الهزبر
2007-12-19, 11:29 PM
السلام عليكم.
ملحمة فتح عمورية كما خلدها ابو تمام بشعره.
السيف أصدق أنباءً من الكتب=في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في=متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً=بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية بل أين النجوم وما=صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأكاذيباً ملفقة=ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً=عنهن في صفر الأصفار أو رجب
وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ=إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
وصيروا الأبراج العليا مرتبة=ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ=ما دار في فلكٍ وفي قطب
لو بنيت قط أمراً قبل موقعه=لم تخف ما حل بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به=نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
فتح تفتح أبواب السماء له=وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت=عنك المنى حفلاً متسولة الحلب
أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ=والمشركين ودار الشرك في صبب
أم لهم لو رجوا أن تفتدي جعلوا=فداءها كل أمٍ برةٍ وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها=كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب
بكرٌ فما اقترعتها كف حادثهٍ=ولا ترقت إليها همة النوب
من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد=شابت نواصي الليالي وهي لم تشب
حتى إذا مخض الله السنين لها=مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
أتتهم الكربة السوداء سادرةً=منها وكان اسمها فراجة الكرب
جرى لها الفأل برحاً يوم أنقرةٍ=إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت=كان الخراب لها أعدى من الحرب
كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ=قاني الذوائب من آني دمٍ سرب
بسنة السيف، والحناء من دمه=لا سنة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها=للنار يوماً ذليل الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى=يشله وسطها صبحٌ من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت=عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ضوءٌ من النار والظلماء عاكفةٌ=وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت=والشمس واجةٌ من ذا ولم تجب
تصرح الدهر تصريح الغمام لها=عن يوم هيجاء منها طاهرٍ جنب
لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على=بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عزب
ما ربع مية معموراً يطيف به=غيلان أبهى ربىً من ربعها الخرب
ولا الخدود وقد أدمين من خجلٍ=أشهى إلى ناظري من خدها الترب
سماجةٌ غنيت منا العيون بها=عن كل حسنٍ بدا أو منظرٍ عج
وحسن منقلبٍ تبدو عواقبه=جاءت بشاشته من سوء منقلب
لو يعلم الكفر كم من أعصرٍ كمنت=له العواقب بين السمر والقضب
تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ=لله مرتقبٍ في الله مرتغب
ومطعم النصر لم تكهم أسنته=يوماً ولا حجبت عن روح محتجب
لم يغز قوماً ولم ينهد إلى بلدٍ=إلا تقدمه جيشٌ من الرعب
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا=من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب
رمى بك الله برجيها فهدمها=ولو رمى بك غير الله لم يصب
من بعد ما أشبوها واثقين بها=واللهم مفتاح باب المعقل الأشب
وقال ذو أمرهم: لا مرتعٌ صددٌ=للسارحين وليس الورد من كثب
أمانياً سلبتهم نجح هاجسها=ظبي السيوف وأطراف القنا السلب
إن الحمامين من بيضٍ ومن سمرٍ=دلوا الحياتين من ماءٍ ومن عشب
لبيت صوتاً زبطرياً هرقت له=كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغور المستضامة عن=برد الثغور وعن سلسالها الحصيب
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً=ولو أجبت بغير السيف لم تجب
حتى تركت عمود الشرك منقعراً=ولم تعرج على الأوتاد والطنب
لما رأى الحرب رأي العين توفلسٌ=والحرب مشتقة المعنى من الحرب
غدا يصرف بالأموال جريتها=فعزه البحر ذو التيار واللجب
هيهات زعزعت الأرض الوقور به=عن غزو محتسبٍ لا غزو متكسب
لم ينفق الذهب المربي بكثرته=على الحصى و به فقرٌ إلى الذهب
إن الأسود، أسود الغاب همتها=يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
ولى وقد ألجم الخطي منطقه=بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخب
أحذى قرابينه صرف الردى ومضى=يحثث أنجى مطاياه من الهرب
موكلاً بيفاع الأرض يشرفه=من خفة الخوف لا من خفة الطرب
إن يعد من حرها عدو الظليم فقد=أوسعت جاحمها من كثرة الحطب
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت=جلودهم قبل نضج التين والعنب
يا رب حوباء لما اجتث دابرهم=طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب
ومغضبٍ رجعت بيض السيوف به=حي الرضا من رداهم ميت الغضب
والحرب قائمةٌ في مأزقٍ لججٍ=تجثو الكماة به صغراً على الركب
كم نيل تحت سناها من سنا قمرٍ=وتحت عارضها من عارضٍ شنب
كم كان في قطع أسباب الرقاب بها=إلى المخدرة العذراء من سبب
كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً=تهتز من قضبٍ تهتز في كثب
بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت=أحق بالبيض أتراباً من الحجب
خليفة الله جازى الله سعيك عن=جرثومة الدين والإسلام والحسب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها=تنال إلا على جسرٍ من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ=موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها=وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم=صفر الوجوه وجلت أوجه العرب
ارجو ان نكتب يوما ملحمة طرد اليهود وتشريدهم.
تحياتي
ملحمة فتح عمورية كما خلدها ابو تمام بشعره.
السيف أصدق أنباءً من الكتب=في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في=متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً=بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية بل أين النجوم وما=صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأكاذيباً ملفقة=ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً=عنهن في صفر الأصفار أو رجب
وخوفوا الناس من دهياء مظلمةٍ=إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
وصيروا الأبراج العليا مرتبة=ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ=ما دار في فلكٍ وفي قطب
لو بنيت قط أمراً قبل موقعه=لم تخف ما حل بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به=نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
فتح تفتح أبواب السماء له=وتبرز الأرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت=عنك المنى حفلاً متسولة الحلب
أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ=والمشركين ودار الشرك في صبب
أم لهم لو رجوا أن تفتدي جعلوا=فداءها كل أمٍ برةٍ وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها=كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب
بكرٌ فما اقترعتها كف حادثهٍ=ولا ترقت إليها همة النوب
من عهد إسكندرٍ أو قبل ذلك قد=شابت نواصي الليالي وهي لم تشب
حتى إذا مخض الله السنين لها=مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
أتتهم الكربة السوداء سادرةً=منها وكان اسمها فراجة الكرب
جرى لها الفأل برحاً يوم أنقرةٍ=إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت=كان الخراب لها أعدى من الحرب
كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ=قاني الذوائب من آني دمٍ سرب
بسنة السيف، والحناء من دمه=لا سنة الدين والإسلام مختضب
لقد تركت أمير المؤمنين بها=للنار يوماً ذليل الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى=يشله وسطها صبحٌ من اللهب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت=عن لونها وكأن الشمس لم تغب
ضوءٌ من النار والظلماء عاكفةٌ=وظلمةٌ من دخانٍ في ضحىً شحب
فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت=والشمس واجةٌ من ذا ولم تجب
تصرح الدهر تصريح الغمام لها=عن يوم هيجاء منها طاهرٍ جنب
لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على=بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عزب
ما ربع مية معموراً يطيف به=غيلان أبهى ربىً من ربعها الخرب
ولا الخدود وقد أدمين من خجلٍ=أشهى إلى ناظري من خدها الترب
سماجةٌ غنيت منا العيون بها=عن كل حسنٍ بدا أو منظرٍ عج
وحسن منقلبٍ تبدو عواقبه=جاءت بشاشته من سوء منقلب
لو يعلم الكفر كم من أعصرٍ كمنت=له العواقب بين السمر والقضب
تدبير معتصمٍ بالله منتقمٍ=لله مرتقبٍ في الله مرتغب
ومطعم النصر لم تكهم أسنته=يوماً ولا حجبت عن روح محتجب
لم يغز قوماً ولم ينهد إلى بلدٍ=إلا تقدمه جيشٌ من الرعب
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا=من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب
رمى بك الله برجيها فهدمها=ولو رمى بك غير الله لم يصب
من بعد ما أشبوها واثقين بها=واللهم مفتاح باب المعقل الأشب
وقال ذو أمرهم: لا مرتعٌ صددٌ=للسارحين وليس الورد من كثب
أمانياً سلبتهم نجح هاجسها=ظبي السيوف وأطراف القنا السلب
إن الحمامين من بيضٍ ومن سمرٍ=دلوا الحياتين من ماءٍ ومن عشب
لبيت صوتاً زبطرياً هرقت له=كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغور المستضامة عن=برد الثغور وعن سلسالها الحصيب
أجبته معلناً بالسيف منصلتاً=ولو أجبت بغير السيف لم تجب
حتى تركت عمود الشرك منقعراً=ولم تعرج على الأوتاد والطنب
لما رأى الحرب رأي العين توفلسٌ=والحرب مشتقة المعنى من الحرب
غدا يصرف بالأموال جريتها=فعزه البحر ذو التيار واللجب
هيهات زعزعت الأرض الوقور به=عن غزو محتسبٍ لا غزو متكسب
لم ينفق الذهب المربي بكثرته=على الحصى و به فقرٌ إلى الذهب
إن الأسود، أسود الغاب همتها=يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
ولى وقد ألجم الخطي منطقه=بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخب
أحذى قرابينه صرف الردى ومضى=يحثث أنجى مطاياه من الهرب
موكلاً بيفاع الأرض يشرفه=من خفة الخوف لا من خفة الطرب
إن يعد من حرها عدو الظليم فقد=أوسعت جاحمها من كثرة الحطب
تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت=جلودهم قبل نضج التين والعنب
يا رب حوباء لما اجتث دابرهم=طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب
ومغضبٍ رجعت بيض السيوف به=حي الرضا من رداهم ميت الغضب
والحرب قائمةٌ في مأزقٍ لججٍ=تجثو الكماة به صغراً على الركب
كم نيل تحت سناها من سنا قمرٍ=وتحت عارضها من عارضٍ شنب
كم كان في قطع أسباب الرقاب بها=إلى المخدرة العذراء من سبب
كم أحرزت قضب الهندي مصلتةً=تهتز من قضبٍ تهتز في كثب
بيضٌ إذا انتضيت من حجبها رجعت=أحق بالبيض أتراباً من الحجب
خليفة الله جازى الله سعيك عن=جرثومة الدين والإسلام والحسب
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها=تنال إلا على جسرٍ من التعب
إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ=موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها=وبين أيام بدرٍ أقرب النسب
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم=صفر الوجوه وجلت أوجه العرب
ارجو ان نكتب يوما ملحمة طرد اليهود وتشريدهم.
تحياتي