المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوحنا فم الذهب .. يوحنا فم الكذب



الياس الجزائري
2009-05-07, 12:34 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قام الاخ العزيز محمود أباشيخ بكتاب مقال مدمر للعقيدة النصراينة وقد زلزل العديد من القساوسة وهو حول إباحة النصرانية للكذب في العقيدة موثق بتفسير القديس يوحنا فم الذهب

اترككم مع هدا المقال الرائع ......


منقوول : sss6

الحالات التي تبيح النصرانية فيها الكذب
إهداء

هذا المقال يعالج إباحة الكتاب المقدس للكذب في أمور الدنيا والدين بحسب تفسير القديس الزاهد يوحنا الذهبي الفم’ أهديه إلي الأستاذ رشيد المغربي خاصة والي كل العاملين في قناة الحياة التنصيرية عامة, وللأستاذ رشيد الشكر مقدما إن هو تجرأ وطرح هذا الموضوع في برنامجه سؤال جريء
محمود أباشيخ





القديس يوحنا سكندوس أو يوحنا الذهبي الفم كما يلقب, عاش في الفرن الرابع ومات في بداية القرن الخامس, وهو أحد ابرز اللاهوتيين وأشهر وعاظ الكنيسة , والي يومنا هذه’ يعتبر أهم مرجع للمفسرين, نال لقب دكتور الكنيسة, وهو لقب صعب المنال, ولكن يبدوا أنه لم يكن يهتم بالألقاب, فحينما تم ترشيحه للأسقفية مع صديقه باسيل, رفض القديس يوحنا الذهبي فم الرتبة الكهنوتية, ولأنه لم يرد أن يصل خبر رفضه إلي صديقه باسيل, قرر يوحنا فم الذهب أن يكذب علي صديقه, وفي هذا المقال سوف نعرض وجهة نظر يوحنا الذهبي الفم حول الكذب والحالات التي يباح فيها


يوحنا فم الذهب كان أيضا راهبا زاهدا .. ولعل ميله إلي الزهد وراء عدم قبوله تولي رئاسة الأسقفية, وعدم قبوله كان حتما سوف يؤدي إلي اعتذار باسيل صديق العمر عن قبول الرتبة, أو كهذا توقع القديس يوحنا الذهبي الفم .. وكان القديس حريصا علي أن لا تخسر الكنيسة خدمة صديقه لكفاءته العالية

وكما توقع فم الذهب, قدم الصديق يسأله هل قبل فيتبعه أم اعتذر فيعتذر
قرر فم الذهب أن يخدع صديق العمر ويكذب عليه

يذكر يوحنا فم الذهب أسباب خداع صديق العمر في كتابه عن الكهنوت المسيحية ويقول

" خشية من أن أحرم قطيع المسيح من هذا الشاب البارع المؤهل للإشراف علي الجماهير الغفيرة, قررت أن أخفي علي ما عزمت عليه ولم أخف عنه شيئا من قبل ص 33 - 34
وصرح له ان قراره سوف يماثل قراره أي قرار صديقه " ( الكتاب الأول, ص 33 )



لقد خدع القديس صديق العمر وكذب عليه كما صرح به وذلك من أجل مصلحة الكنيسة وقطيع المسيح وإن شئت فقل لمجد الرب, ولابد ان صديقه سوف ينزعج من هذا الخداع ويطالب بتوضيح الأمر فكيف يبرر القديس كذبه

يري القديس يوحنا ذهبي الفم ان الكذب مسألة نسبية, فقد يكون الكذب محرما أو مباحا وقد يكون واجبا أيضا , والغاية من الكذب هو ما يحدد ما إن كان محرما أم واجبا, فإذا كانت الغاية غير شريفة فالكذب محرم ويوجب الكذب إذا كانت الغاية اشفاء المريض , إنفاذ النفس أو مجد الرب. فالكذب إذن ليس شرا مطلقا

يقول القديس فم الذهب
" ما الجرم الذي ارتكبته في حقك , هل هو خداعي لك وإخفاء عزمي عليك ؟ لقد فعلت ذلك من أجلك أنت المخدوع, ولمصلحة من أسلمتك إليهم عن طريق الخداع .. فإذا كان الكذب شرا مطلقا ولا يحق استخدامه أبدا فانا مستعد للعقوبة التي ترضاها , ولكن إذا كان الكذب ليس دائما سيئا ولكن يكون خيرا أو شرا بحسب نوابا الكاذبين فان عليك ان تكف عن العتاب من الخداع ... الخداع في وقته المناسب له فوائد عديدة إذا كانت النية حسنة , وكثير من الناس عوقبوا لأنهم امتنعوا عن الخداع المناسب " ( الكتاب الأول, ص 36 )

لا يكتف القديس بالطلب من صديقه الكف عن العتاب بل ويري أن كذبه محمود,ويجب أن يشكر عليه, لأنه لم يكن الغرض منه المصلحة الشخصية بل لمصلحة الكنيسة , لذلك يجب أن يستقبل كل من كذب من أجل الرب بمودة وحفاوة (الكتاب الأول ص 36 )

باسيل صديق يوحنا الذهبي الفم ليس بالشخص الذي يأخذ القول يدون دليل حتى لو كان من اعز أصدقائه, وفم الذهب يدرك ذلك جيدا, لذلك يسرد الأدلة ولا يكتفي بالأدلة الكتابية بل ويقدم الأدلة العقلية أيضا, ويبدأ بأمر بديهي مجمع عليه وهو حتمية الكذب في الحرب وتقبل الجميع لذلك, ويذكر يوحنا الذهبي الفم صديقه بان النصر عن طريق الخدعة الحربية أفضل من تحقيق النصر علي ساحة المعركة

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم
" إذا بحثت في تاريخ قادة الحرب منذ القدم, تجد ان الذين برزوا ووصلوا ذروة المجد, تجدهم هؤلاء القادة حققوا معظم انتصاراتهم بالحيلة الحربية, والفتوحات عن طريق الخداع يمتدح أكثر الحرب المفتوحة " ( الكتاب الأول, ص 36 - 37 )

يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان السبب وراء أفضلية الحيلة علي الحرب المفتوحة إلي حتمية استنزاف الموارد البشرية علي المدى البعيد في الحروب المفتوحة, بينما من طبيعة العقل الازدياد بالممارسة فالحكيم يزداد حكمة بالتفكر, ويعني القديس بهذا ان ممارسة الحيلة في الحرب من شأنها أن تزيد الداهية دهاء فيحقق انتصارات أكثر بينما خوض المعارك المستمرة ينزف الموارد البشرية والاقتصادية وفي النهاية يؤدي إلي التذمر وخوار قوة الجيش
وفي جزء آخر من الكتاب يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر.. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء


الكذب في الحروب مسألة بديهية يقبلها العقل بل العقل يرفض عكس ذلك, لذلك نري ان الصدق في الحرب إثم, فالصادق الذي يكشف عن معلومات عسكرية ليس صادقا بل خائنا, وباسيل يقبل أفضلية الحيلة والكذب في الحرب , ولكن ما علاقة شؤون الدولة والسياسة الحربية بالكذب علي أعز الأصدقاء .... وهذا ما سأله باسيل صديقه ويقول

" كيف ينطبق هذا علي وأنا ليست عدوك ولا أسعي إلي إيذائك, بل علي العكس فقد ائتمنتك علي كل مصالحي ودائما اتبع نصحك " (الكتاب الأول , ص 37 )

الحيلة الحربية حالة واحدة من حالات عديدة تبيح النصرانية فيها الكذب لذلك يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الكذب لا المباح لا يختصر علي وشؤون الدولة وحالة الحرب بل وفي السلم أيضا
يقص الذهبي الفم قصة المريض الذي أوشك علي الموت ولكنه رفض تناول الدواء وألح علي طلب كأسا من الخمر .. فما كان من الطبيب إلا أن نثر قطرات من الخمر علي كأس به دواء , ويقول القديس الذهبي الفم تعليقا علي القصة
ألا تري فائدة الكذب ؟ " (الكتاب الأول, ص 38 ) "

يري القديس يوحنا الذهبي الفم ان الحالات التي يباح فيها الكذب تمتد إلي الأصدقاء وأفراد الأسرة وذلك في أمور الدنيا والدين’ يقول القديس ان الكذب يجوز
" في معاملة الزوج لزوجته’ الزوجة مع زوجها, الابن مع الأب ’ بين الأصدقاء وكذلك الأطفال مع الوالدين " (الكتاب الأول, ص 37 )

القديس يوحنا الذهبي الفم يستنبط من الكتاب المقدس ما يدل علي صحة قوله ويقول
" ابنة شاول ما كانت لتتمكن من إنقاذ حياة زوجها من يد شاول إلا بخيانة أباها, وأخوها أيضا استخدم نفس السلاح ( الكذب ) رغبة في إنقاذ نفس الشخص الذي أنقذته الزوجة وذلك حينما تعرض للخطر مرة أخري " ( المصدر السابق )

ويشير يوحنا الذهبي الفم إلي قصة دوود عليه السلام مع شاول الملك كما وردت في سفر صموئيل الأول, والإين الذي أنقذ دود هو يوناثان بن شاول المقرب من دود, وميكال هي ابنة شاول زوجة دود عليه السلام حسب رواية العهد القديم .. وفي القصة ان زوجة دود سربت نوايا أبيها إلي زوجها وكذبت علي أبيها( 1 صم 19/11 ) أما بينما الإين أخفي دود عليه السلام وكذب علي أبيه وكان دود النبي عليه السلام قد طلب منه ان يخفيه ويكذب علي أبيه حسب العهد القديم


( فقال داود ليوناثان هوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للأكل.ولكن أرسلني فاختبئ في الحقل إلى مساء اليوم الثالث. وإذا افتقدني أبوك فقل قد طلب داود مني طلبة ان يركض إلى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكل العشيرة. فان قال هكذا.حسنا.كان سلام لعبدك.ولكن ان اغتاظ غيظا2 فاعلم انه قد أعدّ الشر عنده ) 1 ص 50/5-7


ويعلق القديس يوحنا علي ما استشهد به وبقول
" انه أمر خير أن يستخدم هذا النوع من الخداع ليس فقط في الحرب مع الأعداء بل وفي السلم ومع أعز الأصدقاء, والفائدة تعود علي الخادع والمخدوع " (الكتاب الأول, ص 37 )


أما في الأمور الدينية فالقديس يوحنا لذهبي الفم يستشهد ببولس وكيف أنه كسب اليهود بالكذب عليهم حيث كان يتظاهر أنه متمسك بالناموس, لأن اليهود يكفرون كل من لا يعتقد بوجوب تطبيق الناموس وينفرون منه , وهذا حال كل اليهود’ حتى الذين انضموا إلي النصرانية

يقول يوحنا الذهبي الفم
" نجد ان الذين يداوون الروح أيضا دائما يلجئون إلي هذه الوسيلة’ وبولس المبارك جذب جموع غفيرة ( إلي النصرانية ) و لهذا الغرض ( خداع اليهود ) ختن تيموثاوس رغم أنه كان يخبر الأمميين في غلاطية ان الختان لا يفيد شيئا بعد الإيمان بالمسيح, الحقيقة هي ان للكذب فوائد جمة إذا لم يكن الغرض منه سيئا’ بل ان مثل هذه الأعمال يجب ان لا تسمي كذبا والأحري ان نسميها, إدارة حسنة, حذاقة ومهارة في إيجاد الحلول " ( الكتاب الأول’ ص 38 )

ويشير القديس يوحنا الذهبي الفم إلي ما ورد في أعمال الرسل حيث يخبرنا ان بولس حين أراد ان يخرج معه تيموثاوس ختنه رغم انه كان ينادي بنسخ الختان في دعوته لغير اليهود ولكته كان بخفي ذلك عن اليهود ولكن دعوته وصلت إلي اليهود فأراد بولس تكذيب ذلك ولهذا الغرض ختن تيموثاوس

. ثم وصل إلى دربة ولسترة واذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امرأة يهودية مؤمنة ولكن أباه يوناني ..... فأراد بولس أن يخرج هذا معه فأخذه وختنه من اجل اليهود الذين في تلك الأماكن لان الجميع كانوا يعرفون أباه انه يوناني ( 16/1,3 )

ويفهم من سفر أعمال الرسل ان هذا النوع من الكذب لم يكن يعمل به بولس فقط وإنما كان شائعا بين تلاميذ يسوع حسبما يخبر الكتاب, ففي الإصحاح ال 21 نري ان التلاميذ هم من نصحوا بولس بالنفاق وتظاهر التمسك الناموس,
وكان بولس قد زار كنيسة الأم في أورشليم والتي كان يترأسها يعقوب أخ يسوع,, وهناك قالوا له

( أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة من اليهود الذين آمنوا وهم جميعا غيورون للناموس.
وقد أخبروا عنك انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد. فإذا ماذا يكون.لا بد على كل حال إن يجتمع الجمهور لأنهم سيسمعون انك قد جئت. فافعل هذا الذي نقول لك.عندنا أربعة رجال عليهم نذر خذ هؤلاء وتطهر معهم وانفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم فيعلم الجميع ان ليس شيء مما أخبروا عنك بل تسلك أنت أيضا حافظا للناموس. .) أ ر 21/20-24

وإذ نصح التلاميذ بولس بالنفاق نجد انهم يأمرون الآخرين بعدم الالتزام بالشريعة

وأما من جهة الذين آمنوا من الأمم فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لا يحفظوا شيئا مثل ذلك سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام ومن الدم والمخنوق والزنى.
حينئذ اخذ بولس الرجال في الغد وتطهر معهم ودخل الهيكل مخبرا بكمال أيام التطهير إلى ان يقرب عن كل واحد منهم القربان ( أ ر 21/ 25-26)


لا شك ان فهم يوحنا الذهبي الفم للكتاب فهم دقيق, فالتلاميذ طلبوا من بولس أن ينافق ويدعي التمسك بالشريعة, وفي نفس الوقت أرسلوا رسالة إلي مجموعة أخري من النصارى يخبرونهم بعدم الالتزام بالشريعة’ باستثناء الأكل ( مما ذبح للأصنام ومن الدم والمخنوق والزنى ) أعمال الرسل 21/25 ) وقد سيق أن استشهد بهذه النصوص كبار آباء الكنيسة قبل القديس يوحنا الذهبي الفم منهم القديس جيروم في رسالة إلي القديس أغسطينوس بينما ذكر القديس أكلمنضس مثال المريض والطبيب

مبدأ الغاية تبرر الوسيلة عند القديس يوحنا فم الذهب لا ينحصر عند الكذب’ فكل الأفعال عند القديس يحكمها النية والغاية, حتى القتل يكون أمرا حسنا إذا كان طاعة لله, ويذكر القديس يوحنا العديد من الأمثلة من الكتاب المقدس كشروع إبراهيم عليه السلام في ذبح ابنه, وأعمال النهب التي قام بها اليهود قبل الخروج من مصر ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم عنهم

هل نحن ندين هؤلاء ؟ كلا, بل نبجلهم ونبجل أعمالهم لأن الرب نفسه هو الذي أمرهم , والرجل يدعي مخادعا بالحق إذا كذب لأجل عمل غير مستقيم لا الذي يكذب للعمل المستقيم, وغالبا يكون الخداع له فوائد جمة بينما الذي يسلكون الطريق المستقيم يجلبون المصائب الجمة لمن لم يخدعوهم ( الكتاب الأول, ص 38 )

ويختم القديس يوحنا الذهبي بالقول

" القول بأن الخداع يجوز إذا كان لغرض شريف وأنه ينبغي أن لا يدعي خداعا بل إدارة حسنة جدير بالاحترام, القول بذلك يمكن إثباته باستفاضة ولكن ما قلنا برهان كافي’ ويبقي أن تثبت أنت إني لم أكذب عليك من أجل مصلحتك " ( الكتاب الثاني ص 39 )
ويضيف
" هل لازلت تجادل انك لم تخدع لغرض شريف وأنت الآن علي وشك الإشراف علي أعمال الله الني قيام بطرس بها كان سببا في ان الرب قال له انه فاق التلاميذ الآخرين " ( الكتاب الثاني ص 40 )

القديس يوحنا الذهبي الفم يعرض فهمه للكتاب المقدس بقوة منطقية ويستعين بالتجارب الواقعية, فالطبيب ما كان يمكنه إنقاذ المريض ما لم يكذب عليه تلك الكذبة المستقيمة كما يسميها, والطبيب لم يكن المستفيد في كذبته, ويوناثان لم يجن شيئا من كذبه لكنه أنقذ حياة شخص بريء, وهو دود الذي يعتبره القديس جدا ليسوع, أما أكاذيب بولس وتلاميذ يسوع فقد أنقذت جماهير غفيرة من بحيرة النار والكبريت ومنحوا الحياة الأبدية وهذا كان متعذرا بدون الكذب عليهم

إن كان قمة ضعف في عرض القديس يوحنا الذهبي الفم فهو في اعتبار عقيدته الحق المطلق, لذلك لا يطرح القديس احتمال زيف عقيدة الكذبة وهو احتمال كان يجب أن يطرحه’ لأنه بيس فقط واردا بالنسبة للآخر بل هو واقع,إذ لا شك ان الدين الحق لا ينشر بالأكاذيب ... إذن بالنسبة للآخر خارج النصرانية فان أكاذيب بولس والتلاميذ, لم تؤدي إلي أي خير للمخدوعين بل تجلب عليهم مصائب الدنيا والدين

القديس يوحنا فم الذهب في عرضه اختار نصوصا قوية من العهد الجديد لكنه كان أقل توفيقا في اختبار نصوص العهد القديم, وبعض النصوص أخرجته عن الموضوع الذي يعالجه, كالشروع في ذبح ابن إبراهيم عليه السلام وسرقة يعقوب البركة’ أما النصوص الخاصة بطلب دود عليه السلام الكذب من يوناثان, فهذه النصوص وان كان يمكن اعتبارها قوية قي عصر يوحنا الذهبي الفم الا انها ليست كذلك حاليا’ وذلك لتغير مفهوم الوحي عند النصارى في القرن الثامن عشر, حيث اسقط النصارى الوحي الحرفي واعتبروا العهد القديم مجرد قصص تقص كما حدثت, مع انتزاع العصمة من الأنبياء مما يعني ان أفعال الأنبياء وأقوالهم ليست حجة مثلما هي مع التلاميذ وكتبة العهد الجديد .. أي ان أفعال وأقوال التلاميذ وكتبة العهد الجديد حجة ما لم يأتي نص آخر يدينها بينما افعال الأنبياء وأقوالهم في العهد القديم ليست حجة ما لم تكن بأمر من الإله
لذلك كان من الأفضل للقديس يوحنا الذهبي الفم أن يلجأ إلي الأفعال التي كانت بأمر الإله أو صادق عليها, مثل كذبة القابلتين علي فرعون لإنقاذ أطفال بني إسرائيل, وقد صادق الإله علي كذبتهما بإحسانه إليهما (فأحسن الله إلى القابلتين.ونما الشعب وكثر جدا.) بل اعتبر الإله الكذب في هذه الحالة إحسانا ( الخروج 1/21) وكذلك كذبة راحاب الزانية حين خبأت جواسيس يشوع أحسن الإله إليها بصريح الكتاب (. فتكون المدينة وكل ما فيها محرّما للرب.راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لانها قد خبأت المرسلين اللذين ارسلناهما.) يشوع 6/17

, ولم يكتف بذلك بل منحها شرف الإنتساب الي الأسرة الثالوث, إذ جعل الزانية جدة ليسوع, ولا شك هذا الإقرار والتكريم الذي أعده الإله للزانية أقوي في الإستدلال, ولكن بعذر القديس يوحنا فم الذهب, إذا وضعنا في الإعتبار حجية أفعال الأنبياء في عصره,

محمود أباشيخ

---------
الإسم الإنجليزي لكتاب عن الكهنوت المسيحية
TREATISE CONCERNING THE CHRISTIAN PRIESTHOOD

توثيق الصفحات حسب مجلد آباء نيقية وما بعد نيقية المجلد رقم 1-09 والمرمز ب
NPNF V1-09

السيف البتار
2009-05-07, 06:07 PM
جزاك الله خيرا

اتذكر بأنه في أحد الحوارات مع احد المسيحيين قال لي أن يوحنا فم الذهب صعلوك