المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التأصيل التوراتي للإرهاب الأمريكي اليهودي (2)



ismael-y
2009-08-17, 07:05 PM
مصطفى إنشاصي

من الأصول التوراتية السابقة للإرهاب يتفرع أصول أخرى تم ترجمتها بالممارسة وارتكاب أبشع الجرائم طوال تاريخ اليهود، وخاصة في فلسطين، سيتم الحديث عنها عند الحديث عن التطبيقات العملية للأحكام الشرعية للإرهاب في التوراة. أما الآن فنرى أنه من الضروري التأصيل للأحكام التوراتية لمفهوم ما يسمى "السلام" عند اليهود. فما يسميه دعاة "السلام" أنه سلام مع العدو اليهودي، هو في حقيقته حسب الفهم اليهودي لمعنى "السلام"، إرهاب يهودي توراتي في ثوب زائف مثل كل الأثواب الزائفة التي خدعنا وضللنا بها الصهاينة، وأضاعوا وقتنا وجهدنا في الجري وراء تحديد هويتها وتصنيفاتها العلمانية أو الإلحادية الظاهر.

الأحكام الشرعية للإرهاب في التوراة
مبادئ "السلام" في التوراة

قليل هم من الكتاب والمفكرين العرب والمسلمين، وخاصة المؤمنين حقاً بـ"السلام" مع اليهود، ويروّجون لإمكانية نجاح ذلك تحت مبررات كثيرة يظنون أنها مقنعة، ولن أقول أنهم أنفسهم يعلمون أنها غير صحيحة، ولكن هناك دوافع مختلفة ومتفاوتة بين هؤلاء ليتظاهروا بأنهم يدافعون عن ذلك بقناعة تامة. قليل من هؤلاء من يعلم: (أن اليهودية شرع يحكم أفعال اليهودي منذ استيقاظه حتى نومه، ومن ميلاده حتى وفاته) [1]. من هذا الفهم لليهودية واليهودي سنحاول التعرف على مفهوم "السلام"ـ الإرهاب ـ في الشريعة اليهودية التوراتية التي تحكم أفعال أتباعها من مولدهم إلى مماتهم.
بحثتا عن مبادئ ما يدعى "السلام" أو الصلح في التوراة، فوجدنا أن جميع المبادئ التي تتعلق بهذا الموضوع ليس لها سوى هدف وحيد، هو: إجبار اليهود على اغتصاب الأرض ـ فلسطين ـ وإبادة شعبها. وأول هذه المبادئ*:

(أولاً) رفـض الصلح

إن المبدأ الأساسي في التوراة عن "السلام"، هو عدم الصلح. فقد جاء في سفر الخروج الإصحاح (34) النصوص من (12 إلى 15): (إياك أن تعقد معاهدة مع سكان الأرض التي أنت ماضٍ إليها لئلا يكونوا شركا لكم. بل اهدموا مذابحهم، واكسروا أنصابهم، واقطعوا أشجارهم المقدسة. إياكم أن تعبدوا إلهاً آخر غيري، لأن الرب اسمه غيور جداً).

وهذا معناه رفض "السلام" من حيث المبدأ في العقيدة اليهودية؟!. خاصة مع أصحاب الأرض التي وعدهم بها الرب "فلسطين الحالية". ممّا يعني فقدان الثقة في هذا المسمى "السلام" الزائف من الأصل والمبدأ. لذلك أرى أن يبحث دعاة ما يسمى "السلام" عن معنى أو مصطلح أو مسمى آخر غير "السلام" يطلقوه على ما يجري اليوم بين اليهود والعرب، وخاصة الفلسطينيين. وهذا المبدأ الأصل في العقيدة اليهودية عما يسمى "السلام" هو ما أكّدته مسيرة ما يسمى بالعملية السلمية التي بدأت منذ عام 1991، أو لنقل منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وقد قطعت الأحداث الأخيرة ـ ثورة الأقصى / انتفاضة الأقصى ـ الشك باليقين في ذلك، وأصبح واضحاً أن إمكانية تحقيق السلام الآمن والعادل بين العرب واليهود لن تتحقق يوماً في أي اتفاق صلح مع اليهود، إلا إذا كان هذا الاتفاق هو استسلام العرب لليهود كاستسلام النعاج لذابحيها، لأن هذا هو المفهوم الوحيد لما يسمى " السلام" في التوراة.

(ثانياً) القتل والابسال والتدمير

المبدأ الثاني من مبادئ "السلام" في العقيدة اليهودية، في حال احتلال اليهود للأرض ـفلسطين ـ التي وعدهم بها الرب بعد أن حرم عليهم أن يعقدوا مع سكانها أي نوع من أنواع الصلح، فإن الأوامر الإلهية في هذه الحال واضحة وشديدة الصرامة في القتل والابسال والتدمير، فقد جاء في سفر التثنية، الإصحاح (7) النصوص من (1 إلى 5): (ومتى أدخلكم الرب إلهكم إلى الأرض التي أنتم ماضون إليها لترثوها، وطرد من أمامكم سبع أمم، أكثر وأعظم منكم ... وأسلمهم الرب إليكم وهزمتموهم، فإنكم تحرمونهم – تقتلونهم – لا تقطعوا لهم عهداً، ولا ترفقوا بهم ... اهدموا مذابحهم وحطّموا أصنامهم وقطّعوا سواريهم وأحرقوا تماثيلهم).
ويضيف في نفس الإصحاح مؤكداً على ضرورة القتل دون شفقة أو رأفة، لأنهم شعب مقدس وخاص للرب الذي اختارهم من بين كل شعوب الأرض لينفذوا أوامره ويطيعوا وصاياه، التي هي: (وتستأصلون جميع الشعوب الذين يسلمهم الرب إليكم، فلا تشفقوا عليهم ولا تعبدوا آلهتهم لأن ذلك شرك لكم) – النص 16- فالأوامر الإلهية نحو سكان الأرض المحتلة هي القتل والإبادة الجماعية والاستئصال من الوجود.

(ثالثاً) الهدف من القتل

ولا ينسى أن يوضح الرب لشعبه المقدس الهدف من وراء هذه الأوامر والوصايا المتشددة بضرورة القتل، ووجوب عدم الإبقاء على أحد من سكان الأرض التي وعدهم بها "فلسطين"، وذلك في سفر العدد الإصحاح (33). النص (55) (ولكن إن لم تطردوا أهل الأرض من أمامكم، يصبح الباقون منهم أشواكاً في عيونكم، ومناخس في جنوبكم، ويضايقونكم في الأرض التي أنتم مقيمون فيها).
إن الرب لا يريد لشعبه المقدس، المختار للسيادة من بين شعوب الأرض من يزعجه ويقلق راحته، لذلك لا بد من قتل أصحاب الأرض الأصليين والتخلص منهم، لأنهم أن أبقوهم أحياء فإنهم سوف يعودون، وسوف يطالبون بأرضهم وحقوقهم الوطنية فيها، كما يحدث الآن في قضية اللاجئين، والإصرار على حق العودة، ورفض اللاجئين الفلسطينيين التفريط في هذا الحق. مما استفز أحد أشهر من عرفوا عند الكتاب العرب بالمؤرخين الصهاينة الجدد، وهو اليهودي اليهودي (بني موريس) الذي اشتهر للأسف عند التقدميين العرب بأنه يهودي تقدمي غير صهيوني، وأنه من أشهر الكتاب الصهاينة الذين فضحوا جرائم ومجازر العدو اليهودي التي ارتكبها الصهاينة عام 1948، بسبب تلك المذابح شكك في موريس في مدى شرعية كيان العدو اليهودي. وفجأة صعق قراءه وأنصاره ومعجبيه من العرب، عندما أخذ على قادة الكيان اليهودي عام 1948 عدم قتلهم جميع الفلسطينيين وإبادتهم، وانتقد السماح لهم بالهجرة، لأنهم لو أبادوهم في ذلك الوقت ما كانوا وجدوا اليوم من يطالبهم من الفلسطينيين بحق العودة إلى ديارهم، وكان كيان العدو اليهودي قد وقع اتفاقيات "سلام" مع الدول العربية منذ زمن. هذا مثال من الأمثلة كثيرة على خداع الصهاينة وتوزيعهم للأدوار بينهم ؟!!.
كما أن بنيامين فريدمان يرى في النص السابق، أنه قد يكون معناه أن "يهوه" لا يؤمن بأخذ أسرى من الأعداء لما في ذلك من مشاق وكلفة [2].http://www.albshara.com/forums/imgcache/2/7759albshara.gif ولعل هذا ما يفسر لنا انتهاج جنود العدو اليهودي في كثير من الحالات سياسة تصفية وقتل المجاهدين والأسري في أرض المعركة بعد وقوعهم في الأسر وعدم اعتقالهم، سواء في الحروب اليهودية مع الدول العربية، أو في كثير من المواجهات مع المقاتلين الفلسطينيين، وقد تجلت هذه السياسة وهذا السلوك اليهودي في أجلى وأبشع صور الممارسة له في ثورة المساجد / انتفاضة الأقصى المبارك.

(رابعاً) الويل لمن يرفض أوامره

أما في حال عدم تنفيذ الشعب المقدس لأوامر الرب "يهوه" بالقتل والحرق والتدمير والإبادة الجماعية، فالويل له من الرب "يهوه"، لأنه ينتظره عقاب قاسي جداً، فما كان سيفعله الرب في "الجوييم" – الأمم الأخرى غير اليهود – من قتل وإبسال فإنه سيفعله بهم – بشعبه المقدس – جاء في سفر العدد الإصحاح (33) النص (56): (عندئذ أنزل بكم ما أنا مزمع أن أنزله بهم). وفي سفر التثنية، الإصحاح (8) النص (20) يتوعدهم: (كالأمم التي يبيدها الرب من أمامكم هكذا أنتم أيضاً تبيدون، لأنكم لم تطيعوا أمر الرب إلهكم).
ما سبق تؤيده فتاوى حاخاماتهم وأوامر قادتهم السياسيين والعسكريين ومقالات كتابهم ومفكريهم اليوم، التي تدعو إلى قتل العرب بدون رحمة ولا شفقة ولا تمييز، ومن يستطيع الرفض وتوراتهم تتوعدهم بالقتل لكل من يعصي أو يرفض تنفيذ حكم الحاخام، كما جاء في سفر التثنية، الإصحاح (17) النص (12): (ومن يرفض متمرداً تنفيذ حكم الكاهن الماثل هناك لخدمة الرب إلهكم، أو القاضي، فإنه يقتل. وبذلك يستأصل الشر من إسرائيل. فيشيع الخير بين جميع الشعب فيخافون ولا يتمردون بعد).
وبعد: هل نعجب من المذابح والمجازر وعمليات الإبادة التي يقوم بها كيان العدو اليهودي في فلسطين ولبنان؟! أم نعجب من قيام أحد اليهود المتعصين بقتل رئيس وزراء العدو اليهودي (إسحاق رابين) عام 1996، لأنه وقع اتفاق أوسلو، وأعاد بعض الأراضي للفلسطينيين، الذين أمر الرب "يهوه" بقتلهم واستئصالهم جميعا، وعدم الإبقاء على أحد منهم حيا، وليس فقط عدم إعادة أي شبر من الأرض لهم، ورابين كان في ظاهره في ذلك الوقت أنه يريد أن يعيد مزيدا من الأرض لأعدائهم الفلسطينيين بدل إبادتهم، وقد أفتى بعض حاخاماتهم بجواز قتله؟!!. والآن الإرهابي (أريئيل شارون) الأب الروحي لاغتصاب الأراضي، مهدد بالاغتيال من قبل يهود متعصبين، لأنه يريد أن يجري انفصال أحادي الجانب من قطاع غزة وشمال جنين، من أجل أن يحافظ على القدس والمغتصبات اليهودية في الضفة الغربية، بعد أن أدخل داخل حدود الجدار كل الأراضي الفلسطينية ذات العلاقة بدينهم وذكريات أنبيائهم، وذات الطابع الديني، والتاريخي؟!!.
كما أننا يمكننا أن نعتبر هذا نفسه هو الفارق بين اليهودي المتدين واليهودي غير المتدين، الذي لا نعتبره علماني أو ملحد، ولكن نعتبره يهودي محافظ بشكل أو آخر على يهوديته، ويلتزم بشرائعها على قدر ما يراه ضروري لمنع الرب من أن ينزل بهم الانتقام الذي كان سينزله بالفلسطينيين. وذلك ليس خوفا من أن يحرم من الجنة ويدخل النار، لأن اليهود جميعا مهما ارتكبوا من آثام ومعاصي بحسب اعتقادهم وشريعتهم لن يدخلوا جهنم، لأن الرب "يهوه" أعد جهنم للجوييم من غير اليهود فقط. وعلى ذلك، ماذا يريد اليهودي من العبادة وإقامة الشرائع التي يرى أنها لم تعد تتناسب ومتطلبات وتطورات عصره ما دام ضامنا الجنة والفردوس؟!.
إن السواد الأعظم من اليهود بعد أن ضمن لهم كتبة التوراة، وواضعي دينهم الوثني، الجنة مهما ارتكبوا من الجرائم والمعاصي، أو من التقصير، يرون أن لا ضرورة للالتزام بحرفية النصوص مادام محافظا على يهوديته وملتزما بـ"مقومات قوميته اليهودية" التي هي الديانة اليهودية وتنفيذ أوامر الرب بالقتل من أجل اغتصاب الأرض والحفاظ عليها. وهذا الفهم غالبا هو الذي يتميز به من يعتبرون علمانيين في كيان العدو اليهودي. فكيف إذا كانت الآخرة في عقيدتهم هي العودة إلى فلسطين، وها هو قام بما عليه من واجب من أجل تحقيق ذلك، وعاد بنفسه إليها أيضا؟!!.
إن الفارق بين يهودي ويهودي، هو مدى الخوف من العقاب الذي يمكن أن ينزله الرب بهم إذا هم خالفوا أوامره بالقتل والإبادة الجماعية لأصحاب الأرض، وليس التمسك الحرفي بالنصوص في الشرائع والعبادات، التي كان عليهم التمسك الحرفي والالتزام الصارم بها في الشتات، من أجل الحفاظ على أنفسهم وعلى دينهم من الضياع والاندثار، وهم في بلاد الأغيار. أما وقد أعادهم الرب إلى "أرضهم الموعودة"، فإن الأوامر واجبة التنفيذ هنا، هي: أوامر القتل والاستئصال والإبادة. واليهود المفترى عليهم أنهم علمانيين وملحدين هم الأكثر تعصبا في هذا الأمر، وأكثر يهود كيان العدو اليهودي التزاما بأوامر القتل والإبادة، وتاريخهم وتاريخ المذابح والمجازر التي سيأتي الحديث عنها أكبر دليل وشاهد على هذا. فمن الذي يستحق أن يكون يهوديا متدينا وصالحا ومطيعا للرب وأوامره، اليهودي المتدين الذي يعيش عالة على الدولة وبقية اليهود، باسم التفرغ للعلم والعبادة، الذي يعفى من الخدمة العسكرية، وتدفع له الدولة فوق ذلك المال ليعيش منه، ويبني المدارس والمعاهد ...ألخ مما هو عليه هؤلاء المتدينين من اليهود، أم اليهودي الذي يقوم بعبء الدفاع عن الوطن، وينفذ الأوامر الإلهية بالقتل والإبادة ضد أصحاب الأرض، من أجل اغتصاب المزيد منها، والحفاظ على ما سبق أن اغتصبه... ؟!!.
وهناك حكم شرعي توراتي آخر، قد يلقي مزيدا من التوضيح لنا حول الاختلاف بين اليهودي المتدين واليهودي العلماني، هو:

(خامساً) أحكام شرائع الحصار

هنا يكمن الاختلاف أكثر ما بين اليهودي المتدين والعلماني، والمتطرف والمعتدل، والصقور والحمائم، كما يحلو للكتاب العرب تصنيف مواطني كيان العدو اليهودي قادة وأفراد. فإلى جانب الحكم السابق الخاص بمدن "أرض الميعاد" بخصوص بشرائع الحصار وفتح المدن والصلح معها في العقيدة اليهودية، فإنه يوجد لها حكمان آخران:
الأول: الحكم الخاص بسكان مدن أرض الميعاد "فلسطين" وهذا فيه حكمان:
• الأول: حكمها القتل والتدمير بعد أن يتم فتحها، حفاظا على نقاء الدين اليهودي من تأثير الثقافات الأخرى. فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح (20) النص(16ـ18): (أما مدن الشعب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثاً، فلا تستبقوا منها نسمة حية، بل دمروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهكم لكي لا يعلموكم أرجاسهم التي مارسوها في عبادة آلهتهم، فتغووا وراءهم وتخطئوا إلى الرب إلهكم).
وهنا أيضا يبدو أنه هناك تفسيران أو اجتهادان لفهم هذا الحكم الشرعي التوراتي، كما هو الحال في اجتهادات فهم اليهودية وليس تباين أو خلاف على مبادئها. وعدم إدراكنا في كثير من الأحيان لاختلاف الفهم أو الاجتهادات بين اليهود حول نص ما، يجعلنا نتصور أن هناك متدينين و"علمانيين". وبالنسبة لهذا النص مثلا، ففي الوقت الذي يعتبر فيه بعض المتدينين أن أي انسحاب من الأراضي المحتلة يخالف مبادئ اليهودية، ويعتبر ما بعد اليهودية، فإن جزء من المتدينين واليسار جميعه يفهم الانسحاب التزاما باليهودية، وأن التمسك بكل الأراضي المحتلة للحفاظ على المغتصبات التي أقيمت عليها هو ما بعد اليهودية. لأن أنصار الانسحاب يرون أن: (اليهودية ليست محصل الأراضي التي ستسيطر عليها "إسرائيل". اليهودية فكرة السيادة اليهودية. كان مبدأ المبادئ للأيديولوجيات اليهودية إعادة اليهود إلى التاريخ شعبا ذا سيادة فاعلا، وسيد نفسه. كانت السيادة لا الأرض منذ البداية العمود الفقري للمشروع كله ..... لهذا في الوقت الذي دعا فيه اليسار إلى تقسيم البلاد إلى دولتين، عارض أنصار ما بعد اليهودية التقسيم. فالتقسيم كما علم معارضوه، سينقذ السيادة اليهودية، وعدم التقسيم سيلاشي الدولة اليهودية، داخل أكثرية عربية ..... ) [3].

هذا يبين لنا ما خفي علينا، فاليساريين اليهود لا يريدون الانسحاب لأنهم علمانيين ويريدون التسوية بالتنازل عن بعض الأرض، ولا شارون المتطرف أقصى ما يكون التطرف، ولكنهم باتوا يخشون على سيادة ونقاء الدولة اليهودي من التلاشي، إذا ما استسلموا لرأي القلة القليلة كما وصفهم (جاد طؤوف) في مقاله، من سكان كيان العدو اليهودي الذين يريدون دولة من البحر إلى النهر، لأن هذا سيحول اليهود إلى أقليلة وسط أكثرية عربية، وسوف يقضي على السيادة اليهودية، ولذلك هم ـ اليساريين ـ أيضا عارضوا حق عودة اللاجئين، وحذروا أصدقائهم الفلسطينيين أنهم إذا ما بقوا مصرين على هذا الحق عليهم أن يعلموا أنه ليس لهم أصدقاء في "إسرائيل". ونقاء الطابع اليهودي لكيان العدو اليهودي حفاظا على السيادة اليهودية، سبق أن انتزع الإرهابي شارون من شريكه في الإرهاب ـ بوش ـ تعهدا بالحفاظ عليه. فهل هذا الفهم السياسي للانسحاب من شارون المتدين والمتطرف ومن التقدميين واليساريين، الذي لا يأخذ بحرفية النص، ولكن بحسب الظرف والمصلحة، هل هذا علمانية؟؟!!!. من يريد أن يتعرف على أصل فكرة العزل اليهودية، حفاظا على نقاء المجتمع اليهودي يراجع سفر (عزرا)، ليكتشف أن هؤلاء اليساريين التقدميين العلمانيين أكثر فهما وحرصا على الالتزام بروح النصوص التوراتية وحرفيتها في الوقت نفسه أكثر من المتعصبين الجهلة من اليهود.
هذا هو الفرق بين "المعتدل" و"المتطرف" في الحركة اليهودية وكيان العدو اليهودي، وهذا ما سبق أن وضحه الدكتور (فايز صايغ) في كتابه "الدبلوماسية اليهودية"، عندما كتب يقول: (إن التمييز بين "الاعتدال" و"التطرف" يفقد معناه بالنسبة للحركة اليهودية. كل صهيوني ملتزم مهما كان لونه، يتشبث بالهدف اليهودي الأخير. ومن لم يفعل ذلك بطل كونه صهيونيا. إذا فالاعتدال اليهودي هو فكرة وهمية. "المتطرف" هو الذي يصر على أن يحصل اليوم على ما يقبل "المعتدل: بإرجاء الحصول عليه حتى الغد. الفرق بينهما في التوقيت. لا أكثر ولا لأقل ... ولقد قيل: إذا شئت أن تستبق الزمن، وتكتشف ماذا ستطالب به الأوساط الرسمية "المعتدلة" في الحركة اليهودية بعد بضع سنوات، فما عليك إلا أن تصغي إلى ما يطالب به "المتطرفون" الخوارج من اليهوديين اليوم) [4]. وقد ضرب الكولونيل (ماينر تزهاجن) مثلا على ذلك بـ (حاييم وايزمان) الذي صورته الدعاية اليهودية أنه أسطورة الاعتدال، الذي لم يكن الاعتدال عنده سوى برنامجا زمنيا، ولم يكن إلا مقدرة فائقة في الدهاء وإخفاء المشاعر الحقيقية. ففي الوقت الذي كان يقول فيه (21 أيلول/سبتمبر 1919): (ليس في وسعنا طرد شعب آخر. نحن الذين قاسينا الطرد، لا يمكننا أن نطرد الآخرين). والذي كان يقول فيه: (العرب ليسوا غرباء. وقد عاشوا في البلاد طيلة قرون عديدة.. نحن نقول لهم: هناك متسع من المكان لكم ولنا). كان يبوح سرا لأصدقائه الخلص بخطته لإجلاء عرب فلسطين عن بلدهم. وكان (بطبيعته عدوانيا عنيفا للعرب) [5].

• الثاني: طرد أصحاب الأرض بعد أن يقوموا بالأعمال الشاقة نيابة عن اليهود:

أما من بقي من أصحاب الأرض الأصليين حيا بعد فتح مدن فلسطين ولم يستأصل – يقتل – فأوامر الرب توصي بالطرد التدريجي لهم، بعد أن يستغلوا كالعبيد في أعمال السخرة، وكالخدم في تهيئة الأرض والبلاد لراحة "شعب الرب المقدس"، وبعد ذلك يتم التخلص منهم. كما جاء في سفر التثنية، الإصحاح (7) النص (22، 23): (غير أن الرب إلهكم سيطرد تلك الأمم من أمامكم تدريجياً، لئلا تتكاثر عليكم وحوش البريّة إن أسرعتم بالقضاء عليهم دفعة واحدة. إن الرب إلهكم يسلمهم إليكم موقعاً بهم الاضطراب العظيم حتى ينقرضوا).
وجاء في سفر الخروج الإصحاح (23) النصوص (28 ـ 30): (وأبعث الزنابير أمامك، فتطرد الحويين والكنعانيين والحثيين من قدامك. إنما لن أطردهم في سنة واحدة لئلا تقفر الأرض فتتكاثر عليك وحوش البرية، بل أطردهم تدريجيا من أمامكم ريثما تنمون وترثون البلاد).
وهذا الحكم الشرعي التوراتي أيضا أثبتت الممارسة العملية لليهود أن له تفسيران أو اجتهادان، عدم إدراكهما يجعلان البعض يظن أن هذا يهودي متدين وذاك غير متدين، ولا نقدر أن اختلافهم يدور حول اجتهاد في فهم نص ما يختلف باختلاف الظروف، فالمتطرف يريد تنفيذه في الحال، والمعتدل يرجئ التنفيذ. وإذا ما عدنا إلى فهم السياسة التي رسمها مؤسس اليهودية الحديثة (تيودور هرتزل) بخصوص هذا الحكم، نجد أن له فيه رأيان أيضا:

• أولهما: طابعه الرأفة الشفقة وعدم التعصب الديني، يتفق وما أمر به الرب في الحكم الثاني، بعدم طرد سكان الأرض دفعة واحدة. وعن هذا الرأي كتب في يومياته: (إذا انتقلنا إلى منطقة حيث توجد حيوانات مفترسة لم يتعود عليها اليهود كالأفاعي الكبيرة مثلاً فسأحاول أن استعمل السكان البدائيين للقضاء على الحيوانات قبل أن أجد لهم عملاً في البلاد التي يعبرون إليها) [6].

• وثانيهما: يتفق مع الحكم الأول، حكم الاستئصال والإبادة الجماعية، وقد عبر عن هذا المعنى عندما تحدث عن الوسائل لإقامة كيان العدو اليهودي، فقد قال: (يجب أن نقيم حملة صيد كبيرة ومن ثم نجمع الحيوانات ـ الفلسطينيين الذين بحسب العقيدة اليهودية هم وجميع البشر من غير اليهود حيوانات ـ ونلقي في وسطها القنابل المميتة) [7].
وهذا الاختلاف في الفهم أو الاجتهاد في التفسير لهذا النص هو الذي يوجد التباين في الوسيلة بين من يدعو من اليهود للترحيل الجماعي والإبادة الجماعية، وبين من يدعون للانفصال أحادي الجانب!!. ومن يراجع تاريخ الحركة اليهودية قبل اغتصاب فلسطين عام 1948، سيكتشف أن دعاة الانفصال من اليساريين والتقدميين الآن كانوا الأشد تعصبا لطرد العرب من أرضهم، وكانوا هم أصحاب مبدأ العمل العبري، أي طرد العمال العرب ومنع اليهود من تشغيلهم في الأراضي التي يغتصبونها، وأن يتم عمل اليهودي في الأرض بنفسه، أو تشغيل عمال يهود. والآن انقلب الموقف وتم تبادل الأدوار.
الثاني: الحكم الخاص بسكان مدن الأرض البعيدة

وهذا الحكم خاص بسكان الدول العربية المجاورة ، وهذه أيضا لها حكمان:

* الأول:في حال استسلامها بدون قتال يتم استعباد سكانها كما جاء في سفر التثنية الإصحاح (20) النصوص من (10 إلى 15) : (وحين تتقدموا لمحاربة مدينة فادعوها للصلح أولاً. فإن أجابتكم إلى الصلح واستسلمت لكم، فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيداً لكم).
• الثاني: إذا قاومت ورفضت الصلح وانهزمت في الحرب، فحكمها قتل الرجال، وسبي النساء والأطفال والبهائم، كما جاء في نفس النص السابق: (فإذا أسقطها الرب إلهكم في أيديكم، فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة من أسلاب، فاغنموها لأنفسكم، وتمتعوا بغنائم أعدائكم التي وهبها الرب إلهكم لكم. هكذا تفعلون بكل المدن النائية عنكم التي ليست من مدن الأمم القاطنة هنا – فلسطين).

وهذا ما يفسر لنا سياسة الترغيب والترهيب و الرضى والإكراه، التي تستخدمها الولايات المتحدة التوراتية والعدو اليهودي، لفرض النظام الإقليمي الجديد على وطننا تحت مسمى "الشرق الأوسط"، التي بدأت بعد حرب الخليج الثانية و توقيع اتفاقية أوسلو، وما سيضمنه هذا النظام الإقليمي الجديد بما سينفذ فيه من مشاريع اقتصادية وغيرها من شراكة (صهيونية) في ثروات المنطقة دون جهد، إلى جانب قيادتها لهذا النظام الإقليمي الجديد. ولولا المقاومة الشريفة التي تبذلها الأمة هنا وهناك، وخاصة في فلسطين والعراق لتم فرض هذا النظام الإقليمي الجديد الذي يتم فيه استعباد الأرض و الإنسان بحسب حكم التوراة.

(سادساً) الاندماج والتطبيع الثقافي

أما حكم الاندماج والتطبيع الثقافي ومخالطة الأمم الأخرى من غير اليهود بعد تحقيق ما يسمى "السلام"، وما يمكن أن يحدث بين اليهود والشعوب الأخرى من تبادل ثقافي، وما يمكن أن ينقله اليهود عن الشعوب الأخرى من عادات وتقاليد وسلوك ,غير ذلك مما يحدث بين الشعوب في حال إقامة علاقات طبيعية فيما بينها، فقد جاء تحذير ووعيد من الرب "يهوه" لـ "شعبه المختار" من الاندماج والتطبيع الثقافي مع الشعوب الأخرى، وفي حال حدوث ذلك فإن هالكون لا محالة. فقد جاء في سفر التثنية الإصحاح (8) النص (19) بعد أن يذكرهم الرب أنه هو الذي منحهم القوة والثروة: (أما إن نسيتم الرب إلهكم، وغويتم وراء آلهة أخرى وعبدتموها وسجدتم لها، فإنني أشهد عليكم أنكم لا محالة هالكون).
والسبب الذي يجعل الرب يشدد على "شعبه المقدس" من خطر الاندماج في غير اليهود، والتطبيع الثقافي معه، وتهديده لهم في حال حدوث ذلك فإن سيتخلى عنهم، فراجع إلى مدى حرصه على "شعبه المقدس" من الانقراض. جاء في سفر يشوع، الإصحاح (23) النص (12 ، 13) يتوعدهم: (ولكن إذا ارتددتم والتصقتم ببقية هذه الأمم الماكثين معكم، وصاهرتموهم واختلطتم بهم وهم بكم. فاعلموا يقيناً أن الرب لا يعود يطرد تلك الأمم من أمامكم، فيصبحوا لكم شركاً وفخاً وسوطاً ينهال على ظهوركم، وشوكاً في أعناقكم حتى تنقرضوا من الأرض الصالحة التي وهبها لكم الرب إلهكم).

أما حكم من يدعو إلى ذلك من اليهود فهو القتل. كما جاء في سفر التثنية، الإصحاح (13) النصوص من (6 إلى 10): (وإذا أضلك سراً أخوك ابن أمك، أو ابنك أو ابنتك، أو زوجتك المحبوبة، أو صديقك الحميم قائلاً : "لنذهب ونعبد آلهة أخرى غريبة عنك وعن أبائك من آلهة الشعوب الأخرى المحيطة بك أو البعيدة عنك من أقصى الأرض إلى أقصاها"، فلا تستجب له ولا تصغ إليه، ولا يشفق قلبك عليه، ولا تترأف به، ولا تتستر عليه بل حتماً تقتله، كن أنت أول قاتليه ثم يعقبك بقية الشعب، ارجمه بالحجارة حتى يموت).
ولمعرفة ما فعله أنبياء توراتهم بعد العودة من السبي البابلي بمن اختلط بالشعوب الكنعانية آنذاك يراجع سفر (عزرا) و(نحميا). أما في القرن الماضي فاعلم أن المذابح النازية "كذبة الهولوكوست" ضد اليهود كانت باتفاق بين قادة الحركة اليهودية وهتلر، ومورست ضد اليهود الألمان من الرافضين لفكرة إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، والداعين لاندماج اليهود في المجتمع الألماني، وكانت في الغالب ضد العجزة والمرضى وكبار السن، الذين لا يرجى منهم نفعا.

قتــل الأطفــال

لم ترتبط عقيدة وممارسة الإبادة وقتل الأطفال بأي دين أو فكر أو عقيدة كما ارتبطت بالفكر التوراتي، فقد وجدت هذه العقيدة تطبيقاتها في الحقب السابقة التي كان فيها لليهود وجود مؤثر وفاعل، أو حتى غير مؤثر، وقد ارتبطت قضية قتل الأطفال عند اليهود في التاريخ بقصة الولائم وفطير صهيون. وقد عادت للبروز مع بدايات إنشاء الكيان اليهودي في فلسطين، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا بأشكال متعددة، وتحت ذرائع وتبريرات أوهى من خيوط العنكبوت، وقد شاهد وسمع العالم أجمع في ثورة الأقصى/انتفاضة الأقصى بمئات الأطفال الفلسطينيين الذين تم قتلهم بدم بارد دون ذنب.
وقتل الأطفال والبراءة الإنسانية عقيدة عند اليهود، فقد جاءت أوامر القتل في التوراة في أكثر من موضع، مرتبطة بشكل مباشر بأوامر الإبادة الجماعية، وإن حمل نزعة أكثر إجرامية بحكم أنهم أطفال لا ذنب لهم. فقد جاء في سفر إشعيا (12:13-18) (وأجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز، والإنسان أعز من ذهب أوفير، لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه، ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب، فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن، ولا تشفق عيونهم على الأولاد).
وفي السفر نفسه (21:14-23) يأمر الرب بقتل الأطفال أخذا بذنب آبائهم، فيقول: (هيئوا لبنيه قتلا بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملئوا وجه العالم مدنا، فأقوم عليهم قول رب الجنود واقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية يقول الرب، واجعلها ميراثا للقنفذ وآجام مياه واكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود).
أما في سفر العدد (17:31) فهناك أمر صريح وواضح بقتل الأطفال وكل إمرأة متزوجة: (فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها). وفي سفر صموئيل الأول (15/3) يتكرر الأمر ولكن بشكل أكثر وحشية ودموية (فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا وغنما وجملا وحمارا). وجاء في (المزمور 137): (اذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا، هدوا حتى إلى أساسها، يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة).

اختلاق إسرائيل في ضوء الحقائق التاريخية

تبين معنا أن اليهودية دين بشري أسطوري، وليس دينا ـ رسالة ـ سماويا بالمعنى المتعارف عليه للكلمة. كما تبين أن عقيدة التوحيد التي يحاول اليهود وأنصارهم من العلماء الغربيين ترويجها على أنها عقيد توحيد سماوية إنما هي عقيدة توحيد وثنية. وذلك لأن ما يسمى بالديانة اليهودية اليوم قد تأكد بشكل قاطع ونهائي أنها ليست الرسالة السماوية التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام، ولكنها دين جديد قد تم تأسيسه في بابل، بعد أن دمر نبوخذ نصر دولة يهوذا عام 586ق.م، وحرق هيكلهم المزعوم وسباهم إلى بابل، وهي خليط من المعتقدات والخرافات والأساطير البابلية وغيرها من الديانات الوثنية التي كانت منتشرة في منطقة الهلال الخصيب ووادي النيل. لذلك تؤكد المعاجم اليهودية الصميمة: (أن تفهم الديانة "العبرية" مستحيل ما لم تؤخذ بعين الاعتبار، وبشكل مستمر، الديانات والثقافات الأخرى التي نمت وترعرعت في وادي الفرات ... إن الأصول القضائية البابلية، وكذلك الطقوس المعمول بها في المعابد البابلية، يجب أن تؤخذ كعوامل حاسمة التأثير على الشرائع "العبرانية" في الأصول القضائية والطقوس الدينية) [8].
كما أنه عندما يجتمع الجبن وضعف النفسية وقلة الشأن ومرض القلوب مع الأسطورة، ويسرح بها الخيال المريض الذي يعاني عقد نفسية وعرقية مركبة، ليصنع منهما تاريخا وواقعا ومستقبلا، لا أظن أنه قد يختلف عما أنتجه يهود السبي البابلي والقرون التالية، من أكاذيب عن ملاحم بطولية وإبادة جماعية وانتصارات لا مثيل لها على جميع أعداء الرب إلههم "يهوه"، ...إلى غير ذلك من الأساطير التي يخبرنا بها كتاب اليهود الديني العهد القديم " التوراة"، الذي يحتوي على مئات الصفحات التي تتحدث عن حروب الإبادة التي خاضها "يهوه" وأنبياء وقادة بني إسرائيل التوراتيين، ضد الشعوب الأخرى التي كانت تعيش في فلسطين والأردن، وعن تلك السطوة والجبروت التي كان يتمتع بها اليهود في فلسطين والأردن، وعن قهرهم وإذلالهم لجميع تلك الشعوب ... ألخ من الأساطير والأكاذيب التي يثبت تاريخ بني إسرائيل كذبها وعدم صحتها، وأن معظم ما وصف به كتبة التوراة أعداء "يهوه" وبني إسرائيل هو في حقيقته الحال الذي كان عليه بنو إسرائيل طوال حياتهم في فلسطين، أسقطته الشخصية اليهودية المريضة على الشعوب التي قهرتهم وأذلتهم.
وهذه بعض الحقائق التي تثبت كذب ما جاء في التوراة عن كذبة إسرائيل القديمة، وخاصة ما له علاقة بانتصاراتهم وحروب الإبادة الجماعية، وعظيم شأنهم الذي كانوا عليه في فلسطين.

كذبة تدمير مدينة أريحا

وتورد التوراة قصة طويلة حول الطريقة التي تم فيها دخول اليهود أريحا، وكيف تم هدم أسوارها عندما نفخ الكهنة في الأبواق، وأنه بعد دخولها قام اليهود بأمر من الرب بحرق المدينة وتدميرها عن آخرها، وقتل وإبادة جميع سكانها الـ 12000 ألف نسمة، ولم يبقوا منهم إلا بيت (راحاب) المرأة التي خبأت الجاسوسين اللذين دخلا المدينة لاستطلاعها. والقصة موجودة في سفر يشوع الإصحاح السادس والسابع، ومنها: (... ثم أحرق الإسرائيليون المدينة بالنار بكلِ ما فيها. أما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد حفظوها في خزانة بيت الرب....).
سنقف قليلاً للتعليق على هذه القصة المختلقة ونتناولها من زاويتين كمثال لجميع القصص من هذا النوع التي وردت في التوراة على كثرتها:
الأولى: أن كتبت التوراة وضعوها لتكون درساً وضيعاً في تعليم يهود دناءة الأسلوب ووحشية المنطق في التعامل مع الخصم. حيث اعتمدوا أسلوب الغش والخداع كما فعل الجاسوسين مع (راحاب) وغرروا بها وادعوا أنهم لم يأتوا للحرب وإنما جاءوا للتجارة، أما حرقهم المدينة وقتلهم جميع أهلها يدل على مدى وحشيتهم وفظاعة طباعهم من جانب، ومن جانب آخر أرادوا منه أن يكون درسا عمليا لليهود في تطبيق الأحكام سابقة الذكر على المدن التي يفتحونها.
وقد أثبتت الأحداث التاريخية أن الغربيين قد صدقوا هذه القصص والخرافات، ولذلك طبقها المؤمنون بها عمليا، كما فعل البيوريتانيين في الهنود الحمر،. وما ارتكبه ومازال اليهود من مذابح في فلسطين وغيرها، إضافة إلى العمليات اليومية ضد الأبرياء في الأرض المحتلة ولبنان والعراق وغيرها. ودلي صد الغرب لهذه الأساطير، أن المؤرخ (ول ديورانت) تعليقاً على ما فعله اليهود بأريحا، وما أشاعوه من قتلن كتب يقول: (ولسنا نعرف في تاريخ الحروب مثل للإسراف في القتل والاستمتاع به ... وبهذه الطريقة الواقعية التي لا أثر فيها للعواطف استولى يهود على "الأرض الموعودة") [9]. أما المؤرخ الفرنسي (جوستاف لوبون) فيقول أن: (التاريخ لم يعرف شعباً مارس عملية الذبح كما مارسها اليهود الأجلاف).

الثانية: نود الإشارة هنا إلى أن كثير من علماء الآثار المهتمين بالجانب التوراتي قد دحض ادعاء التوراة بغزو اليهود لفلسطين وتدميرهم للمدن التي دخلوها، وذلك لأن دخول بني لإسرائيل إلى فلسطين لم يكن بالحدث المؤثر في تاريخ فلسطين، كما يدعي اليهود ويحاولون إثبات ذلك بتزويرهم وتزييفهم لوقائع التاريخ والحفريات الأثرية.
فعالم التوراة الألماني الكبير المختص بتاريخ اليهود (مارتن نوت) يقول: (ليس هناك أي أساس يمكن أن نعزيه لعلم الآثار يدل على أن الدمار الذي حل بفلسطين في القرن الثالث عشر والثاني عشر يعود إلى التدخل الإسرائيلي، من وجهة نظر علم الآثار فإن الرواية التوراتية لغزو كنعان من قبل عيسى النافيتي تبقى معلقة في الهواء ... أو كما يقول العالم الأثري والمؤرخ الأمريكي جورج ميندين هول بأنه: "لم يكن هناك أي غزو لفلسطين ولكن كان هناك تحرك سياسي اجتماعي ضخم للسكان ضد النظام السياسي السائد. ورفض السيطرة لهذا الحاكم أو ذاك..) [10].

أما الدكتورة (كاثلين كينيون) فتقول: (إن أحد الصعوبات الأساسية في تحديد التاريخ الزمني لدخول "العبرانيين" هو انه لا يمكن لأحد بأي حال من الأحوال ادعاء وجود دليل في أي موقع آثار يثبت دخول أناس جدد). ويقول (هـ. ج. فرانكين) (1968): (اجتياح عبراني يفترض حدوث استقرار سكاني وممالك! على أي حال، لحد الآن لا يوجد أي دليل آثار يثبت تحرك قبائل عبر هذه المناطق. وكون بعض أسماء الأماكن يمكن تحديدها جغرافياً. لا يمكن اعتبارها أدلة أثرية) [11].
أما أساطير التوراة عن تدمير أسوار مدينة أريحا فإن الحفريات التي جرت مؤخرا في المدينة (أظهرت أن زلزالا قد حدث فيها وهدم أسوارها بين الأعوام 1413 و1300 ق.م) [12]. أي قبل دخول اليهود إليها بما يقارب 150 عام.
كما ويفند روجيه جارودي في كتابه "ملف إسرائيل" التناقضات التي يمكن أن نجدها في نصوص التوراة نفسها حول غزو فلسطين، والأساليب الدموية التي تم بها هذا الغزو، فيقول: (الأمر نفسه بالنسبة للأساليب فكتاب القضاة يورد عن الدخول إلى أرض كنعان رواية مناقضة لما يرويه كتاب يوشيا الذي يشير إلى أن القبائل المتحررة تحت لواء دولة واحدة وقيادة واحدة كانت أثناء مرورها تقتل السكان، بينما يشير كتاب القضاة إلى أن الدخول إلى كنعان بدأ بتسلل بطيء مسالم على الأغلب، وعنيف أحياناً ولكن دون مجابهات كبيرة مع سكان المدن الكنعانية المزودين بعربات قتال يصعب منالها على القبائل الرحل التي تعمل كل منها لحسابها الخاص) [13].
كذب قصص الانتصارات والإبادة
قبل أن يكذب المؤرخين وعلماء الآثار أساطير التوراة عن الانتصارات العظيمة التي حققها بني إسرائيل على الشعوب التي كانت تسكن في فلسطين، وعمليات الإبادة والاستئصال التي قاموا بها ضد هذه الشعوب تنفيذا لأوامر الرب "يهوه"، التي أمرهم بها عندما أخبرهم بوعده لهم بدخول فلسطين وطرد كل الشعوب التي تسكنها من أمامهم وإبادتها. قبل أن يكذبها المؤرخون وعلماء الآثار تكذبها التوراة نفسها، وخاصة سفر القضاة الذي يتحدث عن تاريخ اليهود، ويصف الأحوال الصعبة، وحياة الإذلال التي عاشها اليهود بعد دخولهم فلسطين في الفترة من عهد يوشع بن نون إلى بداية عهد سيدنا داوود عليه السلام، وهي الفترة التي عرفت في تاريخهم بعهد "القضاة"، نسبة إلى أنبيائهم الذين عرفوا باسم "القضاة"، والذين حكموا بني إسرائيل إلى أن بدأ عهد الملوك مع "طالوت" الذي رفض بني إسرائيل أن يكون ملكا عليهم، لأنه من فقرائهم وليس ممن يملك المال الكثير، فأخبرهم نبيهم أن الله هو الذي اختاره لهم، وإن علامة ملكه لهم، هي: عودة التابوت الذي فيه بقية مما ترك آل موسى وهارون.
هذه الفترة إلى جانب وصف التوراة لها، وصفها المؤرخون وصفا دقيقا أيضا، يظهر حجم الأكاذيب المختلقة عن تاريخ اليهود.
ويقول المؤرخ (هـ. جز ويلز): (ومهما يكن من أمر فإنهم لم يفتحوا إلا منطقة التلال الداخلية في أرض الميعاد ولم يزيدوا عليها شيئاً. فإن الساحل في ذلك الزمن لم يكن في أيدي الكنعانيين، بل في أيدي قوم وافدين من الخارج هم أولئك "الشعوب الإيجية" الذين يسمون بالفلسطينيين وقد استطاعت مدنهم غزة وجات وأشدود وعسقلان ويافا، أن تصمد لهجوم العبرانيين، وظل أسباط إبراهام أجيالا عديدة شعباً مغموراً في منطقة التلال الخلفية مشغولاً بمناوشات لا نهاية لها مع الفلسطينيين وذوي قرباهم من القبائل النازلة حولهم وهم المؤابيون وأهل مدين ومن إليهم) [14].
كما يصف (جوستاف لوبون) حياة اليهود في ذلك العهد بقوله: (كان بنو إسرائيل أقل من أمة. وكانوا أخلاطاً من عصابات جامحة كانوا مجموعة غير منسجمة من قبائل سامية صغيرة بدوية، تقوم حياتها على الغزو والفتح وانتهاب القرى الصغيرة حيث تقضي عيشاً رغداً دفعة واحدة في بضعة أيام. فإذا مضت هذه الأيام القليلة عادت حياة التيه والبؤس) [15].
وقد كان أعظم شأن وصل إليه بني إسرائيل طوال تاريخ إقامتهم في فلسطين في عهد دولة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام، هذه الدولة التي نسج حولها اليهود الأساطير، وكأنه لم يكن في تاريخ فلسطين والمنطقة دولة مثلها، وقد بينا في دراسة سابقة أنه أي كانت هذه الدولة، فالحق فيها هو لنا نحن المسلمين، الورثة الشرعيين لكل تركة الأنبياء والرسل السابقين.
وفي الحقيقة أن دولة داود وسليمان كانت دولة متواضعة، في مساحتها، وقوتها، وعلاقاتها مع الشعوب المجاورة لها. ولم تكن تلك الدولة الخرافية أو الأسطورية التي يدعيها اليهود اليوم، من أجل تبرير اغتصاب وطننا، بدعوى الحق التاريخي والديني. ولتكذيب هذه الدعوى، ولنحاول تقريب الفكرة عن الأسباب التي دفعت اليهود إلى اختلاق كل هذا التاريخ المزيف لهم، نعرض لبعض ما جاء عنها، وعن تاريخ اليهود بعدها في فلسطين والمنطقة بكاملها:
قد امتدت مدة حكم داود نحو أربعين عاماً من "1004-963ق.م". وفي عهده بلغت دولته التي عرفت في التاريخ بـ"الدولة اليهودية". أقصى اتساع لها (فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي إلى جبل الشيخ شمالاً وإلى حدود مصر ونهر الموجب جنوباً وإلى الصحراء شرقاً ولكن الساحل الفلسطيني الممتد من شمال يافا إلى جنوب غزة كان تابعاً لمصر وبالتالي فإن عموم فلسطين لم تقع تحت حكم اليهود حتى ذروة فتوحاتهم) [16].
كما أن سلطتها أو نفوذ دولة سيدنا داود امتد إلى حماة. وقد احتل دمشق في أحد معاركه (والواقع أن المملكة التي أسسها داود كانت أقوى حكومة وطنية لم يؤسس مثلها في فلسطين على أن عدم اشتمالها لكل الساحل لم يقلل من قيمة ذلك) [17].
أما دويلة يهوذا، تلك الدويلة التي بسبب زوالها على يد البابليين وسبي كبار رجالاتها، حيكت كل هذه المؤامرة على العالم أجمع، يصفها لنا "بلوك" كبير المؤرخين في الربع الأول من القرن العشرين بقوله: (كان المسافر في صباح يوم واحد يجتاز المسافة على قدميه بين القدس وأي طرف من أطرافها... لقد كانت تلك المملكة رقعة صغيرة بالنسبة إلى ممالك ذلك الزمن.. ولم تحكم إلا بعض فلسطين سبعين سنة، منذ ثلاثة آلاف سنة، في عهد داود وسليمان، وخمسين سنة في عهد المكابيين، وكان الحكم ثيوقراطياً طائفياً يتولاه رؤساء الكهنة) [18].
وكما هو معروف أنه بعد وفاة سليمان انقسمت دولة سيدنا داود وسليمان عليهما السلام إلى دولتين وهما: دويلة إسرائيل في الشمال وعاصمتها السامرة، ودويلة يهوذا في الجنوب وعاصمتها أورشليم، ومن يومها أصبح (تاريخ ملوك إسرائيل وملوك يهوذا، تاريخ ولايتين صغيرتين بين شقي الرحى تعركها على التوالي سوريا ثم بابل من الشمال ومصر من الجنوب. وهي قصة نكبات وتحررات لا تعود عليهم إلا بإرجاء نزول النكبة القاضية، هي قصة ملوك همج يحكمون شعباً من الهمج) [19].
ويتضح من دراسة تاريخ هاتين الدولتين أنهما عاشتا في صراعات مع بعضهما البعض، وكانتا عدوتين، وقد كان ميزان القوة يرتفع ويهبط بينهما، وأنهما كانتا مسرحاً للصراعات والاضطرابات والمشاكل الداخلية. كما أنهما كانتا كثيرتا التقلب في ولائهما والتبعية لهذه الإمبراطورية أو تلك، مما كان سببا في جلب نقمة تلك الإمبراطوريات عليهما، وسببا في سرعة زوالهما من الوجود، وطرد اليهود نهائيا من فلسطين.
وعلى الرغم من كل القلاقل التي أثارها اليهود في فلسطين، إلا أنهم لم يكونوا ذوي شأن أو ذكر بين شعوب المنطقة في تلك الفترة من الزمن. جاء في كتاب "يوسيفيوس واليهود" للدكتور "فوكس جاكسن": (كانت اليهودية من ضيق الرقعة، وخمول الذِكر، بحيث أن المسافر عبر سوريا في القرن الخامس ق.م أي في زمن هيرودوس*" قد لا يسمع بذكر اليهود" ولكن المبالغات جسمت كل شيء فيها) [20].
كما يؤكد المؤرخون أن اليهود لم يكن لهم ذكر في التاريخ، فالمؤرخ اليوناني الرحالة المدقق الشهير في القرن الخامس الميلاد "هيرودوت"، وهو أعظم مؤرخ لتلك العصور، بشهادة المؤرخ اليهودي "يوسيفيوس" لا يأتي على ذكر لذلك الماضي ـ اليهودي ـ هو ومعاصريه، في أسفاره التي هي أوثق المصادر التاريخية. ومثله جميع المؤرخين الذين دونوا أخبار رحلاتهم في سوريا ولم يذكروا اليهود في جنوبها، لأنهم لم يسمعوا بهم ولأنهم لم يكن لهم شأن إلا ما روته أسفارهم اليهودية الدينية، مما هو شبيه بتغريبة "بني هلال"). [21]
لقد عاش اليهود في بعض المناطق التي استطاعوا أن يستقروا فيها في فلسطين حياة بؤس وتخلف حضاري، وحروب مع جيرانهم، إلى أن طردهم منها الرومان نهائيا عام 135م.
يتبع...


________________________________________
[1] عادل المعلم، لماذا لا تحبوننا ثرثرة مع يهود، مكتبة الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى سبتمبر 1995، ص61.
* تراجع نصوص التوراة في: الكتاب المقدس "العهد القديم والعهد الجديد": تم جمعه في جي. سي. سنتر، مصر الجديدة، القاهرة، الطبعة الرابعة 1988.
[2] بنيامين فريدمان،مرجع سابق، ص37.
[3] المصدر السياسي، نشرة يومية مترجمة عن الصحف اليهودية، تصدر عن "المصدر"، عطا القميري، القدس، نقلا عن صحيفة "معاريف" اليهودية، بتاريخ 2/5/2005، مقال لـ (جادي طؤوف)، بعنوان "الاستيطان ما بعد اليهودية".
[4] إبراهيم العابد، دليل القضية الفلسطينية أسئلة وأجوبة، مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، شباط (فبراير) 1969، ص148.
[5] المرجع السابق، ص149.
[6] يوميات هرتزل: إعداد أنيس صايغ، ترجمة هيلدا شعبان صايغ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مركز الأبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، الطبعة الثانية 1973، بيروت، ص 78.
[7] حسن الباش، التربية اليهودية من عنصرية التوراة ـ إلى دموية الاحتلال، دار قتيبة، بيروت، الطبعة الأولى، 1411ه ـ 1990م، ص120.
[8] بنيامي فريدمان، مرجع سابق، ص28.
[9] ول ديورانت، المجلد الأول، الجزء الثاني، مرجع سابق، ص327.
[10] مرعي عبد الرحمن، مرجع سابق، ص25.
[11] تطور لمجتمع الفلسطيني عبر العصور (250.000ق.م-1948ب.م) –لجنة حفظ وإحياء التراث الفلسطيني- منظمة الشبيبة الفلسطينية –بيروت، آذار (مارس) 1979، ص7،8.
[12] بنيامين فريدمان، مرجع سابق، ص88.
[13] مرعي عبد الرحمن، مرجع سابق، ص26.
[14] هـ. ج. ويلز، موجز تاريخ العالم، ترجمة، ص92.
[15] يوسف هيكل، فلسطين قبل وبعد، دار النهضة العربية، بيروت، الطبعة الأولى، 1971، ص48.
[16] عبد الوهاب الكيالي "دكتور"، تاريخ فلسطين الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت، الطبعة الثانية، 1981م، ص15.
[17] سليم حسن، مصر القديمة، الجزء التاسع، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1992، ص511.
[18] عبد الله النجار، كمال الحاج، مرجع سابق، ص16.
[19] هـ. ج. ويلز، موجز تاريخ العالم، ص93.
* المقصود به هيرودوس المؤرخ الرحالة اليوناني وليس هيرودوس الذي كان أشهر ملوك إسرائيل في فلسطين أيام الرومان حكم من 37 ق.م إلى 4 م.
[20] عبد الله النجار، كمال الحاج، اليهودية بين تاريخين "قسمين"، دار العودة، بيروت، كانون الثاني (يناير) 1972، الطبعة الأولى، ص19.
[21] المرجع السابق، ص15-16.

دانة
2011-11-30, 09:42 AM
استمتعت جدا بقراءة هذا البحث القيم عن اليهود
حقا إن هؤلاء الناس هم أشر واخبث وأدنى أهل الإرض واستحقوا غضب الله عليهم
اللهم عليك بيهود ومن والاهم
اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر

جزاكم الله خيرا على هذا البحث القيم