تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إضاءات قرآنية ( لطائف وفوائد ) متجدد



الصفحات : 1 [2]

عزتي بديني
2009-12-07, 08:19 AM
http://www.d3wate.com/vb/aaaa/bsmm.gif

الإضــــــــاءه الســــابعة:
يحبها الله ويحب من يحبها


" وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر "



الكلام الخفي
" وأخفى "
من السر ، الذي في القلب ، ولم ينطق به ، أو السر : ما خطر على القلب



" وأخفى "


: ما لم يخطر ، يعلم تعالى أنه يخطرفي وقته ، وعلى صفته . المعنى : أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء ، دقيقها ، وجليها ، خفيها ، وظاهرها ، فسواء جهرت بقولك أو أسررته ، فالكل سواء ، بالنسبة لعلمه تعالى . فلما قرر كماله المطلق ، بعموم خلقه ، وعموم أمره ونهيه ، وعموم رحمته ، وسعة عظمته ، وعلوه على عرشه ، وعموم ملكه ، وعموم علمه ، نتج من ذلك ، أنه المستحق للعبادة ، وأن عبادته هي الحق التي يوجبها الشرع ، والعقل ، والفطرة . وعبادة غيره باطلة ، فقال :


" الله لا إله إلا هو "
أي : لا معبود بحق ، ولا مألوه بالحب والذل ، والخوف والرجاء ، والمحبة والإنابة والدعاء ، إلا هو .


" له الأسماء الحسنى "
أي : له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى ، من حسنها ، أنها كلها ، أسماء دالة على المدح ، فليس فيها ، اسم لا يدل على المدح والحمد ، ومن حسنها ، أنها ليست أعلاما محضة ، وإنما هي أسماء وأوصاف . ومن حسنها ، أنها دالة على الصفات الكاملة ، وأن له من كل صفة ، أكملها ، وأعمها ، وأجلها ، ومن حسنها ، أنه أمر العباد أن يدعوه بها ، لأنها وسيلة مقربة إليه ، يحبها ، ويحب من يحبها ، ويحب من يحفظها ، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها ، قال تعالى :


" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "




ابن السعدي

عزتي بديني
2010-02-14, 10:30 PM
http://www.mlfnt.com/live/12651078951.gif




قال تعالى :

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .التغابن 11

يقول تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ }
هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم،
فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله [تعالى]،
وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته،


والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟
فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة،
فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه،
فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه،
بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل،
مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب
كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

وعلم من هذا أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره
، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل، ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه
، فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد،
قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر.
هذا ما يتعلق بقوله: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } في مقام المصائب الخاص.


وأما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي، فإن الله أخبر أن كل من آمن
أي: الإيمان المأمور به، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،
وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته،
أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله، وأفعاله وفي علمه وعمله.
وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان،
كما قال تعالى في الأخبار: أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة،
فقال: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }

فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات،
وذلك لما معهم من الإيمان.

( الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى- )



منقول