المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسارات حول آي الذكر الحكيم.



الصفحات : 1 2 [3]

elqurssan
2009-10-06, 10:00 PM
ههههههههههههههههه
لالالالالالا
أنا لست متعجلاً
والحمدُ للهِ أن لها إجابة
خصوصاً واللهُ وَحدَه يشهد كم إجاباتك تحليلية وافية كاقية
وللعلم بما ان من أوثق عُرى الإيمان الحب فى الله والبغض
فى الله لذا كان لِزاما على ان أخبركم اننى
واللهِ أحبكم فى الله

تلميذكم وأخوكم فى الله د/شريف العجمـــــى
الشهير بــ
elqurssan

الداعي
2009-10-14, 10:28 AM
Elqurssan, تحيةً طيبةً, وبعد:
لقد وقعت بما وقع به أمير المؤمنين, أبو حفص, عمر بن الخطاب t, وما وقع به أمير المؤمنين هو فصل الآية من سياقها؛ ذلك أنَّّه قال معقِّبًا على قول الله Y: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾, (عبس: 31). قال معقِّبًا: فقد عرفنا الفاكهة, فما الأبّ؟ ثم استدرك قائلاً: لعمرك يا بن الخطاب إن هذا لهو التكلف! وما عليك ألا تعرف لفظاً في كتاب الله؟!
إذن, عمر بن الخطَّاب عجز عن معرفة الأبِّ, ولو ربط اللفظة في سياقها القرآني لاهتدى إلى مدلولها؛ ذلك أنَّ القرآن ربط بين الفاكهة والأبِّ, ثمَّ علَّق عليهما مباشرةً بقوله: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾, (عبس: 32). فدلَّ سياق الآيات على معنى الأبِّ؛ فبما أنَّ الفاكهة متاع للإنسان, فالأبَّ متاع للأنعام. وعليه, فالأبُّ هو نبات الأرض مما يختص بالأنعام, وقد فسر ابن عباس هذه الآية في حضرة عمر, ولم ينكر عليه ذلك.
Elqurssan, هذا ما وقعت أنت به, فلقد فصلت الآيات عن سياقها القرآني, ولو عشت ظلالها, وتناولت معانيها, وتأملت لطائفها؛ لأدركت وشائجها وتناسقها وإحكامها, وصدق الله Y: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾, (هود: 1). وعليه, لا بدَّ من تناول الآيات المتعلقة بهذه الجزئية, وهي: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾, (البقرة: 30_33).
بعد تدبر هذه الآيات, ونشد لطائفها, والتنقيب عن دخائلها وسرائرها تنتهي إلى لمسات هذا الكتاب الإبداعية, كيف لا وهو كتاب لم تدرك سموَّه الفصحاء, ولم تداني آياته فصاحة البلغاء؟! خطاب الله بدأ بالملائكة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ﴾, ثمَّ انتهى خطابه بخطابهم تارةً أخرى: ﴿قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, ثمَّ ختم القصة بخطابهم: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾, وهذه هي الحلقة التي فقدتها_ أيها (Elqurssan) _من تدبرك, مما جَعَلَتْكَ قاصرًا عن إدراك الترابط!!
لقد أخبر الله I ملائكته الأخيار بما عقد عليه العزم من جعله خليفةً في الأرض, فاعترض المكرمون بقولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾؛ ذلك أنَّهم يعلمون أنَّهم هم المعصومون, وغيرهم غير معصوم, وانتفاء العصمة يقود إلى إفساد الأرض وسفك الدماء, وهم يظهرون بذلك علمهم, ولم يكتفوا بذلك, بل أظهروا فضلهم على غيرهم, فقالوا: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾؛ أي: خاضعون لك, وقائمون على أمرك, وكان ممن قال ذلك إبليس, فقال الله لهم: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, ثمَّ بدأ بإقامة الحجة عليهم؛ ذلك أن قولهم يَسْفُرُ فيه تفضيل أنفسهم على خليفة الله في الأرض, فأراد الله أن يحاججهم, وأن يقيم عليهم برهانه بدعواه: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, فكانت الخطوة الأولى في طريق إقامة الحجة على الملائكة بعد الخلق هي تعليم آدم مسميات الأشياء, أي الذوات, فأراد الله أن يجرَّد الملائكة من كلِّ حجة يملكونها, فقال لهم: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾, أي: إن كنتم صادقين في أنكم أفضل من خليفتي في الأرض, وأراد أمرين حسب السياق القرآني, ألا وهما: تعجيز الملائكة؛ ذلك أن أمره أمر تعجيز, وإظهار جهلهم؛ لإبراز خليفته عليهم في العلم, فردَّ الملائكة ردَّ أدبٍّ وتعظيم: ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾, فكان ردُّهم تصريحًا ببطلان دعواهم التي ادَّعوا, فأتت اللحظة لدحض حجتهم, فقال: ﴿يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ﴾, أي بالأسماء التي عجز المكرمون عن معرفتها, وقصر علمهم فيها, فلمَّا ظهرت عليهم الحجة, سألهم سؤال تقرير إقامة الحجة وصدق الدعوى: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾. إذن, رأينا أنَّ الله قد أجمل دعواه, فقال: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, ثمَّ فصل دعواه, فقال: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾. وهذه هي طريقة المحاجة؛ فالإجمال يأتي قبل إقامة الحجة والبرهان, والتفصيل يأتي بعد تحقيق الدليل والسلطان؛ لأنَّه يصح للمدَّعِي أن يوقف المحجوج على غلطه, وأن يسمو عليه بسلطان برهانه؛ ذلكم بأنه للحق صولة وجولة!! بَيْدَ أنَّ الملائكة لا يمترون في أنَّ فعل الله حقٌّ وعدلٌّ وصدقٌّ, فهم ليسوا بحاجة إلى نصب البراهين, ويكأنَّ الله يعلِّم خليفته طريق المحاججة بحجاجه لملائكته!!
وعليه, لم يكن قوله: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ...﴾ سؤالاً مختصًّا بهم من حيث جهلهم بالأسماء, بل هو مختص بهم من حيث كونهم فضَّلوا أنفسهم على خليفة الله, ورأوه غير جدير بخلافة الأرض أو هم أحقُّ بها وأهلها, فأقام الله عليهم حجته, ودفع دعواهم بإبانة زيفها, وأكَّد عليهم قوله في بادئ الأمر: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, ليس غير.

أخي الكريم, أحبك الله الذي أحببتني فيه.

elqurssan
2009-10-14, 12:30 PM
...................................


وعليه, لم يكن قوله: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ...﴾ سؤالاً مختصًّا بهم من حيث جهلهم بالأسماء, بل هو مختص بهم من حيث كونهم فضَّلوا أنفسهم على خليفة الله,:p01sdsed22::p01sdsed22::p01sdsed22: ورأوه غير جدير بخلافة الأرض أو هم أحقُّ بها وأهلها:p015::p015::p015:, فأقام الله عليهم حجته, ودفع دعواهم بإبانة زيفها, وأكَّد عليهم قوله في بادئ الأمر: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾, ليس غير.
أخي الكريم, أحبك الله الذي أحببتني فيه.



:36_1_39::p01sdsed22::36_1_39:
:p015::p015::p015:


طبعاً-بعد
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
إنه لغنى عن التَعريف


أخى الرآئِع أنه لو كان للجهل رآئِحة -فواللهِ ما إستطاع إحدٌُ أن يقترب منى قـَطْ!!!!هذا واقِع مرير أعيشه لا تواضعاً أخى العزيز وإنه لمن المُضحِك فى الأمر انه تَجدنى فى بعض الأحيان على درجة من الثقة بالنفس تَصل الى حد الغرور وما أنا فى الأصل إلا كما رأيت حمداً لله ِ اننى أعلم
(طريقته سبحانه وتعالى ليعلمنا أخذ الطريقة بالحوار بسؤاله لإبليس ما منعه ألا يسجد لآدَم-عليه السلام وهو طبعاً يعلم مامنعه ) لكننى لم أكن متخيلاً قط

ان هذا الموضوع سبب للملآئِكة مشكلة كبيرة وأمر عظيم
أنا كنت مُعتقداً ان الملآئِكة .. يعنى ماهم إلا ملآئكة !!!!(بغض النظر عن القوة) لكن هم فى الأول والأخير ملآئِكة -(مخلوقات وديعة -حسب تفكيرى الطفولى:36_sf1_1[1]:) لكن إتَضح انه لم يكن أمراً سهلاً بالمرة!!!
صحيح !!!وكيف لا وهم عِند الله!!! ملك السماوات والأرض!!!
الفرد منا عندما يكون مع أبيه أو جده أو عمه او خاله
(وللهِ المثل الأعلى مع الفارق طبعاً)
يشعر وكأنه حاز الدنيا بما فيها !!! فكيف بهم!!!!!
أخيراً وليس آخراً لو يعلم سلاطين الأرض وملوكها المُتَعة التى أجدها فى هذه المواقِع و
المُنتَديات الدَعوية(من قرآن كريم-حديث فقه...)
(كهذا المنتدى الحبيب الى قلبى)
واللهِ لحاربونى عليها بالسيوف
جزاكم اللهُ عنا وعن المُسلمين
والمُسلمات كل خير
وفقَ َاللهُ الجميعَ لما يُحب ويرضى
وآخرُ دَعوانا أن الحَمدُ للهِ رب العالمين

الداعي
2017-03-26, 09:00 PM
يقول القرآن: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، (البقرة: 6).

السؤال: هذه الآية لا تنطبق على كل الكفار، فهناك كفار آمنوا بعد الإنذار، ألا يدل هذا على أن هناك خطأ في هذه الآية؟

الجواب:

قد يتبادر للذهن من دون تدبر أن الآية تصطدم مع الواقع، وبالتالي هي خطأ، ومنشأ هذا الخطأ أنه يغيب عن المرء أن من أساليب القرآن ذكر العام وقصد الخاص، فقد تذكر آيات شيئا ما على عمومه وتريد بعضه، نحو: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾، (التوبة: 5). فلفظ المشركين عام أريد به الخصوص، وهم مشركو العرب، حيث قال الله فيهم: ﴿تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ﴾، (الفتح: 16). وكذلك هذه الآية.

وتخصيص العام فيما يخص العقائد يجوز بالعقل ويجوز بالنقل، ومن التخصيص بالعقل قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، والعقل يخرج من ذلك قدرته على خلق إله آخر. وكذلك قوله: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾، والعقل يخرج من ذلك أنه خلق ذاته. وكذلك قوله: ﴿مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾، والعقل يخرج من ذلك الجبال. وهكذا هلم جرا.

إذن، لفظ ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ عام أريد به الخصوص، والعقل يخصصه في أبي لهب وأبي جهل ومن حذا حذوهم ممن عرف الحق وتنكب عنه، فأمثالهم كما قال الله: ﴿لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾.

الداعي
2017-03-26, 10:41 PM
يقول القرآن: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، (البقرة: 7).

السؤال: إن كان الله هو من "ختم"_ وهنا يوجد نوع من الإجبار _على قلوبهم وأبصارهم وسمعهم غشاوة، فما ذنبهم؟ أي: لماذا يعذبهم الله؟!

الجواب:

قبل الولوج في الجواب، أحب أن ألفت انتباهك إلى أن الله لم يختم على أبصارهم، بل ختم على قلوبهم وسمعهم، وجعل على أبصارهم غشاوة؛ وهنا حدث لديك خلط؛ فالواو بين قلوبهم وسمعهم هي واو عاطفة، بينما الواو بين سمعهم وأبصارهم استئنافية، ولو كانت عاطفة لكانت حركة التاء في (غِشَاوَةٌ) تنوين فتح على أساس أنها مفعول به، بينما هي بتنوين الضم على أساس أنها مبتدأ مؤخر. ما يؤيد قولي قوله: ﴿وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً﴾ (الجاثية: 23). فهنا واضح أن الختم مخصوص بالسمع والقلب، بينما خص البصر بالغشاوة.

وعلى كل حال، إليك الجواب:

هذه الآية تتكلم عن صنف من الكفار، يستوي لديهم الإنذار من عدمه في قضية الإيمان؛ ذلك أن ما هم عليه من الباطل أفسد فطرتهم، فقلوبهم منكرة مستكبرة، ران عليها ما كانوا يكسبون، فقلب الواحد فيهم كما قال النبي_ عليه السلام _: «أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»، رواه مسلم. حتى إنهم من كبرهم قالوا: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، (الأنفال: 32). ولو كانوا نزيهين يرومون الحق لقالوا:" إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه، وحببه إلينا".

وعليه، نتيجة لإصرارهم على الباطل، وبسبب إعراضهم عن آيات الله بعد أن عرفوها، ولجحدهم بها كما قال الله: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾، (النمل: 14). أقول: لما كانت هذه حالهم، وتلك صفاتهم، فقلوبهم لا تعقل، وآذانهم لا تسمع، وأعينهم لا تبصر: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾، كانوا كأنهم خلقوا كذلك، فنسب الختم إلى الله مجازا، ولكنه في حقيقته أشواك الباطل، وصدق الله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴾، (الكهف: 57).
أي: من عاقبة ذنبهم كان الختم وكانت الغشاوة، لذلك يعذبهم الله على ما كسبت أيديهم، فأفسدت جوارحهم: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، (الحج: 46).