المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة: (عِصْمَةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ). بين الداعي و al kharek.



الصفحات : 1 [2] 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12

الداعي
2009-05-15, 08:49 PM
متابع بأذن الله
وجزاك الله خيرا
واضح من اسلوبك وكلامك وتنسيقك انك انسان فاهم كويس
سدد الله خطاك

حيَّاك الله, ووصفك لي هو من حسن أدبك في الخطاب, وأرجو الله أن أكون كما ظننت أخي الحبيب.

الداعي
2009-05-15, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل الداعي
أسأل الله لك السداد والتوفيق
بصراحة الله يرزقك الصبر
هو الآن يتحدث عن أحد الفرق الضالة المتمسلمة
ويقارن بين نبي الله محمد :salla:
ونبي مزعوم فلا حول ولا قوة إلا بالله

ربنا معك أخي


صدقت أخي الكريم, ولكن أنَّى لهم!!

ودعائك لي بالصبر يدلُّ على تنبُّهٍ عندك, وهذا يعكس حجم الإلباس الذي يقوم به من ختم الله على قلوبهم وسمعهم, وعلى قلوبهم غشاوة كذلك.

حفظك الله أخي الكريم.

الداعي
2009-05-17, 07:35 PM
سلام المسيح مع الجميع.

هلا أيها الداعي.

إذن, هناك اختلاف على عصمة نبي الإسلام قبل البعثة حتى الآن, و لن يتفق العلماء على: أكان معصومًا قبل البعثة أم لا؟

و لكنِّي أراك توافق علي أنَّه كان غير معصوم قبل البعثة. يعني: من الممكن أن يكون سجد لوثن قبل البعثة, وممكن أن يكون زنا وقتل وسرق قبل البعثة. أتوافق أم لا؟

بعد البعثة تقول أنَّه معصوم من الخطأ. حسنا لندخل في الموضوع:

كما قلتُ لك سابقا: معنى العصمة في كلام العرب: المَنْعُ. و عِصْمةُ الله عَبْدَه: أن يَعْصِمَه مما يُوبِقُه. عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً, منَعَه ووَقَاه.

إذن, نبي الإسلام_ وهو قدوةٌ _يجب أن يكون معصومًا من أَيِّ خطأ, أو من أَيِّ شيء.

قلتَ أنتَ:

والخطيئة في الإسلام هي التي يترتَّب عليها عقوبة من الله تعالى, وهي تحصل بأحد أمرين: إما ترك فرض, وإما فعل محرم.

و السؤال الآن بكل بساطة: بعد البعثة, هل نبيُّ الإسلام معصوم من النسيان؟

نعم, أم لا؟

ذو الفقار
2009-05-17, 07:39 PM
صاحب حجة والله أخي الكريم

جزاك الله خيراً وأجرى الحق على لسانك

الداعي
2009-05-19, 07:25 PM
مرحبًا أيُّها al kharek,,

قولك:
يعني: من الممكن أن يكون سجد لوثن قبل البعثة, ومن الممكن أن يكون زنا وقتل وسرق قبل البعثة. أتوافق أم لا؟

الجواب:
قطعًا, لا أوافق؛ لأنَّ سؤالك يعتريه عدم الدقة؛ ذلك أنَّه يوجد فرق بين إمكانية أن يفعل, وبين أن يكون فعل؛ فإمكانية أن يسجد لوثن قبل البعثة كائنة, ولكن لا يقال: من الممكن أن يكون سجد لصنم؛ لأنَّ سيرة النبي_ صلى الله عليه وسلَّم _قبل البعثة تنفي عنه أن يكون قارف أيًّا من هذه المنكرات, ولو فعلها لا شيء في ذلك يطعن في نبوَّته أو عصمته؛ لأنَّ العبرة في حال كونه نبيًّا, وليس شيئًا آخر.

النبيُّ محمد_ صلى الله عليه وسلَّم _كان في قريش الصادقَ الأمينَ, ولم تعهد له قريشٌ غير العهد والأمانة والوفاء والصدق والعدل, ولم تتردَّدْ السيدة خديجة_ رضي الله عنها _في قبوله زوجًا لما علمت ما هو عليه من حسن الحال, ولطف السريرة, وصدق العزيمة, وحسن الطوية.
وجاء القرآن الكريم مذكِّرًا أهلَ مكَّة لحال النبي_ صلى الله عليه وسلم _قبل البعثة, ففي ذلك يقول الله_ سبحانه وتعالى _: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾, (سبأ: 46). ويقول: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾, (النجم: 2). ففي هاتين الآيتين ونحوهما كان التعبير فيها بـ(صاحبكم) تذكيراً وتقريراً بأن كفار مكة أعرف الناس به، فرسول الله_ صلي الله عليه وسلم _لم يفارقهم، وهم لم يفارقوه، بل صحبهم وصحبوه، ولازمهم ولازموه، وهذا يفيد أن كفار مكة في اتهامهم لرسول الله_ صلي الله عليه وسلم _مكابرون، والدليل حاله قبل نبوته حيث صحبتهم له منذ نشأته بينهم، واعترافهم له بالأمانة والصدق، ورجاحة العقل، والخلق القويم.

على أنَّ النبيَّ_ صلى الله عليه وسلَّم _لا يضرُّه لو اقترف ما ذكرت مادام قبل النبوة؛ فهذا نبي الله آدم_ عليه السلام _قد عصى ربَّه قبل النبوة, قال تعالى: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾, (طه: 121_122). فالمعصية حصلت, ثم اجتباه الله_ أي اصطفاه وجعله نبيًّا _بعد هذه المعصية؛ فأصبح معصومًا.

وهذا نبي الله موسى_ عليه السلام _قد قتل شخصًا قبل النبوة, قال تعالى: ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾, (القصص: 15_16). ولمَّا عايره فرعون بفعلته هذه إذ يقول له: ﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾, (الشعراء: 18_19). قال له موسى دافعًا معايرته إياه: ﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾, (الشعراء: 20_21). فموسى_ عليه السلام _يدفع معايرة فرعون له أن حصل ما حصل قبل أن أكون من المرسلين.

وهذا أبو الأنبياء, إبراهيم_ عليه السلام _قد عبد غير الله قبل نبوته, قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾, (الأنعام: 76_78). ولمَّا منَّ الله سبحانه وتعالى عليه بالنبوة قال: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾, (الأنعام: 79).

وعليه, لو قارف النبي محمد_ صلى الله عليه وسلم _أيًّا من الذنوب التي ذكرتَ لا يضرُّه؛ لأنَّ العبرة بما بعد البعثة, مؤكِّدًا لك أنَّ النبي_ صلى الله عليه وسلم _كان الصادق الأمين قبل البعثة وبعدها, ولم يسجد لأحدٍ غير الله, فصلوات ربي وسلامه على نبيِّنا وحبيبنا محمد, الذي أرسله لعموم الثقلين بشيرًا ونذيرًا, وداعيا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرا.

قولك:
إذن, نبي الإسلام_ وهو قدوةٌ _يجب أن يكون معصومًا من أَيِّ خطأ, أو من أَيِّ شيء.
الجواب:

النبيُّ_ صلى الله عليه وسلم _يعصم مما تقتضيه النبوة, وليس من أيِّ شيء يعصم فيه, ودليل ذلك ما حصل معه في قضية تأبير النخل.

قولك:
و السؤال الآن بكل بساطة: بعد البعثة, هل نبيُّ الإسلام معصوم من النسيان؟
نعم, أم لا؟
الجواب:

بادئ ذي بدء, النسيان من جبلة الإنسان منذ الخليقة, وهو نعمة ونقمة. واختلف النحاة في لفظ الناس، فمَّما قيل: أصله من نسي، فأصل ناس نسي, قلب فصار نيس, وتحركت الياء فانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا، ثم دخلت الألف واللام, فقيل: الناس. قال ابن عباس: نسي آدم عهد الله فسمي إنسانا. وقال النبي_صلى الله عليه وسلم _:" نسي آدم فنسيت ذريته", خرجه الترمذي وصححه. وفي التنزيل: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ﴾, (طه: 115). قال الشاعر:


لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنسانا لأنك ناسي

وقال آخر:


فإن نسيت عهودًا منك سالفة ... فاغفر فأول ناس أول الناس

وعليه, فالنسيان من طبيعة الإنسان, وما سمي إنسانًا إلا لأنَّه ينسى, وآدم_ عليه السلام _قد نسي. ولأجل هذه الجبلة التي فطر عليها الإنسان وطبع لم يؤاخذهم الله على تقصير أحدهم في حال نسيانه, قال النبي_ صلى الله عليه وسلم _:" تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ", رواه البيهقي. وفي رواية:" إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ", رواه ابن ماجة.

ولكن يختلف الأمر عند الأنبياء_ عليهم السلام _عن غيرهم؛ ذلك أنَّ الله عصمهم من النسيان في كلِّ أمر يخصُّ تبليغ الرسالة, فالأنبياء لم ينسوا تبليغ ما أمر الله, وكذلك النبي محمد_ صلى الله عليه وسلم _لم ينسَ أيَّ أمر يخصُّ التبليغ, قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾, (المائدة: 3). فكيف يكون الدين كاملاً في حال نسيان تبليغ بعض شرائعه؟ لا يكون هذا!

والضابط في جواز النسيان هو عدم إخلاله بالتبليغ, فكلُّ نسيان يخلُّ في التبليغ قد عصم منه النبي, ومالا يخلُّ في البليغ فلا تشمله العصمة, وهنا أحبُّ أن أورد بعض النسيان الجائز على رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _فيما لا يخلُّ في التبليغ:

1.إذا نسي النبي_ صلى الله عليه وسلم _تبليغ آية يكون قد قدح في عصمته؛ لأجل هذا طمأنه الله_ سبحانه وتعالى _بقوله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾, (الأعلى: 6). ولكن بعد تبليغ الآية لا يضرُّ نسيانُها رسولَ الله, ولا يقدح في عصمته؛ لأنَّه بلَّغها. عن عائشة قالت:" سمع رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _رجلاً يقرأ في سورة بالليل, فقال: يرحمه الله, لقد أذكرني كذا آية ً أنسيتها من سورة كذا وكذا". وفي رواية:" أن النبي_ صلى الله عليه وسلم _سمع رجلا يقرأ من الليل, فقال: رحمه الله, لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها عن سورة كذا وكذا", متفق عليه. فهذه الآيات قد حفظها النبي, واستكتبها كتاب الوحي, وحفظها الصحابة في صدورهم, وبلغ حفظها وكتابتها مبلغ التواتر, فنسيان الرسول لها لا يؤثر في التبليغ بعد أن بلغها. فالنبي_ صلى الله عليه وسلم _لما بلغ القرآن انتقل إلى الرفيق الأعلى, فهو بهذه يساوي لو أنَّه بعد تبليغ القرآن قد نسيه جميعًا, فلا خلل في التبليغ, وإنما العصمة في النسيان ما يخل في التبليغ.

2.عن عبد الله بن بُحَيْنة الأسدي حليف بني عبد المطلب:" أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -قام في صلاة الظهر وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد سجدتين يكبِّر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلِّم، وسجدها الناس معه مكان ما نسي من الجلوس", رواه مسلم والبخاري والنَّسائي وابن حِبَّان. فنسيان الجلوس الأوسط لا يخلُّ في التبليغ, فلا عصمة للنبي_ صلى الله عليه وسلم _له هاهنا؛ لأنها لا تؤثر في التبليغ.

3.وعن عبد الله رضي الله عنه قال:" صلى النبي- صلى الله عليه وسلم -الظهر خمساً، فقالوا: أَزِيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً، فثنى رجليه وسجد سجدتين", رواه البخاري ومسلم. ورواه أحمد وزاد في رواية «وسلَّم». وفي رواية ثالثة لأحمد:" أن النبي- صلى الله عليه وسلم -صلى الظهر أو العصر خمساً، ثم سجد سجدتي السهو، ثم قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: هاتان السجدتان لمن ظن منكم أنه زاد أو نقص". وعن عمران بن حصين رضي الله عنه:" أن النبي- صلى الله عليه وسلم -سلَّم في ثلاث ركعات من العصر ثم قام فدخل_ (وفي رواية عند مسلم فدخل الحجرة) _فقام إليه رجل يقال له الخِرْباق، وكان في يده طول فقال: يا رسول الله، فخرج إليه فذكر له صنيعه، فجاء فقال: أَصدق هذا؟ قالوا : نعم ، فصلى الركعة التي ترك ثم سلَّم، ثم سجد سجدتين ثم سلم", رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة. فهذه أدلة على مشروعية سجود السهو عند الزيادة وعند النقصان. وليست أدلة على القدح في عصمة النبي؛ لأنَّها لا تخل في التبليغ, بل لعلَّ النسيان هاهنا كان سببًا في تبيان حكم شرعي.

4.عن عبد الله رضي الله عنه قال:" صلى النبي- صلى الله عليه وسلم – (قال إبراهيم لا أدري زاد أو نقص) فلما سلَّم قيل له: يا رسول الله أَحَدَث في الصلاة شئ؟ قال وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القِبلة، وسجد سجدتين ثم سلَّم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: إنه لو حدث في الصلاة شئ لنبَّأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلُكم أنسى كما تنْسَون، فإذا نسيت فذكِّروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فلْيتحرى الصواب فلْيُتِمَّ عليه، ثم ليسلِّم ثم يسجد سجدتين", رواه البخاري وأحمد وأبو داود والنَّسائي وابن ماجة. وتأمَّل قوله:" ولكن إنما أنا بشر مثلُكم أنسى كما تنْسَون، فإذا نسيت فذكِّروني", ولو كان نسيانه هذا يخلُّ في التبليغ لعصمه الله منه.

5.عن أبي بكرة رضي الله عنه:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -استفتح الصلاة فكبَّر، ثم أومأ إليهم أنْ مكانَكم، ثم دخل فخرج ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما قضى الصلاة قال: إنما أنا بشر وإني كنت جنباً", رواه أحمد. وروى نحوه أبو داود وابن حِبَّان والبيهقي. فالرسول- صلى الله عليه وسلم -عندما تذكر أنه جُنُب وهو في الصلاة لم يستخلف أحداً، بل ذهب مسرعاً لإزالة العارض وهو الجنابة، ثم عاد فأمَّ الناس. ففي نسيانه هذا تعلَّمنا حكمًا شرعيًّا, ولو كان نسيانه هذا مما يخلُّ في التبيلغ لعصمه الله.

والقاعدة الذهبية التي ينبغي لك أن تداوم على تذكُّرها هي: (الأنبياء يعصمون من كلِّ شيء يخلُّ في التبليغ, وفي غير هذا إنَّما هم بشر). هكذا نفهم نسيان الأنبياء_ عليهم السلام _في ضوء العصمة.

وختامًا قد قلت لك:

أرجو أن تبيَّن لي وجهة نظرك بخصوص عصمة الأنبياء من حيث: هل هم معصومون؟ ما دليل عصمتهم؟ مما يعصمون؟ أرجو أن توثِّق كلامك, هذا قضاءٌ عليَّ وعليك, وبه ألزمنا نفسينا.

فلماذا جعلت كلامي وراءك ظهريًّا؟! أرجو الإجابة وعدم التجاهل.

الداعي
2009-05-19, 08:12 PM
صاحب حجة والله أخي الكريم

جزاك الله خيراً وأجرى الحق على لسانك



حفظك الله, واعلم أنَّ ما بنا من نعم فمن الله, وما توفيقنا إلا بالله.

قل لي: ما رأيك بردِّي على النسيان: أيعتريه نقص وخلل, أم يفي بالمطلوب؟

ساجدة لله
2009-05-20, 03:34 AM
بارك الله بك ولك أيها الداعي أسلوب رائع وفقك الله
نحسبك على خير ولا نزكي على الله أحدا
ومنكم نتعلم ومتابعين معك بإذن الله

تقبل الله عملك خالصاً لوجهه الكريم إن شاء الله

الداعي
2009-05-20, 08:23 AM
سلام المسيح مع الجميع.

أهلا أيها الداعي.

شوف حبيبي, بالنسبة للنقطة الأولى, وسجوده للأصنام, فهو كان متقرِّبًا من الأوثان أصلا. وإذا أحببتَ الدليل فسأعطيك. ولكنك رفضتَ أن يكون له علاقة قبل النبوة بالأوثان تماما, وهذا خطأ؛ فهو كان متقرِّبًا من الأوثان.

ثانيًا: النسيان؛ جميل جدًّا كلُّ ما ذكرتَهُ, ولكن كيف يكون قدوةً ونبيًّا وينسى وحيَ الله له؟!

فهل إذا بلَّغ كلامًا ينسى الكلام بمجرَّد قوله؟ فأين عصمته في عدم نسيان الوحي؟ أليست تلك الآيات وحيًا, فكيف ينساها؟!

لقد نسي ما بلغ به الناس, فكيف يكون معصوم إذن؟ وأنا لا أتحدث عن النسيان الطبيعي للبشر, بل نسيان كلام إله الإسلام؛ فكيف وهو القدوة ينسى كلام إلهه؟!

ثالثا: العصمة للأنبياء في المفهوم المسيحي: هو أنهم معصومون من الخطأ في نقل الوحي الإلهي, أمَّا دون ذلك فهم بشر عاديون. كما قال بولس الرسول: (أنا إنسان تحت الآلام مثلكم). والوحي يقول: (إنَّ الله حافظ لكلمته).

إذن, فالأنبياء معصومون من الخطأ في نقل الوحي وكلام الله للبشر.

في انتظار أن توضِّح لنا: كيف يكون نبيًّا من الله وينسى كلام إلهه؟

أليس من الأَولى أن يكون معصومًا من نسيان القرآن الذي هو وحي مكلَّف به أن يقوله؟

الداعي
2009-05-20, 11:34 PM
سؤال آخر عزيزي:

تخيل أنَّ نبي الإسلام قال آية ثم نسيها, فأتى شخص وحرَّف تلك الآية, فكيف يعلم أيُّهما قال؟ وأيُّهما أصح؟

الغريب في الأمر, أنه ينسى وحيًا, والمفروض وظيفته أن يحفظ وينقل الوحيَ, فكيف ينساه بمجرَّد قوله أو نقله؟!

فهل الصحابة من الأنبياء حتى يحفظوا ولا ينسوا؟

الداعي
2009-05-21, 12:03 AM
مرحبًا أيُّها al kharek,,
قبل الشروع في الردِّ على مداخلتك, أودُّ أن أنبئك عن فرحتي بهذه المناظرة؛ لأنَّها مناظرة عَدْلٌ؛ ذلك أنَّها تتناول العصمة من حيث وجهةُ نظرِ الإسلامِ, ومن حيث وجهةُ نظرِكم.

قولك:
شوف حبيبي, بالنسبة للنقطة الأولى, وسجوده للأصنام, فهو كان متقرِّبًا من الأوثان أصلا. وإذا أحببتَ الدليل فسأعطيك. ولكنك رفضتَ أن يكون له علاقة قبل النبوة بالأوثان تماما, وهذا خطأ؛ فهو كان متقرِّبًا من الأوثان.
الجواب:

النبي_ صلى الله عليه وسلم _لم يكن متقرِّبًا من الأوثان يومًا, بل نشأ وهو باغضٌ مبغضٌ لهم, وفي ذلك يقول النبي_ صلى الله عليه وسلم _:" لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين, كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته", رواه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. وقوله في قصة بحير حين استحلف النبي_ صلى الله عليه وسلم _باللات والعزى؛ إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي، ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك؛ فقال له النبي_ صلى الله عليه وسلم _:" لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما", ويعلق القرطبي بقوله:" قال القاضي: وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا_ عليه السلام _بكل ما افترته، وعَيَّرَ كُفَّارُ الأممِ أنبياءها بكلِّ ما أمكنها واختلقته، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة، ولم نجد في شئ من ذلك تعييرًا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمِّهِ بترك ما كان قد جامعهم عليه. ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين، وبتلونه في معبوده محتجين، ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل، ففي إطباقهم على الاعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾, (البقرة: 142). كما حكاه الله عنهم". وعليه, إيَّاك أن تحاول في هذه مرَّة أخرى, مؤكِّدًا لك أنَّه لو حصل ما ضرَّه ذلك في شيء؛ لأنَّه قبل النبوة.

قولك:
ثانيًا: النسيان؛ جميل جدًّا كلُّ ما ذكرتَهُ, ولكن كيف يكون قدوةً ونبيًّا وينسى وحيَ الله له؟!
فهل إذا بلَّغ كلامًا ينسى الكلام بمجرَّد قوله؟ فأين عصمته في عدم نسيان الوحي؟ أليست تلك الآيات وحيًا, فكيف ينساها؟!
لقد نسي ما بلغ به الناس, فكيف يكون معصوم إذن؟ وأنا لا أتحدث عن النسيان الطبيعي للبشر, بل نسيان كلام إله الإسلام؛ فكيف وهو القدوة ينسى كلام إلهه؟!
الجواب:

1. النَّبي_ صلى الله عليه وسلم _لم ينسَ وحيَ الله كما تراأى لك, وإنَّما أتت عليه لحظة نُسِّيَ فيها بعضَ آياتٍ من إحدى سور القرآن الكريم. فتأمَّل قوله:" لقد أذكرني كذا آية ً أُنْسِيتُهَا من سورة كذا وكذا". فهو نُسِّي, ولم ينسَ. قال النبي:" ولا يقولنَّ أحدُكم نَسيتُ آيةَ كيت وكيت, بَلْ هُوَ نُسِّيَ", رواه الحاكم وصحَّحه. وفي رواية:"بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت, بَلْ هُوَ نُسِّيَ ". إذن, النسيان من وراءه؟ هو الله تعالى؛ لأنَّه يقول: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى﴾, (الأعلى: 7). وهذه الآيات ممَّا شاء الله أن يُنَسِّيها محمَّدًا, فالله_ سبحانه وتعالى _هو الذي أذن بهذا النسيان. يقول ابن الأثير: كره نسبة النسيان إلى النفس لمعنيين: أحدهما أن الله تعالى هو الذي أنساه إياه; لأنه المقدر للأشياء كلها. والثاني أن أصل النسيان الترك، فكره له أن يقول: تركت القرآن، أو قصدت إلى نسيانه، ولأن ذلك لم يكن باختياره. يقال: نَسَّاهُ الله وأَنْسَاهُ.
2. نُسِّيَ النبيُّ هذه الآيات بعد تبليغها, وإنَّما العصمة في التبليغ؛ لئلا يكتم شيئًا أو نحوه, وهذا لم يحصل.
3. عصمة النبيِّ_ صلى الله عليه وسلم _لا تشمل حفظ الآيات في صدره بعد تبليغها؛ لأجل هذا قال الله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾, فلو كانت العصمة تقتضي هذا لما قاله له. هذا من جهة, وأمَّا الجهة الثانية, فإنَّ النبي كان يعرض القرآن على جبريل كلَّ سنة, وفي السنة التي انتقل فيها إلى الرفيق الأعلى عرض عليه عرضتين. عن ابن عباس_ رضي الله عنهما _أنه قال:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي كُلِّ رَمَضَانَ فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _مِنْ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَعْطَاهُ, فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ", رواه أحمد. فلو كانت العصمة تشمل دوام تذكِّر القرآن لما كان النبي يعرضه كلَّ سنة على جبريل عليه السلام.
4. إذن النبي_ صلى الله عليه وسلم _لم ينسَ كلام الله, بل الله نسَّاه إيَّاه لحكمة يعلمها. ولم يمت النبي_ صلى الله عليه وسلم _إلا والقرآن جميعًا محفوظ في صدره, ودليل هذا:" فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ", فجبريل الأمين حرص على تثبيت القرآن في صدر النبي قبل الانتقال إلى الرفيق الأعلى بإذنه تعالى.
5. بقيت مسألة, وهي: هل إذا نُسِّيَ النبيُّ بعضَ آيات القرآن يتعارض هذا مع كونه قدوة؟ لنرَ ذلك.
أ‌- كون النبيِّ قدوةً يعني هو محِلٌّ لأن يُتأسَّى به.
ب‌- التَّأسي هو كما قال الآمدي في كتابه الإحكام:" أن تفعل مثل فعله على وجهه من أجل فعله. فقولنا (مثل فعله)؛ لأنه لا تأسي مع اختلاف صورة الفعل كالقيام والقعود. وقولنا: (على وجهه) معناه المشاركة في غرض ذلك الفعل ونيته؛ لأنه لا تأسي مع اختلاف الفعلين في كون أحدهما واجبا والآخر ليس بواجب وإن اتحدت الصورة. وقولنا: (من أجل فعله)؛ لأنه لو اتفق فعل شخصين في الصورة والصفة, ولم يكن أحدهما من أجل الآخر كاتفاق جماعة في صلاة الظهر مثلا, فإنه لا يقال بتأسي البعض بالبعض".
ت‌- وعليه, فلا مجال لأحد أن يتأسَّى في النسيان؛ لأنَّ النسيان ليس بفعل, ولا يلزمه نية, فلا تعارض في هذه. وهذا بخلاف لو زنا وسرق وهو نبي؛ فكيف يجعل من هذه حاله وتلك صفاته قدوة وأسوة؟ نعم, في حالة قيام النبي للمعاصي يتعارض مع كونه أسوة وقدوة, وليس النسيان من هذا في شيء, فلا تعارض.
6. بناءً على ما سبق, العصمة لا تشمل دوام تذكر القرآن مع العلم أنَّ الله تكفَّل لنبيه حفظَ القرآن في صدره, وهذا تحقق له بعرض النبي القرآن على جبريل كل سنة مرة, ومرتين في آخر شهر من عمره, فالنبي مات والقرآن في صدره, فلا مدخل للطعن. وإن نُسِّيَ شيئًا ذَكَّرَهُ جبريل_ عليه السلام _فلا مدخل للطعن, فكون جبريل يراجعه هو بحدِّ ذات برهان على تكفُّل الله لحفظ القرآن في صدر نبيه صلى الله عليه وسلم. ولا يكون النسيان محلَّ تأسٍّ على الوجه الذي بيَّنا.

قولك:
ثالثا: العصمة للأنبياء في المفهوم المسيحي: هو أنهم معصومون من الخطأ في نقل الوحي الإلهي, أمَّا دون ذلك فهم بشر عاديون. كما قال بولس الرسول: (أنا إنسان تحت الآلام مثلكم). والوحي يقول: (إنَّ الله حافظ لكلمته).
إذن, فالأنبياء معصومون من الخطأ في نقل الوحي وكلام الله للبشر.

الجواب:
لي تعليق كثير على هذا القول, ولكن سأرقبك قليلاً ريثما توثِّق لي كلامك.
مَنْ مِنَ الآباء قال: الأنبياء معصومون من الخطأ في نقل الوحي الإلهي, أمَّا دون ذلك فهم بشر عاديون؟

أرجو التوثيق, هذا قضاءٌ عليَّ وعليك, وبه ألزمنا نفسينا.

والآن نأت إلى سؤالك الذي استدركت به مداخلتك:

تخيل أنَّ نبي الإسلام قال آية ثم نسيها, فأتى شخص وحرَّف تلك الآية, فكيف يعلم أيُّهما قال؟ وأيُّهما أصح؟
الغريب في الأمر, أنه ينسى وحيًا, والمفروض وظيفته أن يحفظ وينقل الوحيَ, فكيف ينساه بمجرَّد قوله أو نقله؟!
فهل الصحابة من الأنبياء حتى يحفظوا ولا ينسوا؟
الجواب:

1. الله_ سبحانه وتعالى _تكفَّل بحفظ كتابه الكريم, فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾, (الحجر: 9). فهذه نحن_ المسلمين _نقطع بها, ونطمئنُّ إلى حفظ الله لكتابه.
2. كان النبي_ صلى الله عليه وسلم _يحفظ الآيات عند نزولها بإذن الله, وهذه الآيات استكتبها كتاب الوحي, وحفظها الصحابة في صدورهم, وبلغ حفظها وكتابتها مبلغ التواتر, فلا مجال لأحدٍ في تحريفها بعد كتابتها وحفظها في صدور الصحابة, وقد بلغ عدد حافظيها التواتر.
3. النبيُّ لم ينسَ أيَّةَ آيةٍ, وإنَّما أنساه الله بعضها لحكمة يعلمها, ولا يحدث هذا بمجرَّد تبليغ الآية كما تتوهَّم وتروِّج, ولم يحدث هذا إلا في بضع آيات, وبمشيئة الله, ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾.
4. عن ابن عباس_ رضي الله عنهما _أنه قال:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي كُلِّ رَمَضَانَ فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ_ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _مِنْ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَعْطَاهُ, فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ", رواه أحمد. فلو حصل كما قلت: (فأتى شخص وحرَّف تلك الآية, فكيف يعلم أيُّهما قال؟ وأيُّهما أصح؟). فإنَّ جبريل الأمين_ عليه السلام _سيبيِّن له الحقَّ خلال عرض القرآن عليه, وهذا افتراض جدلي, لا عبرةَ فيه.
5. الصحابة الكرام رضي الله عنهم ورضوا عنه, وهم خير البشر بعد الأنبياء, وهم الأمناء على دين الله بعد نبيَّه, وقد اصطفاهم الله؛ لنشر الإسلام رسالة هدى ونور ورحمة للعالم أجمع. فلا مجال للمساس بهم.