية أنه تعمد النظر إلى المرأة . والمرء قد يقع نظره على امرأة بغير قصد ، ومع أن الله لا يعاقبه على مثل هذا ، إلا أن هذا لا يمنع أن يحرك لديه شهوة النساء .. تمامـًا كما أن المرء قد يقع نظره على الطعام وهو صائم بغير قصد ، ومع أن الله لا يعاقبه على هذا ، إلا أن هذا قد يحرك لديه شهوة الطعام .. والله لا يعاقبه لا على النظر بغير قصد - لأنه لم يتعمد هذا - ولا على تحرك شهوته لأن هذا من جبلته التي خلقه الله عليها ولا دخل له فيها .

وإنما الشأن : هل سيتبع النظرة النظرة ويقع أسير الحرام أم لا ؟

وحاشا لنبينا عليه الصلاة والسلام أن يفعل محرمـًا .. فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن أفرغ شهوته في الحلال .. أهذا ما يلومه المتهوكون عليه ؟!

أفيلام المرء لأنه اكتفى بحلاله عن الحرام ؟! .. ما لكم كيف تحكمون !

إن هذا الحديث يثبت مكارم أخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام .. يثبت أنه ما كان له خائنة الأعين .. وما كان يتبع النظرة النظرة .. وما كان يتمادى في أمر قد يجره إلى محرم .. وأنه كان يكفيه الحلال دومـًا لا يحتاج إلى غيره .. صلوات ربي وسلامه على خير البرية .

ومما يدل على سلامة قلب نبينا عليه الصلاة والسلام ، أنه ما أخفى عن أصحابه وقوع شهوة النساء في قلبه ولا أخفى سببها .. وكان بإمكانه الإخفاء لأنهم لم يعلموا شيئـًا مما حصل بدليل سؤالهم له .. فما أخفى عليه الصلاة والسلام شيئـًا إذ ليس هناك ما يُخجل وحاشاه الله .

الحديث مكرمة أخرى لنبينا عليه الصلاة والسلام ..

هذا ينفع طالبي الحق بإذن الله .. وأما المجادلون فنتوجه إليهم ونقول :

نسألكم : أي عيب أثبتته الرواية ؟!
فإن قالوا : نظر إلى المرأة ليشتهيها ..
قلنا : ليس في الرواية أنه نظر متعمدًا ، وكم من رجل يقع نظره على المرأة بغير قصد .. وأما الشهوة فهي لازمة لجبلة أي رجل صحيح الرجولة ..

ثم نسألكم : وقوع نظر الرجل على المرأة بغير قصد أمر وارد ، وجبلة الرجل قد تقتضي وقوع الشهوة في قلبه .. فما هو الحل الأمثل الذي نصحكم به المسيح في الأناجيل لمعالجة هذه المشكلة ؟!

سيقولون : قال المسيح "من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى" ..
فنقول : هذا عمن نظر إليها ليشتهيها ، وسؤالنا عمن وقع نظره عليها بغير قصد .. فأين إجابة سؤالنا ؟!

ومهما قالوا ، فليس عندهم حل لهذه المشكلة - واردة الحدوث - مهما بحثوا ونقبوا ..

هذا قصور عندهم ، لا كمال فيه إلا في الشرعة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم !

ثم نسألهم : هل تجدون حلاً للمشكلة أفضل من الحل المحمدي ؟!

ثم نقول : إذا كنتم تعيبون على نبينا وقوع نظره على امرأة بغير قصد ، فيلزمكم من باب أولى عيب يسوع أناجيلكم لأنه استمرأ أن تمسح امرأة رجليه بشعرها !

فإن قالوا : لكن نبيكم اشتهى ، ويسوعنا ما اشتهى ..
قلنا : العبرة أولاً بسلوك ما يؤدي إلى الشهوة .. فأما نبينا فما تعمد شيئـًا ، وشهوته كانت بحسب الجبلة التي خلق الله الرجال عليها .. وأما يسوعكم فقد استحلى شعر المرأة ورفض أن تكف عن تمسحها به حتى بعد اعتراض الواقفين !
ثم إن نبينا اشتهى لأنه رجل وكذا سيشتهي كل رجل كامل الرجولة ! .. وأما يسوعكم فقد فعلت المرأة به ما هو أشد من النظر وما حرك ساكنـًا .. فدل هذا على أن في رجولته ما فيها !

وهنا خدشة أخرى : ما حال رجولة الحواريين - حسب أناجيلكم - وهم يشاهدون امرأة تمسح شعرها بقدمي رجل استحلى هذا التمسح ؟! .. أين نخوتهم ؟!

وخدشة ثالثة ، وإن كانت تتعلق بموضوع آخر : نقص رجولة يسوعكم هنا تبطل شروط الفادي التي زعمتموها في نظرية الفداء .. فقد اشترطتم كمال بشرية الفادي ، وعللتم هذا بأنه لا بد أن يعاين الضعف البشري ، ويماثل ضعفات البشر في الاحتياج للطعام والشراب .. هنا نقول : إن فاديكم المزعوم لم يعالج قط ضعفات الشهوة إلى النساء لأنه لا يعرفها .. هذا قصور واضح في شرط أساسي في فاديكم المزعوم ..

وخدشة رابعة : هذا الحديث أثبت كمال نبينا عليه الصلاة والسلام ، فوإن كانت شهوة النساء تقع له كباقي الرجال ، إلا أنه عالجها دومـًا بالحلال ، وما جرته إلى الحرام وحاشاه الله .. وأما يسوعكم فلا نعلم حاله من هذا الكمال ، لأنكم تزعمون أنه كان خالي الشهوة أصلاً ، فامتنع معرفة كماله في هذا الجانب الذي لا يعرفه أصلاً ، ولعله إذا جبل على الشهوة كباقي الرجال لم يكن لينجح في الاختبار ! .. نتيجة الاختبار غير معلومة ، وبالتالي كماله غير ثابت في هذا الجانب لأنه لم يعالجه أصلاً ، ولكن من عالج ونجح .. فهذا هو !

جمعة شلبي
2009-04-28, 01:40 PM
وما الذي يذعج النصاري من هذا الأمر ؟ ألا ينظرون الي عهر كتابهم حتي يتثنا لهم المقارنة
والعقل الذي يقبل زنا داود وكفر سليمان وزنا لوط بأبنتية ألخ يزعجة بشدة وقوع نظر نبينا صلي الله علية وسلم علي المرأة بغير تعمد ؟
أي عقول نتعامل معها ؟
لو كنا نتعامل مع الحمير لوجدنا منها أستجابة وتفهم لن نحصل عليهما من النصاري

ذو الفقار
2009-04-28, 02:00 PM
وعليه ، فمجرد اشتهاء نبينا عليه الصلاة والسلام للنساء ، لا شيء فيه ، بل هو من كمال رجولته صلى الله عليه وسلم ، كما أن اشتهاءه للطعام والشراب من كمال بشريته .

وحدها تكفي ..




لو كنا نتعامل مع الحمير لوجدنا منها أستجابة وتفهم لن نحصل عليهما من النصاري

قلت فصدقت أخي الحبيب جمعة

لا أعلم كيف يفكرهؤلاء وكيف يصدرون أحكامهم على المنطقايت والحقائق ؟

نسأل الله الهداية


بارك الله في الأخ متعلم وفي الحبيب ادريسي ولي عودة مع الموضوع بعون الله

إدريسي
2009-05-01, 11:06 PM
بارك الله فيكما أيها الأحبة ..

متابع لإضافتك أخي أحمد .

صل على الحبيب
2009-05-03, 12:22 AM
رد رائع للاستاذ متعلم بارك الله فيه

نقل موفق اخى الادريسى جزاك الله خيرا

ذو الفقار
2009-05-03, 01:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله


أنعم الله علينا بعلم الحديث لنعرف مدى صحة الحديث ونسبته للرسول صلى الله عليه وسلم ولكي يصح الحديث يشترط فيه خمس شروط

1 عدالة الراوي.
2 حفظه وتمام ضبطه.
3 اتصال إسناده.
4 سلامته من الشذوذ.
5 سلامته من العلة .

فإذا توفرت هذه الشروط الخمسة حكمنا على الحديث بأنه حديث صحيح

و قد يصح الحديث سندا ولا يصح متنا، وقد تتوافر فيه بعض الشروط في إسناده ولا يتوافر بعضها الآخر، فالحديث إذا حكم عليه بأن رجاله ثقات أو بأن رواته ثقات فالحكم هنا ليس معناه أن الحديث صحيح، ولكن معناه أن الحديث توافر فيه الشرطان الأول والثاني وهما العدالة والضبط، وإذا قالوا: هذا إسناد صحيح، فمعناه أن الإسناد قد استوفى الشروط الخمسة، لكن المتن قد يكون فيه شذوذ أو يكون فيه علة، ولهذا إذا قالوا: إسناده صحيح لا يعني ذلك أن الحديث صحيح، قد يكون صحيحا وقد تكون هناك علة أو شذوذ في متنه، كذلك إذا قالوا هذا الإسناد رجاله رجال الصحيح فلا يعنيه أنه صحيح، احتمال أن يكون رجاله رجال الصحيح لكن فيه انقطاع أو فيه شذوذ أو فيه علة، لكن إذا قيل: إن الحديث صحيح، فمعناه إنه استوفى هذه الشروط الخمسة المتعلقة بإسناده ومتنه. وللإستزادة ويمكن مراجعة شرح الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد في التذكرة في علوم الحديث


وفي حديثنا المذكور فقد قرأت عنه هذا التحقيق وأحب أنأضعه بين أيديكم

أولاً: متن القصة :


«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه، فدخل ثم خرج، وقد اغتسل فقلنا: يا رسول اللَّه، قد كان شيء ؟
قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».


ثانيًا: التخريج :


الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية: أخرجه أحمد في «المسند» (18057/231/4) قال:
«حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه... القصة، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد اللَّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح به».
وأخرجه الطبراني أيضًا في «المعجم الأوسط» (3275/158/4) قال: «حدثنا بكر به...».


ثالثًا: التحقيق


أ- هذه القصة التي أخرجها أحمد والطبراني من حديث أبي كبشة الأنماري، قصة غريبة، حيث تبين غرابتها من قول الإمام الطبراني في «الأوسط» (159/4): «لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به
معاوية بن صالح».
ب- هذا حتى لا يقول قائل بأن هذه القصة لها طرق أخرى عن أبي كبشة أو لها طرق أخرى عن أزهر بن سعيد الحرازي.
جـ- وهذه من أهم فوائد المعجم
الأوسط للطبراني؛ فيأتي في هذا الكتاب عن كل شيخ بما له من غرائب ولا بد لطالب هذا العلم أن يعلم هذا جيدًا، فالكتاب في الحقيقة كتاب غرائب ظهر فيه سعة رواية الطبراني وكثرة اطلاعه على طرق الحديث وتمييز الطرق التي اشترك فيها عدد من الرواة عن هذا الراوي، عن الطرق التي انفرد بها بعض الرواة عن بعض، وهذا الأمر
لا ينقاد إلا لإمام جهبذ من جهابذة هذا الفن الدقيق الواسع، وقد تعب كثيرًا في إخراج هذا الكتاب على هذه الطريقة لذلك كان يقول رحمه الله: «هذا الكتاب روحي».
د- وعلة هذا الحديث الذي جاءت في متنه هذه القصة «أزهر بن سعيد الحرازي الحمصي:
إ- أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1173/312/2) وقال: «أزهر بن سعيد الحمصي روى عن: أبي أمامة وأبي كبشة الأنماري وغضيف بن الحارث، روى
عنه: معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، قلت: لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وفرّق بينه وبين أزهر بن عبد الله جميع الحرازي حيث ترجم له برقم (1174) فهو مجهول.
2- وأورده الإمام المزي في «تهذيب الكمال» (303/506/1) وقال: روى عنه:
عمر بن جُعْشم القرشي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.
قلت: ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً فهو مجهول.
3- نوع المجهول: «مجهول الحال»، وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يوثَّق.
4- حكم روايته: الردُّ (على الصحيح الذي قاله الجمهور) كذا في «شرح النخبة» (ص/136) فالقصة: واهية مردودة عند الجمهور من أهل هذا الفن لجهالة أزهر والذي قال عنه ابن سعد: «كان قليل الحديث» كذا في
«تهذيب الكمال»، و«تهذيب التهذيب» (178/1).
5- قال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (191/10):«كان معاوية بن صالح يغرب بحديث أهل الشام جدًا».
قلت: وأزهر بن سعيد الحرازي الذي روى عنه معاوية هذه القصة: حمصي شامي فهي من غرائب معاوية بن
صالح.
6- وبهذا ينطبق هذا القول على حديث القصة تمام الانطباق في قول الإمام الطبراني الذي خرجناه آنفًا:«لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن صالح».
7- لذلك قال الذهبي في «الميزان» (8621/135/4) كان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين: «كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد».
8- قال الذهبي: «لم يخرج له البخاري... وترى الحاكم يروى في مستدركه
أحاديثه - يعني أحاديث معاوية بن صالح - ويقول: هذا على شرط البخاري فَيهم في
ذلك ويكرره». اهـ.
9- قلت: بل هذا الطريق الغريب الذي هو من غرائب معاوية بن صالح الذي يغرب بحديث أهل الشام جدًا وقد أغرب بحديث أزهر بن سعيد الحمصي الشامي المجهول في هذه القصة فلم يخرج له مسلم أيضًا حديثًا من هذا الطريق
الغريب المجهول.
10- وبهذا يتبين أن القصة واهية منكرة غريبة.


رابعًا: قرائن تدل على أن هذه القصة منكرة:


1- في رواية الطبراني في «الكبير»: «بينما رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطر».
قلت: وإن تعجب فعجب أن هذه القصة الواهية المنكرة تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترك أصحابه جالسين
لأن امرأة مرت به فوقعت شهوة النساء في قلبه صلى الله عليه وسلم فقام ليأتي بعض أزواجه فأصابها،
كل هذا والصحابة رضي اللَّه عنهم جالسون ثم يغتسل ويخرج عليهم يقطر ونتساءل هل الصحابة أملك لأنفسهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وللإجابة عن هذا التساؤل والذي به تظهر نكارة هذه القصة فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي اللَّه عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه».واللفظ لمسلم في كتاب
«الصيام» (ح66) قال الإمام النووي في «شرح مسلم» لهذا الحديث: قال العلماء:
«معنى كلام عائشة رضي اللَّه عنها أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القبلة، ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل النبي صلى الله عليه وسلم في استباحتها لأنه يملك نفسه، ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيجان نفس ونحو ذلك، وأنتم لا تأمنون ذلك فطريقتكم الإنكفاف عنها». اهـ.قلت: وبذلك فسره الترمذي في «السنن» (ح729) قال:
«ومعنى (لإربه) لنفسه». وفي موطأ مالك (ح650) تقول عائشة: «وأيكم أملك لنفسه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لذا قال الحافظ الزين العراقي: وهو أولى الأقوال بالصواب؛ لأن أولى ما فسر به الغريب ما ورد في بعض طرق الحديث». اهـ.


2- هل الصحابة أغض لأبصارهم من النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتأثروا بمرور المرأة ويتأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقع في قلبه شهوة النساء ويترك أصحابه ويفعل ما يفعل وهو الذي أنزل اللَّه تعالى عليه:
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النور: 30].


وتظهر نكارة هذه القصة في أن اللَّه سبحانه أعطى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أطهر بصر
في العالمين، زكَّاه بقوله: ما زاغ البصر وما طغى [النجم: 17].


3- أم كيف تقع شهوة النساء في صدر النبي صلى الله عليه وسلم بمرور امرأة أجنبية وقد زكى اللَّه تعالى صدره فقال: ألم نشرح لك صدرك [الشرح: 1].


4- هذا الفعل لا يفعله إنسان عادي في مجلسه فكيف بسيد ولد آدم يوم القيامة، وقد أخرج البخاري
ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في
خدرها». وبهذا يتبين من السنة الصحيحة المطهرة أن هذه القصة واهية منكرة.


5- وتظهر نكارة هذه القصة من أن النبي صلى الله عليه وسلم من أخشاهم لله وأتقاهم له فقد أخرج
البخاري من حديث أنس بن مالك قال: قال صلى الله عليه وسلم: «... إني لأخشاكم لله وأتقاكم
له...». فليحذر القارئ الكريم من مثل هذه القصص الواهية التي يتخذها زنادقة
الشرق والغرب للطعن في خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ويلبسون على من لا دراية له بهذا
العلم أن هذه القصص موجودة في كتب السنة.


خامسًا: قصة أخرى واهية:


1- هذه قصة أخرى واهية منكرة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته فلم يملك نفسه فأتى زوجته
سودة وعندها نساء، فلم يملك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه حتى تخرج الصحابيات وأخذ سودة من
بينهن وأختلى بها حتى قضى حاجته.


2- القصة أخرجها الدارمي في «السنن» (196/2)
(ح2215) قال: «أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن
حلاَّم عن عبد اللَّه بن مسعود قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته فأتى سودة
وهي تصنع طيبًا، وعندها نساء فأخليته فقضى حاجته...».


التحقيق: الحديث الذي جاءت به هذه القصة «ليس صحيحًا» والقصة منكرة، وعلتها عبد اللَّه بن حلاّم.


ولقد أورد هذه القصة الحافظ الذهبي في «الميزان» (4280/412/2) وجعلها من مناكير عبد اللَّه بن حلاَّم حيث قال: «عبد اللَّه بن حلاَّم عن ابن مسعود مرفوعًا: إني رأيت امرأة فأعجبتني...» الحديث رواه أبو إسحاق عنه وبعضهم وقفه لا يكاد يعرف». اهـ.


قلت: فهو مجهول العين فحديثه مردود ولا يصلح للمتابعات
والشواهد، وهكذا تأتي هذه القصص الغريبة المنكرة، فنكشف بفضل اللَّه وحده عوارها ونبين بطلانها.
هذا ما وفقني اللَّه إليه، وهو وحده من وراء القصد.



وأقول :
على فرض صحة الحديث فيجب أن يلاحظ القارئ اللفظ " فوقع في قلبي شهوة النساء " ولم يكن اللفظ " فوقع في قلبي شهوة هذه المرأة " وهذا يصرف المعنى عما قد يجول بخاطر أحد ان الرسول صلى لاله عليه وسلم قد وقع في قلبه شهوة هذه المرأة ولكن وقع في قلبه شهوة النساء ولهذا دخل فباشر أحد زوجاته



حياكم الله

إدريسي
2009-05-03, 02:23 PM
أخي أحمد جزاك الله خيرا .. لكن هل هذا اجتهادك أخي الحبيب ؟ فإن كان كذلك فإن الحديث صحيح عند الألباني كما ترى :


إسناده حسن
إسناده حسن بل أعلى إن شاء الله تعالى
إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات

ذو الفقار
2009-05-03, 02:34 PM
أخي أحمد جزاك الله خيرا .. لكن هل هذا اجتهادك أخي الحبيب ؟ فإن كان كذلك فإن الحديث صحيح عند الألباني كما ترى :

ليس اجتهادي وانما قد ذكرت


وفي حديثنا المذكور فقد قرأت عنه هذا التحقيق وأحب أن أضعه بين أيديكم

وما دفعني لذكر هذا التحقيق أن الألباني لم يذكر أن الحديث وانما اسناده صحيح ورجاله ثقات وهذا يعني ان الحديث صحيح الإسناد ولكن لا يعني صحيح المتن وبالتالي يمكن أن يكون الحديث موضع بحث


وما قلته أنه لو صح الحديث فليس هناك ما يشين او هناك أي مطعن بل ووضحت دقة اللفظ في الحديث


وأقول :
على فرض صحة الحديث فيجب أن يلاحظ القارئ اللفظ " فوقع في قلبي شهوة النساء " ولم يكن اللفظ " فوقع في قلبي شهوة هذه المرأة " وهذا يصرف المعنى عما قد يجول بخاطر أحد ان الرسول صلى لاله عليه وسلم قد وقع في قلبه شهوة هذه المرأة ولكن وقع في قلبه شهوة النساء ولهذا دخل فباشر أحد زوجاته

إدريسي
2009-05-03, 02:59 PM
جزاك الله خيرا على التوضيح أخي الحبيب ..

فقط قلت قد يحتج صاحب الشبهة بالألباني أو نور الدين الهيثمي .. لذا أرى الأولى أن نرد الشبهة من المتن ذاته لأنه لا شيئ فيه .. الرسول صلى الله عليه وسلم وقع نظره دون قصد على امرأة جميلة فوقع في قلبه شهوة النساء ماذا في ذلك؟! .. لقد كان صلى الله عليه وسلم رجلا صحيح الرجولة كما بين الأستاذ متعلم .. وعكس ذلك - أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقع نظره دون قصد على امرأة جميلة فلم يشتهيها - هو الشبهة ! إذ يمكن للنصراني حينها الطعن في رجولته .

ذو الفقار
2009-05-03, 05:48 PM
بارك الله لنا في استاذنا متعلم وبارك لنا في قلمك المعطاء أخي الحبيب