مشاهدة النسخة كاملة : تعليم العبادات للمستجدين
الصفحات :
1
2
3
4
5
[
6]
7
8
9
10
سيف الحتف
2009-07-02, 02:42 PM
أنت كل شوية أخي الحبيب حبيب بتديني طاقة غريبة بكلامك , ووالله لا أعرف كيف !!!!
أحبك في الله أخي الحبيب ..
حبيب حبيب
2009-07-02, 02:42 PM
بس انا مش عايز الحكاية دي بصراحة مقلقة ومش مطمنلها فباقول اخليني كده أفضل لأن الأمور حواليا مش مستقرة فحاعتذر عن الموضوع ده بس يا رب الشيخ ميزعلش
الليث الضاري
2009-07-02, 02:44 PM
هو حيعمل كده فعلا عرفت منين ههههههههه وقالي وانا رفضت في الاول وقلتله انا لسة مأعلنتش الموضوع وممكن يكون في خطر عليا قاللي انت تعرف حد في البلد دي؟ قلتله لا قالي وده مسجد مبيدخلهوش مسيحيين فمحدش حيعرفك وانت في بلد غير بلدك ومحدش يقدر يعملك حاجة ومتخافش من حاجة فقلتله ماشي
عارف يا حبيب ... إحنا في زمان يقتل فيه المسلمين في العراق وفلسطين وفي بلاد تانية كتير ... إحنا في زمان يسب فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم ... علشان كده إحنا محتاجين أوي لحاجة تفرحنا
وإنت يا حبيب بكرة إن شاء الله تعالى هتدخل الفرحة والسرور على قلوب المسلمين اللي هيصلوا معاك الجمعة ... بالضبط زي ما دخلتها في قلوبنا يا حبيب القلب
إقرأ بأة الثواب اللي في إنتظارك إن شاء الله يا عم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المسلم أو أن تفرج عنه غما أو تقضي عنه دينا أو تطعمه من جوع .
الليث الضاري
2009-07-02, 02:49 PM
بس انا مش عايز الحكاية دي بصراحة مقلقة ومش مطمنلها فباقول اخليني كده أفضل لأن الأمور حواليا مش مستقرة فحاعتذر عن الموضوع ده بس يا رب الشيخ ميزعلش
شوف يا حبيب القلب
عندنا قاعدة مهمة أوي في الفقه بتقول إن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة
يعني لو إنت حاسس إن في مجازفة أو في ضرر ممكن يلحق بيك ولو بنسبة 1% يبقى بلاش من الإعلان ده ... وطبعا أخونا الكريم شيخ المسجد فاهم الكلام ده
واحتسب عند الله تعالى ثواب إدخالك السرور على قلوب المسلمين ... لأنك بنيتك ممكن تتحصل على الثواب من غير ما تقوم بالعمل
حبيب حبيب
2009-07-02, 02:50 PM
انت ما اخدتش بالك من مشاركتي رقم 52 يا أخي ليث
وان شاء الله حاعلنها مع الشيخ بس بافكر تتأجل شوية لحد ما اقدر اعملها رسمي أو على الأقل قبل سفري بيوم وكدة أفضل بالنسبة ليا لكن الثواب لازم اخده ومش حاتنازل عنه
حبيب حبيب
2009-07-02, 02:51 PM
شوف يا حبيب القلب
عندنا قاعدة مهمة أوي في الفقه بتقول إن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة
يعني لو إنت حاسس إن في مجازفة أو في ضرر ممكن يلحق بيك ولو بنسبة 1% يبقى بلاش من الإعلان ده ... وطبعا أخونا الكريم شيخ المسجد فاهم الكلام ده
واحتسب عند الله تعالى ثواب إدخالك السرور على قلوب المسلمين ... لأنك بنيتك ممكن تتحصل على الثواب من غير ما تقوم بالعمل
صح عندك حق انا حاعلنها أكيد في يوم من الايام بس كل حاجة في وقتها
مشكور اخويا الغالي على النصيحة
السيف العضب
2009-07-02, 06:25 PM
ماشاء الله , لا حول ولا قوة إلا بالله .
أنا سعيد جداً بالكلام اللي بسمعه منك دا يا حبيب .
دا إنت يومين تلاتة وتبقى شيخ ونستفسر منك عن حاجات وكده .
:36_sf1_1[1]::36_sf1_1[1]:
الليث الضاري
2009-07-03, 05:50 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
لنبدأ يا حبيب القلب ... وفضلا لا أمرا نادني بإسم (محمود) ... فأنت الآن أخي في الله ولا داعي للألقاب
#802e2e
مقدمة بسيطة
اعلم يا حبيب القلب أن الإيمان بالله عز وجل هو الأصل في أركان الإيمان ... وما بعده مشتق منه ومنطوِ تحت لواءه ... واعلم كذلك أن عقيدة التوحيد الخالص ليست بدعة أتى الإسلام بها ... بل إنه من الأحرى أن نقول أن عقيدة الإسلام لم تبدأ بمجرد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ... بل هي العقيدة التي أرسل الله عز وجل بها جميع الرسل والأنبياء بداية من خلق آدم عليه السلام إلى بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا شيء منطقي ومقبول ... أن الرب - جل جلاله - يرسل الرسل للبشر في كل العصور بعقيدة واحدة لا تتغير من أمة لأمة أو من عصر لعصر ... لكن الشرائع التي تنظم لهم حياتهم ومعاملاتهم وعباداتهم تختلف بإختلاف طبائع الأمم ... وهو تدبير الله عز وجل الحكيم لأنه أدرى بما يصلح لكل أمة من خلقه
إقرأ يا حبيب القلب ما بعث الله عز وجل به أنبيائه إلى الأمم على مر العصور
نبي الله نوح عليه السلام (الأعراف 59)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4496albshara.gif
نبي الله هود عليه السلام (الأعراف 65)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4497albshara.gif
نبي الله صالح عليه السلام (هود 61)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4498albshara.gif
نبي الله شعيب عليه السلام (هود 84)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4499albshara.gif
نبي الله موسى بن عمران عليه السلام (إبراهيم 5)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4500albshara.gif
أنبياء بني إسرائيل (البقرة 133)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4501albshara.gif
المسيح عيسى بن مريم عليه السلام (المائدة 72)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4502albshara.gif
الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم (الأعراف 158)
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/4503albshara.gif
والآيات كثيرة جدا في هذا الباب ... لكن فيما تقدم الفائدة إن شاء الله عز وجل
#802e2e
وإلى المشاركة القادمة إن شاء الله تعالى مع الركن الأول من أركان الإيمان ... الإيمان بالله عز وجل
السراج الوهاج
2009-07-03, 11:57 AM
:+grindance::loool::+grindance:
متتخيلش أدخلت عليّ السرور والفرحة إزاي
أسعدك الله في الدنيا والآخرة يا أخي
:36_1_33::36_8_8::36_1_33:
أنا بحق سعيدة لما منَّ الله عليك به
فقد رزقك الله بحظ وافر أن أوقعك في يد شيخ عالم
جزاه الله خيرا
وجزاك الله خيرا أخي
فكم سعدت بدعائك لأهل البشارة:p01sdsed22:
أسأل الله العظيم بكل اسم هو له أن ييسر أمر سفرك يا أخي
ويرزقك رزقا حلالا طيبا مباركا فيه تؤتي فيه حق الله وتكن به من الحامدين الشاكرين
آمين
الليث الضاري
2009-07-05, 10:35 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فأول أركان الإيمان هو الإيمان بالله عز وجل ... وفيما يلي نقل مختصر قدر الإمكان لشرح هذا الركن من كتاب (شرح أصول الإيمان)
#ff0000
الإيمان بالله يتضمن اربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجودالله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس.
1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه " أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، ومسلم في كتاب القدر.
2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟
ولايمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من محدث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والإربتاط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، وحيث قال: " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" [سورة الطور:35] يعني أنهما لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع - جبير بن مطعم - رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ" [سورة الطور:الآيات:35-37] وكان - جبير - يومئذ مشركاً قال: (( كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي )) رواه البخاري مفرقاً.
ولنضرب مثلا يوضح ذلك،فإنه لو حدثك شخص عن قصر مشيد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار، ومليء بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته، وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه، أو وجد هكذا صدفة بدون موجد، لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه،وعددت حديثه سفهاً من القول، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه، وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه، أو وجد صدفة بدون موجد؟!
3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى: فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
أحدهما:أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين، وغوث المكروبين، وما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: " ونُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ " [سورةالأنبياء:76] وقال تعالى: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ" [سورة الأنفال: 9] وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: " أن أعرابياً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: ( يا رسول الله )، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال: ( يا رسول الله ) تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: (( اللهم حوالينا ولا علينا ))، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت " أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، ومسلم في كتاب الاستسقاء.
وما زالت إجابة الداعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.
الوجه الثاني:أن آيات الأنبياء التي تسمى ( المعجزات ) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييداً لرسله ونصراً لهم.
مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق اثنى عشر طريقاً يابساً، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى: " فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ " [سورة الشعراء:63].
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيي الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى: " أُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ" [سورة آلعمران:49] وقال: " وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي" [سورة المائدة:110].
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فأشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى: " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ" [سورةالقمر:1-2].
فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييداً لرسله، ونصراً لهم، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.
الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي بانه وحده الرب لا شريك له ولامعين.
والرب من له الخلق، والملك، والأمر، فلا خالق إلا الله، ولا مالك إلاهو، ولا أمر إلا له، قال تعالى: " أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ" [سورة الأعراف:54] وقال تعالى: " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَايَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ" [سورة فاطر:13].
ولم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابراً غير معتقد بما يقول، كما حصل من - فرعون - حين قال لقومه: " فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى" [سورة النازعات:24] وقال تعالى: " أَيُّهَاالْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي " [سورة القصص: 38]. لكن ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى: " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً" [سورة النمل: 14] وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: " قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَاأَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورا " [سورة الإسراء:102].
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى، مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى: " قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلايُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ" [سورة المؤمنون:84-89].
وقال الله تعالى: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" [سورة الزخرف:9] وقال: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" [سورة الزخرف:87].
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد حسب ما تقتضيه حكمته، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع العبادات وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته،فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعاً في العبادات، أو حاكماً في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.
الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له ) و (( الإله )) بمعنى (( المألوه )) أي (( المعبود )) حباً وتعظيماً، وقال الله تعالى: " وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " [سورة البقرة:163] وقال تعالى: " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [سورة آل عمران: 18]. وكل ما اتخذ إلهاً مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة، قال الله تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَايَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" [سورة الحج:62] وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى في ( اللات والعزى ومناة ): " إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ" [سورة النجم:23] وقال عن هود أنه قال لقومه: " أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ " [سورة الأعراف:71] وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن: " يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ " [سورة يوسف:39-40] ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم: " اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره " ولكن أبى ذلك المشركون، واتخذوا من دون الله آلهة، يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم، ويستغيثون.
وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول:أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلقُ، ولا تجلب نفعاً لعابديها، ولا تدفع عنهم ضرراً، ولا تملك لهم حياة، ولا موتاً، ولا يملكون شيئاً من السموات ولا يشاركون فيه.
قال الله تعالى: " وَاتَّخَذُوامِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلانُشُوراً" [سورة الفرقان:3].
وقال تعالى: " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ" [سورة سبأ:22-23].
وقال: " أَيُشْرِكُونَ مَالاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ" [سورة الأعراف:191-192].
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه، وأبطل الباطل.
الثاني:أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى: وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهذا يستلزم أني وحدوه بالألوهية كما وحدوه بالربوبية كما قال تعالى: " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" [سورة البقرة:21-22] وقال: " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " [سورة الزخرف:87] وقال: " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ" [سورة يونس:31-32].
الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته:
أي ( إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل،ولا تكييف، ولا تمثيل: قال الله تعالى: " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" [سورة الأعراف:180] وقال: " وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [سورة الروم:27] وقال: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" [سورة الشورى:11].
فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى ( وهو إدراك الأصوات ) لكن حقيقة ذلك بالنسبه إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
وإذا أخبر الله تعالى عن نفسه أنه استوى على عرشه فإن الإستواء من حيث أصل المعنى معلوم، لكن حقيقة الإستواء التي هو عليه غير معلومة بالنسبه إلى استواء الله على عرشه، لأن حقيقة الإستواء تتباين في حق المخلوق، فليس الاستواء على كرسي مستقر كالإستواء على رحل بعير صعب نفور، فإذا تباينت في حق المخلوق، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.
والإيمان بالله تعالى على ما وصفنا يثمر للمؤمنين ثمرات جليلة منها:
الأولى:تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء، ولا خوفاً ولا يعبدغيره.
الثانية:كمال محبة الله تعالى، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثالثة:تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب مانهى عنه.
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir