المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال الخطيب



الصفحات : [1] 2

الهزبر
2007-12-19, 01:48 AM
السلام عليكم.

الموضوع عبارة عن عرض لبعض الخطب المؤثرة التي اجاد فيها خطباؤنا في شتى المواضيع.

خطبة للشيخ محمد حسان حول عيد الاضحى.

بأى عيد نفرح..؟!خطبة عيد الأضحى


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ([1])

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ([2])

أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.

الله أكبر .... الله أكبر ، لا إله إلا الله .. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد.

أحبتى في الله:

أعلم أن اليوم عيد ومن حقنا أن نفرح .. ولقلوبنا أن تسعد

ولكن بأى عيد تفرح وبأى قلب نسعد؟!

والله إن العين لتدمع وإن القلب ليخزن لما آل إليه أمر المسلمين .فإن المـامل لأحوال الأمة سبكى دماً بدل الدمع!!



ففى كل بلد على الإسلام دائرةٌ=ينهدُّ من هولها رضوى وثهلانُ
ذبحٌ وصلبًٌ وتقتيلٌ بأخوتِنا=كما أُعدت لتُشفِْىَ الحقدَ نيرانُ
يستصرخون ذوى الإيمانَ عِاطفةً=فلم يغثْهم بيوم الروْع أعَوانُ
فهل هذه غيْرةٌ أم هذه ضَعَةٌ=للكفر ذكرٌ وللاسلامِ نسيانُ


* فبأى عيد تفرح أيها المسلم، وبأى قلب تسعد؟! وولدك في البوسنة: قد شوى على النار ، أمام والده ولمَّا تمَّ شيُّه قطعوه قطعاً ,أجبروا أباه تحت التهديد والوعيد على أن يأكل من لحم طفله فلذة كبده وثمرِة فؤاده ، ثم بعد ذلك أطلقوا عليه النيران فَقتلوه!!

* فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!

وأخوك قد هدم بيته ، وشرد أهله ، وسلبت أرضه ، وسفكت دماؤه، ومزقت أشلاؤه.

* فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!

وأختك في البوسنة قد انتهك عرضها ..، وضاع شرفها ..، وها هى أخيراً تصرخ قائلة: أن اقتلونى ..، واقتلوا العار الذى أحمله بين أحشائي هذا هو رجاؤها الأخير بعد ما صرخت طويلاً..، طويلاً..!!

وا إسلاماه ..وا إسلاماه .. وامعتصماه

ولكن ....

* ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح.

ذبحوا الصبىَّ وأمَّه وفتاتها ذاتَ الوشاح.

وعدوا على الأعراض في انتشاء وانشراح.

يا ألف مليونٍ وأين هموا إذا دعت الجراح.

ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح.مع أنه يقول كما في الصحيحين من حديث النعمان بن البشير:«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »([4]).

فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!

وبرك الدماء وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة وتحكى المأساة فلا زالت أحداث المسرحية الهزلية المحرقة تمارسُ على خشبة المسرح العالمى..، في البوسنة ..، في الصومال ..، في كشمير..، في أوغندا ..، في الفلبين .., في بورما..، في تركستان..، في طاجكستان..، في كمبوديا..، في سيريلانكا..، في فلسطين ..، في أفغانستان..، في الجزائر ..، وأخيراً في اليمن.

ولا زال المشاهدون من جميع أنحاء العالم قابعين في مقاعدهم ، منهم من يبارك هذه التصفية الجسدية، والتفرقة العنصرية ، ومنهم من جلس يبكى ويمسح عينه بمنديل حريرى ، ولكنه ما زال قبعاً في مقعده ، ليشهد آخر فصول المسرحية!!

مُتْمْ قروناً والمُحَاق الأعمى يليه مُحاق.

أىُّ شئ في عالم الغاب نحن أدميون أم نعاج نساق.

يا قطيعاً من ألف مليون رأسٍ صار نهباً يجرى عليه السابق.

نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدَّم الدفاق.

وعلى المحصنات تبكى البواكى يا لعرض الإسلام كيف يراق.

قد هوينا لما هوت وأعدوا، وأعدوا من الردى ترياق.

واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق.

وإذا الجذر مات في باطن الأرض تموت الأغصان والأوراق.

ما الذى حدث؟ وما الذى جرى لأمة .دستورها هو القرآن ..، ونبيُها هو محمدٌ عليه الصلاة والسلام.

ما الذى غيرها وما الذى بدَّلها؟

ذلت بعد عزة..!!

وضعفت بعد قوة..!!

وجَهلت بعد علم ..!!

* وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت تقود الإنسانية بجدارة واقتدار.

* وأصبحت تتسولُ على موائد الفكر الإنسانى ، بعد أن كانت منارة تهدى الحيارى، والتائهيين، الذى أحرقهم لفحُ الهاجرِة القاتل وأرهقهم طول المشى في التيه والظلام.

* وأصبحت الأمةُ تتأرجح في سيرها بل ولا تعرفُ طريقها الذى يجبُ عليها أن تسلكه بعد أن كانت الدليلَ الحاذق في الدروب المتشابكة في الصحراء المهلكة التى لا يهتدى للسير فيها إلاَّ الأدلاء المجربون.

* أهذه هى الأمة التى وصفها الله بالخيرية في قوله سبحانه:

كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ([5])

أهذه هى الأمة التى وصفها الله بالوسطية ..!؟ فقال سبحانه:

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ([6])

أهذا هى الأمة التى وصفها الله بالوحدة..!؟ في قوله جل وعلا:

إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون

والجواب بحق وصدق:

إن البون شاسع..، وإن الفرق كبير بين الأمة التى زكاها الله في قرآنه كلَّ هذه التزكية ، وبينَ الأمةِ التى نراها الآن في واقعنا المعاصر.

فإننا نرى أُمةً عُطِّلت طاقاتها العقليةُ ..، والعمليةُ ..، والعدديةُ ..، والاقتصادية ..، بل والروحية ..، وأخلدت إلى الوحل ، والطين ..، وتركت ذروة سنام الإسلام..، ورضيت بالزرع..، وتبعت أذناب البقر.

فطمع فيها الضعيف قبل القوى، والفقير قبل الغنى ..، والذليل قبل العزيز..، والقاصى قبل الدانى ..، وسلط الله عليها ذلاً مريراً أذلها لمن كتب الله عليهم الذُّل والذِّلة، من إخوان القردة والخناذير، من أبناء يهود.

وصدق فيها قول نبيها كما في الحديث الصحيح الذى رواه أبو داود من حديث ثوبان: « يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» ([8])

والسؤال الذى يطرح نفسها بشده..

وما الذى أوصل الأمة إلى هذه الحالةِ المزرية من ضعفٍ وذلٍ؟

ما الذى أوصل الأمة إلى هذه الحالة المزرية من جهل وفرقة وهوان ؟

والجواب في قول الله جل وعلا:

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

هذه سنة ربانية ثابتة لا تتغير ، ينبغى أن تكون راسخةً في القلوب والعقول .

ولقد غيرت الأمة وبدَّلت ..، وابتعدت كثيراً ..كثيراً عن منهج الله جل وعلا.

في جانب العقيدة..، وفى جانب العبادة ..،وفى جانب التشريع..، وفى جانب الاتباع..، وفى جانب الأخلاق..، والمعاملات والسلوك.

والسؤال الذى بدأت تتعالى به أصوات المخلصين الصادقين من أبناء الطائفة المنصورة.

ما هو الحل وأين طريق الخلاص؟

والآن..!!

مع كل هذه الضربات وفى وسط تلك المؤامرات وبالرغم من وجود هذا التحديات .. بفضل رب الأرض والسموات.

بدأت الأمة تصحو من جديد..، وتعالت أصوات المخلصين الصادقين من أبناء الطائفة المنصورة التى لا يخلو منها زمان بموعود الصادق المصدوق كما في صحيح مسلم من حديث معاوية: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ » ([9])

تعالت أصوات أبناء هذه الطائفة الكريمة ومن تبعهم من شباب في ريعان الصبان وفتيات في عمر الورود تتساءل بمرارة:

فما الحل وأين طريق الخلاص؟

وهذه نقطة البداية الصحيحة

وكان الجواب حاضراً بحمد الله على ألسنة الكثيرين منهم ألا وهو :

لا طريق لهذا الأمة للخروج مما هى فيه ، من الذل ، والضعف ، والهوان ، والاستسلام، إلا أن تعود بكليتها إلى الإسلام بكماله، وشموله، وفروعه ، وأصوله.

إلى مصدر عزها ..، ونبع شرفها ..، ومعين كرامتها ..،وأصل قيادتها وسيادتها وبقائها.

وأن تعى الأمة إلى درجة اليقين هذه الحقيقة الكبيرة ، التى يعرفها أعداؤها إلى درجة اليقين.

ولكن المشكلة الحقيقة التى تواجه المخلصين الصادقين الآن هى:

كيف نعيد بناءَ الأمة من هذا الفتات المتناثر؟!!

وذلك أمر يحتاج إلى جهد كبير..، وصبر جميل… وتجرد لا ينقطع في أى مرحلة من مراحل البناء.

والحق أن ما هدم في سنوات لا يمكن مطلقاً أن يُبنى في أيام !!

ولنعلم يقينا أنه لا يمكن أن نربَّى الأمة من جديد على المنهج الربانى دفعة واحدة.

وأنه لا يمكن أيضا أن نربى كل فرد من أفراد الأمة على حده!!

وأعظم مُرَّبٍ عرفته الدينا..، وأعظمُ قائد شهدته الأرض محمد ، الذى بنى أمة من فتات متناثر، وأقام دولة أذلت الأكاسرة.. وأهانت القياصرة..، وغيرت مجرى التاريخ في فترة لا تساوى في حساب الزمن شيئاً.

هذا المربى العظيم والنبىُ الكريم لم يربَّى أمته دفعة واحدة، ولم يربى كلّ فرد من أفراد الأمة ، بل لقد كان فى أمته ضِعَافُ الإيمان ، وأهلُ المعاصي ، والذنوب ، والمعوقون والمثبطون، والمرجفون ، والمنافقون.

إذن ما الذى صنعه رسول الله ؟!

ربَّى القاعدة القوية المخلصة الصادقة ، ثم انطلقت هذه القاعدة لتربى بقية الأمة بالقدوة الصالحة الطيبة ، حينما انطلقت لتحول المنهج النظري إلى منهج حياةٍ متحركٍ في دنيا الناس.

ونحتاج اليوم لذات المنهج الذى أزال الغربة الأولى للإسلام، لنزيل به الغزبة الثانية مقتدين في ذلك بأعظم الخلق وحبيب الحق محمد ومن أقتفى أثره، واتبع هداه ، من الصحابة المهديين، ومن يتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وأستطيع في عجالة سريعة أن أضع بين أيدى حضراتكم بعض بنود هذا المنهج للعودة بالأمة إلى مكانتها.

وكلكم مسئول أما الله عز وجل عن تحويل هذا المنهج إلى واقع عملى.

لأن القول إذا خالف العمل بذر بذور النفاق في القلوب كما قال علامُ الغيوب جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ([10])

أولا- نبذ الفرقة وتوحيد الصف:

فإن الفرقة والنزاع سببٌ لذهاب الريح وتبديد القوة قال تعالى: وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ-1-

وقال سبحانه:وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَاب عَظِيمٌ ([12])

ونحن إذا نادى بنبذ الفرقة وتوحيد الصف، فإنا لا نريدها وحدة غير أصول ولا نريدها وحدةٌ تجمع شتاتاً متناقضاُ على غير حق وهدى ..كلا..!!

إنما نريدها وحدة صادقة تقوم على أصول ثابتة محدده هى :

الأصل الأول: الانتماءُ للاسلام دون سواه:

فلننبذ كل العصبيات ، والنعرات ، والقوميات ، وليكن ولاؤنا للإسلام دون سواه . ولنردد مع سلمان الفارسى قوله الجميل :


أبى الإسلام لا أب لى سواه= إذا افتخروا بقيس أو تميم





الأصل الثاني: توحيد مصدر الهداية والتشريع:

ومصدر الهداية والتشريع هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وحينئذ فقط توحد العقيدة وتُصفى وتُوحدُ الشريعة وتُنقى .

ثانيا- إعداد الكوادر الإسلامية المتخصصة

في كل مجالات الحياة التى تنطلق من فهم دقيق ووعى عميق بالإسلام الشامل الكامل لتحول هذا الإسلام إلى منهج حياة..، وواقع متحرك ..، ولتسير شئون الحياة في كل نواحيها من منظور الإسلام.

وهذا أمر عملى خطير ، ولا يمكن على الإطلاق أن يتم إلا على أيدى هذه الكوادرِ المسلمة الداعية التى تشهد للإسلام شهادة عملية بعد أن شهدت له من قبل شهادة قولية .

ثالثا- السعى الجاد لبناء الأخلاق الإسلامية:

وقد يقال إننا في حاجة إلى علم وتقدم مادى، وسلاح ، ونحن نقر هذا ، ولكننا لعلى يقين جازم أن هذا كله بدون بناء أخلاقى لا قيمة له..، بل قد يعود علينا بالهلاك ، والضرر ، والدمار.

فهذا مهندس مؤتمن على مشاريع الأمة لا يتقى الله، ولا يعرف إلا الغش ، ولا يفكر إلا فى المال، فماذا تكون النتيجة.

انهيار رهيب لمئات البيوت، ومِنْ ثَمَّ قتل وتشريد. وهكذا فلننظر إلى جميع من ولاَّهم الله المسئولية في هذه الأمة وقد تحرروا من الأخلاق وتجردوا من الفضيلة ، إلا من رحم الله جل وعلا وماذا تكون النتيجة ؟!!

إذن لابد أن تُقيد كل ُ هذه المقومات بأخلاق الإسلام.

يتبع.

تحياتي

الهزبر
2007-12-19, 01:49 AM
السلام عليكم

مواصلة لخطبة محمد حسان عن العيد..

رابعا- كن إيجابيا ولا تكن سلبيا:

فأنت على ثغر من ثغور الإسلام لأننا نرى سلبية قاتله لا مبرر لها ، من منطلق فهم مغلوط لقول الله جل وعلا:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ([13])

وقديماً خشى صدَّيقُ الأمة الأكبر رضى الله عنه هذه السلبية الناتجة عن هذا الفهم المغلوط فقام في الناس خطيباً ليوضح لهم المعنى الصحيح لهذه الآية الكريمة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها وإنى سمعت رسول الله يقول:«إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِ من عنده» ([14])

فإذا قمت بأداء واجبك فأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودعوت إلى الله بالحكمة البالغة ، والموعظة الحسنة ، لم يضركم بعد ذلك ضلال الضلال.

فهيا تحرك أيها المسلم لهذا الدين ، واحمل همَّه في قلبك ..، لا تأكل ملأ بطنك ولا تنم ملء عينيك..، ولا تضحك ملء فمك..، وكأن الأمرَ لا يعنيك!!!

فهيا تحرك فلقد جاء دورك أيها العملاق الحنون، هيَّا قُمْ ودثَّر العالَم كلَّه ببرْدِتك ذات العبقِ المحمدى.

هيا ضمًّ العالمَ إلى صدركِ..، وأسمعه خفقات قلبك الذى وحدَّ الله.

هيا قم واسق الدنيا كأس الفطرة ..، لتحيا بعد موات ..، ولتروى بعَد ظمأ ..، ولتُهدى بعد ضلال.

هيا قم أيها الموحد .. لتؤدى دورك الذى من أجله خلقك الله جل وعلا، ولتجمع العلام بعد شتات .. ولتمزق غشاوة الكفر، والكيد الشيطاني بشعاع النورِ القرآنى النبوى.

هيا فلقد جاء دورك أيها الموحد لله جل وعلا.

ومَن أروع ما قله المفكر الشهير شبنجلز في كتابه «سقوط الحضارة» يقول:

«إن للحضارة دورات فلكية تغرب هنا لتشرق هناك، وإن حضارة جديدة أوشكت على الشروق في أروع صورة هى حضارة الإسلام ، الذى يملك أقوى قوة روحانية عالمية نقية».

بل إنه دين الأمن ، والأمان ، والرخاء ، والاستقرار، واسألوا اليهود والنصارى الذى عاشوا في كنفه، وتحت ظلاله الوارفة.

وأخيراً أيها الأحباب فبقلبٍ ملؤه اليقين وِبَلُغَةٍ يحدوها الأمل أقول:

إن المستقبل لهذا الدين رغم كيد الكافرين.

وهاهى كتائب الصَّحوة الإسلامية تتوالى تترى في كل بقاع الدنيا رغم كل هذا الضربات المتلاحقة لتثبت للأعداء المتربصين : أن شجرة الدعوة تنمو بين الصخور .. ،وأن ماء الدعوة يسرى بين الحجارة!!

ونحن لا نقول ذلك رجماً بالغيب ..، ولا من باب الأحلام الوريدة لتسكين الآلام وتضميد الجراح ..كلا.

ولكنه القرآن الكريم يتحدث ..، والصادق الأمين يبشر ..، والتاريخ ، والواقع يشهدان.

يقول الله جل وعلا: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ([15]) ويقول سبحانهإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ16])

ويقول عز وجل: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ([17])

وفى الحديث الذى رواه أحمد والبزار والطبرانى في الأوسط وهو حديث حسن من حديث حذيفة بن اليمان قال : «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا »

ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ »([18])

فإن الإسلام قادم لأنه الدين الذى ارتضاه الله للبشرية كلها وإن تأخر النصر فوعد الله لا يخلف.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة ، وبعد الموت جنة وضواناَ

ً.. الدعاء


--------------------------------------------------------------------------------

(*) خطبة عيد الأضحى لعام 1414هـ بإستاد المنصور الرياضى

([1]) سورة آل عمران: 102.

([2]) سورة النساء:1.

([3]) سورة الأحزاب:70 - 71.

([4]) متفق عليه :[ ص.ج: 5849]، رواه البخارى (10/366) في الأدب،ومسلم(2586) في البر والصلة.

([5]) سورة آل عمران :110.

([6]) سورة البقرة:143.

([7]) سورة الأنبياء:92.

([8]) صحيح[ ص.ج: 8183]، أخرجه أبو داود رقم (4297) فى الملاحم ، ورواه أحمد(5/278) انظر الصحيحة رقم (958)

([9]) متفق عليه :[ ص.ج: 7290]، رواه البخارى(13/350) في الاعتصام، ومسلم رقم (1037) في الزكاة، ورقم (1925) في الإمارة ، وأبو داود رقم (4252) في الفتن، والترمذى رقم (2177،2230) في الفتن

([10]) سورة الصف:3،2

([11]) سورة الأنفال: 46

([12]) سورة آل عمران:105

([13]) سورة المائدة:105

([14]) صحيح[ الصحيحة: 1671، المشكاة: 5142، الطحاوية:777] رواه أحمد وأبو داود والترمذى.

([15]) سورة الصف:8

([16]) سورة الأنفال: 36

([17]) سورة النور: 55

([18]) صحيح[ الصحيحة:5]، ورواه أحمد(4/273)

ossama
2007-12-19, 02:42 AM
فما الحل وأين طريق الخلاص؟

وهذه نقطة البداية الصحيحة


وكان الجواب حاضراً بحمد الله على ألسنة الكثيرين منهم ألا وهو :

لا طريق لهذا الأمة للخروج مما هى فيه ، من الذل ، والضعف ، والهوان ، والاستسلام، إلا أن تعود بكليتها إلى الإسلام بكماله، وشموله، وفروعه ، وأصوله.

بارك الله فيك أخي الهزبر علي هذه الخطبة الرائعه وسلمت يداك ووجه الله قمك سيفا علي رقاب أعداء الاسلام . . . صدقا بارك الله فيك ولا حرمنا الله من قلمك .

ذو الفقار
2007-12-19, 03:23 PM
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

فلنكون من الذين امنوا وعملوا الصالحات وننتظر وعد الله فان وعد الله حق


لا طريق لهذا الأمة للخروج مما هى فيه ، من الذل ، والضعف ، والهوان ، والاستسلام، إلا أن تعود بكليتها إلى الإسلام بكماله، وشموله، وفروعه ، وأصوله.
أشرحتم صدرى بما ارى ما تكتبون

فعلا ان لله رجال فى كل زمان

شكرا على موضوعك القيم يا أخى الهزبر
حياك الله ورعاك

الهزبر
2008-02-03, 01:06 PM
السلام عليكم.

شكرا للاخوة المارين من الموضوع المعطرين له بحسن اخوتهم وطيب ردودهم.

الهزبر
2008-02-03, 01:08 PM
السلام عليكم.

محاضرة للشيخ ابي اسحق الحويني نفعنا الله بعلمه على اجزاء. ارجو ان نستفيد منها.

حق النبي على امّته.

حق النبي على أمته

إن للنبي صلى الله عليه وسلم حقوقاً كثيرة على أمته، وهي عظيمة لعظم صاحبها، فمن هذه الحقوق محبته، وتعظيمه، والاقتداء بسنته، والدفاع عنه وعن سنته، وعدم الاعتراض على ما جاء به، وليعلم أن السنة وحي أنزل على نبينا لبيان ما أجمله القرآن، فالواجب علينا المحافظة على هذا الدين بتعلمه وتفهمه وفق مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، ومواجهة أهل البدع والأهواء الذين يشككون في دين الله، وينكرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

يتبع

الهزبر
2008-02-03, 01:13 PM
السلام عليكم.

سنة الدفع وتعلقها بحق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته



إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار. إن الله تبارك وتعالى ذكر سنة الدفع في آيتين من القرآن العزيز، كلاهما في معرض القتال، قال تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة:251]، وجاءت هذه الآية بعد القتال الذي دار بين جالوت وبين داود . وفي الموضع الثاني من سورة الحج قال تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:39-40]. سنة الدفع من أهم السنن الكونية التي ترتهن الأمم بها، وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ [البقرة:251]، أي: لابد أن يتدافعوا ولابد أن يقتتلوا، لكن هناك فارق؛ فإن الله عز وجل جعل قوة الحق ذاتية فيه، قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ [الأنبياء:18]، فالحق قذيفة، يحمل أسباب القوة في ذاته، لكنه يحتاج إلى مسدد، ومن قوة الحق أنه يتوجه إلى كبد الباطل وإلى دماغه، لا يتوجه إلى العضلة ولا إلى الكتف، وإنما إلى الدماغ، ولذلك قال تعالى: (فَيَدْمَغُهُ) يدمغه نستفيد منها فائدتين: الفائدة الأولى: أنها تصيب دماغه، والمرء إذا أصيب دماغه لا يعيش. ثانياً: فيه معنى الدمغ، الختم، أي أن الذي يصيبه الحق يصاب بدمغٍ وعلامةٍ ظاهرةٍ يظهر منها أنه مبطل، والباطل زاهق، لا روح له ولا نفس. فمن الفوائد التي يستفيدها الناس من سنة الدفع أن نرجع فنغير بعض الأبجديات، التي يظن كثيرٌ من الناس أنه على علم بها، وإذا به بسبب سنة الدفع يعلم أنه لم يكن عالماً بما كان يقدر في نفسه أنه يعلمه. الشهادة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.. ما معناها؟ كثيرٌ من الناس يظن في نفسه أنه يفهم معنى الشهادة، وهو لا يفهمها؛ لأنه ورثها، ولا نشترط ولا نقول: إن الإيمان لا يكون إلا على سبيل التفصيل.. لا، بل يقبل إيمان العامي جملةً، والتفصيل بحسب الأنفس وحسب الأشخاص، لا نشترط أن يقف كل مسلمٍ على حقائق الدين ويعلم الأدلة، ويعلم النواقض ويعلم الردود، إنما يكفي الإيمان المجمل. ......

يتبع

الهزبر
2008-02-03, 01:15 PM
السلام عليكم.

معنى شهادة أن محمداً رسول الله



ينبغي أن يعلم المسلم الذي يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أن الشطر الثاني من الشهادة، وهو قولنا: محمد رسول الله، معناه: أن لا متبوع بحقٍ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شريك له في الاتباع، وأي عالمٍ يأتي بعده إنما نطيعه لطاعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الأصل، وقد أجمع أهل العلم على أن الرد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته إليه، وبعد مماته إلى سنته؛ حتى تقوم الحجة على كل الخلائق الذين يأتون من بعده عليه الصلاة والسلام، وهذا شيءٌ لا نعلم أحداً خالف فيه: أن الرد إلى النبي عليه الصلاة والسلام بعد مماته يكون إلى سنته. فترى كيف نقلت هذه السنة؟ وهل يمكن لأحدٍ أن يطعن عليها؟......

يتبع

الهزبر
2008-02-03, 01:16 PM
السلام عليكم.

كيفية نقل السنة النبوية واهتمام الصحابة ومن بعدهم بذلك



نقول بملء الفم: إنه لم يحظ نبيٌ قط من أنبياء الله بعشر معشار ما حظي به نبينا عليه الصلاة والسلام، ولا نعلم نبياً رزق بأصحابٍ أوفياء نقلوا كل شيءٍ عنه؛ لتتم الأسوة به غير نبينا عليه الصلاة والسلام، فما من بابٍ من أبواب العلم إلا وفيه أثر، مهما دق، حتى فيما يفعله الناس فطرة، ولا يحتاجون فيه إلى تعليم، كقضاء الحاجة مثلاً، قال اليهود لـسلمان رضي الله عنه: (إن نبيكم علمكم كل شيءٍ حتى الخراءة؟ قال: نعم، علمنا: أنه إذا دخل أحدٌ الخلاء ألا يمس ذكره بيمينه، وأن يستطيب بثلاثة أحجار)، حتى في مثل هذا الأمر، حتى في إتيان الرجل شهوته، حتى في الأكل والشرب ما ترك شيئاً، وكانت أعينهم (كالكاميرا المسجلة) يقولون: (كنا نعرف قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر باضطراب لحيته) وحتى لما قرأ في سورة المؤمنون فجاء ذكر موسى وهارون سعل سعلةً فركع، أنه سعل سعلةً فركع. ويخرج جابر بن سمرة خصيصاً من بيته في ليلةٍ قمراء ليعقد مقارنةً بين القمر وبين وجه النبي عليه الصلاة والسلام، وخرج من بيته لأجل هذا، يقول: (خرجت في ليلةٍ قمراء إضحيان -كان القمر تاماً- فجعلت أنظر إلى القمر تارة، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارة، فكان في عيني أجمل من القمر)، ويسجل مثل هذا الحب. ولهم في ذلك أعاجيب في مسألة النقل، بحيث أن الأمر كما قال أبو ذر رضي الله عنه: ما من طائرٍ يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونقلوا السنة على أوثق راءٍ من الإحكام والاتصال في السند، والدقة في الضبط والحفظ. فالنصارى لا يصلون إلى عيسى عليه السلام بإسنادٍ متصلٍ أبداً، ولا يصلون إلى أصحاب نبيٍ أصلاً، والانقطاع في الأسانيد عندهم قد يصل إلى مائة عام، انقطاع بين الرجل وبين شيخه، بين الذي تلقى عنه الكلام، قد يصل الانقطاع إلى مائة عام، إنما نحن معاشر المسلمين نقلنا سنة نبينا عليه الصلاة والسلام على أوثق القواعد العلمية، وتعب العلماء في تقريب هذه القواعد كعادة الأصول، الأصول مثلها كمثل هذا الجدار في الترابط والتماسك والقوة، فكل عالم يضع لبنة ويمضي، فهذا الجدار ليس نتاج فكر عالم واحد، إنما هو نتاج فكر مئات؛ بل ألوف العلماء الأذكياء، النابهين، فنقلوا السنة، ووضعوا لنا الشروط والضوابط لقبول الأفراد.......

يتبع

الهزبر
2008-02-03, 01:20 PM
السلام عليكم.

معارضة السنة بالعقل ومعارضته لها



مما يدعو للأسف أن الخلائف عندما جاءوا لم يكلفوا أنفسهم النظر فيما حققه الأسلاف! يا ليتهم نظروا، لكنهم طرحوا هذه الجهود وراء ظهورهم، وطفقوا يعترضون على السنة، كلما نقل إليهم كلام لا يستسيغونه، جعلوا عقولهم حاكمةً على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وابتكروا أشياء هم لا ينفذونها في واقع حياتهم. يقولون مثلاً: أخبار الآحاد لا تقبل في العقيدة، مع أنهم يقبلون أخبار الآحاد من الكافرين، هذا الذي ينكر الشفاعة الآن، كونها جاءت عن طريق الآحاد، وهذا ليس من مذهب أهل السنة والجماعة، إنما هو مذهب المعتزلة، الذين يخلدون المذنبين أهل الكبائر في العذاب، ويحتجون بحجج واهية قد رد عليها أهل السنة، وما تركوا قولاً لقائل، وأتوا على بنيانهم من القواعد، فيأتي هذا الآن في الوقت الحاضر فيعرض أدلة المعتزلة يحسب أن أهل السنة لم يردوا عليها. لو أن هذا الإنسان أو غيره من المعترضين على السنة بعقولهم، أصيب بمرض وسافر إلى بلاد الغرب، فقال له الطبيب: أنت مريض بالمرض الفلاني، وأنت ستخضع لعلاج مكثف، وتأخذ الأدوية الفلانية، ترى: هل يقول له: أنت طبيب واحد -يعني: أنت فرد- ومن الممكن أن تخطئ في التشخيص، فلو سمحت ائتني بثلة من العلماء الأطباء -عشرين طبيباً، أو ثلاثين طبيباً- ممن يقع بهم التواتر، ويقولون: إنني مريض بالعلة الفلانية؛ حتى أسلِّم لك..! هل سمعتم بهذا في العالمين: أن رجلاً ذهب إلى طبيب، فقال له: أنا لا أقبل كلامك، حتى تأتيني بأطباء يبلغ عددهم حدَّ التواتر، ولا يجوز عليهم الخطأ؛ حتى أقتنع بكلامك، وآخذ العلاج..؟ ما علمنا أن أحداً قال هذا الكلام..! فلماذا يقولونه في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؟! وهذا الذي قال له: أنت مريض بالمرض الفلاني رجلٌ كافر، يعني لا ينعقد به خبر، فضلاً عن أن ينعقد به اليقين، ومع ذلك يسلِّمون له، فإذا اعترضنا عليهم بهذا القول اتهمونا بالجهل، وأنه لم يقل أحدٌ بقولنا. ثم يجوزون الأشياء العقلية التي لم يجر عمل الناس عليها، يجوزونها في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، ويأبونها في كلام الناس وفي أخبار الناس، فمثلاً: هل هناك امرأة معصومة بالنص من الزنا أي امرأة كانت؟! غير النساء اللاتي برأهن الله تعالى وعصمهن من الزنا، نحن نقول: إن العفيفات كثيرات، لكن قد تكون عفيفة وتزل مرة -وهي عفيفة-، وهذا الخطأ قد يرتكب بسبب ضعف الإيمان، ومع ذلك لا يزيل الخطأ اسم الإيمان عنها، فأي امرأةٍ في الدنيا ممكن عقلاً أن تزني، وليس هناك دليل على عصمة هذه المرأة ويستحيل منها الزنا.. السؤال: أليس من الجائز أن يكون الولد الذي تعتقد في نفسك أنه ولدك، يكون ولد رجل آخر أتت به المرأة؟ نحن الآن نتكلم بالعقل مثلما يتكلمون في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا الذي يتكلم في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام بهذا العقل المجرد، لو أني قلت له: إن هذا الولد الذي ينسب إليك في الهوية -في البطاقة وفي الأوراق الرسمية- ليس ولدك عقلاً، احتمال أن تكون امرأتك زنت، وهي ليست معصومة من الزنا؛ لأنكر ذلك أشد الإنكار، ولجزم أن امرأته عفيفة، ونحن لا ننكر ذلك، لكن نقول: عقلاً يجوز للمرأة أن تزني، وعقلاً يجوز لأي رجل أن يشك في نسب ولده، لكن هل جرى هذا الكلام بين الناس؟ لم يجر. المرأة تلد الولد ابن سبعة أشهر، ابن ثمانية أشهر، يقول الأطباء: إنه يلزمه أن يدخل الحضانة لمدة شهر، حضانة فيها عشرات الأطفال، فأول ما يولد الولد قبل أن تتحقق من شكله، وقبل أن تعرف أن هذا ولدك تضعه في الحضانة، ويكون له رقم، أليس من الجائز أن تخطئ الممرضة فتأتيك بولدٍ ليس هو ولدك، أو هذا مستحيل؟ جائز عقلاً أم لا؟ جائز عقلاً، فكيف ساغ لك أن تسلم لهذه الممرضة مثل هذا الأمر الخطير، وتأخذ الولد مسلِّماً ومطمئناً مائة بالمائة أنه ولدك، مع أنه جائز عقلاً أن تخطئ الممرضة فتأتيك بغير ولدك. لماذا لا يعمل بهذا؟ مع وجود الفساد العريض المترتب عليه، فلماذا يأخذون هذا الجواز العقلي ويجعلونه في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، يا ليتهم استضاءوا بكلام أهل العلم الأوائل، لكن يأتون بأدلة المعتزلة في إنكار الشفاعة مع أن أهل السنة والجماعة قد ردوا على المعتزلة، أراد أن يعيدها جذعة مرةً أخرى في زمن انتشر فيه الجهل، بحيث قد أصبح الناس لا يعرفون من الدين إلا قليلاً، فتراه يأتي بالآيات المطلقة التي خصصت بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول: أن لا شفاعة لأحد، إنما هي لله، ويستدل بهذه الآيات يقول تعالى: وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ [البقرة:48]، فهذا نصٌ في عدم قبول الشفاعة على الإطلاق، وقال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر:18]، وقال عز وجل: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48]، وقال سبحانه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ [السجدة:4]، وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ [الأنعام:70]، ويأتي بهذه الآيات، ويقول: هذه الآيات فيها دليلٌ على أن الشفاعة لا تكون لأحد. فنقول من القرآن: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255] أين ذهبت هذه الآية، وهذا دليلٌ واضح على أن الله يأذن لبعض الناس أن يشفعوا وقال عز وجل: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم:26]، إذاً سيأذن لبعض عباده، ويرضى عن شفاعتهم، وقال تعالى: وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ [سبأ:23]، إذاً هناك استثناء، وهناك إذن بالشفاعة لمن شاء سبحانه. لماذا طويت هذه الآيات؟ ولماذا لم تبين وتوضع بجانب الآيات الأخرى..؟ هذا هو المكر، ينقلون شيئاً ويتركون أشياء، وقد أجمع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على قبول الأحاديث المتكاثرة، التي بلغت درجة التواتر العلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع، وأن المؤمنين يشفعون، وأن الشهداء يشفعون، ووردت في ذلك أحاديث صحيحة، فما هي المصلحة أن يأتي رجل على طائفة من الأخبار ويأخذها ويترك ما عداها؟ هذه فتنةٌ قديمة أطلت برأسها الآن وقد دحرها أهل العلم قديماً، وانتهت، ثم بدأت تعود جذعةً مرةً أخرى، والسبب في ذلك: غياب حرس الحدود، العلماء الرسميون ليس لهم رد فعل حتى الآن، مع أن هذا العفن يطفح يومياً على صفحات الجرائد والمجلات، وليس هناك رد فعل، وينبغي أن تصان عقائد الناس، ولا يسمح لهؤلاء أن يتكلموا إلا بشهادة تخصص، لماذا يتكلم الكل في دين الله عز وجل، ولا يحترمون أهل التخصص؟ العلماء هم الذين يقولون: هذا مستحب.. هذا واجب.. هذا مباح.. هذا مكروه.. هذا حرام.. هذا حقهم وملكهم، ومع ذلك يريدون أن ينتزع هذا الحق منهم، ويقولون: الحق هذا يذهب للأطباء، مع العلم أن الطبيب لا يجوز له أن يقول: هذا حرامٌ شرعاً أو هذا حلالٌ شرعاً، لا يجوز له ذلك. الختان فيه أحاديث، وطالب الأزهر من يوم أن أنشئ وهو يقرأ في كتاب الطهارة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل) ختان الرجل وختان المرأة. وفي صحيح البخاري : (اختتن إبراهيم بالقدوم لما بلغ ثمانين عاماً) ونحن مطالبون بملة إبراهيم ، ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:123]، فملة إبراهيم تلزم المؤمنين جميعاً رجالاً ونساءً، فإذا كان إبراهيم عليه السلام اختتن بالقدوم، فهذا فيه مشروعية الختان للرجال والنساء معاً، إذ الأدلة تعم الرجال والنساء، ولا يقال: هذا للرجال دون النساء إلا بدليل، كأن يقال: ثبت الدليل أن النساء لا يشرع في حقهن الختان. فلما نقلوا هذا إلى غير أهل التخصص أغرى ذلك الجهلة بخطوة أخرى مما جعل امرأة قد بلغت من العمر سبعين سنة، تقول في مقال لها: وبعد أن كسبنا الجولة الأولى في استصدار قانون بتحريم ختان النساء، فأنا الآن أطالب بمنع ختان الرجال. ليس عندها حياء، حتى لو كان لها وجه، ليس عندها حياء حيث تقول: أطالب بمنع ختان الرجال، ومن ثم تتكلم أن هذا أصلاً يؤثر على المسألة الجنسية..! امرأة بلغت من العمر سبعين سنة، ما هذا الهوان الذي بلغناه؟! هذا معناه أنها ترتفع على كل رجل يحمل العلم الشرعي في هذا البلد، ومع ذلك لم تعاقب المرأة، ولا قيل لها: لقد تعديت الحدود، كيف تطالبين بمنع ختان الرجال، ولم يرد عليها المهتمون بالشريعة، بل أول من رد عليها الأطباء، لأنهم يعتقدون أن هذا من تخصصهم، مع أنه من خصائص أهل الشريعة بالدرجة الأولى. إن عمل وفعل هؤلاء الملبسة أغرى كثيراً من الجهلة في أن يطعنوا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وبدءوا يأتون بالأحاديث التي لا يفهمونها، ولا يعرفون وجهها، ويعترضون عليها، وأسهل شيء عندهم هو أن يقول لك: هذا مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام. ولو أتيتهم بكل آية لم يؤمنوا؛ لأنه ليس لديهم منهج علمي يتحاكمون إليه، اعلم أن الأخبار تقوم على الصدق والكذب، فالصادق يقبل خبره، والكاذب يرد خبره، والمتوهم نتوقف في خبره حتى نتأكد أنه محق، هنا الضابط العام لقبول الأخبار، فهؤلاء إذا جاء حديث بسندٍ واحد، هذا الحديث كأن يكن في سنده مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر، وهذا إسناد كالشمس، مالك بن أنس الإمام العلم، ونافع مولى ابن عمر ، وابن عمر صاحب النبي عليه الصل......

يتبع